آخر تحديث :الأحد-12 مايو 2024-01:29م

مجتمع مدني


صوت الأثير في زمن الحرب

الثلاثاء - 28 أبريل 2020 - 09:37 م بتوقيت عدن

صوت الأثير في زمن الحرب

المكلا(عدن الغد ) محيي الدين الشوتري:

 

شهدت الساحة اليمنية خلال السنوات الخمس الاخيرة ولادة العديد من الاذاعات المجتمعية والممولة من العديد من الجهات بعضها أنشأت لغرض سياسي في ظل استمرار النزاع والتجاذبات بين الاطراف المختلفة والأخر أنشأت لأغراض مجتمعية بعضها في مدينة حضرموت شرق اليمن فيما تبث الاذاعات الأخريات من محافظتي صنعاء وعدن .

ظاهرة صحية

ويقول مجدي محمد بازياد مدير راديو نما بحضرموت:(( أن انتشار العديد من الاذاعات الخاصة والمجتمعية في عدد من المحافظات اليمنية ومنها حضرموت  يشكل ظاهرة صحية أطلقت العنان لبث روح التنافس واحتضان العشرات من خريجي الإعلام والهواة وتدريبهم وصقل مواهبهم وتأهيلهم كون الكثير من المخرجات الإعلامية لم تحظى إلا بجانب نظري على مدى سنوات دراستهم فكانت هذه الإذاعات في حضرموت ومنها إذاعة نما بمثابة مركز تدريبي لهم ومنحتهم الفرصة لإطلاق قدراتهم.

 وأضاف نحن في اذاعة نما اليوم نفتخر أن لدينا عدد من الشباب والفتيات الذين تدربوا لدينا في نما وهم الان يعملون في قنوات فضائية وإذاعات مرموقة الأمر الذي أعطاهم ظهور أكبر لدى الجمهور وساهم في تحسين دخلهم المادي والجميل في الإذاعات الشبابية التي انطلقت في حضرموت في العام 2016 وكانت إذاعة نما التي تبث على التردد 88.8 أولى هذه الإذاعات حيث انطلقت في ٢٦ يونيو ٢٠١٦ أنها انطلقت بإمكانيات بسيطة جدا من غرفة واحدة بعدد.من الشباب المكافحين لكنها اليوم تطورت واحتضنت أكبر عدد من الشباب والفتيات وأصبحت لديها العديد من البرامج المجتمعية التي نالت استحسان الجمهور .

مجتمعية شعارها صوت الناس

وتابع مدير إذاعة نما في ما يخص تمويل الاذاعات قائلا :  الأمر مختلف هناك اذاعات لديها تمويلات كبيرة وهناك إذاعات تعمل بمبادرات شبابية خالصة كما هو حال إذاعة نما ويرى بازياد أن المال ليس كل شيء وتشغيل الإذاعة مشروع كبير لا يحتاج للمال فقط بل يحتاج لمنظومة متكاملة من التعاون والعشق والرغبة في الانجاز وتطوير القدرات ثم المال مؤكدا أن الإذاعات الشبابية أضافت نكهة عصرية وتجديد في العمل الإذاعي أحرجت به إذاعات قديمةكون تلك الإذاعات الشبابية جددت في نوعية ورسالة برامجها وبثها عبر وسائل الإعلام الجديد المختلفة لأن الكثير من المستمعين أصبحوا منشغلين بالأجهزة الذكية فالوصول لهم أمر مهم تفوقت ونجحت فيه الاذاعات الشبابية والمجتمعية في ظل التقليدية التي لاتزال غارقة فيها الإذاعات الرسمية.

وأضاف مدير اذاعة نما يقول : ونحن نقترب من مرور أربع سنوات على انطلاق اذاعتنا في يونيو القادم يمكننا القول أن اذاعة.نما حققت المفهوم والمعنى الحقيقي للاذاعة المجتمعية من خلال إطلاقها عدد من البرامج التي تهتم بقضايا ومشكلات وهموم المواطن ورفعت الاذاعة في هذا الصدد شعار نماFM .. صوت الناس ونظرا لقربها من المواطن أصبح لها جمهورها سواء أكان عبر ترددها 88.8 أو عبر صفحتها على الفيسبوك ومختلف وسائل التواصل إلى جانب إطلاقها بثها عبر الرابط namafm.net

واختتم بازياد حديثه بالقول : من الأشياء الجميلة أن الاذاعات الشبابية ومنها اذاعة نما تعمل بكادر قليل جدا لكنه يمتلك التميز والإبداع والتعاون وهو ماسمح لهذه الإذاعة بالبقاء والصمود حتى اليوم رغم جملة التحديات والصعوبات وحقق لها حضورا ومتابعة على موجات الFM   وعبر منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي.

مشاركات خارجية

رغم بساطة امكاناتها إلا أن اذاعة نما شاركت في عدد من الدورات والمؤتمرات في عدة دول منها تونس ومصر والأردن فقد شاركت في دورتين في مجال الإعداد والتقديم والكتابة للراديو في تونس وشاركت في مؤتمر رايتسكون العام 2019 في تونس كذلك كما شاركت في لقاء للإذاعات المجتمعية في الأردن

 مشاريع مؤقتة

من جانبه يقول عصام علي محمد نائب مدير إذاعة أبين أن:((أهمية  هذا الانتشار  من  وجهة نظره  ذو فائدة  كبيرة وعظيمة بشرط أن يكون الهدف سامي غايته نشر وعي ثقافي مجتمعي  خاصة في هذا التوقيت الذي نلمس فيه ضرورة إعادة القيم المجتمعية التي غيبتها الحرب الدائرة  حيث لم تبق ولم تذر  حارة ولا شارع ولا مدينة الا وشرر تلك المعارك الطاحنة اكتوت منها  واستدرك حديثه لكن من المؤسف  أن  نقول أن  تلك  الاذاعات تسهم في ترسيخ حدة الفرقة والشتات التي أضحت ظاهرة يتقاسمها كل الساكنين خاصة في مناطق انشاء تلك الاذاعات الخاصة  وتساءل عصام لماذا  يتم  تغييب   صوت  وصورة  الاعلام  الرسمي  والتي أسهم غيابها في  هجر  جملة من الإعلاميين  (الاصوات الجميلة ، والمعدين المبرمجين)  والعمل  إلى  تلك الاذاعات الخاصة .

 مؤكدا أن وضع  الاعلام  يدعو  الى  القلق والمراجعة  والخوف  أن  تكون تلك الاذاعات  مجرد  مشاريع  مؤقتة لتحقيق  اهداف  تتطلبها  مرحلة  ما   ثم   تختفي  مثل  كثير  من  المشاريع  الاعلامية  انتجتها مراحل  سياسية  معينة .