آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-02:06م

ملفات وتحقيقات


تقرير يرصد أسباب اشتداد انقطاعات الكهرباء في عدن وبعض المحافظات ويسلط الضوء على معاناة المواطن

الأحد - 19 أبريل 2020 - 10:15 ص بتوقيت عدن

تقرير يرصد أسباب اشتداد انقطاعات الكهرباء في عدن وبعض المحافظات ويسلط الضوء على معاناة المواطن

(عدن الغد)خاص:

الكهرباء.. مشكلة أزلية أم لعبة سياسية ؟!

خمسة أعوام من المعاناة.. فهل ستستمر المعاناة ؟!

تقرير / عبدالله جاحب:

تشهد محافظة عدن خاصة وبعض المحافظات بشكل عام أزمة كهرباء يتجرع مرارتها
المواطن كل صيف، وتتعدد أسباب الأزمة من عجز في توليد الطاقة، إلى انقطاع
توريد مواد التشغيل (الوقود).

يقضي سكان العاصمة المؤقتة عدن أوقاتا طويلة بدون كهرباء في عز الصيف
لكثرة انقطاعات الكهرباء المستمر ما أدى إلى مفاقمة الوضع الإنساني، خاصة
مع بداية فصل الصيف.

يبدو أنه صيف ساخن يطرق أبواب المدينة الساحلية، فهل يتدارك المسئولون
الوضع أم يضاف عام للأعوام الخمسة الماضية؟!.

كهرباء عدن.. موت سريري

حذرت مصادر مسؤولة في مؤسسة الكهرباء بعدن أن الكهرباء تعاني من مشاكل
عديدة في منظومتها، ومن تهالك محطات توليد الطاقة، والأزمة المالية
الخانقة والفساد منذ الحرب والصراعات والنزاع التي أعقبت الحرب.

وحذر مصدر مسؤول في المؤسسة العامة لكهرباء عدن من تزايد فترات
الانطفاءات خلال الساعات القادمة وذلك لانعدام وقود الكهرباء من مادة
الديزل في مخازن شركتي المصافي والنفط.

وكشف مصدر في موانئ عدن بأن السفينة (سابيلا) كان من المقرر دخولها إلى
ميناء الزيت صباح الجمعة بعد انتهاء فترة الحظر (14 يوما) لضمان سلامة
الطاقم من فيروس كورونا.

واكد المصدر أن توجيهات صدرت من التحالف بعدن لمدير شركة موانئ عدن برفض
دخول السفينة التي تحمل على متنها ٣٧ الف طن متري من مادة الديزل الى
الميناء دون توضيح اسباب هذا الرفض خصوصا ومحطات الكهرباء تمر بأزمة
خانقة بعد انعدام الوقود فيها.

ونوه المصدر بأن السفينة خرجت في تاريخ ٢ ابريل من ميناء التصدير وحتى
دخولها ميناء عدن تكون بذلك قد قضت فترة الحظر المقررة بـ(14 يوما) يوم
الجمعة.

تعدد الأسباب والمعاناة واحدة!

وقال مصدران بإدارة ميناء عدن ووزارة الكهرباء: "إن سفينة تجارية تقل على
متنها 38 ألف طن متري من الوقود منعت من الدخول إلى ميناء الزيت بتوجيهات
من خلية التحالف العربي"، مضيفين في إفادة لصحيفة (عدن الغد) أن "الخلية
أصدرت توجيهات تقضي بوقف دخول السفينة سابيلا إلى ميناء الزيت".

وقد صدرت التوجيهات فجر الجمعة حينما كانت السفينة (سابيلا) تستعد
للدخول، ولم تعرف أسباب المنع.

وأشار مصدر إلى ان حمولة السفينة دفعة من المناقصة رقم 8 التي رفعتها
الحكومة 120 ألف طن متري ديزل و90 الف طن متري مازوت خاصة لمحطات
الكهرباء.

وأوضح مصدر في الكهرباء أن وزارة الكهرباء تجري اتصالات بالمسئولين في
خلية التحالف لمعرفة أسباب منع دخول السفينة للتفريغ.

وأكد مصدر في ميناء عدن أنه تم إبلاغ قيادات الحكومة في حينها والذين
وعدوا بإجراء اتصالاتهم لمعرفة سبب إيقاف السفينة.

كارثة كبيرة قادمة (9 مقابل 1)!

أكد مصدر أمس أنه من المتوقع ان ترتفع ساعات انقطاع التيار الكهربائي في
مدينة عدن إلى 9 ساعات مقابل ساعة تشغيل.

وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة محمد المسبحي في منشور على
حسابه في (فيسبوك) مساء أمس الأول الجمعة أنه إذا لم يتم تزويد الكهرباء
بالوقود ستحل كارثة وخيمة على الجميع وستخرج محطات اكثر وسيزداد العجز،
كاشفا أن ساعات الانطفاء سترتفع إلى 9 مقابل ساعة تشغيل.

وقفة احتجاجية على تردي الكهرباء

ودعا عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لتنفيذ وقفة احتجاجا
على تردي الكهرباء بمدينة عدن وعجز السلطات عن وضع حل للمشكلة المتفاقمة
منذ عامين.

وبحسب نشطاء على (فيسبوك) فإن الوقفة الاحتجاجية تقام الساعة الثامنة
مساءً بالخط البحري في مديرية خورمكسر.

ويوقف المحتجون سيارتهم في الخط البحري تعبيرا عن سخطهم مما وصل إليه حال
الكهرباء في المدينة.

وتعاني عدن من الانقطاعات الطويلة التي تصل يومياً إلى 20 ساعة بواقع 5
ساعات انقطاع وساعة تشغيل تزامنا مع الأجواء الحارة التي تشهدها المدينة
عادة في مثل هذه الأيام.

اعتذار مرفوض

وقدمت مؤسسة كهرباء أبين أسفها الشديد لجميع المشتركين في الخدمة في
المحافظة عن انقطاع التيار الكهربائي وذلك لعدم توفر مادة الديزل كما أن
المؤسسة بذلت جهودا كبيرة أمس وأمس الأول في المتابعة بعدن للحصول على
مادة الديزل الا أن المشكلة أصبحت عامة وتعاني منها عدن وبقية محافظات
الجنوب.

وفي تصريح خاص لمدير عام مؤسسة كهرباء أبين محمود مكيش مصعبين أوضح أن
هناك جهودا بذلت منهم للحصول على مادة الديزل ألا أن المشكلة كانت عامة
وليست بأبين فقط بل عدن ولحج وغيرها من المحافظات.

وأضاف مكيش أنهم طالبوا مرارا وتكرارا بإعطاء أبين حصتها المطلوبة وفقا
والمولدات الموجودة مع المؤسسة اليوم الا أنه وللأسف الشديد لم يتم
التجاوب وفق الاحتياج المطلوب اليوم، فالكمية التي تصرف لنا يوميا يتم
استهلاكها بنفس اليوم وفي حالة حدوث مشكلة بالخط مثلا مثلما حدث سابقا او
انعدام الديزل فجأة تتأثر مولداتنا بنفس اليوم وتتوقف عن الخدمة لعدم
وجود الاحتياطي معنا لتشغيل عدة ساعات حتى نعالج أي مشكلة، وعليه نطالب
الحكومة أولا بسرعة التدخل ومعالجة هذه المشكلة لرفع المعاناة عن أهلنا
في المحافظات الجنوبية نتيجة لارتفاع درجة الحرارة وثانيا بإعطاء أبين
حصتها الكافية من مادة الديزل.

وعلق مواطنون من أبين على اعتذار مؤسسة الكهرباء قائلين: "نرفض الاعتذار
نحن بيننا عقد وعلى كل طرف الالتزام بما هو عليه".. مشيرين إلى أنهم "إذا
لم يسددوا فاتورة الكهرباء تقوم المؤسسة بقطعه مباشرة".

معاناة طويلة للمواطنين

وتشهد محافظة لحج وخاصة مديريتي الحوطة وتبن انقطاع التيار الكهربائي
لساعات طويلة جراء خروج محطات التوليد الكهربائية وتوقفها نتيجة انعدام
الوقود.

ويشكو المواطنون في المديريتين من استمرار الانقطاعات المتكررة للتيار عن
منازلهم منذُ حوالي أسبوع حيث وصلت ساعات الانقطاعات إلى أكثر من 12 ساعة
في اليوم الواحد، وبحسب مؤسسة كهرباء المحافظة فإن موجة الانقطاعات أتت
على اثر عجز في امداد الوقود الى محطات التوليد الرئيسية في المحافظة
ونفاد مادة الديزل.

وكانت معظم الأحياء المدنية بالحوطة عاصمة محافظة لحج ومناطق واسعة من
مديرية تبن قد عاشت في ظلام دامس نتيجة توقف خدمة التيار الكهربائي.

وشارف الانقطاع الكامل للكهرباء في محافظة لحج، دخول اسبوعه الثاني، وسط
سخط متزايد على صمت الحكومة وتجاهلها لمعاناة أهالي المحافظة، وتفيد
مصادر متطابقة أن انقطاع التيار الكهربائي في مدن الحوطة ومناطق تبن وصبر
والرباط بمحافظة لحج، هو بسبب عدم ضخ الوقود لمحطة بئر ناصر التي تغذي
معظم المحافظة، مؤكدة انه لا بوادر لإعادة التيار في ظل صمت ادارة كهرباء
لحج ووزارة الكهرباء.

الكهرباء.. أزمة أم لعبة سياسية؟!

