آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:43م

أخبار وتقارير


مظاهرات حاشدة تجتاح مدن أميركية واوروبية دعماً لمظلومية السود.

الإثنين - 08 يونيو 2020 - 03:51 م بتوقيت عدن

مظاهرات حاشدة تجتاح مدن أميركية واوروبية دعماً لمظلومية السود.

تقرير / محمد مرشد عقابي

تدفق آلاف المتظاهرون نحو العاصمة الأميركية واشنطن أمس للمشاركة في احتجاجات حاشدة تنظم مع نهاية الأسبوع الثاني من الحركة الإحتجاجية التي يقودها "السود" على خلفية قضية جورج فلويد الذي قضى خلال توقيفه دوساً في العنق باقدام جندي أبيض وضد ما يصفه المتظاهرون بانعدام المساواة تجاه الأميركيين من أصول افريقية.

وشهدت عواصم أوروبية عديدة مظاهرات مماثلة دعماً للمساواة ونصرة لقضية الجنس الاسود الذي يتعرض للإمتهان والإضطهاد والإستعباد من نظيرة الأبيض في مدن ومقاطعات الولايات المتحدة.

ومع تنظيم احتجاجات تضامنية حول العالم فرضت الشرطة في واشنطن طوقاً أمنياً موسعاً حول "البيت الأبيض" الذي بات حالياً محصناً بحاجز إضافي من الشبكات الحديدية مع تظاهر عشرات الآلاف من الناس المنادين بالعدالة من مختلف الإثنيات والأعمار المساندة لقضية السود.

وقاد المنظمون مسيرة في العاصمة الأميركية وأشنطن انطلقت من عند نصب إبراهام لينكولن التذكاري وجابت شوارع وأحياء المدينة ذهاباً وإياباً ردد خلالها المشاركون الهتافات المناوئة لأساليب السلطات الأمنية العنصرية تجاه الأقليات العرقية السوداء، وتجمع الآلاف من المتظاهرين في مدن أميركية اخرى تنديداً بممارسات رجال الشرطة العنصرية وتضامناً مع ذوي البشرة السوداء واستنكاراً لجريمة قتل المواطن الاسود فلويد دوساً بالأقدام.

وقالت "كريستين مونتغومري" المتحدرة من واشنطن إن هذه المعركة قائمة منذ عقود عدة ومند مئات الأعوام بيننا وبين الجنس الأخر المهيمن علينا والذي يقوم بإضطهادنا وإستعبادنا وإذلالنا وقد حان الآن وقت التغيير، حان الوقت لجعل المستقبل أكثر إشراقاً لنا نحن السود، يكفي عبودية ويكفي حياة رق وإضطهاد لنا الحق في السلطة والحكم وفي إنتزاع الحقوق وإستعادة الكرامة المسلوبة والمهدورة، انها ثورة الاسود لإجتثاث ملك الأبيض وقلب الموازين في الحكم والسلطة، ووضع بعض المتظاهرين على الحاجز المرتفع والمحيط بالبيت الأبيض صور المواطن الزنجي الاسود "فلويد" وأميركيين من أصول افريقية سوداء آخرين قتلتهم الشرطة.

ووزع متطوعون زجاجات مياه ولوازم أخرى مع وجود عربات بيع طعام وباعة يروجون أقمصة تحمل شعار "حياة السود مهمة" ولا حياة إلا بكرامة الزنوج وحقوق الجنس الاسود، وراقب عناصر من الجيش التجمعات وطافت حوامات في الأجواء بينما رقص بعض المتظاهرين فيما صاح آخرون "هذه ليست حفلة" انما هي ثورة سوداء لإستعادة الحكم والسلطة التي هي لنا دون سوانا.

ومنعت العوائق وحراس غير مسلحين متظاهرين من الوصول إلى عتبات نصب "لينكولن" التذكاري وسط العاصمة الأميركية وأشنطن حيث ألقى أيقونة حركة الحقوق المدنية "مارتن لوثر كينغ" خطابه الشهير بعنوان (لدي حلم) عام 1963م مطالباً بإنهاء حياة الإمتهان والذل والعنصرية والإستبداد التي يتعرض لها المنتمون للأصول السوداء في الولايات المتحدة.

