آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-01:45ص

ملفات وتحقيقات


(( الدكتور بادباه نزاهة بالعمل وحب الدان الحضرمي والتراث خالداً بيننا ))

الخميس - 30 أبريل 2020 - 02:02 م بتوقيت عدن

(( الدكتور بادباه نزاهة بالعمل وحب الدان الحضرمي والتراث خالداً بيننا ))

تريم ((عدن الغد)) خاص

 

بقلم : حسن علوي الكاف :
================

قلما تجد من يتصفون بصفات النزاهة في عمله والحرص على إتقان العمل المناط له بكل جدارة و أمانة .
عرفه الجميع منذ نعومة أظفارة بالمثابرة والصراحة والصدق تلك الصفات التي تعلمها من أهله والبيئة المحيطة به بمدينته تريم العلم والثقافة فسار على نفس ذلك الدرب القويم .
بداية شبابه انخرط بالعمل النظالي في الجبهة القومية واصبح عضواً في جبهة التحرير رغم أنه لازال طالباً بمرحلة الإعدادية والثانوية في تريم بعدها تعرض لملاحقة وارغم على ترك تريم وذهب هارباً إلى عدن و التحق بالخدمة العسكرية ودرس في منطقة (( بني بكر بيافع )) ولمدة عامين رغم أن المقرر له سنه وحظي بتقدير واحترام من أبناء تلك المنطقة لما يتمتع به من أخلاق وأسلوب راقي في التعامل وخرج أبناء بني بكر بتوديع استاذهم الذي تعلموا منه الكثير متمنين له النجاح والتوفيق وعاد إلى عدن لمتابعة واستكمال منحته ومواصلة دراسته العلياء في بلغاريا ودرس هناك دكتوراه في تخصص نادر (( درسه طب عام وأمراض المناطق الصحراوية )) بعد أنهى دراسته الجامعية عاد لأرض الوطن وعمل في القطاع الصحي بالدولة وتبوأ عدة مناصب بوادي حضرموت .
وفقني الله بالتعامل مع هذه الشخصية الوطنية المتواضعة التي تتمتع بمكانة مرموقة في المجتمع فخدماته الجليلة في عدة مجالات منها الخدمات الصحية فهي شاهدة له بالصدق والأمانه رغم روتين العمل بالدوله فلم ينجر إلى الشروع في الكسب المادي الغير مشروع فبيته متواضعاً رغم المناصب التي تقلدها وبامكانه أن يعمل له عمائر فالنزاهة صفة من صفاته، وكذلك في المجال الرياضي له دوراً كبيراً فهو يعد واحداً من مؤسسي نادي الأهلي الرياضي الغريم التقليدي لنادي الشباب بتريم .
ففي الجانب الثقافي و حب التراث عملنا معاً في خندقاً واحداً خندق الدان الحضرمي الذي ذاع صيته ببقاع الأرض ذلكم الخندق الذي تبناه الدكتور الراحل سعيد عوض بادباه الكيان الذي أسس وفق خطط مدروسة مع نخبة جديرة بحب التراث الحضرمي الأصيل بمديريتنا تريم ، ففي 24/3/2003م أسست فرقة الغنّاء للدان الحضرمي بمديرية تريم وتم أختيار الدكتور سعيد رئيسا للفرقة بالأغلبية، فبورك تأسيس هذه الفرقة من عدد كثير من المهتمين بفن التراث.
اتصل بي الراحل الدكتور سعيد بادباه بأن أكون عضواً ومندوباً للفرقة بالعاصمة صنعاء والتواصل مع كل الجهات الرسمية والأهلية. فهذا الشي اسعدني كثيراً وبالفعل عملنا سوياً لتكون لفرقتنا مكانة مرموقة بالمجتمع وبفضل الله وبفضل كل الخيرين أصبحت سمعة الفرقة تملئ الأفاق داخل الوطن وخارجه وكان للعمل الإداري السليم للهيئة الإدارية للفرقة مع الجهد الذي يبذله عشاق الدان وفن التراث الزربادي وبني مغراه دوراً في استمرار نشاط الفرقة و نجاح مشاركاتها في عدة احتفالات بتريم و بالوادي وكذا المشاركة في (( مهرجان البلدة )) بالمكلا ومهرجان (( صيف صنعاء )) وغيرها وكذلك المشاركة في برامج إذاعية وتلفزيونية وجلسات سمر دان خاصة وعامة وكانت مشاركات ناجحة بإمتياز ، كما أنه من أعضاء جمعية التراث بمدينة تريم.
