آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-11:52م

أخبار وتقارير


إنقسامات حادة في صفوف الجمهوريين قبيل إنتخابات الرئاسة الأميركية القادمة.

الثلاثاء - 09 يونيو 2020 - 03:17 م بتوقيت عدن

إنقسامات حادة في صفوف الجمهوريين قبيل إنتخابات الرئاسة الأميركية القادمة.

تقرير / محمد مرشد عقابي

أعلن وزير الخارجية الأميركي الأسبق "كولن باول" تأييده للنائب السابق للرئيس "جو بايدن" ليصبح بذلك أول جمهوري بارز يعلن صراحة تأييده للمنافس الديمقراطي لـ"دونالد ترامب" في إنتخابات الرئاسة المقررة في شهر نوفمبر "تشرين" الثاني.

"باول" الذي كان رئيساً لهيئة الأركان الأميركية المشتركة قاد الجيش الأميركي خلال حرب الخليج عام 1991م في العراق في عهد الرئيس الجمهوري "جورج بوش" الأب ثم تولى لاحقاً وزارة الخارجية في عهد "جورج بوش" الأبن.

وقال "كولن باول" إن ترامب جنح بعيداً عن الدستور الأميركي ويمثل خطراً على البلاد وعلى ديمقراطيتها، مضيفاً وهو الذي لم يصوت لصالح الرئيس الجمهوري في إنتخابات 2016م لوسائل إعلام أميركية أمس "لا يمكنني بأي حال من الأحوال دعم الرئيس دونالد ترامب هذا العام"، وعندما سُئل إذا كان سيصوت لصالح "بايدن" اجاب قائلاً : "نعم سأصوت له".

من جهته "ترامب" الذي كان من منتقدي حرب العراق وصف "كولن باول" الذي ينتمي لأصول أفريقية في تغريدة له على تويتر بأنه "فظ ووضيع" وشن هجوماً لأذعاً على "باول" وحمله مسؤولية حرب العراق.

وبعد دقائق من إعلان "كولن باول" دعمه لبايدن، غرد "ترامب" بالقول : "كولن باول" رجل متغطرس حقيقي، فقد كان هذا الشخص مسؤولاً عن إدخالنا في حروب الشرق الأوسط الكارثية، وقد أعلن لتوه أنه سيصوت لمتغطرس آخر، هو "جو بايدن النعسان"، مضيفاً : "ألم يقل باول إن العراق امتلك أسلحة دمار شامل عليه ان يثبت ذلك؟ العراق لم يمتلك هذا النوع من الأسلحة، لكننا خضنا الحرب مستندين على تدليسات وإدعاءات افتعلها هذا الشخص الوضيع.

ويعتبر "باول" أحدث جنرال عسكري اسود كبير يوبخ الرئيس "دونالد ترامب" في أعقاب الإحتجاجات الحاشدة التي شهدتها المدن والمقاطعات الأميركية تنديداً بالممارسات العنصرية تجاه الزنوج والتي فجرها موت رجل زنجي اسود غير مسلح في مينيسوتا يوم 25 مايو "أيار" الماضي.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت في احد تقاريرها بان أسماء كبيرة وعديدة في الحزب الجمهوري تدرس حالياً التصويت لصالح المرشح الديمقراطي "جو بايدن" في الإنتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 3 نوفمبر "تشرين" الثاني 2020م بدلاً من الرئيس الحالي "دونالد ترامب" ممثل الحزب الجمهوري.

الصحيفة قالت ايضاً بانه في اوآن سابق للمتوقع يناقش عدد متزايد من الأسماء الشهيرة في صفوف الجمهوريين مدى الشفافية التي يتعين عليهم إنتهاجها بشأن إعلان قرار عدم التصويت لترامب في إعادة ترشحه لمقعد الرئاسة، أو ربما حتى بشأن الإفصاح عن التصويت لـ"جو بايدن" الذي يحتمل ترشحه للمنصب نهاية هذا العام.

