الأحد - 06 سبتمبر 2020 - 09:47 ص بتوقيت عدن
(عدن الغد)خاص:
تقرير يعيد قراءة التجارب السياسية الخائبة في جنوب اليمن وكيف دمرتالتحالفات الطائشة البلاد.كيف طبقت التجربة السوفييتية المتشددة في الجنوب؟هل كانت مشكلة الجنوب افتقاره للعقلية السياسيّة الناضجة؟في ١٩٩٠ قرر الرفاق الذهاب إلى وحدة بلا ضمانات.. فانتهى الأمر باجتياحسقط فيه الجميعالتلويح بالتحالف مع إسرائيل.. هل سيكون آخر نكبات الجنوب؟من السوفييت إلى إسرائيل.. هل تحول جنوب اليمن إلى فأر تجارب؟!رحلة التحالفات الطائشةتقرير / عبدالله جاحب:أعلنت القيادة العامة للجبهة القومية بعد الخطوة التصحيحية 1969، عنتطوير العلاقات مع السوفييت ودعم حركات التحرر الوطني، لكن تلك القراراتلم تحصل على تغطية في الصحافة السوفيتية بالقدر المطلوب يمنياً وهذا يشيرإلى أن موسكو كانت تشك في القيادة الجديدة التي جاءت بعد الخطوةالتصحيحية عام 1969.هذا الموقف السوفياتي أثر على قيادة الجبهة القومية وعلى أثره ظهرتخلافات في قيادة الجبهة حول أي المسارين صحيح، المسار السوفياتي أوالصيني وقد تعمقت هذه الخلافات والانقسامات حول هذه القضية، لكن هذينالمسارين ترفضهما الأنظمة المجاورة.كان الرئيس سالمين متحمسًا للاتجاه الصيني، وارتبط بالتجربة الصينية فيأول عهده واتخذ قرارات متطرفة رفضها السوفييت، مثلا: في 27 نوفمبر 1969تم إقرار قانون "التنظيم الاقتصادي للقطاع العام والتخطيط القومي" وفقًالهذا القانون، تم تأميم العديد من البنوك والمؤسسات المملوكة بشكل رئيسيلرأس المال الأجنبي وأعلن احتكار الدولة لاستيراد الدقيق والقمح والزبدةوالسكر والشاي والسجائر والسيارات وآلات البناء والأدوية، إلخ.في 30 أكتوبر 1970 تم إقرار قانون إعادة تنظيم وزارة الدفاع والقواتالمسلحة وفي 30 نوفمبر 1970 تم اعتماد دستور جديد وتم تغيير اسم البلادإلى "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" وفي عام 1970، قطع اليمنالجنوبي العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، وأصبحت العلاقة فيالمقام الأول مع الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية.يتكرر سيناريو الأخطاء في جنوب اليمن، وتسير كل القوى والتكويناتوالتنظيمات السياسية التي تتصدر المشهد والساحة السياسية في جنوب اليمنعلى منوال وأوتار ومعزوفة أخطاء الماضي، واعادة سيناريو وتفاصيل حضورهوتواجده على الرقعة السياسية دون الاستفادة من التجارب وتجنب الوقوع فيالأخطاء الماضية للحقب السابقة.خاض جنوب اليمن في فترة من الفترات وحقبة من الزمان، ليست بالقصيرةالتجربة السوفيتية، وعاش كل مضمونها وتفاصيلها على أرض الواقع وأحدثتالكثير من الجراح السياسية، التي يعالج أثرها الى يومنا هذا، وشهد جنوباليمن حقبة وتجربة تجرع خلالها الكثير من الاخفاقات وخيبات الاملالسياسية وكانت اضرارها اكثر من فوائدها، ويدفع ثمنها و فاتورتها الباهظةإلى المرحلة الراهنة.تكرر القوى السياسية في جنوب اليمن، التي تتصدر وتنفرد بالمشهد في وقتناالحالي، عودة الجنوب إلى تجربة طائشة جديدة بخطوات مهرولة وسريعة غيرمدروسة، وقد تكون أشد ضراوة وقسوة من التجربة السوفيتية السابقة.السير والطريق إلى إسرائيل أهم ما يدور في أذهان علماء حقول التجارب علىالفأر الجنوبي في المرحلة الراهنة، وذلك ما تشير اليه كل المؤشراتوالأحداث في المرحلة الراهنة.