آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-02:06ص

ملفات وتحقيقات


تقرير: كيف طبقت التجربة السوفييتية المتشددة في الجنوب؟

الأحد - 06 سبتمبر 2020 - 09:47 ص بتوقيت عدن

تقرير: كيف طبقت التجربة السوفييتية المتشددة في الجنوب؟

(عدن الغد)خاص:

تقرير يعيد قراءة التجارب السياسية الخائبة في جنوب اليمن وكيف دمرت
التحالفات الطائشة البلاد.

كيف طبقت التجربة السوفييتية المتشددة في الجنوب؟

هل كانت مشكلة الجنوب افتقاره للعقلية السياسيّة الناضجة؟

في ١٩٩٠ قرر الرفاق الذهاب إلى وحدة بلا ضمانات.. فانتهى الأمر باجتياح
سقط فيه الجميع

التلويح بالتحالف مع إسرائيل.. هل سيكون آخر نكبات الجنوب؟

من السوفييت إلى إسرائيل.. هل تحول جنوب اليمن إلى فأر تجارب؟!

رحلة التحالفات الطائشة

تقرير / عبدالله جاحب:



أعلنت القيادة العامة للجبهة القومية بعد الخطوة التصحيحية 1969، عن
تطوير العلاقات مع السوفييت ودعم حركات التحرر الوطني، لكن تلك القرارات
لم تحصل على تغطية في الصحافة السوفيتية بالقدر المطلوب يمنياً وهذا يشير
إلى أن موسكو كانت تشك في القيادة الجديدة التي جاءت بعد الخطوة
التصحيحية عام 1969.

هذا الموقف السوفياتي أثر على قيادة الجبهة القومية وعلى أثره ظهرت
خلافات في قيادة الجبهة حول أي المسارين صحيح، المسار السوفياتي أو
الصيني وقد تعمقت هذه الخلافات والانقسامات حول هذه القضية، لكن هذين
المسارين ترفضهما الأنظمة المجاورة.

كان الرئيس سالمين متحمسًا للاتجاه الصيني، وارتبط بالتجربة الصينية في
أول عهده واتخذ قرارات متطرفة  رفضها السوفييت، مثلا: في 27 نوفمبر 1969
تم إقرار قانون "التنظيم الاقتصادي للقطاع العام والتخطيط القومي" وفقًا
لهذا القانون، تم تأميم العديد من البنوك والمؤسسات المملوكة بشكل رئيسي
لرأس المال الأجنبي وأعلن احتكار الدولة لاستيراد الدقيق والقمح والزبدة
والسكر والشاي والسجائر والسيارات وآلات البناء والأدوية، إلخ.

في 30 أكتوبر 1970 تم إقرار قانون إعادة تنظيم وزارة الدفاع والقوات
المسلحة وفي 30 نوفمبر 1970 تم اعتماد دستور جديد وتم تغيير اسم البلاد
إلى "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" وفي عام 1970، قطع اليمن
الجنوبي العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، وأصبحت العلاقة في
المقام الأول مع الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية.

يتكرر سيناريو الأخطاء في جنوب اليمن، وتسير كل القوى والتكوينات
والتنظيمات السياسية التي تتصدر المشهد والساحة السياسية في جنوب اليمن
على منوال وأوتار ومعزوفة أخطاء الماضي، واعادة سيناريو وتفاصيل حضوره
وتواجده على الرقعة السياسية دون الاستفادة من التجارب وتجنب الوقوع في
الأخطاء الماضية للحقب السابقة.

خاض جنوب اليمن في فترة من الفترات وحقبة من الزمان، ليست بالقصيرة
التجربة السوفيتية، وعاش كل مضمونها وتفاصيلها على أرض الواقع وأحدثت
الكثير من الجراح السياسية، التي يعالج أثرها الى يومنا هذا، وشهد جنوب
اليمن حقبة وتجربة تجرع خلالها الكثير من الاخفاقات وخيبات الامل
السياسية وكانت اضرارها اكثر من فوائدها، ويدفع ثمنها و فاتورتها الباهظة
إلى المرحلة الراهنة.

تكرر القوى السياسية في جنوب اليمن، التي تتصدر وتنفرد بالمشهد في وقتنا
الحالي، عودة الجنوب إلى تجربة طائشة جديدة بخطوات مهرولة وسريعة غير
مدروسة، وقد تكون أشد ضراوة وقسوة من التجربة السوفيتية السابقة.

السير والطريق إلى إسرائيل أهم ما يدور في أذهان علماء حقول التجارب على
الفأر الجنوبي في المرحلة الراهنة، وذلك ما تشير اليه كل المؤشرات
والأحداث في المرحلة الراهنة.