الرئيس الأسبق "جورج بوش" الأبن والسيناتور "ميت رومني" لن يدعما بحسب ما اشارت الصحيفة الرئيس "ترامب" خلال حملة إعادة ترشحه، فيما لم يتيقن بعد حاكم فلوريدا السابق "جيب بوش" بشأن المشاركة بصوته، أما سيدة الأعمال "سيندي ماكين" وهي طليقة "جون ماكين" فهي على يقين شبه تام من قرار دعم "بايدن" في الإنتخابات الرئاسية القادمة، ولكنها غير متيقنة بشأن وقع ذلك على الرأي العام لكون احد أبنائها يتطلع إلى الترشح لنيل ذات المنصب.

وبحسب تأكيد العديد من المراقبين فان ثمة أسماء تدعو للدهشة بين الذين يفكرون في التصويت لصالح "جو بايدن" لاسيما الجمهوري وممثل فلوريدا في الكونغرس "فرانسيس روني" الذي لطالما تبرع بملايين الدولارات لصالح المرشحين الجمهوريين على مدار السنوات الماضية، وكان سفيراً للولايات المتحدة في الفاتيكان تحت قيادة جورج بوش وبين الأخرين الذين لديهم نية الترشح.

وتشير تقارير استقصائية إلى عدم تصويت "روني" لصالح الديمقراطيين منذ عقود طويلة، ولكن حسبما نقلت عدد من الصحف المحلية الأميركية فان لروني مواقف سابقة تؤيد وتدعم المرشح "جو بايدن".

وفي خضم هذه التوترات التي تشهدها الولايات المتحدة حالياً، قال 89 مسؤولاً سابقاً بوزارة الحرب الأميركية إنهم "استشعروا الخطر" جراء تلويح الرئيس "دونالد ترامب" بإستخدام القوة وورقة الجيش لإنهاء حالة الغضب وعدم الإستقرار التي تعيشها البلاد منذ اكثر من اسبوعين.

ووجه وزير الحرب السابق "جيم ماتيس" للرئيس ترامب توبيخاً شديد اللهجة قال فيه إن ترامب يبث العداء وينشر باساليبه العنجهية ثقافة الكراهية والتفرقة بين الأميركيين خاصة أثناء الإحتجاجات الحالية الممتدة بأنحاء البلاد.

"ويليام ماكرافن" وهو أميرال البحرية الأميركية المتقاعد الذي أدار الغارة التي قتلت زعيم حركة طالبان "أسامة بن لادن" قال إنه "بحلول خريف هذا العام يحين وقت تولي زعيم جديد مقاليد هذا البلد سواء كان جمهورياً أو ديمقراطياً أو مستقلاً، فقد أبدى الرئيس ترامب إفتقاره لكل المؤهلات اللازمة التي ينبغي ان تتوفر في الشخص الذي يتقلد هذا المنصب الكبير.

ورغم أن العديد من الأسماء الشهيرة قالت في احاديث متعددة لوسائل إعلام أميركية مستقلة إنها لم تصوت لصالح الرئيس "دونالد ترامب" في إنتخابات 2016م يصبح نقص الدعم ذا مغزى حينما يطال الرئيس الحالي وأجندته مع قادة مجلس الشيوخ أكثر مما كان عليه في غياب أجندة المحافظين.

ومع كل هذه التصريحات أشارت العديد من التقارير الصحفية إلى أن الإستطلاعات في الوقت الراهن تشير إلى مساندة الجمهوريين في العموم للرئيس الحالي "ترامب"، وأعرب أعضاء بالحزب الجمهوري صراحة وقوفهم التام والكامل الى جانب ترامب أكثر مما فعلوا قبل أربع سنوات لاسيما بعض المؤيدين الثابتين دوماً مثل زعماء الحزب الجمهوري (ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، والسيناتور تيد كروز، والسيناتور ليندسي غراهام).

ونقل عن "روني" قوله في وقت سابق : "لقد صوت الكثيرون لصالح "ترامب" من قبل لأن "هيلاري كلينتون" لم تنل إعجابهم ولكنني لا أرى ذلك ينطبق على "بايدن" فكيف لك ألا تعجب بشخصية قيادية كفؤة مثل "بايدن".