آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-11:19م

ملفات وتحقيقات


تقرير يرصد التفاصيل الجديدة والحصرية عن حضرموت بعد إصابة مواطن من الشحر بفيروس كورونا

الأحد - 12 أبريل 2020 - 10:19 ص بتوقيت عدن

تقرير يرصد التفاصيل الجديدة والحصرية عن حضرموت بعد إصابة مواطن من الشحر بفيروس كورونا

(عدن الغد)خاص:

القصة الكاملة لحالة الإصابة بحضرموت.. كيف أصيب ومتى؟!

بعد نقله للمستشفى.. لماذا حاولت قبيلة العليي إخراجه منها بالقوة ؟!

ما حقيقة أن هناك تجهيزات للتربح من وراء هذه الكارثة الصحية؟!

هل يكون صالح العليي الضربة المدمرة أم أن حضرموت ستمتصها؟!

محافظ حضرموت: قمنا بحجر عائلة المصاب وجميع المخالطين له خلال الأيام الأخيرة

الوليدي: تم فحص (120) حالة اشتباه وكانت نتائج الفحوصات كلها سلبية

الأمم المتحدة: كورونا أكبر خطر يواجه اليمن منذ 100 عام!

حضرموت تحت المجهر

  القسم السياسي بـ(عدن الغد):

أعلن اليمن تسجيل أول حالة لمصاب بفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)
لمواطن يمني بمدينة الشحر التابعة لمحافظة حضرموت شرقي البلاد، وجاء ذلك
بعد تأكيد الدكتور علي الوليدي وكيل وزارة الصحة والسكان اليمني المتحدث
الرسمي باسم اللجنة الوطنية العليا للطوارئ تسجيل أول إصابة، مبيناً أن
الحالة المكتشفة مستقرة وتتلقى الرعاية الصحية اللازمة، مضيفا أن فرق
الترصد الوبائي ما زالت تعمل بقوة لرصد المخالطين للحالة ووضعهم في الحجر
الصحي.

بعد ذلك فرضت السلطات المحلية بالمحافظة حظرا كاملا على التجوال في مدينة
الشحر والمناطق القريبة منها، وانتشر الجيش وقوات الأمن في الشوارع
والطرقات وأغلقت كافة المنافذ المؤدية للمدينة، لتطبيق هذه الإجراءات
حفاظاً على سلامة الجميع.

وأوضح اللواء فرج سالمين البحسني محافظ حضرموت أن المصاب قد يكون انتقل
إليه الفيروس عن طريق أحد الأجانب العاملين في عرض البحر، لافتاً إلى أن
ميناء الشحر مغلق منذ عشرة أيام على أقل تقدير، مضيفا "قمنا حاليا بحجر
عائلة المصاب وجميع المخالطين له خلال الأيام الأخيرة، كما تم تطهير
المواقع، سنطوق الفيروس في هذا المكان، سجلت حالة واحدة فقط وسنعمل على
أن تكون الأخيرة".

وطالب البحسني السكان بالبقاء في منازلهم والالتزام التام بالتعليمات
والإجراءات التي اتخذتها السلطة المحلية والصحية، مؤكداً أن الجميع ضرب
أروع الأمثلة عند تطبيق حظر التجول قبل أسبوع، وقال «علينا التعاون وأن
نكون يداً واحدة في مواجهة هذا الفيروس وسننتصر عليه".

وأعلن البحسني حظرا للتجول في المديريات الشرقية بدءا من الساعة السادسة
من مساء الجمعة حتى الساعة السادسة صباحاً بصورة دائمة، واستمرار إغلاق
المساجد والأسواق ومنع التجمعات حتى إشعار آخر.

ودعا المحافظ كافة الفرق الصحية للقيام بواجبها خاصة فرق الاستجابة
السريعة والفرق الصحية الرديفة في المديريات الشرقية (الشحر، الديس
الشرقية، الريدة، قصيعر)، ومساندة رجال الأمن لهذه الفرق لتنفيذ جميع
الإجراءات الاحترازية.

