الأربعاء - 09 سبتمبر 2020 - 11:14 ص بتوقيت عدن
(عدن الغد)خاص:
تقرير يبحث فرضيات سقوط مأرب بأيدي الحوثيين وما يترتب على هذا الحدث من تداعياتهل يعني سقوط مأرب الانتهاء الفعلي للحرب وهزيمة التحالف والشرعية؟ما هو موقف الشرعية.. وهل ستنتهي تماماً؟ما مصير أكثر من مليون نازح شمالي فروا من الحوثيين إلى مأرب؟هل سيستخدم الحوثي الترسانة العسكرية الضخمة في مأرب لإسقاط شبوة وحضرموت ثم أبين؟لماذا يشكك البعض بسقوط مأرب.. ولماذا يراهنون على انكسار الحوثي؟صحيفة دولية: الحوثيون ينتحرون على أسوار مأرب!ماذا لو سقطت مأرب؟تقرير / بديع سلطان:سبتمبر 2014.. أسقط الانقلابيون الحوثيون صنعاء، ثم راحوا يجتاحون فيماأعقب من شهورٍ بقية محافظات البلاد؛ ليفر على إثر ذلك أكثر من مليوننازحٍ صوب محافظة مأرب (شرق العاصمة اليمنية).أصبحت مأرب حينها رمزاً للشرعية ومناصري الجمهورية، وقلعةً من قلاعها،خاصةً بعد تهاوي المحافظات الشمالية كقطع الدومينو بأيدي الحوثيين، ولميتبق من معاقل الشرعية سوى مأرب وبعض مناطق الجوف وتعز.وخلال السنوات الست الماضية، انطلقت من مأرب كل الشعارات والمبادراتالمناوئة والمقاومة للمشروع السلالي الطائفي للحوثيين، كما أنها كانتالخلفية التي انبثقت منها الحملات العسكرية نحو صنعاء.كما أنها شكلت مدداً عسكرياً لقوات الشرعية المتواجدة في شبوة وأبين،خلال مواجهات القوات الحكومية مع مقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي.إضافةً إلى كونها ملاذًا آمنًا لمئات الآلاف من النازحين، الذين فروا منالمحافظات الشمالية التي أسقطتها المليشيات الحوثية؛ نظراً لتوفرالاستقرار النسبي فيها أمنيًا وخدميًا.لماذا مأربيستمر الحوثيون- عبثاً- خلال الأسابيع الأخيرة في إطلاق معركة كبيرةباتجاه محافظة مأرب الواقعة شرقي صنعاء؛ وذلك في محاولة للسيطرة بشكلسريع وخاطف على المحافظة ذات الموقع الاستراتيجي والغنية بالنفط، والتيتمثّل أهم نقاط ارتكاز القوات الموالية لحكومة عبدربه منصور هادي.وأكد تقرير صادر عن صحيفة العرب اللندنية، رصدته (عدن الغد) أن معركةالسيطرة على مأرب تشكل عملية مفصلية للحوثيين الذين ينظرون إلى المحافظةكجزء أساسي مكمّل لمناطق سيطرتهم.وكشفت الصحيفة عن أن الحوثيين ظلوا يؤجّلون تلك المعركة ويتحينون الفرصةلإطلاقها، ويماطلون بالتوازي مع ذلك، في الاستجابة لجهود السلام التيتقودها الأمم المتحدة حتى بلوغ هدفهم، ومن ثم الدخول في مفاوضات سلام منموقع قوّة.فالمليشيات تدرك الأهمية العسكرية الاستراتيجية التي تمثلها مأرب،لارتباطاتها مع محافظات شمالية وأخرى جنوبية، كما أنها تمثل بوابة نحومهمة، يسيل لها لهاب الحوثيين نحو الجنوب.فالنفط والغاز الذي تزخر به مأرب، ليس وحده من يُغري الحوثيين ويجعلهميستميتون بالهجوم عليها، فثمة أهمية عسكرية تبدو موازية للأهميةالاقتصادية التي تتميز بها المحافظة.هزيمة للتحالف والشرعيةيُدرك الحوثيون انقلاب موازين القوى الذي قد يحدث في حالة سيطرتهمالكاملة على مأرب، معقل الشرعية وحصنها الحصين.فهم يعلمون أن انتصارهم هناك، سيحمل العديد من المؤشرات والدلالات التيالسياسية قبل العسكرية، كما سيترتب عليه تداعيات قوية قد تعصف بالتدخلالعربي في اليمن، وستضع له حداً.