آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:59ص

ملفات وتحقيقات


لماذا تراجعت حكومة بريطانيا عن دفع 60مليون جنيه إسترليني .. وكيف استطاع الرئيس الشعبي التغلب عن العجز في الموازنة المالية ؟

الأربعاء - 16 سبتمبر 2020 - 12:35 م بتوقيت عدن

لماذا تراجعت حكومة بريطانيا عن دفع 60مليون جنيه إسترليني .. وكيف استطاع الرئيس الشعبي التغلب عن العجز في الموازنة المالية ؟

(عدن الغد)خاص:

"عدن الغد " تنفرد بنشر مذكرات ( ذاكرة وطن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 1967-1990) للرئيس علي ناصر محمد : الحلقة ( التاسعة عشر ).

متابعة وترتيب / الخضر عبدالله :

تنفرد ( عدن الغد ) بصحيفتها الورقية وموقعها اللالكتروني بنشر أبرز وأهم المذكرات االتي سبق لــ" عدن الغد " أن قامت بنشر ها ( ذاكرة وطن - والطريق إلى عدن - القطار .. رحلة إلى الغرب- وعدن التاريخ والحضارة ) للرئيس علي ناصر محمد .

وفي هذه المرة ستقوم " عدن الغد " بنشر مذكرات جديدة من حياته ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 1967-1990 ) .

وتعد هذه المذكرات الجزء الخامس من محطات وتاريخ الرئيس الأسبق علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية .

حيث يذكر لنا في مذكراته عن وقائع وأحداث وتغيرات المت بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من عام (67- 90م ) حيث يقول الرئيس ناصر :" لا شك في أنّ قارئ هذه المذكرات سيجد نفسه مشدوداً إلى الماضي ومستغرقاً فيه، وربما تولّد لديه انطباع قوي بأنّ تجربة اليمن الديمقراطية لم تكن سوى صراعات عنيفة من أجل السلطة أو في سبيلها، وأنّ صفحات هذه التجربة لا تحمل ما يمكن الاعتزاز به، فضلاً عن أنْ ليس في تقديمها ما يمكن الاستفادة منه والتعويل عليه أو التفاؤل به... بقية التفاصيل من المذكرات نسردها في أثناء السطور وإليكم ما جاء فيها ..

 قضية القوات المسلحة كان فمهما و كيف حرت عليها التعديلات ؟

عرضنا في الحلقة الفائية حديث الرئيس ناصر حول عرض فيصل عبد اللطيف في كتابه المهمات المطروحة أمام قيادة الجبهة وفي هذا العدد يروي لنا عن قضية لقوات الشعبية المسلحة: كيف كان فهمها وكيف جرت عليها التعديلات التي تطلبها ظروف المرحلة؟ نترك الحديث لسيادة ليحدثنا عن التفاصيل الكاملة حيث استدرك وقال :" لقد شكلت هذه القضية المتشابكة وكيفية التغلب عليها، مصدر قلق شديد لدى القيادة العامة للجبهة القومية. وبرزت أيضاً قضية القوات الشعبية المسلحة: كيف نفهمها؟ وكيف نُجري عليها التعديلات التي تتطلبها ظروف المرحلة؟ هل نبني "ميليشيا" شعبية مركزية مرتبطة بالتنظيم، فتكون نواة هذه الميليشيا الشعبية من الفدائيين ومن الحرس الشعبي في الأرياف؟ أم ندفع باتجاه "غربلة" القوات المسلحة الحالية وتنقيتها وتطعيمها بالفدائيين والحرس الشعبي، مع إيجاد أوضاع تنظيمية ثورية وإعادة تثقيف الجيش والأمن تثقيفاً ثورياً، مع الأخذ بالاعتبار الانضباط والمناقبية العسكرية؟

ويضيف في الحديث ويقول :" وكانت ماثلةً أمام القيادة العامة قضية الأجهزة الحكومية القديمة التي خلّفها الاستعمار والتي يصعب أن نُطلق عليها أجهزة الدولة القديمة (بسبب عدم اكتمال هذه الأجهزة... حتى في الدولة القديمة أصلاً!)، وهو كان قد أنشأها لتلبية متطلبات وجوده ومصالحه. وطُرحت العديد من الأسئلة: أيمكننا أن نوفر البديل لهذه الأجهزة، بإنشاء أجهزة جديدة؟ أم أنّ ظروفنا لا تسمح بذلك، نظراً لندرة الشباب من ذوي الخبرة الإدارية؟ ولهذا، كان يجب علينا الحفاظ على الأطر المؤهلة والاستفادة منها كنواة لبناء جهاز الدولة في العاصمة والمحافظات، رغم كل المزايدات والأصوات التي كانت ترتفع بين حين وآخر بتدمير جهاز الدولة القديم وتطهيره.

