آخر تحديث :الأحد-12 مايو 2024-11:25م

ملفات وتحقيقات


تقرير: هل يعني سقوط مأرب الانتهاء الفعلي للحرب وهزيمة التحالف والشرعية؟

الأربعاء - 09 سبتمبر 2020 - 11:14 ص بتوقيت عدن

تقرير: هل يعني سقوط مأرب الانتهاء الفعلي للحرب وهزيمة التحالف والشرعية؟

(عدن الغد)خاص:

تقرير يبحث فرضيات سقوط مأرب بأيدي الحوثيين وما يترتب على هذا الحدث من تداعيات

هل يعني سقوط مأرب الانتهاء الفعلي للحرب وهزيمة التحالف والشرعية؟

ما هو موقف الشرعية.. وهل ستنتهي تماماً؟

ما مصير أكثر من مليون نازح شمالي فروا من الحوثيين إلى مأرب؟

هل سيستخدم الحوثي الترسانة العسكرية الضخمة في مأرب لإسقاط شبوة وحضرموت ثم أبين؟

لماذا يشكك البعض بسقوط مأرب.. ولماذا يراهنون على انكسار الحوثي؟

صحيفة دولية: الحوثيون ينتحرون على أسوار مأرب!

ماذا لو سقطت مأرب؟

تقرير / بديع سلطان:

سبتمبر 2014.. أسقط الانقلابيون الحوثيون صنعاء، ثم راحوا يجتاحون فيما
أعقب من شهورٍ بقية محافظات البلاد؛ ليفر على إثر ذلك أكثر من مليون
نازحٍ صوب محافظة مأرب (شرق العاصمة اليمنية).

أصبحت مأرب حينها رمزاً للشرعية ومناصري الجمهورية، وقلعةً من قلاعها،
خاصةً بعد تهاوي المحافظات الشمالية كقطع الدومينو بأيدي الحوثيين، ولم
يتبق من معاقل الشرعية سوى مأرب وبعض مناطق الجوف وتعز.

وخلال السنوات الست الماضية، انطلقت من مأرب كل الشعارات والمبادرات
المناوئة والمقاومة للمشروع السلالي الطائفي للحوثيين، كما أنها كانت
الخلفية التي انبثقت منها الحملات العسكرية نحو صنعاء.

كما أنها شكلت مدداً عسكرياً لقوات الشرعية المتواجدة في شبوة وأبين،
خلال مواجهات القوات الحكومية مع مقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي.

إضافةً إلى كونها ملاذًا آمنًا لمئات الآلاف من النازحين، الذين فروا من
المحافظات الشمالية التي أسقطتها المليشيات الحوثية؛ نظراً لتوفر
الاستقرار النسبي فيها أمنيًا وخدميًا.

لماذا مأرب

يستمر الحوثيون- عبثاً- خلال الأسابيع الأخيرة في إطلاق معركة كبيرة
باتجاه محافظة مأرب الواقعة شرقي صنعاء؛ وذلك في محاولة للسيطرة بشكل
سريع وخاطف على المحافظة ذات الموقع الاستراتيجي والغنية بالنفط، والتي
تمثّل أهم نقاط ارتكاز القوات الموالية لحكومة عبدربه منصور هادي.

وأكد تقرير صادر عن صحيفة العرب اللندنية، رصدته (عدن الغد) أن معركة
السيطرة على مأرب تشكل عملية مفصلية للحوثيين الذين ينظرون إلى المحافظة
كجزء أساسي مكمّل لمناطق سيطرتهم.

وكشفت الصحيفة عن أن الحوثيين ظلوا يؤجّلون تلك المعركة ويتحينون الفرصة
لإطلاقها، ويماطلون بالتوازي مع ذلك، في الاستجابة لجهود السلام التي
تقودها الأمم المتحدة حتى بلوغ هدفهم، ومن ثم الدخول في مفاوضات سلام من
موقع قوّة.

فالمليشيات تدرك الأهمية العسكرية الاستراتيجية التي تمثلها مأرب،
لارتباطاتها مع محافظات شمالية وأخرى جنوبية، كما أنها تمثل بوابة نحو
مهمة، يسيل لها لهاب الحوثيين نحو الجنوب.

فالنفط والغاز الذي تزخر به مأرب، ليس وحده من يُغري الحوثيين ويجعلهم
يستميتون بالهجوم عليها، فثمة أهمية عسكرية تبدو موازية للأهمية
الاقتصادية التي تتميز بها المحافظة.

هزيمة للتحالف والشرعية

يُدرك الحوثيون انقلاب موازين القوى الذي قد يحدث في حالة سيطرتهم
الكاملة على مأرب، معقل الشرعية وحصنها الحصين.