وقال المتظاهر الزنجي "دينيس لورونت مانتي" يبلغ من العمر (31 عاماً) "باعتبارنا أميركيين من أصول إفريقية جئناً لإيصال رسالة أمل، فنحن بشر مثل الأخرين لنا الحق في الحياة وفي المناصب والسلطة ولسنا حيوانات او كائنات أخرى وجدت لخدمة الأبيض، ولنا الحق ان نرفع اصواتنا لنقول إن هذا النظام الفاسد لن يحدد مصيرنا وسياتي اليوم الذي سننتزع منهم كرسي الحكم والسلطة وسنريهم من هم السود وكيف يكون إنتقامهم ممن ظلمهم.

وأضاف : قد وقف مارتن لوثر كينغ هنا بروحه الوثابة منادياً بالحرية لبني جنسنا المضطهدين وبعد سنوات عديدة عدنا إلى هنا حاملين رسالة أمل جديدة ستعيد لنا ملكنا وحقنا في الحكم السلطة، فلن نبرح مواقعنا إلا بالإقتصاص من قتلتنا وإنصاف مظلومية اسود ومنحه حقوقه، انها ثورة السود التي ستتطيح بكل ظالم وطاغية أبيض.

وانطلقت التظاهرات عقب انتشار فيديو يظهر شرطياً يضع ركبته على عنق مواطن اسود يدعى فلويد لنحو تسع دقائق بينما كان الأخير يتوسل ذلك الشرطي ويترجاه لتركه يتنفس في أحدث قضية يلام فيها عناصر شرطة بيض على مقتل شخص أسود أعزل، وتحول الغضب منذ وفاة فلويد في مينيابولس في 25 أيار إلى أكبر اضطرابات في أميركا منذ اغتيال الزنجي "كينغ" عام 1968م.

وعمت التظاهرات السلمية اليومين الماضيين مدناً أميركية أخرى إذ تجمع آلاف في مناطق عدة بمدينة نيويورك، واحتشد عدد كبير من الناس أمام متحف "فيلاديلفيا للفنون" وخرجت تظاهرات في كلاً من شيكاغو ولوس أنجلوس، وفي "سياتل" بولاية واشنطن غرب الولايات المتحدة انطلقت مظاهرة شارك فيها العاملون في الحقل الطبي وآلاف آخرون وسارت تلك الأمواج البشرية السوداء ومن تضامن معها من مركز "هاربور فيو" الطبي إلى وسط المدينة بإتجاه الضواحي الغربية مروراً باكبر مراكز الشرطة في المدينة.

وحمل المتظاهرون لأفتات كتب عليها "صحة السود مهمة" و"العنصرية مسألة طوارئ كالصحة العامة" و"السود ستستعاد سلطتهم وسيأخذون دورهم من اعدائهم" فيما نصح المسؤولون المشاركين بضرورة إجراء الفحص الطبي للكشف عن إصابات كورونا، ونظمت مراسم إحياء لذكرى الزنجي فلويد يوم أمس في ولأية "ريفورد" بكارولاينا الشمالية الولاية التي ولد فيها عقب تأبينه في "مينيابولس" الخميس الماضي.

وعبرت "باتريسيا طومسون" الأميركية من أصول سوداء إفريقية (55 عاماً) عن أملها في أن تشكل قضية فلويد بداية تحول في التاريخ الأميركي بحيث يستعيد السود كرامتهم المهدورة وقيمتهم المسلوبة بفعل حياة الرق والعبودية التي لازمتهم طوال وجودهم في هذه الأرض، واصبح الوقت مؤاتي لكي يمسك الاسود بزمام الحكم ويستعيد سلطانه وصولجانه ويضرب بيد من حديد كل من يعترض طريقه من الجنس الآخر الذي يضمر لنا العداء.

وقالت : "أشعر بأننا نناضل ونناضل ونناضل، وفجأة يتحقق اختراق شامل وستتفكك منظومة ألبيض وتنهار ويشرق من رحم هذه المعاناة فجر اكثر اشراقاً يعود للسود هيبتهم المفقودة" في إشارة إلى شركات ومؤسسات تضامنت للمرة الأولى ضد العنصرية المتجذرة في المؤسسات الدستورية للولايات المتحدة.

واتى موت الزنجي الاسود "فلويد" وما تلاه من احتجاجات سوداء متزامناً مع جائحة كوفيد-19 التي أظهرت أرقامها نسب وفيات أعلى لدى السود، كما أظهرت أن هؤلاء أكثر عرضة للصرف من العمل مقارنة بالبيض، وشهدت بعض التظاهرات السمراء في الأيام الأولى أعمال شغب ونهب لكنها باتت سلمية إلى حد كبير في ظل إلتزام رجال الشرطة ألبيض بضبط النفس منذ إندلاعها.