ما سبب تراجع الحكومة البريطانية عن التزاماتها التزاماتها ؟

وحول تراجع بريطانيا عن التزاماتها يسترسل بالحديث ويقول :" وكان وأمام تراجع الحكومة البريطانية عن التزاماتها التزاماتها بدفع 60 مليون جنيه إسترليني للحكومة الجديدة برئاسة قحطان محمد الشعبي، وبسبب حصار دول المنطقة وامتناعها عن تقديم أيّ مساعدة مالية للدولة الفتية، لجأت الحكومة الجديدة برئاسة قحطان محمد الشعبي إلى تخفيض الرواتب لتخفيف العجز في الموازنة، وصدر قانون بهذا الشأن عن رئيس الجمهورية .


الإدارات... والعامل البشري

ويتابع حديثه ويقول :" من ناحية أخرى، حرصنا على ألّا نزجّ بشبابنا في دوامة العمل الإداري، وننسى ونغفل الدور الذي يمكن أن يقوموا به في مجال العمل الجماهيري. وإذا كانت الظروف لا تسمح بنسف هذه الأجهزة القديمة، كما كان يرى البعض، فكيف يمكننا إذاً التغلب على هذه المشكلة؟ هل نستهلّ أولى خطواتنا من خلال غربلة عامة تبدأ، مثلاً، بتطهير الرؤوس الإدارية الأساسية لهذه الأجهزة؟ كانت هذه التساؤلات تُطرَح بين حين وآخر في أوساط قيادات الجبهة التي لا تمتلك من الخبرة في إدارة الدولة غير الإخلاص للجبهة والثورة.
ويردف أيضاً :" كانت هناك قضية محورية، هي قضية وحدة التراب اليمني، فكيف نفهمها؟ أنمارس التجارب المخفقة إياها في الشرق العربي التي اقتصرت على إعطاء الاهتمام الرئيسي للوحدة الدستورية؟ أم أننا يجب أن نصنع تجربة أخرى أضمن نجاحاً وأكثر فعالية… تجربة تسير نحو وحدة الجماهير شمالاً وجنوباً قبل أن نبدأ بالوحدة الدستورية أو وحدة الأرض؟ أم أنّ ذلك يفرض علينا الوقوف أمام قضية بارزة، هي "وحدة أداة العمل الوطني الثوري شمالاً وجنوباً"، باعتبارها أساس أيّ توجه لوحدة التراب اليمني؟ وكيف يمكن أن نجسّد عملياً "وحدة الأداة" هذه؟ هل السبيل إلى تحقيق ذلك هو "امتداد" تجربة الجنوب إلى الشمال؟
وتبرز، إضافة إلى ذلك، المسائل السياسية المهمة ذات الصلة بالوضع العربي والدولي، مهمات الجبهة القومية إزاءها، في ظلّ الوضع الجديد الناجم عن تسلّمها السلطة. وعلى سبيل المثال، لا الحصر: كيف يمكننا أن نجسّد عملياً ما طرحناه في الميثاق الوطني بالنسبة إلى السياسة الخارجية؟ وهل يمكننا أن نتعاون مع كل دول العالم؟ هل توجهنا الاشتراكي يفرض علينا نمطاً معيناً من التوجه نحو دول معينة تكون بمثابة الحليف الثوري، وتقتصر عملياً على المعسكر الاشتراكي؟ وفي هذه الحالة، هل ثمة ضرورة للارتباط بتجربة محددة في المعسكر الاشتراكي، وبالتالي الانقطاع عن التجارب الأخرى؟ وما الآثار الإيجابية والسلبية لهذا النهج؟ ثم كيف يسعنا أن نجسّد سياستنا تجاه الحركات التقدمية في الوطن العربي وفي العالم، وكذلك تجاه دول العالم الثالث، مع الأخذ بالاعتبار مختلف التناقضات الفكرية والسياسية والتيارات المتصارعة في العالم؟ إلى هنا انتهى كلام فيصل عبد اللطيف وأسئلته ونظرته للواقع كما كان يراه في ذلك الوقت، وهو من أنضج القادة وأبرزهم وأكثرهم واقعية حينها.

هموم وقضايا كانت مطروحة على جدول الأعمال .. فما هو ؟

وحول القضايا والهموم المطروحة على جدول الاعمال يقول :" من أهم القضايا والهموم الكبرى التي كانت مطروحة على جدول أعمال الثورة غداة انتزاع الاستقلال الوطني. إنّ الوصول إلى تحديد واضح لهذه الأمور كان سيتيح لنا القيام بأعباء مسؤوليتنا التاريخية بقناعة وفاعلية، وكان سيفتح الطريق لإيجاد حلول ناجعة بخسائر أقلّ، على أنّ هذا كان يتطلب حداً أدنى من التفاهم "القيادي"، ألّا يكون فيما بيننا تشابك، وألّا تتدخل أطراف أخرى على الخط.
وفي كل حال، فقد كان علينا أن نصل إلى فهم مشترك، ينمّ عن نضج كافٍ، ونستوعب من خلاله ما أمكن من الثُّغَر والنواقص والأخطاء، علّنا نستطيع إعداد أنفسنا للمرحلة المقبلة. ( للحديث بقية ).