حيث تسعى القوى السياسية جنوب اليمن إلى خوض تجربة طائشة جديدة مع الكيانالصهيوني في محاولة للزج بالجنوب في خضم تجربة أشد سوءا وقسوة منسابقاتها.وتصاعدت حدة المؤشرات في الآونة الاخيرة التي تنذر بدخول التجربةالاسرائيلية من أبواب جنوب اليمن، حيث كشفت صحيفة إسرائيلية، عن مباحثاتسرية جرت بين المجلس الانتقالي الجنوبي ومسؤولين إسرائيليين.وقالت صحيفة (إسرائيل اليوم)، في تقرير بعنوان "صديق إسرائيل السريالجديد في اليمن": خلف أبواب مغلقة، أُعلن عن دولة جديدة في الشرقالأوسط: عدن، مستعمرة بريطانية سابقة في المنطقة الجنوبية الغربية مناليمن.وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه في الوقت الذي يعلن فيه الانتقالياستقلال ميناء عدن عن اليمن، فإنه يلقى أيضا نظرة ودية على الدولةاليهودية.وتابعت: "من المثير للدهشة أن المجلس الانتقالي الجنوبي أعرب مؤخراً عنموقف إيجابي من الدولة اليهودية، حيث كتب هاني بن بريك نائب رئيس المجلسالانتقالي الجنوبي أن "العرب والإسرائيليين يتفقون على حل الدولتين.(مرحباً بالعلاقات الإسرائيلية مع قطر وسلطنة عمان)".وبحسب الصحيفة فإن الإسرائيليين ردوا بشكل إيجابي على المجلس الانتقاليالجنوبي.. مشيرة إلى أن مصادر في تل أبيب قالت إن "الحكومة الإسرائيليةتجري مباحثات سرية مع الحكومة الجديدة في جنوب اليمن".ومن جانبه أكد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك أنالعلاقات مع إسرائيل "جيدة جدا" في حين ردت تل ابيب بشكل ايجابي على آفاق"دولة مستقلة جديدة في اليمن".الجنوب والتحالفات الطائشةيصر جنوب اليمن "سياسياً" على العيش تحت مظلة وسقف التجارب والتحالفاتالطائشة المتهورة، والسير في تحالفات تفتقد إلى العمل والتخطيط المدروس،تحت منظومة من الغوغاء والهوشلية السياسية.وأثبتت كل التحالفات في جنوب اليمن بأنها طائشة وغير مدروسة، ولا تثمر أينتائج ايجابية تعود بالنفع على الرقعة الجغرافية السياسية في أرض الواقع.عاش جنوب اليمن حقبة ومرحلة من الشيوعية والسوفييت والارتماء في مغامرةلم تفك طلاسم وشفرات الذهاب اليها الى وقتنا الحالي.فقد كانت الشيوعية والسوفييت مرحلة ارتهان حقيقي يوحي بغياب العقلالسياسي في تلك الفترة والحقبة الزمنية السياسية وكان ذلك السيروالارتماء بمثابة تجربة يعاني ويدفع ثمنها وفاتورتها الاجيال الراهنة.الوحدة وضياع الجنوبخرج الجنوب من تجربة طائشة تمثلت بالشيوعية والسوفييت، وذهب مهرولا نحوفتح آفاق تجربة جديدة لا تقل خطورة وتهورا وطيشا عن سابقاتها، فكانتالتجربة التي قصمت ظهر جنوب اليمن، وأراد بها الفائدة فأضاع رأس المالوالجمل بما حمل.هرول الجنوب مسرعاً نحو وحدة اندماجية مع شمال اليمن، وتسليم دولة كاملةوسيادة وهوية ومؤسسات ومرافق حكومية، وكل ذلك من أجل الخروج من صدمةالتجربة السوفييتية والاستيقاظ من الشيوعية والسوفييت.وكان يدور في أذهان القوى السياسية واصحاب القرار السيادي في جنوب اليمنبأن الذهاب إلى الوحدة هو طوق النجاة والخلاص من آثار وتأثيرات الشيوعيةالتي عاد منها جنوب اليمن بخفي حنين.الذهاب إلى إسرائيلكانت ولازلت القوى السياسية في جنوب اليمن تحت تأثيرات التحالفات الطائشةالمتهورة غير المجدية.واليوم تستعد القوى المهيمنة والمسيطرة على المشهد والساحة السياسية فيجنوب اليمن لزج الجنوب مجدداً في تجربة جديدة خطورتها أكثر ألف مرة منفوائدها.وتسعى بعض القوى السياسية في جنوب اليمن لسفلتة الطرق السياسية نحوإسرائيل والعمل على خوض تجربة طائشة جديدة.