وقضت توجيهات محافظ حضرموت بالتزام جميع العاملين في ميناء الشحر (مقر
عمل الحالة المصابة) بالحجر المنزلي وعدم المخالطة لمدة أسبوعين،
والتواصل مع غرف عمليات الصحة في حال ظهور أي أعراض لوباء كورونا وسوف
تصلهم فرق الاستجابة إلى بيوتهم على الفور.

إلى جانب تنفيذ حملة رش وتعقيم الأماكن العامة والشوارع والأسواق العامة،
وإغلاق ميناء الشحر واتخاذ كل إجراءات السلامة والتعقيم للميناء وأرصفته
لمدة أسبوع قابلة للتمديد.

من جهتها، اتخذت مؤسسة موانئ البحر العربي بالمكلا عدة قرارات من أهمها
الحجر الصحي لمدة 14 يوما لكل السفن الخشبية في منطقة الانتظار خارج
الميناء، ودراسة إمكانية حجر السفن التجارية لنفس المدة، وإعطاء الأولوية
للبواخر المحملة بالمواد الغذائية الأساسية، واعتماد العمل لمدة 24 ساعة
لتسريع عمليات التفريغ.

ماذا عن الـ(120) حالة المشتبه بها؟!

وفي وقت لاحق من يوم أمس الأول أوضح الدكتور علي الوليدي وكيل وزارة
الصحة والسكان اليمني المتحدث الرسمي باسم اللجنة الوطنية العليا للطوارئ
في مؤتمر صحافي أنه تم إجراء فحوصات لـ120 حالة اشتباه بالإصابة بفيروس
كورونا منذ 8 مارس الماضي، منها 25 حالة في مناطق الشرعية و95 حالة في
المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وكانت نتائج الفحوصات كلها سلبية.

وأشار إلى أن حالة الإصابة المؤكدة التي اكتشفت هي لمواطن يمني يعمل في
الميناء، حيث بات يتلقى العناية والرعاية الصحية وحالته مستقرة فيما تم
اتخاذ الإجراءات اللازمة باتجاه المخالطين وأسرة المريض كما قامت فرق
الاستجابة السريعة بعمل اللازم وتعقيم المنطقة وميناء الشحر.

تفاصيل إصابة العليي؟!

روت مصادر محلية بمدينة الشحر تفاصيل جديدة لصحيفة (عدن الغد) عن المصاب
بفيروس كورونا في مدينة الشحر، وقال مصدر في قيادة السلطة المحلية وآخر
في مكتب الصحة: "إن المصاب ويدعى صالح العليي هو مدير ميناء الشحر"،
نافيا أن يكون المصاب "أجنبي الجنسية".

وأوضحت المصادر المجتمعة أن العليي أصيب على ما يبدو خلال مخالطته لعمال
أجانب قدموا إلى الميناء خلال الأسابيع الماضية.

وبحسب المصادر فقد ظهرت أعراض الإصابة على العليي قبل حوالي أسبوع ونصف،
مشيرة إلى أنه ذهب وتلقى العلاج بأحد المستوصفات الخاصة في المدينة والتي
ظل يتلقى العلاج فيها.

وأشارت المصادر إلى أن العلي تنقل خلال فترة إصابته بين منزله وبين
المستوصف المحلي الذي تلقى فيه العلاج، ثم نقل إلى مستشفى الشحر حيث تم
إخضاعه لفحص كورونا الذي أظهر فجر الجمعة أنه "إيجابي".

وتواجه السلطات مشكلة مع قبيلة العليي التي حاولت يوم السبت إخراجه من
المستشفى قبل أن تضطر السلطات الصحية إلى الاستعانة بقوات الأمن التي
فرضت طوقا مشددا على المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج.

