آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-04:08م

دولية وعالمية


قلدها أرفع وسام فرنسي.. ماكرون بدأ رحلته في لبنان بـ"لقاء استثنائي" مع فيروز

الثلاثاء - 01 سبتمبر 2020 - 02:43 م بتوقيت عدن

قلدها أرفع وسام فرنسي.. ماكرون بدأ رحلته في لبنان بـ"لقاء استثنائي" مع فيروز

(عدن الغد) وكالات

 

عاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان اليوم الاثنين، البلد الذي يمر بأزمة غير مسبوقة، في زيارة تستغرق يومين وجدول زمني مليء بالأحداث والمحادثات السياسية التي تهدف إلى رسم مخرج للبلاد.

لكن اجتماعه الأول لم يكن مع رئيس الوزراء المكلف قبل ساعات، ولا مع السياسيين المتناحرين في البلاد أو نشطاء المجتمع المدني. بدلاً من ذلك، اختار ماكرون رؤية مغنية لبنان الأولى فيروز، وهي رمز وطني وأحد الشخصيات النادرة في لبنان المحبوبة والاحترام في جميع أنحاء البلاد، وهي من أشهر المطربين في العالم العربي ويعتبر صوتها بمثابة موسيقى تصويرية للبنان من أوج ازدهاره مرورا بصراعاته وحتى أحدث صدمة شهدها.

المغنية المنعزلة، التي يمكن القول إنها الأكثر شهرة واحتراما في العالم العربي، تبلغ الآن 86 عاما ونادرا ما شوهدت علنا في السنوات الأخيرة. لكن العديد من اللبنانيين ما زالوا يبدأون يومهم بالاستماع إلى أغانيها ويستمرون في رؤيتها كشخصية موحدة في بلد يعاني من الصراع.

ويجري الاحتفاء بفيروز، التي نادرا ما تتحدث لوسائل الإعلام مع أن أغنياتها تتردد عبر موجات الأثير من الرباط إلى بغداد، على أساس أنها كنز وطني ورمز للسلام يتجاوز الانقسامات القبلية والطائفية في لبنان وخارجه.

بعد وصوله إلى مطار بيروت مساء الاثنين، توجه ماكرون مباشرة لزيارة فيروز في منزلها في الرابية شمال بيروت، بعيدًا عن وسائل الإعلام بناءً على طلبها.

وقلّد ماكرون فيروز أرفع وسام فرنسي، وهو وسام جوقة الشرف من رتبة كوموندور (Commandeur)، في المقابل شكرته فيروز وقدمت له بدورها هدية تذكارية، قيل أنها لوحة فنية، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.

وخلال مغادرته منزل السيدة فيروز، قال ماكرون للصحافيين إنه "يعد بأن يكون لبنان أفضل مما هو عليه وأن السيدة فيروز أيقونة ولها مكانة خاصة بقلوب الفرنسيين واللقاء كان استثنائيا".

واعتصم عدد قليل من النشطاء أمام ماكرون وهو في طريقه إلى الداخل، ورفعوا لافتات تحثه على رفض تعيين رئيس الوزراء الجديد قبل ساعات.

ورافقت أغاني فيروز اللبنانيين خلال 15 عاما من الحرب الأهلية التي انتهت عام 1990 وما زالت توفر لهم المواساة في الأوقات الصعبة. قدمت أغنيتها " لبيروت" أو "من أجل بيروت" بشكل متكرر الموسيقى التصويرية لأمة حزينة، كان آخرها بعد الانفجار.

وكان ماكرون أول زعيم أجنبي زار لبنان، بعد يومين من الانفجار، وسار في شوارع بيروت المدمرة عندما لم يفعل أي مسؤول لبناني. ووعد بالعودة في الأول من سبتمبر للمشاركة في احتفالات الذكرى المئوية للبنان.

فور مغادرته لبنان قبل عدة أسابيع، غرد بالعربية: "أحبك يا لبنان" كلمات أغنية شهيرة فيروز.

وفيروز واسمها الحقيقي نهاد حداد شخصية معروفة في فرنسا، أقامت العديد من الحفلات الموسيقية في البلاد، بما في ذلك حفل أوليمبيا في عام 1979، حيث غنت "باريس يا زهرة الحرية"، وفي واحدة من أكبر قاعات الحفلات الموسيقية في باريس، قصر بيرسي، في عام 1988.

وفي واحدة من أشهر أغنياتها تقول فيروز "حبيتك بالصيف!! حبيتك بالشتى!!" وهي المقطوعة التي طُرحت قبل دخول لبنان في أتون حرب أهلية استمرت بين عامي 1975 و1990، وهي فترة كان لبنان لا يزال فيها مشهورا بلقب "سويسرا الشرق الأوسط"، حيث كان يجتذب مشاهير هوليوود إلى مطاعمه وشواطئه البديعة.

ونالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين. فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988 ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف في عام 1998.