آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-02:41ص

ملفات وتحقيقات


هل انعدمت الإنسانية أم هو الظلم : من الذي ألجأ الأمهات بعدن للتخلي عن أطفالهن ؟!

الأحد - 16 أغسطس 2020 - 05:25 م بتوقيت عدن

هل انعدمت الإنسانية أم  هو الظلم : من الذي ألجأ الأمهات بعدن للتخلي عن أطفالهن  ؟!

رصد / الخضر عبدالله :

مع ازدياد عدد النازحين والوافدين إلى أي مدينة وكذا ارتفاع نسب العلاقات غير الشرعية , وتضاعف الأزمة الاقتصادية وأعبائها على المواطن اليمني  باتت الانسانية سهلة البيع. أحيانا تستطيع الظروف أن تشفع بمرتكبي الخطأ لكن لا شيء يبرر ترك أم لطفلها الرضيع أو رميه في النفايات كأنه قطعة أثاث يمكن التخلص منها بسهولة. وفي الوقت الذي يفتقد فيه كثيرون لنعمة الأمومة والأبوة، يتخلى البعض عن أطفاله بأبشع الطرق.

تختلف حالات ترك الرضيع ما بين رميه في النفايات ووضعها بكيس للزبالة أو كرتونة بعيدا عن الأنظار، وهي تعدّ محاولة قتل، اذ انها تحصل في معظم الأحيان إن لم يُسمع صراخ الرضيع في الوقت المناسب، وبين من يضع الطفل بجانب مسجد  أو احدى الجمعيات التي تعنى بهذه الحالات، وكأن المقصود "اعتنوا به بدلاً عني، تركته لأن حياته معكم أكثر أماناً".

العثور على طفل بجانب مدرسة الغرباني بــ"كريتر "

وقضية عثور مواطنين  على طفل حديث الولادة بمديرية كريتر بجانب مدرسة الغرباني و ليست هي الحادثة الأولى, بل سبق وان عثر على أطفال ولدوا للتو ملقين في اكياس بلاستيكية او كراتين , فيما هناك حالات مماثلة في أوقات متفرقة من الأعوام السابقة .

يقول أحد المواطنين فضل عدم ذكر اسمه :" الناس في الغالب يتركون الاطفال غير الشرعيين أمام المساجد وياتي رجال الخير إما لأخذهم بهدف تربيتهم او تسليمها لأقرب قسم شرطة .

ويضيف :" الآن أصبح يلقى الأطفال في اكياس الزبالة او برميل المخلفات .. البعض منهم يموت, والأخر يبقى حيا, المهم المسألة لا تفرق بمن ارتكب بحقهم هذا الفعل الجرم الشنيع .  

 القابلات هن شر البرية

 ويؤكد مواطن ىخر :" أن بعض الأطفال قد نقلوا من بعض المستشفيات مع القمامة إلى المقلب , او جهة أخرى , لا سيما وأن  بعض القابلات التي يعملن بالمستشفيات يقمن بإخفاء الإجهاض . ومثل هذه القابلات انتشرن مؤخراً في المستشفيات الحكومية في ظل انعدام رقابة وزارة الصحة العامة والسكان على هذه المستشفيات .

 مواطن آخر أيضا يتحدث عن هذا الشأن ويقول :" أن النساء اليوم يلدن في بعض المستشفيات ويغادرها تاركات أطفالهن فيها , لاسيما أن ذلك يحدث في المستشفيات الحكومية الكبيرة المتخصصة بالولادة , ولا يتم التواصل مع الجهات الأمنية لعمل محاضر ومعرفة الأمهات الاتي يلدن بالمستشفى .  

 غياب التواصل

 مصدر بمستشفى حكومي يؤكد  أن أمهات يلدن في المستشفيات ويذهبن تاركات أطفالهن في المستشفى , ويحدث هذا في اوقات متباعدة ولا توجد إحصائيات لحالات كهذه غير أن المستشفيات لا تتواصل مع مندوبي البحث الجنائي او قسم التحري المناوبين بالمستشفيات .

ويضيف :" وتأتي امهات من هذا النوع ويسجلن أسماءهن لدى المستشفى بأسماء مستعارة .

 جريمة بشعة

مواطنون التقتهم ( عدن الغد ) وهو في جلبة يتحدثون عن الطفل الرضيع الذي عثر عليه مرمياً بجوار إحدى المدارس بكريتر يتحدثون بحرقة ويقولون :" الطفل الذي عثر عليه بجوار مدرسة  الغرباني بكريتر وقد رمي بتلك الصورة البشعة التي رسمتها الأيادي الملطخة بالجريمة إبتداءً من لحظات اللذة غير الشرعية, وإنهاء بالجهة المتخصصة بالإجهاض , او التوليد أياً كانت هذه الجهة , قابلات , او مستشفى , ليسوا الوحيدين ولن يكونوا الاخيرين .

 مسؤول قسم التحريات في أحد أقسام شرط عدن  فضل عدم ذكر أسمه يؤكد ان السنوات الماضية كانت تصل بلاغات عن وجود أطفال في المكب أو جانب برميل مخلفات , غير أن هذه حالات نادرة .

ويردف قائلاً :" كانت الحالات التي تصل ميتة تدفن والتي تصل حية تذهب إلى من يرعاها , وفي السنوات الأخيرة انعدم التواصل معنا من جانب بعض المستشفيات , ولم تعد تصلنا بلاغات عن وجود أطفال في اكوام القمامة او حتى في المستشفيات نفسها كما كان الحال عليه في السابق .

 ويتابع :" البلد يعيش قضايا كبيرة والجانب الأمني يتركز حوله اكثر وهذا  أمر طبيعي في ظل الأوضاع التي نعيشها .

وينصح :" بأن على إدارة المستشفيات سواء كانت الحكومية او الخاصة أن تكون على تواصل مع مندوبي قسم التحريات بالمستشفيات واخذ بيانات بطاقات الأمهات الاتي يصلن للولادة في المستشفى وأيضاً أخذ بيانات المرافقين لهن من زوج أو غريب , حتى لا تسول لبعض النسوة ترك اطفالهن الرضع حال الولادة في اي مستشفى او في مكب القمامة .

 ويختتم بالقول :" ولا اتوقع ان يكون هؤلاء الأطفال نتاجاً لأعمال منافية للشرع لأن غحتياطات كثيرة يضعها مثل أولئك لمنع ( الحمل ) ويرجح ان تكون هذه الحالات غير الشرعية فردية , وتحدث في الغالب في بيوت السكن أو مكان ىخر ويكون التخلص من الأطفال بهذه الطريقة البشعة لإخفاء جريمة الزنا . على حد قوله .  

أطفال ينتهي بهم إلى قارعة الطريق

هم ضحية لجريمة اقترفها أقرب الناس إليهم، هم مَن ألقي بهم إلى المجهول، لا لذنب اقترفوه سوى انهم كانوا ثمرة غريزة انجرّ وراءها آباؤهم وحين أينعت رموا بها على الطريق وأمام المساجد وفي اماكن القمامة …هم اللقطاء أو «أطفال الكراتين » الذين غالباً ما يدفعون ثمن علاقة غير شرعية ليس لهم يد فيها وتنتهي بهم على… قارعة الطريق.