آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-03:21ص

ملفات وتحقيقات


حكاية من حضرموت: ( العامري طبيب من الزمن الجميل ))

الخميس - 16 أبريل 2020 - 11:50 م بتوقيت عدن

حكاية من حضرموت:  ( العامري طبيب من الزمن الجميل ))

تريم ((عدن الغد)) خاص

(

بقلم : حسن علوي الكاف :
================
قال صلى الله عليه وسلم: (( من نفَّسَ عن مؤمنٍ كُربةً من كُرَبِ الدنيا ، نفَّسَ اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ . ومن يسّرَ على معسرٍ ، يسّرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخرةِ. ومن سترَ مسلمًا، ستره اللهُ في الدنيا والآخرةِ. واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه )) [١] حديث شريف عن قضاء حوائج الناس .
ملائكة الرحمة في بلادنا كثيرون واليوم أسلط حديثي عن شخصية قدمت خدمات جليلة طوال عقود من الزمن ويتذكرها الكثيرون من الناس شخصية نادرة عملت في المجال الصحي في فترة كانت الإمكانيات الصحية شبه معدومه لكن كانوا عند حِسن المسؤلية بعملهم الصادق ونيتهم دايماً طيبة تجاه مجتمعهم رغم ضعف الإمكانيات أنه طبيب من أطباء الزمن الجميل العم القدير عوض بن سعيّد بن براهم العامري الذي عمل في المجال الصحي لعقود طويلة في عدة مناطق من حضرموت واغلبها بمديرية تريم المترامية الأطراف كانوا يعملون عن حب لمهنتهم دون التفكير في المادة ولاتوجد لديهم أطماع غير خدمة الناس واسعادهم .
وفقني الله أن أزوره بمنزله بمدينة تريم منطقة عيديد ورحب بي جزاه الله خير هو وأولاده الأعزاء أحمد وهلال ودار معه حديث شيق بيننا فهو الان يقارب 95 عاماً حفظه الله،
ولله الحمد نزلت بحصيلة طيبة من الدردشة التي دارت بيننا عن حديث الذكريات بالمجال الصحي وغير ذلك .
وكما هو معروف فأبناء اليمن عامة و حضرموت خاصة الذين يعملون بالمهجر في مشارق الأرض ومغاربها.
* يقول العم عوض أتيت إلى تريم قادماً من زنجبار بأفريقيا، فهناك درس وأخذ خبرة في المجال الصحي و بعد أن استقر بمدينة تريم عمل مع كوكبة من رجال الرحمة في تريم منهم أحمد بن عمر الكاف وعبدالرحمن الكاف دحوم وصالح بن أحمد الكاف وسالم محّمد العبد وبن شحنه والدكتور عبدالقادر الكاف وغيرهم فاغلبهم في رحمة الله كما عمل في مستشفى الكاف ومع الدكتور الهندي رندي والدكتور الإيطالي مروشي اللذان جلبتهما أسرة الكاف في عهد السلطنة الكثيرية وكان العلاج مجاناً.
* كما قال كانت أيام زينه زينه رغم أنه لاتوجد صيدليات والأدوية المستخدمة لا تتعدا أربعه أنواع ..
ويواصل حديثه كنا نذهب نعالج الناس لمناطقهم أنا وعطاس الكاف أخو دحوم مشياً على الأقدام لا توجد معنا سيارات ولا دراجات ونحصلهم جالسين على الطريق ونكشف عليهم ونعطيهم الدواء المناسب والحمدالله يكونون في صحة وعافية.،

سألته هل هناك أجرة تتقاضونها من الناس قال إن حد أعطاك شي دمسها لك في الجيب وفيها البركة وإن لم يعطيك شي ما عليه شي وكانت أول الخمسية والخمسيتين وبعدها جات العانه والحمدالله بقعة زينه.
بعدها جاءت الحكومة والتحق بها في المجال الصحي وعمل بكل إخلاص وتفان حيث عمل مساعد صحي في عدة مناطق منطقة سناء شرقي قبر النبي هود عليه السلام وفي مسيلة العبيد وثمود وغيرها من المناطق.
* يقول كان ما في صيدليات في تريم الا بعدين فتح أحمد بن هود بن سميط صيدلية في السوق.
قلت له يا عم عوض بانكتب عليك وبانذكر الناس بكم أنتم الذين خدمتوا الناس وما قصرتوا معهم.

* قال العم عوض الناس بيقولوا عاده بخير عاده حي هذا الرجال عاده يداوي أحد !
فقلت له أنتم يا عم عوض وأمثالكم أحياء في قلوبنا وما قدمتموه لن ننساه ولكم خير الجزاء والثواب من الله ،
ويواصل حديثه الشيق :
يقول أتى لزيارتي للبيت الحبيب عمر بن حفيظ وقام يشممنا ( يقبله ) فقلت ما هو ريض ياحبيب فقال الحبيب عمر انت ما لك جزاء داويتنا وأنا صغير وداويت أبويا وفرح العم عوض بتلك الزيارة .
ذكر جلسات ومدادات مع الحبيب حسن البار رحمه الله ومعه محمد بن مهناء رحمه الله فقال ننزل نمشي فكانت هذه عيديد كلها صحراء ننزل مدادات إلى عند مسجد مول عيديد ولا توجد هناك بيوت ياخير وقت .
* العم عوض ينصح الناس ويحثهم على أكل التمر والذرة ويسلموا بسم الله لأن هذا الأكل فيه منفعة صحية كبيرة . كما يحث الشباب أن يقعون يويدين ويهتموا بأمور دينهم واهلهم .
تحية تقدير واحترام للعم عوض بن براهم العامري الذي أفنى عمره في خدمة الناس وسيرته طيبة بالمجتمع والناس تذكره بكل خير متمنياً من الله العلي القدير أن يحفظه ويمتعه بالصحة والعافية والعمر المديد إن شاء الله.
وهنا ابعث بباقة ورد لجيشنا الصحي الأبيض على الإهتمام بالصحة ولكل أطباء الرحمة في بلادنا كما اترحم على كل الرجال الذين عملوا بالصحة في بلادنا بسنوات مضت فالعمل الطيب باقٍ وفيه الجزا من الله.
حفظ الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين من أي مكروه.