آخر تحديث :السبت-25 مايو 2024-01:02ص

ملفات وتحقيقات


بعد حرمان المواطنين منه.. الماء في عدن العملة الصعبة التي يبحث عنها الجميع

الأربعاء - 29 أبريل 2020 - 05:29 م بتوقيت عدن

بعد حرمان المواطنين منه.. الماء في عدن العملة الصعبة التي يبحث عنها الجميع

تقرير / دنيا حسين فرحان:

في عدن تجد العديد من القصص المأساوية لا تعرف من أين تبدأها وكيف تنهيها ... أولها قصص الخدمات المتردية احداها الماء الذي أصبح البحث عنه عند البعض كالبحث عن إبرة في كومة قش , منازل كثيرة أصبح الماء لا يصلها اطلاقا منذ أشهر وهناك مناطق لا تجد الماء وسوى يوم أو يومان في الأسبوع وهناك من يأتيه ساعات فقط.

محاولات المواطنون البائسة من تركيب الدينمات للحصول عليه أو إصلاح بيبات الماء أو تبديلها بائت بالفشل ومحاولات معرفة الأسباب الحقيقية لما يحدث لشبكة المياه المتهالكة التي تحدث فيها الأعطال والأكسار دائما لا تنفع لأن الفساد حل أيضا على مؤسسة الماء فلم تعد تقدم الخدمة بل تحرم الناس منها.

المواطنون اليوم في عدن يشتكون من مشكلة وصول الماء إليهم فتجد مشاهد حمل دبب الماء وشراء البوزات يوميا وتعبئته من المساجد أو منازل الجيران تتكرر كل يوم وتتفاقم دون جود أي حلول تذكر...

 

*ضعف في الضخ من حقول الماء بسبب مشكلة الكهرباء:

الكهرباء أصبحت هم المواطنون الذي لا ينتهي فلم تتمكن الحكومة من توفير هذه الخدمة واستقرارها مطلقا بل تتردى الخدمة عام بعد الآخر , والماء متلازم مع الكهرباء فكلما زادت ساعات الانطفاء أصبحت عملية وصول الماء للمنازل معقدة بسبب عدم قدرة عمال المؤسسة المياه بضخ الماء .

وفي معظم الأحيان يكون هناك ضعف شديد في الماء من الآبار التي يأتي منه ولا يصل لكل المنازل أو يأتيها في أوقات متأخرة أو ساعات فقط وفي ضعف شديد ولم تتمكن مؤسسة الماء من إيجاد أي حلول لمشاكل الضخ التي لا تنتهي ولا لتقوية شبكة الماء بسبب غياب الميزانية والمشاريع التي تساعد على وصول الماء وتحسين الخدمة وارضاء كل المواطنين.

هذه الأيام وخلال شهر رمضان يعاني المواطنون من اختفاء الماء ومن صعوبة الحصول عليه فهم يحرمون من نومهم من أجل انتظار متى سيأتي أو البحث عن وسيلة للحصول عليه في ظل عدم اعطاء أي تفسير واضح لسبب مشكلة الماء التي تفاقمت هذه الأيام.

 

*أضرار كبيرة في بيبات الماء وشبكة المياه جراء السيول الأخيرة:

الأمطار الأخيرة التي هطلت على عدن خلقت ورائها سيول جرافة لم يسلم منها البشر أو المنازل أو الشوارع وكانت لشبكة المياه نصيب من الخراب أيضا بيبات الماء الموصلة للمنازل تعرضت للسد أو التلف فلم تعد توصل الماء يوميا أو حدثت فيها أعطال كبيرة أو دخلت فيها شوائب أو طين نتيجة السيول التي لم ترحم أحد.

محاولات عمال مؤسسة المياه في مداركة الموقف والنزول للقيام بعدد من الاصلاحات لم تحقق سوى نسبة نجاح بسيطة جدا في بعض المناطق من المديريات بينما الجزء الأكبر لم يصل إليه الماء من يوم حدوث السيل في عدن إلى هذا اليوم.

المواطنون وصلوا لمرحلة صعبة بسبب غياب الماء الذي يعتبر خدمة أساسية وفي شهر رمضان يكثر استخدامه في الطبخ والتنظيف لكن لا حياة لمن تنادي فلم يجد المواطنون الحكومة التي تنصفهم أو التوضيح من مؤسسة المياه ليظلوا في دوامة المعاناة اليومية ولا أحد يعرف إلى متى ستستمر.

 

*ميزانية خاصة لبوزات الماء التي تصل لأثر من 4000 ريال في اليوم الواحد:

المواطنون الذي لا يصلهم الماء يضطرون لشراء بوزة يوميا يقدر سعرها ب4000 ريال وتختلف من منطقة لأخرى وكل ذلك من أجل توفير الماء يوميا , لكن سيبقى السؤال إلى متى ؟؟ وهل كل المواطنون يستطيعون أن يوفروا هذا المبلغ يوميا بالطبع لا في ظل هذه الظروف العصيبة التي يعيشها المواطنون من غلاء ومن أزمات اقتصادية وخدماتيه.

مناطق الشعب والعيدروس معروفة بمديرية صيرة معروفة بمشكلة الماء الذي لا يصل إليها اطلاقا ولم تقدم أي حلول لهم وكل محاولاتهم بالتواصل مع السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة لم تكلل بالنجاح ولم تتمكن أي جهة من مساعدتهم لإنهاء معاناتهم التي تستمر إلى اليوم وفي كل يوم يقومون بشراء بوزات الماء التي يحتاج لها ميزانيات خاصة ربما لا يستطيع الكثيرون من توفيرها.

هناك أسر لا تجد قوت يومها ولا تتمكن من توفير الماء يوميا ليصبح الماء أمنية أو حلم بعد أن كان واقع ملموس والكل يتساءل من هو المسؤول عن ما يحدث للمواطنين من عذاب أو حرمان لخدمة الماء وكيف يمكن أن يعاد النظر في موضوع تطوير الخدمة ووصوله لكل منازل المواطنين.

 

*تعددت أسباب غياب الماء والموت واحد فالمواطنون يعانون كل يوم في سبيل الحصول على الماء من هم في الجبال يبحثون عنه ومن هم في الأرض يبعثون عنه وكل الحلول التي يقوم بها المواطنين غير مجدية ولا أحد يعرف إلى متى ستستمر هذه المعاناة ومتى سيتوفر الماء كخدمة أساسية ومطلب مهم للمواطن , ومتى  ستفوق الحكومة من سباتها العميق ومتى ستقدم الحلول اللازمة لمؤسسة المياه لتحسين الشبكة ووصول الماء لكل المنازل في عدن.