حيث تسعى القوى السياسية جنوب اليمن إلى خوض تجربة طائشة جديدة مع الكيان
الصهيوني في محاولة للزج بالجنوب في خضم تجربة أشد سوءا وقسوة من
سابقاتها.

وتصاعدت حدة المؤشرات في الآونة الاخيرة التي تنذر بدخول التجربة
الاسرائيلية من أبواب جنوب اليمن، حيث كشفت صحيفة إسرائيلية، عن مباحثات
سرية جرت بين المجلس الانتقالي الجنوبي ومسؤولين إسرائيليين.

وقالت صحيفة (إسرائيل اليوم)، في تقرير بعنوان "صديق إسرائيل السري
الجديد في اليمن": خلف أبواب مغلقة، أُعلن عن دولة جديدة في الشرق
الأوسط: عدن، مستعمرة بريطانية سابقة في المنطقة الجنوبية الغربية من
اليمن.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه في الوقت الذي يعلن فيه الانتقالي
استقلال ميناء عدن عن اليمن، فإنه يلقى أيضا نظرة ودية على الدولة
اليهودية.

وتابعت: "من المثير للدهشة أن المجلس الانتقالي الجنوبي أعرب مؤخراً عن
موقف إيجابي من الدولة اليهودية، حيث كتب هاني بن بريك نائب رئيس المجلس
الانتقالي الجنوبي أن "العرب والإسرائيليين يتفقون على حل الدولتين.
(مرحباً بالعلاقات الإسرائيلية مع قطر وسلطنة عمان)".

وبحسب الصحيفة فإن الإسرائيليين ردوا بشكل إيجابي على المجلس الانتقالي
الجنوبي.. مشيرة إلى أن مصادر في تل أبيب قالت إن "الحكومة الإسرائيلية
تجري مباحثات سرية مع الحكومة الجديدة في جنوب اليمن".

ومن جانبه أكد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك أن
العلاقات مع إسرائيل "جيدة جدا" في حين ردت تل ابيب بشكل ايجابي على آفاق
"دولة مستقلة جديدة في اليمن".

الجنوب والتحالفات الطائشة

يصر جنوب اليمن "سياسياً" على العيش تحت مظلة وسقف التجارب والتحالفات
الطائشة المتهورة، والسير في تحالفات تفتقد إلى العمل والتخطيط المدروس،
تحت منظومة من الغوغاء والهوشلية السياسية.

وأثبتت كل التحالفات في جنوب اليمن بأنها طائشة وغير مدروسة، ولا تثمر أي
نتائج ايجابية تعود بالنفع على الرقعة الجغرافية السياسية في أرض الواقع.

عاش جنوب اليمن حقبة ومرحلة من الشيوعية والسوفييت والارتماء في مغامرة
لم تفك طلاسم وشفرات الذهاب اليها الى وقتنا الحالي.

فقد كانت الشيوعية والسوفييت مرحلة ارتهان حقيقي يوحي بغياب العقل
السياسي في تلك الفترة والحقبة الزمنية السياسية وكان ذلك السير
والارتماء بمثابة تجربة يعاني ويدفع ثمنها وفاتورتها الاجيال الراهنة.

الوحدة وضياع الجنوب

خرج الجنوب من تجربة طائشة تمثلت بالشيوعية والسوفييت، وذهب مهرولا نحو
فتح آفاق تجربة جديدة لا تقل خطورة وتهورا وطيشا عن سابقاتها، فكانت
التجربة التي قصمت ظهر جنوب اليمن، وأراد بها الفائدة فأضاع رأس المال
والجمل بما حمل.

هرول الجنوب مسرعاً نحو وحدة اندماجية مع شمال اليمن، وتسليم دولة كاملة
وسيادة وهوية ومؤسسات ومرافق حكومية، وكل ذلك من أجل الخروج من صدمة
التجربة السوفييتية والاستيقاظ من الشيوعية والسوفييت.

وكان يدور في أذهان القوى السياسية واصحاب القرار السيادي في جنوب اليمن
بأن الذهاب إلى الوحدة هو طوق النجاة والخلاص من آثار وتأثيرات الشيوعية
التي عاد منها جنوب اليمن بخفي حنين.

الذهاب إلى إسرائيل

كانت ولازلت القوى السياسية في جنوب اليمن تحت تأثيرات التحالفات الطائشة
المتهورة غير المجدية.

واليوم تستعد القوى المهيمنة والمسيطرة على المشهد والساحة السياسية في
جنوب اليمن لزج الجنوب مجدداً في تجربة جديدة خطورتها أكثر ألف مرة من
فوائدها.

وتسعى بعض القوى السياسية في جنوب اليمن لسفلتة الطرق السياسية نحو
إسرائيل والعمل على خوض تجربة طائشة جديدة.