فهم يعلمون أن انتصارهم هناك، سيحمل العديد من المؤشرات والدلالات التي
السياسية قبل العسكرية، كما سيترتب عليه تداعيات قوية قد تعصف بالتدخل
العربي في اليمن، وستضع له حداً.

ولعل أول تلك المؤشرات الناتجة عن وقوع حدث كهذا، يعتبر إعلاناً غير رسمي
بهزيمة التحالف العربي وحكومة الشرعية اليمنية في حربهم مع المليشيات
الحوثية.

فبحسب خبراء عسكريين لا يمكن أن يمر سقوط مأرب كونها معقلا عتيدا
للشرعية، ومركزاً عسكرياً للتحالف، مرور الكرام ولا بد أن تتبعه تداعيات
كبيرة، قد تعني إنهاء التحالف العربي، وانتفاء صفة الشرعية عن الحكومة
اليمنية.

حيث يرى عسكريون أن عدم قدرة التحالف او حتى الشرعية على حماية أهم
معاقلها وحصونها يجعلهم في موقفٍ لا يمنحهما الحق للعودة مجدداً عن
مواجهة الحوثي، أو الحديث باسم المقهورين من المكتوين بنيران العصابات
الحوثية.

فلن تكون للشرعية أية شرعية، في نظر المواطنين اليمنيين؛ بسبب تفريطهم
المتكرر لمناطق تمثل رموزاً لوجودهم الاعتباري، وبالتالي فإن انتهاء
"شرعية" الشرعية يعني تلقائياً انعدام أية أحقية بتواجد التحالف عسكرياً
داخل البلاد، وفقاً لتقديرات خبراء عسكريين.

ويبدو أن هذا الإحساس بدأ يتنامى مؤخراً، وتراجع شعبية التحالف ومن قبله
حكومة الشرعية اليمنية في الداخل المحلي، منذ خروج الحكومة من عدن، وما
تلاه من مغادرة قسرية لجزيرة سقطرى؛ بسبب عجز الطرفين عن الحفاظ على
معاقلها.

مصير مئات الآلاف من النازحين

غير بعيدٍ عن التداعيات الناتجة عن احتمالات وفرضيات سقوط محافظة مارب
بأيدي الحوثيين، في ظل هجمات متكررة من المليشيات على المحافظة، ثمة قضية
لا تقل أهميةً عن الوضع العسكري العام، إنها القضية الإنسانية.

فعقب سقوط صنعاء (سبتمبر 2014)، وهرولة الانقلابيين نحو بقية محافظات
اليمن بشماله وجنوبه، نزح مئات الآلاف إلى محافظة مأرب، وتقدر بعض
المنظمات أعدادهم بأكثر من مليون شخص.

كان اختيار هؤلاء النازحين لمدينة مأرب كونها المحافظة الشمالية الوحيدة
التي عجز الحوثي عن اقتحامها، بالإضافة إلى توفر عوامل الاستقرار الأمني
والخدمي في مأرب مقارنةً بنظيراتها من المحافظات اليمنية الأخرى.

هؤلاء النازحون، سيبقى مصيرهم مجهولاً في حالة سقوط مأرب بأيدي الحوثيين،
ويبدو أن الخيار الأقرب لكل هؤلاء سيكون محافظات الجنوب المتاخمة لمأرب،
مثل شبوة ومن ورائها حضرموت وأبين.

وهو ما قد يشكل عبئاً إنسانياً على المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة
القوات الحكومية، هي في غنى عنه حالياً؛ بسبب مشكلاتها العسكرية والأمنية
والمعيشية والخدمية.

رسم تحالفات جديدة

يعتقد محللون أن سقوط مأرب في حالة حدوثه، سينتج عنه واقع سياسي وعسكري
مغاير لما كان موجوداً قبل توقعات سقوط المحافظة.

وهو ما أكده الكاتب السياسي الجنوبي عبدالناصر الربيعي، في تغريدةٍ
رصدتها (عدن الغد)، تحدث فيها عن "أن سقوط محافظة مأرب بيد الميليشيات
الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران يعيد رسم خارطة تحالفات الحرب".

وربط السياسي الربيعي في تغريدته على موقع (تويتر) بين سقوط مأرب بيد
الحوثي، والأهداف السياسية التي تسعى إليها عددٌ من أطراف الصراع في
اليمن، سواء كانت أطرافاً محلية أو إقليمية.