ولعل أول تلك المؤشرات الناتجة عن وقوع حدث كهذا، يعتبر إعلاناً غير رسميبهزيمة التحالف العربي وحكومة الشرعية اليمنية في حربهم مع المليشياتالحوثية.فبحسب خبراء عسكريين لا يمكن أن يمر سقوط مأرب كونها معقلا عتيداللشرعية، ومركزاً عسكرياً للتحالف، مرور الكرام ولا بد أن تتبعه تداعياتكبيرة، قد تعني إنهاء التحالف العربي، وانتفاء صفة الشرعية عن الحكومةاليمنية.حيث يرى عسكريون أن عدم قدرة التحالف او حتى الشرعية على حماية أهممعاقلها وحصونها يجعلهم في موقفٍ لا يمنحهما الحق للعودة مجدداً عنمواجهة الحوثي، أو الحديث باسم المقهورين من المكتوين بنيران العصاباتالحوثية.فلن تكون للشرعية أية شرعية، في نظر المواطنين اليمنيين؛ بسبب تفريطهمالمتكرر لمناطق تمثل رموزاً لوجودهم الاعتباري، وبالتالي فإن انتهاء"شرعية" الشرعية يعني تلقائياً انعدام أية أحقية بتواجد التحالف عسكرياًداخل البلاد، وفقاً لتقديرات خبراء عسكريين.ويبدو أن هذا الإحساس بدأ يتنامى مؤخراً، وتراجع شعبية التحالف ومن قبلهحكومة الشرعية اليمنية في الداخل المحلي، منذ خروج الحكومة من عدن، وماتلاه من مغادرة قسرية لجزيرة سقطرى؛ بسبب عجز الطرفين عن الحفاظ علىمعاقلها.مصير مئات الآلاف من النازحينغير بعيدٍ عن التداعيات الناتجة عن احتمالات وفرضيات سقوط محافظة مارببأيدي الحوثيين، في ظل هجمات متكررة من المليشيات على المحافظة، ثمة قضيةلا تقل أهميةً عن الوضع العسكري العام، إنها القضية الإنسانية.فعقب سقوط صنعاء (سبتمبر 2014)، وهرولة الانقلابيين نحو بقية محافظاتاليمن بشماله وجنوبه، نزح مئات الآلاف إلى محافظة مأرب، وتقدر بعضالمنظمات أعدادهم بأكثر من مليون شخص.كان اختيار هؤلاء النازحين لمدينة مأرب كونها المحافظة الشمالية الوحيدةالتي عجز الحوثي عن اقتحامها، بالإضافة إلى توفر عوامل الاستقرار الأمنيوالخدمي في مأرب مقارنةً بنظيراتها من المحافظات اليمنية الأخرى.هؤلاء النازحون، سيبقى مصيرهم مجهولاً في حالة سقوط مأرب بأيدي الحوثيين،ويبدو أن الخيار الأقرب لكل هؤلاء سيكون محافظات الجنوب المتاخمة لمأرب،مثل شبوة ومن ورائها حضرموت وأبين.وهو ما قد يشكل عبئاً إنسانياً على المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرةالقوات الحكومية، هي في غنى عنه حالياً؛ بسبب مشكلاتها العسكرية والأمنيةوالمعيشية والخدمية.رسم تحالفات جديدةيعتقد محللون أن سقوط مأرب في حالة حدوثه، سينتج عنه واقع سياسي وعسكريمغاير لما كان موجوداً قبل توقعات سقوط المحافظة.وهو ما أكده الكاتب السياسي الجنوبي عبدالناصر الربيعي، في تغريدةٍرصدتها (عدن الغد)، تحدث فيها عن "أن سقوط محافظة مأرب بيد الميليشياتالحوثية الإرهابية المدعومة من إيران يعيد رسم خارطة تحالفات الحرب".وربط السياسي الربيعي في تغريدته على موقع (تويتر) بين سقوط مأرب بيدالحوثي، والأهداف السياسية التي تسعى إليها عددٌ من أطراف الصراع فياليمن، سواء كانت أطرافاً محلية أو إقليمية.كما أن التحليل المبدئي لتغريدة الربيعي يكشف عن وجود نية لدى أطرافٍمعينة، بتغيير وإعادة تشكيل خارطة التحالفات السياسية والعسكرية فيالمشهد اليمني، تمهيداً لتحقيق تسوية شاملة وإنهاء الأزمة برمتها.