واستنكرت الكثير من الشخصيات والتيارات السياسية والنخب الجنوبية التطبيع
الإماراتي الإسرائيلي، وعبرت تلك الأطراف، عبر المواقع الإلكترونية
والصحف وشبكات التواصل الاجتماعي، عن سخطها من موقف المجلس الانتقالي
الجنوبي، في هذا الصدد.

ورحب المجلس الانتقالي الجنوبي، في بيان، بقرار أبوظبي إقامة علاقات
رسمية مع تل أبيب، واصفا إياه بـ"القرار الشجاع".

وأبدت مصادر مطلعة في الحراك الجنوبي خشيتها من أن يفتح التطبيع
الإماراتي الباب أمام النفاذ الإسرائيلي إلى الجنوب، وتحويل الأخير ساحة
للعمل الأمني والعسكري المشترك بين الجانبين، وفقا لصحيفة (الأخبار
اللبنانية).

وأصدر الزعيم الجنوبي حسن باعوم بيانا ذكر فيه بتاريخ نصرة "جمهورية
اليمن الديمقراطية الشعبية" (سابقا) للقضية الفلسطينية.

لماذا لا توجد تجارب ناضجة؟

يفتقد جنوب اليمن إلى التجارب والتحالفات الناضجة، ويعيش في دوامة
ومستنقع التجارب والتحالفات الطائشة، ويتقوقع في خضم سيناريوهات تكرر
تجارب الماضي بين الاخفاق والفشل في غمار تجربة يخوضها ابتداء من التجربة
الشيوعية والسوفييت والعودة بخفي حنين، والذهاب إلى الوحدة وضياع الجنوب
والاستعداد اليوم لمرحلة تعبيد طريق الوصول إلى إسرائيل.

يحتاج جنوب اليمن إلى خوض غمار ومضمار التجارب التي تحمل في طياتها نضجا
سياسيا ووعيا دبلوماسيا، بعيدا عن تسليم الرقبة السيادة وتطويق سوط
الخارج على عنق جنوب اليمن.

فلماذا الانغلاق على تجارب وتحالفات الماضي الطائشة وتكرارها بتحالفات
متهورة، ولماذا الابتعاد وعدم الانفتاح على تجارب ناضجة للتحالفات أكثر
فائدة وتخطيطا ودراسة تحت منظومة عمل تنفتح على تجارب النضج والوعي.

التحالف الإماراتي الإسرائيلي مع الجنوب هل هو ضرورة؟

يؤكد كل انصار ومؤيدي المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يقود الساحة والمشهد
السياسي في الجنوب في الوقت الراهن بأن عملية التحالفات مع الإمارات
وإسرائيل مشروعة وتصب في خدمة أهداف مشروع انفصال الجنوب وعودة الدولة،
وتهدف الى كبح جماح المشروع الحوثي الايراني التركي القطري، الذي تقوده
جماعة الإخوان المسلمين وتحاول توسيعه في الرقعة الجغرافية الجنوبية
المحررة.

وكشف موقع (المنتدى اليهودي الفرنسي) أن الإمارات وفرت موطئ قدم لإسرائيل
في اليمن عبر جزيرة سقطرى اليمنية الاستراتيجية بالتنسيق مع الحليف
والشريك لها في جنوب اليمن المتمثل بالمجلس الانتقالي الجنوبي، لإنشاء
مرافق عسكرية واستخباراتية هناك.

وأضاف الموقع أن هذه المواقع ستخصص لرصد تحركات البحرية الإيرانية في
المنطقة، وتحليل الحركة البحرية والجوية في جنوب البحر الأحمر.

ولفت الموقع إلى أن إنشاء إسرائيل قواعد استخباراتية في جزيرة سقطرى
اليمنية بالتعاون مع الإمارات يأتي ضمن تعاون سري مستمر منذ عدة أعوام،
ومن بين أهدافه مراقبة تحركات الحوثيين والسيطرة على الملاحة البحرية في
المنطقة.

وأشار إلى إن إسرائيل بدأت منذ 2016 في بناء أكبر قاعدة استخبارات في حوض
البحر الأحمر في جبل أم بساريا الواقع في إريتريا في المنطقة
الاستراتيجية المطلة على مضيق باب المندب.

وبحسب الموقع، تقوم إسرائيل والإمارات بكافة الاستعدادات اللوجستية
لإنشاء قواعد استخباراتية لجمع المعلومات في جميع أنحاء خليج عدن من باب
المندب وصولا إلى جزيرة سقطرى.

ذلك التحالف وحسب الكثير يصب في تحالفات مشروعة يعمل المجلس الانتقالي
الجنوبي ويسعى من خلالها الى توقيف زحف المشروع الإخواني التركي القطري،
ومن امامهم المشروع الحوثي الايراني.