آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-03:21ص

ملفات وتحقيقات


تقرير يرصد التطورات العسكرية إثر مهاجمة البحرية الإريترية لجزيرة حنيش اليمنية

الأحد - 07 يونيو 2020 - 06:35 م بتوقيت عدن

تقرير يرصد التطورات العسكرية إثر مهاجمة البحرية الإريترية لجزيرة حنيش اليمنية

عدن (عدن الغد) خاص:

توتر عسكري في البحر الأحمر.. مطامع إريتريا تعود مجددا للسيطرة على أرخبيل حنيش اليمني

 

تقرير: جعفر عاتق

 

تلوح في الأفق بوادر أزمة دبلوماسية وعسكرية بين اليمن وإريتريا، إثر تصاعد التوترات العسكرية بين البلدين في البحر الأحمر خلال الأيام الماضية، على خلفية محاولة قوات إرتيرية اقتحام جزيرة حنيش الكبرى بأربعة قوارب تقل على متنها مسلحين، إضافة إلى عمليات متكررة لاختطاف صيادين يمنيين ومصادرة قواربهم.

 

*احتلال جزر

وتعيد هذه الأزمة العسكرية بين اليمن وإريتريا إلى الأذهان حادثة احتلال إريتريا لجزر حنيش الكبرى والصغرى وزقر، منتصف تسعينيات القرن الماضي، ما أدى إلى أزمة دبلوماسية وعسكرية بين البلدين الجارين، ولكن صنعاء قررت حينها عدم خوض مواجهات عسكرية مع إريتريا لأنها لم تكن مؤهلة عسكرياً لخوض معركة على البحر، وكانت خرجت لتوها منهكة من حرب صيف 1994 بين القوات الشمالية والجنوبية، ولجأت صنعاء في ذلك الوقت إلى المحاكم الدولية لاستعادة أحقيتها في امتلاك جزر حنيش الكبرى والكبرى وزقر، واستعادتها سلميا بعد عدة سنوات من التقاضي مع أسمره.

 

*اختطاف صيادين واعتقال جنود

أعلن الناطق العسكري باسم القوات المشتركة اليمنية في الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيش، أن «قوات خفر السواحل اليمنية أسرت 8 جنود إريتريين أثناء دخولهم المياه الإقليمية، بالقرب من جزيرة حنيش اليمنية، قرب مضيق باب المندب الرابط بين البحر الأحمر وخليج عدن».

وأوضح أن «أربعة زوارق بحرية إريترية دخلت المياه الإقليمية اليمنية للمرة الثانية بعد ساعات قليلة من اختطافها لأربعة صيادين يمنيين، ما اضطر قواتنا المسلحة للتصدي لها والقبض على زورقين إريتريين وهروب اثنين»، مشيرا إلى أن الزورقين الذين تم احتجازهما كانا يقلان على متنهما 8 جنود إريتريين بينهم قائد المجموعة، 4 منهم بلباس عسكري و4 بلباس مدني وجميعهم مسلحون، ومن ثم تم إخضاعهم للتحقيق.

وعن الموقف الحكومي، طالب وزير الثروة السمكية في اليمن، فهد كفاين، دولة إريتريا بإطلاق سراح صيادين يمنيين اتهم أسمره باختطافهم ضمن عمليات قرصنة إريترية متكررة على الصيادين اليمنيين في مياه البحر الأحمر، وشدد على ضرورة التوقف عن ممارسة الاعتداءات على الصيادين اليمنيين.

وكشف كفاين، في تصريح بصفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن القوات المسلحة الإريترية تقوم بعمليات «اعتداءات متكررة من الجانب الإرتيري على الصيادين اليمنيين في المياه اليمنية واختطاف العشرات منهم ومصادرة قواربهم».

وشدد على أن «مثل هذه الممارسات الإريترية غير مقبولة وينبغي أن تتوقف»، موضحاً أن آخر حوادث اختطاف الصيادين اليمنيين من قبل إريتريا وقعت قبل ثلاثة أيام وفقاً لبلاغات من قبل هيئة المصايد السمكية في البحر الأحمر والاتحاد التعاوني السمكي اليمني ومن الصيادين أنفسهم في اليمن.

كما طالب الوزير اليمني الحكومة الإريترية بالتوقف الفوري عن ارتكاب «هذه الممارسات وإطلاق سراح الصيادين الذين تم اختطافهم من المياه الاقليمية اليمنية وتسليم القوارب والمعدات التي تم الاستيلاء عليها» من قبل القوات الإريترية.

 

*التحالف العربي يتدخل

إلى ذلك أكد رئيس مصلحة خفر السواحل اليمنية اللواء خالد القملي ان جهودا يقودها التحالف العربي هدفت للتهدئة بين اريتريا واليمن عقب مواجهات مسلحة بالقرب من جزيرة حنيش.

واوضح القملي في تصريح صحفي تلقته صحيفة "عدن الغد" انه وفي صباح يوم الاربعاء الموافق 3/6/2020م قامت عناصر دورية تابعة للقوات البحرية الإرتيرية على متن زورق عسكري مسلح بالاعتداء واختطاف صيادين يمنيين ونهبهم واطلاق النار عليهم.