كان ذلك واضحاً في حديث الربيعي حين قال: "سوف يعجل ذلك بتدشين المرحلةالأخيرة والحاسمة لهذه الحرب".غير أن نهاية التغريدة تضمنت تحذيراً من ان تلك التحالفات الجديدة ربماقد تحوّل المحافظات الجنوبية إلى ساحة كبيرة لحربٍ شمالية جنوبية، بحسبالربيعي.سقوط مأرب.. وتهديد الجنوبنهاية التوقعات التي ساقها السياسي عبدالناصر الربيعي، بدأ بها الكاتبوالمحلل العسكري العميد خالد النسي، الذي توقع هو الآخر أن يفضي سقوطمأرب إلى تشكيل تهديد خطير للمحافظات الجنوبية، عسكرياً وإنسانياً.وتحدث النسي عن سقوط مأرب المتوقع، والذي سيكون بسبب "الخيانة"، بحسبتغريدةٍ على (توتير) تابعتها (عدن العد)، بيّن فيها أنه إذا سقطت مأربفسيكون لسقوطها انعكاس سلبي على شبوة وصحراء حضرموت مباشرة، وبقيةالمحافظات الجنوبية.وهي حقيقة جغرافية وعسكرية يدرك فحواها المحلل العسكري العميد النسي،فبعد سقوط مأرب، لن يكون أمام الحوثيين ما يمنعهم من الهرولة مجدداً صوبمحافظة شبوة المتاخمة لمأرب، والغنية هي الأخرى بالثروات النفطيةوالغازية.ووفق مراقبين فإن شبوة لن تكون الوحيدة في مشوار الحوثي التوسعي، إن هونجح في الحصول على مأرب، فحضرموت هي الأخرى ستُغريه، وسيوجه نحوها آلتهالعسكرية باتجاه الشرق.كما أن التصاق محافظة أبين بنظيرتها شبوة، سيدفع المليشيات أيضاً للاتجاهصوبها، باعتبارها بوابة العودة مجدداً إلى عدن، التي خرج الانقلابيونمنها قبل ست سنوات.النسي اعتبر في تغريدته أن تهديد المحافظات الجنوبية نابع من اتفاق أعداءالجنوب للانقضاض عليها.لكن اللافت فيما قاله العميد خالد النسي استنكاره أن يتركز الجدل حالياًحول الحديث عن سقوط محافظة قوية مثل مأرب بعد ست سنواتٍ من الحرب، ووصفالأمر بأنه "خزي وعار".هل ستسقط مأرب حقاً؟تشكك صحيفة العرب اللندنية، بالفرضيات القائلة بسقوط محافظة مأرب بأيديالمليشيات الحوثية.وقالت الصحيفة الدولية في تقرير رصدته (عدن الغد): إن المعركة التي شنتهامليشيات الحوثي الانقلابية في جبهات محافظة مأرب أرهقت العصابةالانقلابية واستنزفتها كثيراً، وافقدتها توازنها في جبهاتٍ أخرى.التقرير أشار إلى الهزائم والخسائر كانت كبيرة في العتاد والذخيرةوالمقاتلين، بينهم ضباط وقيادات عليا في الجماعة السلالية، على جبهاتالقتال في محافظتي الجوف والبيضاء، بعد تجرعها سلسلة من الهزائمالمتواصلة.وأوضحت الصحيفة في تقريرها بأن معركة السيطرة على مأرب التي أطلقهاالحوثيون مؤخّرا وعلّقوا عليها آمالاً عريضة لإحداث منعطف كبير في الحربباليمن، ولتحقيق إنجاز نوعي يتيح لهم الدخول في مفاوضات سلام من موقعقوّة، ارتدّت عليهم وأفقدتهم توازنهم في جبهات أخرى.كما تحدث التقرير عن حالة الإجهاد التي بلغها مجهود الحوثيين الحربي فيوقت مازالوا يواجهون مشاكل وأزمات معقّدة في مناطق سيطرتهم، بما في ذلكتلك المشاكل تهدد خزانهم البشري بالنفاد.ونقلت الصحيفة اللندنية عن مصادر عسكرية يمنية قولها إنّ تحشيد الحوثيينغير الاعتيادي باتجاه مأرب ورصدهم جزءاً هاماً من قدراتهم القتالية فيتلك الجبهة أفقدهم توازنهم في جبهات أخرى، ما يفسّر سلسلة هزائمهم في تلكالجبهات.