كما أن التحليل المبدئي لتغريدة الربيعي يكشف عن وجود نية لدى أطرافٍ
معينة، بتغيير وإعادة تشكيل خارطة التحالفات السياسية والعسكرية في
المشهد اليمني، تمهيداً لتحقيق تسوية شاملة وإنهاء الأزمة برمتها.

كان ذلك واضحاً في حديث الربيعي حين قال: "سوف يعجل ذلك بتدشين المرحلة
الأخيرة والحاسمة لهذه الحرب".

غير أن نهاية التغريدة تضمنت تحذيراً من ان تلك التحالفات الجديدة ربما
قد تحوّل المحافظات الجنوبية إلى ساحة كبيرة لحربٍ شمالية جنوبية، بحسب
الربيعي.

سقوط مأرب.. وتهديد الجنوب

نهاية التوقعات التي ساقها السياسي عبدالناصر الربيعي، بدأ بها الكاتب
والمحلل العسكري العميد خالد النسي، الذي توقع هو الآخر أن يفضي سقوط
مأرب إلى تشكيل تهديد خطير للمحافظات الجنوبية، عسكرياً وإنسانياً.

وتحدث النسي عن سقوط مأرب المتوقع، والذي سيكون بسبب "الخيانة"، بحسب
تغريدةٍ على (توتير) تابعتها (عدن العد)، بيّن فيها أنه إذا سقطت مأرب
فسيكون لسقوطها انعكاس سلبي على شبوة وصحراء حضرموت مباشرة، وبقية
المحافظات الجنوبية.

وهي حقيقة جغرافية وعسكرية يدرك فحواها المحلل العسكري العميد النسي،
فبعد سقوط مأرب، لن يكون أمام الحوثيين ما يمنعهم من الهرولة مجدداً صوب
محافظة شبوة المتاخمة لمأرب، والغنية هي الأخرى بالثروات النفطية
والغازية.

ووفق مراقبين فإن شبوة لن تكون الوحيدة في مشوار الحوثي التوسعي، إن هو
نجح في الحصول على مأرب، فحضرموت هي الأخرى ستُغريه، وسيوجه نحوها آلته
العسكرية باتجاه الشرق.

كما أن التصاق محافظة أبين بنظيرتها شبوة، سيدفع المليشيات أيضاً للاتجاه
صوبها، باعتبارها بوابة العودة مجدداً إلى عدن، التي خرج الانقلابيون
منها قبل ست سنوات.

النسي اعتبر في تغريدته أن تهديد المحافظات الجنوبية نابع من اتفاق أعداء
الجنوب للانقضاض عليها.

لكن اللافت فيما قاله العميد خالد النسي استنكاره أن يتركز الجدل حالياً
حول الحديث عن سقوط محافظة قوية مثل مأرب بعد ست سنواتٍ من الحرب، ووصف
الأمر بأنه "خزي وعار".

هل ستسقط مأرب حقاً؟

تشكك صحيفة العرب اللندنية، بالفرضيات القائلة بسقوط محافظة مأرب بأيدي
المليشيات الحوثية.

وقالت الصحيفة الدولية في تقرير رصدته (عدن الغد): إن المعركة التي شنتها
مليشيات الحوثي الانقلابية في جبهات محافظة مأرب أرهقت العصابة
الانقلابية واستنزفتها كثيراً، وافقدتها توازنها في جبهاتٍ أخرى.

التقرير أشار إلى الهزائم والخسائر كانت كبيرة في العتاد والذخيرة
والمقاتلين، بينهم ضباط وقيادات عليا في الجماعة السلالية، على جبهات
القتال في محافظتي الجوف والبيضاء، بعد تجرعها سلسلة من الهزائم
المتواصلة.

وأوضحت الصحيفة في تقريرها بأن معركة السيطرة على مأرب التي أطلقها
الحوثيون مؤخّرا وعلّقوا عليها آمالاً عريضة لإحداث منعطف كبير في الحرب
باليمن، ولتحقيق إنجاز نوعي يتيح لهم الدخول في مفاوضات سلام من موقع
قوّة، ارتدّت عليهم وأفقدتهم توازنهم في جبهات أخرى.

كما تحدث التقرير عن حالة الإجهاد التي بلغها مجهود الحوثيين الحربي في
وقت مازالوا يواجهون مشاكل وأزمات معقّدة في مناطق سيطرتهم، بما في ذلك
تلك المشاكل تهدد خزانهم البشري بالنفاد.

ونقلت الصحيفة اللندنية عن مصادر عسكرية يمنية قولها إنّ تحشيد الحوثيين
غير الاعتيادي باتجاه مأرب ورصدهم جزءاً هاماً من قدراتهم القتالية في
تلك الجبهة أفقدهم توازنهم في جبهات أخرى، ما يفسّر سلسلة هزائمهم في تلك
الجبهات.

