آخر تحديث :الثلاثاء-21 مايو 2024-07:00ص

أدب وثقافة


الحمار الذي فقد منصبه لأنه لا يملك حزاماً للأمان..!

الثلاثاء - 08 سبتمبر 2020 - 11:40 ص بتوقيت عدن

الحمار الذي فقد منصبه لأنه لا يملك حزاماً للأمان..!

كتب / هايل علي المذابي:

كان الحمام الزاجلُ ورجلُ البريدِ

يعملان ساعيان للبريد،

يعملان كل يوم باهتمام،

كان مثالا للنقاء والنزاهة والأمانة،

كانا مثالا للشرف لا يكذبان،

كانا بفضلهما يسود العالم السلام،

لكن أقيلا رغم كل ذلك

وحل في مكانهما المذياع

والهاتف والتلفزيون

والفيس بوك والبريد الالكتروني،

فساد في العالم الكذب

والدجل والفساد والوباء

وحل في العالم الدمار

والخراب والشقاء والغباء.!!

 

كان الحمار شخصيةً مهمةً في عالم النّقلِ، وكان ذا منصبٍ كبير، وذا شعبيةٍ، ويحظى بالكثير من المعجبين والمغرمين والحاسدين  وكان ذا ثروة وذا شموخ واهتمام،

وكان سيده يسير فوقه

أينما يشاء

في أي وجهةٍ

من دون حاجةٍ

لرخصة القيادة،

أو وثيقة الملكية،

أو صورة البيان الجمركي،

وكان هذا العالم،

بفضل ذلك الحمار،

يعيش في أمان

بلا حوادث مرورية،

بلا عوادم،

بلا أزمة نفطية

أو سوق سوداء،

بلا ارتفاع بلا انخفاض

بلا طريق من الاسفلت يغش فيه المقاولون

ويدعيه الفاسدون في انتخاباتهم

بأنه من المكاسب العظيمة

في ظل حكم حزبهم،

وانهم سيوسعون في الطريق

إن صوت الشعب لهم،

ورغم كل ذلك

أقيل ذلك الحمار من منصبه

لأنه لا يمتلك وسائلاً للراحة

ولا حزاماً للأمان،

وحلت المركبات في محله

وكاد سكان هذي الأرض أن ينقرضوا

لأنهم تنازلوا عن الحمار

لأنه لا يمتلك ايرباجا

ولا حزاماً للأمان!