معركة مأرب.. مجرد استنزافواعتبرت الصحيفة اللندنية أن الأنباء التي تواترت مؤخراً عن التراجعاتالميدانية الكبيرة للقوات التابعة لجماعة الحوثي في عدّة مناطق يمنية هيمؤشّر على حالة الاستنزاف التي واجهها المتمرّدون المدعومون من إيران.كما رجحت أن تكون المعارك في مأرب قد أوصلت مجهود الحوثيين الحربي إلىنقطة الإجهاد، وذلك بعد حوالي ستّ سنوات من الحرب المرهقة بشرياً ومالياًولوجستياً.وبينت أن الحوثيين، تلقوا مؤخراً، سلسلة من الهزائم العسكرية في جبهةالجوف شمالاً، إلى جبهة مأرب شرقاً، إلى جبهة البيضاء بوسط اليمن؛ ممااضطرّهم إلى الانسحاب وإخلاء العديد من مواقعهم بعد تكبّدهم خسائر فادحةفي الأرواح والعتاد، خلال مواجهاتهم مع القوّات الموالية للحكومة اليمنيةالمعترف بها دولياً.مشيرةً إلى أن المتابعين للشأن اليمني لا يفصلون تناقص القدرات العسكريةللحوثيين بتراجع الدعم الإيراني لهم، وذلك بسبب انشغال إيران بوضعهاالداخلي الصعب والناتج عن العقوبات الشديدة المفروضة عليها من قبلالولايات المتحدة الأميركية، والتي كان لها أسوأ الأثر على أوضاعهاالاقتصادية والمالية.الحوثيون ينتحرونواعتبر تقرير الصحيفة اللندنية أن القوات الحوثية تنتحر على اسوار مأرب؛عطفاً على كل ما ساقته من مبررات وعوامل عسكرية وسياسية.ورأت في تمكن القوات الحكومية اليمنية في جبهة محافظة مأرب، على مدارقرابة أسبوعين، من إحباط موجات متكرّرة من هجمات مسلحي الحوثي، تراجعاًحقيقياً وانتحاراً واضحاً.وأكد تقرير الصحيفة أن الحوثيين استخدموا أهمّ مقدراتهم العسكرية فيالمعركة، وأوكلوا قيادتها لعدد من أرفع ضباطهم، يتقدّمهم عبدالخالقالحوثي شقيق زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، وأبو علي الحاكم رئيس دائرةالاستخبارات العسكرية التابعة للحوثيين.وتحدّثت مصادر متعدّدة عن خسائر كبيرة مني بها الحوثيون في هجماتهمالأخيرة على مأرب، فيما تحدثت بعض تلك المصادر عن وقوع قتلى بين ضباطوقادة الصف الأول في قوات المتمرّدين.ويرى محلّلو الشؤون العسكرية، أنّ الهزائم العسكرية التي مني بهاالحوثيون تمثّل انعكاساً لتعاظم الصعوبات التي أصبحوا يواجهونها في تعويضخسائرهم وتجديد قواهم.فوفق الصحيفة اللندنية، باتت الانقلابيون يواجهون صعوبات كبيرة في العثورعلى مجنّدين جدد؛ لمواجهة حالة الاستنزاف التي تعرّضوا لها جرّاء طولالحرب، وكثرة ما لحق بهم من خسائر بشرية، في ظلّ عزوف القبائل التي كانتتمثّل خزانهم البشري التقليدي عن إرسال أبنائها للقتال في حرب تبدو بلانهاية وميؤوس من تحقيق أي انتصار فيها.فضلاً عن انعدام الحوافز المادية مع اضطرار الجماعة لتقليص رواتبمقاتليها وقطعها لمدد متفاوتة بفعل الضائقة المالية الشديدة التي يمر بهاالمتمرّدون.كما تحدّثت مصادر قبلية بشمال اليمن، في وقت سابق، عن لجوء جماعة الحوثيإلى القوّة لإجبار بعض العائلات على إرسال أبنائها إلى معسكرات التدريبالتابعة للجماعة في صعدة وعمران وصنعاء، وغيرها من المناطق، بحسب تقريرالصحيفة الدولية.مؤكدة أن من بين من يجبرون على القتال كهول تجاوزوا سنّ التجنيد وأطفالتتراوح أعمارهم بين 12 - 16 سنة بحسب بنيتهم الجسدية وقدرتهم على حملالسلاح.