واستنكرت الكثير من الشخصيات والتيارات السياسية والنخب الجنوبية التطبيعالإماراتي الإسرائيلي، وعبرت تلك الأطراف، عبر المواقع الإلكترونيةوالصحف وشبكات التواصل الاجتماعي، عن سخطها من موقف المجلس الانتقاليالجنوبي، في هذا الصدد.ورحب المجلس الانتقالي الجنوبي، في بيان، بقرار أبوظبي إقامة علاقاترسمية مع تل أبيب، واصفا إياه بـ"القرار الشجاع".وأبدت مصادر مطلعة في الحراك الجنوبي خشيتها من أن يفتح التطبيعالإماراتي الباب أمام النفاذ الإسرائيلي إلى الجنوب، وتحويل الأخير ساحةللعمل الأمني والعسكري المشترك بين الجانبين، وفقا لصحيفة (الأخباراللبنانية).وأصدر الزعيم الجنوبي حسن باعوم بيانا ذكر فيه بتاريخ نصرة "جمهوريةاليمن الديمقراطية الشعبية" (سابقا) للقضية الفلسطينية.لماذا لا توجد تجارب ناضجة؟يفتقد جنوب اليمن إلى التجارب والتحالفات الناضجة، ويعيش في دوامةومستنقع التجارب والتحالفات الطائشة، ويتقوقع في خضم سيناريوهات تكررتجارب الماضي بين الاخفاق والفشل في غمار تجربة يخوضها ابتداء من التجربةالشيوعية والسوفييت والعودة بخفي حنين، والذهاب إلى الوحدة وضياع الجنوبوالاستعداد اليوم لمرحلة تعبيد طريق الوصول إلى إسرائيل.يحتاج جنوب اليمن إلى خوض غمار ومضمار التجارب التي تحمل في طياتها نضجاسياسيا ووعيا دبلوماسيا، بعيدا عن تسليم الرقبة السيادة وتطويق سوطالخارج على عنق جنوب اليمن.فلماذا الانغلاق على تجارب وتحالفات الماضي الطائشة وتكرارها بتحالفاتمتهورة، ولماذا الابتعاد وعدم الانفتاح على تجارب ناضجة للتحالفات أكثرفائدة وتخطيطا ودراسة تحت منظومة عمل تنفتح على تجارب النضج والوعي.التحالف الإماراتي الإسرائيلي مع الجنوب هل هو ضرورة؟يؤكد كل انصار ومؤيدي المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يقود الساحة والمشهدالسياسي في الجنوب في الوقت الراهن بأن عملية التحالفات مع الإماراتوإسرائيل مشروعة وتصب في خدمة أهداف مشروع انفصال الجنوب وعودة الدولة،وتهدف الى كبح جماح المشروع الحوثي الايراني التركي القطري، الذي تقودهجماعة الإخوان المسلمين وتحاول توسيعه في الرقعة الجغرافية الجنوبيةالمحررة.وكشف موقع (المنتدى اليهودي الفرنسي) أن الإمارات وفرت موطئ قدم لإسرائيلفي اليمن عبر جزيرة سقطرى اليمنية الاستراتيجية بالتنسيق مع الحليفوالشريك لها في جنوب اليمن المتمثل بالمجلس الانتقالي الجنوبي، لإنشاءمرافق عسكرية واستخباراتية هناك.وأضاف الموقع أن هذه المواقع ستخصص لرصد تحركات البحرية الإيرانية فيالمنطقة، وتحليل الحركة البحرية والجوية في جنوب البحر الأحمر.ولفت الموقع إلى أن إنشاء إسرائيل قواعد استخباراتية في جزيرة سقطرىاليمنية بالتعاون مع الإمارات يأتي ضمن تعاون سري مستمر منذ عدة أعوام،ومن بين أهدافه مراقبة تحركات الحوثيين والسيطرة على الملاحة البحرية فيالمنطقة.وأشار إلى إن إسرائيل بدأت منذ 2016 في بناء أكبر قاعدة استخبارات في حوضالبحر الأحمر في جبل أم بساريا الواقع في إريتريا في المنطقةالاستراتيجية المطلة على مضيق باب المندب.وبحسب الموقع، تقوم إسرائيل والإمارات بكافة الاستعدادات اللوجستيةلإنشاء قواعد استخباراتية لجمع المعلومات في جميع أنحاء خليج عدن من بابالمندب وصولا إلى جزيرة سقطرى.ذلك التحالف وحسب الكثير يصب في تحالفات مشروعة يعمل المجلس الانتقاليالجنوبي ويسعى من خلالها الى توقيف زحف المشروع الإخواني التركي القطري،ومن امامهم المشروع الحوثي الايراني.