آخر تحديث :الإثنين-27 مايو 2024-01:45ص

ملفات وتحقيقات


مساجدنا.. بين التوسعة و طمس الآثار

الجمعة - 24 يوليه 2020 - 06:18 م بتوقيت عدن

مساجدنا.. بين التوسعة و طمس الآثار

حضرموت (عدن الغد ) بقلم / حسن علوي الكاف : :

قال تعالى (( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)) سورة التوبه  الآية 18 .

اية كريمة تحث على بناء و عمارة المساجد والإهتمام بها وإقامة الشعائر الدينية ونشر الدعوة .

في هذه الأيام تجوب كثير من القروبات صور هدم طال بعض من المساجد ومنها ما تم مؤخراً بمسجد النور التاريخي بمدينة العلم والثقافة تريم حضرموت عند مشاهدتك للصور يبادر إلى ذهنك أنه قصفاً تم بالطيران الحربي أو طائرات مسيرة أو صاروخ باليستي بل إن أيادي محلية هي من قامت بذلك الهدم بغرض التوسعة غير مكترثة بالتاريخ والتراث الإسلامي، وغير مدركة بأهمية التراث والآثار.

 إلى أين نحن ماضون يا إخوان أن نقوم نحن بأنفسنا بهذه العملية الكارثية لطمس معالم مساجدنا وحضارتنا ،  هذا المسجد ليس مهجورا أو به خراب حتى يتم هدم تلك المعالم الأثرية التي بنيت منذ اكثر من قرن من الزمن بل ان كل الصلوات والعبادات تدب فيه بشكل سلس و مستمر ومنها صلاة الجمعة والمكان المهجور بالإمكان إصلاحه حيث يتساءل المواطن عن من وجه بإصدار رخصة الهدم بغرض البناء والتوسعة التي تشوه التاريخ و استاء منها كل الخيرين من أبناء هذا الوطن عندما رأو بأعينهم صور الدمار بحق مسجد له تاريخ عريق.

 من يسعى لتوسعة المساجد قد تكون نيتهم طيبة بغرض التوسعة لكنهم غير مدركين بأهمية التراث والآثار و بالطرف الآخر هناك من يتحدث عن هذه النية بأنها نية طمس لمعالم الآثار التاريخية و أن وراها الكسب المادي من تلك الأعمال، فالذي يحصل يعتبر تشويه لهذه المساجد العتيقة التي تميزت وتفردت بالطراز المعمري الفريد بهذه المدينة التاريخية تريم. 

 ماحصل اتمنى الا يمر مرور الكرام ويجب على السلطات المحلية بالمديريات والمحافظات و مكاتب وزارات الأوقاف و الهيئة العامة للآثار المتابعة والتوجيه لمكاتبها بعدم صرف تراخيص هدم المعالم الأثرية والتاريخية بالمحافظات وبكل ربوع الوطن بل يجب الحفاظ عليها واعمارها وصيانتها لتبقى شاهدة على حضارتنا وتراثنا و نحن ندرك أن اعداء الإسلام والمسلمين يقدمون اغراءات ماليه كبيرة بحجة التوسعة لغرض محو وطمس معالم التاريخ الإسلامي فعلينا الحذر من هذه الحجج الواهية.

 شاهدنا من منذُ عقود مضت هدم بعض المساجد القديمة بغرض التطوير والتحديث والتوسعة فضاعت روحانية المساجد وطمست معالمها وآثارها التاريخية وهذا الذي يريده أعداء الإسلام فما حصل يجب ألا يتكرر مرة أخرى.

 لسنا ضد من يقوم بعملية التوسعة للمساجد ولكن يجب ألا تمس مبانيها وآثارها القديمة وإذا هناك أماكنية بناء ادور فوقية وغيرها و المساجد بحاجة ماسة إلى توسعة بالإمكان أن تتم عملية التوسعة مع الحفاظ على البناء التراثي ،

 السكوت على مثل هذه الممارسات الخاطئة ستعطي الكثير من ضعاف النفوس عملية السعي لهدم العديد من المساجد الأثرية التاريخية في مدينة تريم وغيرها من مدن حضرموت والوطن بهدف عمل الخير وعلى قولهم صلي لي واقرب لك.

اتمنى من المتصدقين وأهل الخير الإلتفات نحو أسر فقيرة بحاجة إلى مساعدة وعلاج وقوت من الواجب الوقوف بجانبها أولاً وفيها فضل من الله كبير ،مثلما يقال “لقمةٌ في بطن جائع خير من بناء ألف جامع، وخير ممن كسا الكعبة وألبسها البراقع، وخير ممن قام لله بين ساجد وراكع”.

ونحن نعيش في أيام مباركة طيبة عشر ذي الحجة نأمل من الله العلي القدير أن يهدينا جميعاً وان يعم السلام والخير والبركات كل ربوع بلادنا وسائر بلاد المسلمين و علينا الإكثار بهذا الدعاء (( الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ))