عاد بعض الخطباء المحرضين الذين يعتلون منابر مساجد عدن للواجهة مرة اخرى ووقع الأمر هذه المرة على "محمد عبدالكريم" وهو شاب من مدينة عدن، معروف بإسم محمد تيكا على المسرح، لاعب خفة عرف بتقديم عروض استعراضية بأسلوب مختلف، يعتبر من العروض العالمية في عالم الماجيك.
تيكا.. شاب بسيط من شباب مدينة عدن، يمتلك موهبة جميلة نادراً ما تجدها بهذه الحرفية هنا، أبهر الكثير، صال وجال في حفلات متنوعة في مدينة عدن ومحافظات أخرى، ويعتبره البعض رمزاً لا يفارق المتعة والحياة لما ينشره من سعادة بين الحضور، ينشر بسمته، يشاركها مع أبناء مدينته بالخدع التي يقدمها وبابتسامته البشوشة التي لا تفارقه.
وكالعادة لان ما يقدمه تيكا فن جديد لم تشهده المدينة كثيراً، لم يستوعب خطيب مسجد عثمان بن عفان بشارع الكثيري بساطة الأمر وخيل له عقله ان يقوم بتكفير الشاب واباحة دمه بكل بساطة، في كلامه أثناء خطبة الجمعة اليوم من تحريض وتهديد بالقتل ضد لاعب الخفه ووصفه بالساحر وجواز قتله بعد قيام التيكا بعمل عرض بمناسبة افتتاح النخيل مول .
وكشف الشاب تيكا في حديث حصري لعدن الغد تفاصيل ما حدث حيث قال:"خطيب مسجد عثمان بن عفان شارع الكثيري المدعو "عيدروس"خطب خطبة جمعة على الحفل حق النخيل حول ان فيه اغاني ورقص.. وانهم قاموا باستضافة ساحر ولازم يقتل
ويستباح ذمه"
واضاف التيكا:" اليوم رحت معي فقرة اقدم.. الامن التم حولي، وكانت هناك حراسة مشددة علي، وقاموا بارسالي للامن لاجل تقديم بلاغ رسمي وبعدها ذهبوا بي الى المنزل"
واكد :" الوضع كان متوتر، وهناك اخبار على وجود جماعة مترقبين لي، وهناك ايضا من قام بتفجير قنبلة صوتية قريب نهاية الحفل ولكن بعيد من الحفل، وتم تبليغ العمليات. والعمليات اتصلت للادارة. بالغاء فقرتي .. لاجل الاحتياط والامن"
وطالب تيكا:" بالقبض على من حرض عليه، ويجب عليه اقل شي ان يقوم بخطب خطبة جمعة.. يعتذر ويفهم العوام.. انه التباس بالامر وانه محمد تيكا لاعب خفة.. وهذه مهارات ويجب ان يقوم بتصوير فيديو صوت وصورة.. يتكلم فيه ويعتذر ويشاركة بمواقع التواصل الاجتماعي"
واختتم:" لست خايف من الرجال، عادي كثير يقولوا كده واتجاهلهم ، لكن ان يأتي القول من خطيب وعبر منبر فهذا تحريض بالقتل، وله اتباع، والمتجملين كثيرر ومثال ذلك ماحدث في دار العجزة في السنين الماضية.
-فن وموهبة لا شأن لها بالسحر على الإطلاق
وقد كان لصحيفة عدن الغد في الاعوام الماضية حوار شيق مع الشاب تيكا وضح من خلاله بدايته في ممارسة هذا الفن، موضحا ان بدايته كانت في سن السابعة، مكتسبا المهارة من أبيه الذي كان يحب هذا المجال لكنه أخذه منه، واهتم فيه بكل عزيمة وطموح،كان يحب أن يقوم بعمل الخدع لأصدقائه في المدرسة، وهو ما كان يجعله يشعر بشعور رائع حين يرى ردة فعل الناس أمامه ويشعر بالأنس، ويوم عن يوم تطور واكتسب مهارة جديدة. شكلت ماهي عليه اليوم.
