آخر تحديث :الأحد-02 يونيو 2024-12:10ص

أخبار وتقارير


صاحب رسالة ياسليمان الشهيرة.. يصدر بيانا في ذكرى تحرير عدن يأسف للحال الذي وصلته اليه اوضاع المدينة

الخميس - 16 يوليه 2020 - 07:08 م بتوقيت عدن

صاحب رسالة ياسليمان الشهيرة..  يصدر بيانا في ذكرى تحرير عدن يأسف للحال الذي وصلته اليه اوضاع المدينة

عدن ((عدن الغد)) خاص

ادلى المستشار احمد الدياني ( *صاحب رسائل يا سليمان مرر رسالة ١٧/٧* )بالتصريح التالي بمناسبة الذكرى الخامسة لتحرير عدن في مثل هذا اليوم السابع عشر من يوليو 2015 م 

 

من المؤسف جدا ان اقول في مناسبة عظيمة كهذه ، وبعد مرور 5 سنوات كاملة على يوم تحرير عدن في 17 يوليو 2015 م إن الواقع السياسي الجديد الذي حلم به الشعب في جنوبنا الحبيب وناضل في سبيله وقدم الشهداء والتضحيات العظيمة طوال عقود من ثورته وحراكه الشعبي السلمي الذي توج بالنصر والتحرير في ذلك اليوم من ايام التاريخ ، جرى ويجري احتواؤه بكل اسف . 

  وبدلا من اغتنام تلك الفرصة التاريخية السانحة التي صنعها شعبنا بدمه وعرقه وتضحياته وصبره لإحداث التغيير الذي كان ومايزال يطمح إليه الشعب الجنوبي ، عادت به القوى التي لاتريد الحرية والتقدم لشعبنا خطوات إلى الوراء ، وفرضت واقعا سيئا مريرا يئن منه كل إنسان في عدن والمحافظات الجنوبية المحررة ، وعرقلت تلك القوى ان يمسك الشعب وقواه الوطنية التي ساهمت في صنع ذلك النصر من المساهمة في تشكيل الواقع السياسي الجديد ، وفي نفس الوقت عجزت ان تقدم صيغة افضل لادارة الجنوب طوال هذه السنوات ، فكان من الطبيعي ان تواجه المازق الذي تواجهه الآن . وان تعجز عن حل معضلات البلد والشعب بمفردها مما زاد من معاناة الناس على كل المستويات السياسيه والاقتصادية والامنية والمعيشية ، وهي في تصاعد مستمر. . دون ان نغفل ان مايحدث في عدن والجنوب ليس ببعيد عن  تدخل قوى محلية واقليمية و دولية تتصارع على الموقع الجيو استراتجي لعدن وباب المندب  ، تستفيد عبر تدخلاتها مما يحدث ، خدمة لمشاريعها التي تتعارض مع المشروع الوطني ، بل تساهم في اغتيال المشروع الوطني لشعب الجنوب . 

 

  وفي هذه الاوضاع الماساوية التي يواجهها الجنوب ، ويدفع ثمنه شعبنا ، لابد من التاكيد على بعض الاخطاء التي وقعت فيها القيادات الجنوبية والتي ادت إلى الحالة الراهنة : 

     اولا : ان الثورة الجنوبية و حراكها السلمي الشعبي استطاع تحقيق النصر في لحظة تاريخية مناسبة اجتمعت لها عوامل محلية واقليمية ودولية ، لكن بكل اسف عجزت القوى الجنوبية ان تحول لحظة النصر تلك ، إلى عملية التغيير التي كان ولايزال يحلم بها شعب الجنوب وقدم التضحيات الجسام من اجل الوصول اليها ، لعدم امتلاك رؤى سياسية واجتماعية ، وقيادة جاهزة لقيادة مرحلة مابعد النصر تحول النصر العسكري الى فعل سياسي . 

  ثانيا : ان الشروخ والتناقضات في جسم القوى الجنوبية التي ساهمت في صنع النصر ، عجزت عن صناعة قيادة ورؤى موحدة ولو في حدها الأدنى، تحدد ماهو المطلوب وماهي الأهداف التي ينبغي الاتفاق عليها وانجازها ، فكانت النتيجة ان دخلت في صراعات بعضها للأسف دموي ، واستدعاء ممقوت لصراعات الماضي ، فانشغلت  بالماضي بدلا من الالتفات إلى المستقبل . وايجاد الحلول لمشكلات الحاضر .  

  ثالثا : التضخم. والاحساس المتزايد لدى طرف بعينه ، بانه يمثل كل الجنوب وإلغاء الاخر . والعمل على محاولة كسره وإبعاده عن المشاركة في عملية التغيير وعن المشهد السياسي . زاد  من الخطر على الجنوب وثورته ومشروعه ، فصار مكشوفا للمطامع ، وللتدخلات ، ولمصادرة قراره الوطني ، حتى لايصل إلى غايته . 

   رابعا : ان كل تلك الاخطاء وغيرها ، قد ساهم في اللحظة التي نراها اليوم ، وهي شديدة الخطر ، لإنها تمس بحياة المواطن الامنية والاقتصادية والامنية والمعيشية . وهي لحظة انتقالية فاصلة طالت اكثر مما ينبغي لها من الزمن ، والخوف ان طالت اكثر من ذلك الا تصل الثورة الجنوبية الى الغاية التي قامت من اجلها ، وقدم الشعب التضحيات الجسام . 

 ببساطة الجنوب اكبر من ان يتحول الى ملكية لإحد .. 

الجنوب لكل ابنائه ، وبكل ابنائه ، ويتسع للجميع .. وليس من حق احد ان يدعي انه يمثل الجنوب وحده ! 

 واذا ظللنا نفكر بتلك الطريقة ، فان الجنوب سيدخل في المجهول .. ووضع الجنوب والناس لايحتمل اكثر مما هما فيه .

احمد الدياني ١٧/٧/٢٠٢٠