للأمانة استفدت من الدكتور سعيد بادباه رحمه الله الكثير من الصفات التي يتحلى بها الراحل منها العمل الإداري المتقن والتعامل الشفاف والصريح وكان مثابراً في رفع سمعة الفرقة عالياً من خلال متابعتة الحثيثة والمستمرة لكل مايتعلق بشؤون الفرقة وحرصاً منه على أن يكون للدان الحضرمي وتراثنا مكانتة بين الفنون اليمنية وبالفعل أنضم للفرقة العديد من المؤاهب الشعرية لفن الدان والأهتمام بالشعراء والمغنين القدماء وتكريمهم لما قدموه من خدمة لتراثنا . كان يبعث لنا التقارير الشهرية وما تقدمه الفرقة من أنشطة و فعاليات و جلسات سمر الدان الأسبوعية التي تقيمها الفرقة طوال الشهر ويتم تؤثيقها كتابياً و صوتياً وأرشفتها بشكل دقيق ومتابعة كل ذلك بأهتمام وحرص كبيرين، ونحن بدورنا نوصلها للمعنيين في وزارة الثقافة بصنعاء. هذه الصفات التي عرفناها عن الراحل أبو خالد تنم عن حبه لفن الدان وتراثه كان يعمل بصمت وأمانة لان شعاره دايماً (( وجدت الفرقة لتبقى )) و لم يكن أنانياً ولاحظت ذلك من خلال مشاركتنا بمهرجان (( صيف صنعاء )) تواصلت معه بأن لدينا مشاركة فيها مكافأة طيبة للمشاركين فوافق على مشاركة الفرقة و بإمكانه أن يكون أحد الشعراء المشاركين أو إداري البعثه لكنه لم يضم أسمة ضمن المشاركين بالمهرجان لأن الأنانية ليست من صفاته فأختار أخرين للمشاركة وهذه سمات لاتوجد في مجتمعاتنا اليوم . الدكتور سعيد عرفته وفياً فالتواصل معه مستمر الى قبل يومين من رحيله على دنيانا رغم إبتعاده عن الفرقة لأسباب صحية فهو يحب الجميع ويتواصل معهم بإستمرار ليس لمصلحة أو لغرض بل محبة وصحبة طيبة ووفاء . لن أوفية حقه فهذه كلمات وعبارات دونتها وفق تجربة بكل أمانة وصدق رحيلة شكل خسارة وصدمة للكثيرين .
ما قدمته لخدمة مجتمعك ووطنك يا دكتور سعيد بتلك المجالات المختلفة سيكون بميزان حسناتك أن شاء الله فأختارك الله بالشهر الكريم شهر رمضان شهر الرحمه والمغفرة والعتق من النار وستظل بيننا ونحن اليوم نعيش ذكراك الثانية لرحيلك ..
نتمنى من الخيرين مواصلة ما أسسه الفقيد سعيد وزملائه أعضاء فرقة الدان الحضرمي والحفاظ على أرشيفها الثمين وكل المقدرات وأتمنى أن تعمل احتفالية بذكراه وكتيب خاص بالدكتور لتتعرف الأجيال أن أبو خالد من زرع بذور فرقة الدان لازال خالداً بيننا رغم الرحيل ، رغم الظروف الصعبة وما الأزمات الحاصلة في بلادنا منذ سنوات الا أن ثقتنا كبيرة في إدارة الفرقة ومحبي فن الدان الحضرمي وبني مغراه والزربادي على مواصلة المشوار أن شاء الله ورحم الدكتور سعيد بادباه واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.