وبالرغم من امتلاك التيكا لأسلوبه الخاص الذي يختلف عن مشاهير الخفة وبما يناسب بيئة مجتمعنا، وبالرغم من حرصه الشديد في استخدام كلماته لم يسلم من الاذى.
حيث كشف تيكا في حواره السابق مع عدن الغد،انه بالإمكان ان نطلق على الفن الذي يقدمه قول خدع سحرية ، لكن تجنباً لكلمة سحرية أصبحنا لا نستخدمها لان البعض يعتقد ان ما أقدمه هو سحر وللأسف لازال كثير يعتقد ذلك، والحقيقة ان ما يقوم به لاعب الخفة هو فن وموهبة لا شأن لها بالسحر على الإطلاق .
-ادانة واسعة ومطالبة بمحاسبة الخطيب
وادان واستنكر نشطاء واعلاميون وحقوقيون التكفير والتحريض ضد احد شباب عدن الموهوبين بألعاب الخفه والخدع البصرية.
وطالبوا الجهات الامنية بمعاقبة خطيب المسجد وعدم السكوت ابدا من قبل الرأي العام الذي يجب عليه الضغط لمحاسبة خطيب المسجد للتحريض قبل ان يندم الشعب.
وسخروا في احاديث متفرقة من جهل الخطيب فيما يتحدث به كون تيكا ليس له بالسحر ابدا كما يعلم جميع ابناء عدن ، والتحريض على قتلة تعد سابقة خطيرة في مدينة التعايش عدن .
وطالبوا الائمة وخطباء المساجد بالتركيز على الفساد القتل والسرقة ووضع البلاد وان لا تنتقل الخطب من الموعظة والنصح الى التحريض بالقتل ضد لاعب خفه لا حول له ولا قوة .
واكدوا حاجة اللحظة الراهنة من خطباء الجمعة نشر السلام والدعوة للمحبة والالفة وليس للقتل والتهديد بل بالنصح والموعظة .
خطبة ظلامية مشبعة بالدم
وتضامن الناشط والحقوقي حسام المليكي مع الشاب تيكا حيث قال:" ندين ونستنكر ماحدث اليوم في خطبة الجمعة من قبل خطيب مسجد عثمان بن عفان بشارع الكثيري في كلامه أثناء الخطبة من تحريض وتهديد بالقتل ضد لاعب الخفه محمد عبد الكريم مشهور ب" محمد تيكا" وصفه بالساحر وجواز قتله"
واضاف:"هذه الكائنات التي تستخدم منبر المسجد و يوم الجمعة للتحريض على الناس يجب علينا أن نقف ضدهم جميعا كمجتمع مدني نؤمن بالدولة و حقوق المواطنة المتساوية"
وتابع:"لم يتبقى لنا إلا أن نتحدث عن لاعبي الخفة !
البلد تموت في الساعة مليون مرة بسبب الفساد السياسي و السقوط الأخلاقي ، تلك الأمور لا تعني هؤلاء الأمراض و الكتل الهلامية التي لا يزعجها الا النساء و مظاهر الحياه."
واختتم:"يجب محاكمته و اعتقال فورا بسبب تحريضية المباشر على القتل و كل التضامن مع الشاب المبدع محمد تيكا .
ومن جهتها تضامنت طالبة علم الاجتماع زهراء علي حيث قالت: "تخيلوا إمام مسجد في الكثيري ترك كل من يمارسون السرقة والنهب وكل الجرائم الواضحة والتي تضر المواطنين على الرف.وذهب يفتي في ألعاب الخفة التي يجهل قواعدها فيتهم الشاب محمد بالسحر والشعوذة وجواز قتله بأعتباره ساحراً.
واضافت:"ككل المتشددين حينما يجهلون تفسير عمل شيء يسارعون لتكفيره وتحريمه وتعاملوا مع كل الأختراعات العلمية السابقة كسحر وشعوذة وكفر"
واختتمت:"يجب محاسبة خطيب المسجد أولاً كونه أفتى لقتل خارج نطاق الدولة على الطريقة الداعشية وثانياً إباحة دم إنسان عبر منابر لم توجد لذلك...!"