واكد اللواء القملي ان الاعتداء وقع في المياه الاقليمية اليمنية شرق جزيرة حنيش، مضيفا بالقول: على اثر ذلك ، تم تحريك زورقين من قوات خفر السواحل وخلال الدورية تم ملاحظة الزورق العسكري التابع للقوات البحرية الإرتيرية وبجواره ايضا قاربين اخرين حيث كانت القوات الاريتيرية تقوم باحتجاز قوارب صيد يمنية ، حيث تم الاشتباك معهم ،وتمكن الزورق الحربي الارتيري من الفرار فيما تم ضبط القاربين الاخرين وعليهن 7 اشخاص إرتيريين عسكريين ومدنيين.

واكد القملي انه تمت مساعي حميدة لتهدئة الوضع المتوتر من قبل الاشقاء الاماراتيين في التحالف العربي حسب ما افاد به مدير عام خفر السواحل قطاع البحر الاحمر وذلك للإفراج عن المحتجزين الإرتيريين مقبل الإفراج عن الصيادين اليمنيين مع قواربهم عدد 14 حسب ما تم الاتفاق بمعرفة عمليات القوات المشتركة، مشيرا إلى ان قيادة مصلحة خفر السواحل دعمت عملية التبادل التي تمت.

وأضاف: ونسعى مستقبلا لتنسيق الجهود والتعاون مع المعنيين في دولة اريتريا حسب ما يقوم به حاليا سفيرنا في أسمره لوقف مثل هذه الانتهاكات مستقبلا وكذلك لمناقشة وضع السفينة الإيرانية المشتبه بها والمتواجدة في المياه الارتيرية.

 

*الانتهاكات الإرتيرية ضد الصيادين اليمنيين

ورغم تدخل التحالف لا زالت البحرية الإرتيرية تعتقل نحو 160 صيادا يمنيا من محافظة الحديدة حتى اليوم، وذلك من بعد التوترات التي حصلت بين اليمن وارتيريا على جزيرة حنيش.

وقال الصحافي فارس الحميري إن إجمالي الصيادين اليمنيين الذين لا يزالوا معتقلين لدى البحرية الإرتيرية حتى اليوم نحو 160 صيادا.

واضاف فارس أن نحو 70 صيادا محتجزين منذ (الأربعاء) الماضي، ونحو 90 صيادا محتجزين منذ عدة أسابيع.

وأشار فارس إلى أن البحرية الإرتيرية صادرت يوم 3 يونيو الجاري نحو 14 قارب صيد يمني.

مصادر يمنية أكدت أن الخلاف مرتبط بقيام القوات الإريترية بملاحقة قوارب الصيد اليمنية بشكل مستمر حيث يتم احتجاز الصيادين ونقلهم إلى البر الإريتري ومن ثم إخضاعهم لعقوبة الأعمال الشاقة لعدة أشهر حيث يجبرون على العمل في شق طرقات في المناطق الجبلية لعدة أشهر كما تتم مصادرة قواربهم وممتلكاتهم قبل أن يتم الإفراج عنهم.

 

*الموقع الجغرافي

يقع أرخبيل حنيش في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر بالقرب من باب المندب، غرب ساحل مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة.

ويتألف أرخبيل حنيش من عدد من الجزر هي: حنيش الكبرى وحنيش الصغرى وزقر والقمة والدراعيل والمشاجرة والمدورة الشمالية والمدورة وهايكون وكوين والصخر والوسطى وسيول حنيش والقمتين.

حنيش الكبرى، وهي أكبر جزيرة في الأرخبيل كانت مركز تجمع الصيادين اليمنيين، ففي 1995 قامت شركة ألمانية، تحت إذن يمني، ببناء فندق ومدتهم اليمن 200 من قواتها، فيما اعتقدت إريتيريا أن ما تقوم به اليمن هو نوع من السيطرة على الأرض.

وفي نوفمبر 1995 أرسل رئيس الوزراء الإرتيري تحذيراً إلى القوات اليمنية وأمرها بالانسحاب في مهلة إلى ديسمبر، وعندما انتهت المهلة هجمت القوات الإريترية على القوات اليمنية.

خلف النزاع الذي استمر لأيام قليلة عددا من الضحايا، حيث قتل 12 جنديا إريتريا على اليد القوات اليمنية، فيما 15 جنديا يمنيا قتلوا على يد القوات الإريترية، بينما أسر 185 جنديا يمنيا بينهم أحد القادة الكبار في الجيش اليمني و17 مدنيا على يد القوات الإريترية.

وأرجعت إريتريا الأسرى إلى اليمن في نهاية شهر ديسمبر الذي حصل فيه النزاع.

وفي العام 1998 اصدرت لجنة تحكيم دولية حكمها في النزاع اليمني الإرتيري على أرخبيل حنيش مؤكدة بأن الأرخبيل يتبع اليمن لتنهي بذلك النزاع وتعود العلاقات بين البلدين مجددا.