الكل يتساءل عن قصة الكهرباء، لماذا لا توجد أي حلول تنهي معاناة الناس
وتحل مشكلة الانطفاءات وانقطاع التيار المتواصل بين فترات وفترات وكيف
يمكن التخلص من كل الأعطال ومعرفة الخلل واصلاحه بشكل نهائي بعيدا عن
تعذيب المواطنين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم في بلد يدار فيها كل شيء من
كراسي الحكم حتى ما يتعلق بحقوق المواطنين وأبسطها الخدمات العامة ومنها
الكهرباء.

في كل مرة تكشف أوراق لعبة سياسية تتدخل فيها كل المؤسسات والمرافق حتى
التي لا علاقة لها بالسياسة فقط لأنها تمس حياة المواطنين وهم الحلقة
الأضعف فيها , يتكرر سيناريو الأحداث مع كل نظام أو كل مرحلة زمنية ,
فحكومة الشرعية لم تتمكن من تنفيذ كل وعودها رغم تغير عدد من الوزراء
والمناصب إلا أن الجميع لم يحل مشكلة الكهرباء التي ظلت أزلية يتعايش
معها المواطنون كل يوم ولا يعرفون نهايتها.

حاليا بعد سيطرة المجلس الانتقالي على عدن وتغيير مجريات الأحداث تظل
الكهرباء متأرجحه بين غياب الديزل وانعدامه وبين اشرافهم على توفيره أو
دخول القاطرات للمحطات وهل سيستمر الوضع هكذا أم أن هناك خفايا لعبة
سياسية أخرى في طريقها للقضاء على ما تبقى من كهرباء عدن، فالكل أصبح
يدرك أن الكهرباء ليست خدمة تتعرض لأزمات بل هي لعبة سياسية كبيرة ترتبط
بنظام الحكم والقوى المسيطرة عليه.

هل هي حرب ممنهجة ضد (الكهرباء)

وكشفت المؤسسة العامة للكهرباء فرع عدن تعرضها لحملة تحريض ممنهجة تستهدف
قيادة المؤسسة وتضليل الرأي العام وانعكاسها سلبا على تسديد المواطنين
لفواتير الاستهلاك، مضيفا أنها حرب على الخدمات في العاصمة المؤقتة عدن.

وأكد مصدر عمالي في كهرباء عدن أن العمل التخريبي بانفجار أنبوب المياه
الرئيسي قبل أشهر كان بهدف غمر محطة شهناز الكهربائية بالمياه واخراجها
عن الخدمة.

وارجع المصدر الهدف من الاعمال التخريبية الى افشال الجهود المقدمة من
السعودية لرفع مستوى الخدمة، وذلك ضمن تحركات مشبوهة لعرقلة جهود الحكومة
في مجال الخدمات، مشيرا إلى أن هناك تحريضا ضد تسديد فواتير الاستهلاك.

منح تذهب أدراج الرياح

لطالما تحدث الجميع عن ثقب أسود ينخر وينهش في المنح المقدمة من التحالف
العربي وتحديد في المشتقات النفطية في مادة الديزل لتشغيل منظومة الإنتاج
للطاقة الكهربائية وسد العجز الحاصل في مشكلة الكهرباء.

طيلة خمس سنوات وتلك المنح توظف وتستغل في غير موقعها الصحيح، وتذهب إلى
جيوب الفاسدين والعابثين الذين يستغلون العجز الحاصل في مشكلة الكهرباء
ويزيدون من تضخيم الأرصدة البنكية لهم.

أن تلك المنح كفيلة بسد العجز الحاصل في منظومة الكهرباء لسنوات وليس
لأشهر او اسابيع معدودة.

منح تذهب أدراج الرياح وتقع بين مخالب العابثين وانياب الفاسدين وتزيد من
اتساع رقعة المعاناة وتضخم من فجوة الثقب الأسود في جائحة الكهرباء
بالعاصمة عدن.

هل أضحت الكهرباء ورقة ضغط سياسي

يرجح الكثيرون أن مشكلة الكهرباء في العاصمة عدن معضلة وجائحة مفتعلة
وتحمل أبعادا وأهدافا واستراتيجيات ومآرب سياسية، وأنها مشكلة مصطنعة من
أجل الضغط السياسي، وتزيد حدة ومعضلة وضراوة الكهرباء في العاصمة عدن مع
اشتداد التوتر والضغوطات السياسية بين الأطراف المتصارعة والمتنازعة على
السيطرة والهيمنة على العاصمة المؤقتة عدن.

ويرى الكثيرون أن الكهرباء ورقة ضغط سياسي تستخدمها الأطراف المتصارعة
والمتنازعة في العاصمة عدن كلما اشتد بها الخناق السياسي والعسكري من أجل
تخفيف الضغط عليها.

فهل تحولت معاناة وهموم وأوجاع المواطنين الى أوراق سياسية واضحت
الكهرباء ورقة ضغط سياسي في العاصمة عدن؟!.