معركة مأرب.. مجرد استنزاف

واعتبرت الصحيفة اللندنية أن الأنباء التي تواترت مؤخراً عن التراجعات
الميدانية الكبيرة للقوات التابعة لجماعة الحوثي في عدّة مناطق يمنية هي
مؤشّر على حالة الاستنزاف التي واجهها المتمرّدون المدعومون من إيران.

كما رجحت أن تكون المعارك في مأرب قد أوصلت مجهود الحوثيين الحربي إلى
نقطة الإجهاد، وذلك بعد حوالي ستّ سنوات من الحرب المرهقة بشرياً ومالياً
ولوجستياً.

وبينت أن الحوثيين، تلقوا مؤخراً، سلسلة من الهزائم العسكرية في جبهة
الجوف شمالاً، إلى جبهة مأرب شرقاً، إلى جبهة البيضاء بوسط اليمن؛ مما
اضطرّهم إلى الانسحاب وإخلاء العديد من مواقعهم بعد تكبّدهم خسائر فادحة
في الأرواح والعتاد، خلال مواجهاتهم مع القوّات الموالية للحكومة اليمنية
المعترف بها دولياً.

مشيرةً إلى أن المتابعين للشأن اليمني لا يفصلون تناقص القدرات العسكرية
للحوثيين بتراجع الدعم الإيراني لهم، وذلك بسبب انشغال إيران بوضعها
الداخلي الصعب والناتج عن العقوبات الشديدة المفروضة عليها من قبل
الولايات المتحدة الأميركية، والتي كان لها أسوأ الأثر على أوضاعها
الاقتصادية والمالية.

الحوثيون ينتحرون

واعتبر تقرير الصحيفة اللندنية أن القوات الحوثية تنتحر على اسوار مأرب؛
عطفاً على كل ما ساقته من مبررات وعوامل عسكرية وسياسية.

ورأت في تمكن القوات الحكومية اليمنية في جبهة محافظة مأرب، على مدار
قرابة أسبوعين، من إحباط موجات متكرّرة من هجمات مسلحي الحوثي، تراجعاً
حقيقياً وانتحاراً واضحاً.

وأكد تقرير الصحيفة أن الحوثيين استخدموا أهمّ مقدراتهم العسكرية في
المعركة، وأوكلوا قيادتها لعدد من أرفع ضباطهم، يتقدّمهم عبدالخالق
الحوثي شقيق زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، وأبو علي الحاكم رئيس دائرة
الاستخبارات العسكرية التابعة للحوثيين.

وتحدّثت مصادر متعدّدة عن خسائر كبيرة مني بها الحوثيون في هجماتهم
الأخيرة على مأرب، فيما تحدثت بعض تلك المصادر عن وقوع قتلى بين ضباط
وقادة الصف الأول في قوات المتمرّدين.

ويرى محلّلو الشؤون العسكرية، أنّ الهزائم العسكرية التي مني بها
الحوثيون تمثّل انعكاساً لتعاظم الصعوبات التي أصبحوا يواجهونها في تعويض
خسائرهم وتجديد قواهم.

فوفق الصحيفة اللندنية، باتت الانقلابيون يواجهون صعوبات كبيرة في العثور
على مجنّدين جدد؛ لمواجهة حالة الاستنزاف التي تعرّضوا لها جرّاء طول
الحرب، وكثرة ما لحق بهم من خسائر بشرية، في ظلّ عزوف القبائل التي كانت
تمثّل خزانهم البشري التقليدي عن إرسال أبنائها للقتال في حرب تبدو بلا
نهاية وميؤوس من تحقيق أي انتصار فيها.

فضلاً عن انعدام الحوافز المادية مع اضطرار الجماعة لتقليص رواتب
مقاتليها وقطعها لمدد متفاوتة بفعل الضائقة المالية الشديدة التي يمر بها
المتمرّدون.

كما تحدّثت مصادر قبلية بشمال اليمن، في وقت سابق، عن لجوء جماعة الحوثي
إلى القوّة لإجبار بعض العائلات على إرسال أبنائها إلى معسكرات التدريب
التابعة للجماعة في صعدة وعمران وصنعاء، وغيرها من المناطق، بحسب تقرير
الصحيفة الدولية.

مؤكدة أن من بين من يجبرون على القتال كهول تجاوزوا سنّ التجنيد وأطفال
تتراوح أعمارهم بين 12 - 16 سنة بحسب بنيتهم الجسدية وقدرتهم على حمل
السلاح.