وأوضحت المصادر أن قوة أمنية توجهت صباح أمس السبت إلى منزل العليي وفرضت
حظرا على أسرته هناك، مؤكدة أن المخاوف تكمن في عدد الأشخاص الذين خالطهم
العليي خلال الأيام الماضية.

وعن حالته الصحية قال مصدر في مكتب الصحة إن حالته "غير مستقرة" وإنه يخضع للعلاج.

حضرموت الوادي

وقفت لجنة الطوارئ بوادي وصحراء حضرموت في اجتماعها أمس برئاسة وكيل
المحافظة عصام بن حبريش أمام مستجدات كورونا بعد اكتشاف أول حالة مؤكدة
بالفيروس بمدينة الشحر.

شدد بن حبريش على تدارس جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية بصورة
عقلانية وقراءة انعكاسات وتقييم المواقف بكل مرحلة.

واستعرضت اللجنة الوضع الصحي العام بمديريات الساحل وعملية فحص وفرز
الواصلين إلى وادي حضرموت كإجراء احترازي لمجابهة فيروس كورونا.

وتأتي هذه الإجراءات بعد أن تم رفع عدد فرق الاستجابة السريعة من 4 إلى
16 فرد في كل مديرية والتي ستقوم بالنزول الميداني للتعامل مع حالات
الاشتباه.

ودعت اللجنة القادمين من ساحل حضرموت إلى الالتزام بالحجر المنزلي
والتواصل مع غرفة العمليات في حال ظهور أعراض للإصابة حتى تتمكن الجهات
المختصة من محاصرة الوباء في نطاق جغرافي محدد.

وأكدت على أهمية التعامل المهني الصحي بشكل متوازن مع حالات الاشتباه بما
لا يحدث تساهل، والعمل على تعريف أفراد المجتمع بكيفية الحجر المنزلي
وتكثيف التوعية المجتمعية ببث رسائل عبر كافة وسائل الإعلام ومواقع
التواصل الاجتماعي بأهمية النظافة الشخصية والابتعاد عن أماكن التجمعات
وتجاوز عدد من العادات الروتينية اليومية خلال الفترة الحالية حفاظا على
سلامتهم إلى جانب تعزيز التكافل الاجتماعي واللحمة المجتمعية بعيدا عن
الخلافات السياسية والدينية والاجتماعية.

ودعت اللجنة رجال الأعمال والمؤسسات والشركات لدعم جهود السلطة في توفير
الاجهزة والمعدات والمستلزمات الضرورية التي تساعد الكوادر الطبية في
القيام بمهامهم على الشكل المطلوب.

كورونا أكبر خطر يواجه اليمن منذ 100 عام

أعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليزا غراندي، عن
أسفها بعد تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا، أمس الأول الجمعة، في مدينة
الشحر بمحافظة حضرموت.

وقالت غراندي في بيان صحافي: "لقد خشينا هذا لأسابيع، والآن حدث ذلك".
وحذّرت المسؤولة الأممية من أن فيروس كورونا "أحد أكبر التهديدات التي
واجهت اليمن خلال الـ100 عام الأخيرة".

وأضافت: "بعد خمس سنوات من الحرب، أصبح لدى الناس في كافة أنحاء البلاد
أدنى مستويات المناعة، وأعلى مستويات الضعف الحاد في المقاومة على مستوى
العالم"، مشيرةً إلى أن "ما يواجه اليمن مخيف.. وأنه من المرجح أن يصاب
عدد أكبر من الأشخاص بالعدوى أكثر من أي مكان آخر".

وطالبت منسقة الأمم المتحدة جميع الأطراف في اليمن بوقف القتال، والبدء
في محاربة خطر تفشي فيروس كورونا، لافتةً إلى أن "محاربة الفيروس ستكون
مهمة صعبة، لكنها ضمن أولوياتنا القصوى".

بدوره، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، ألطف موساني: "نحن نبذل
كل ما في وسعنا لمنع المزيد من انتشار الفيروس ولمساعدة السلطات على
الاستعداد لعلاج الناس إذا أصيبوا به".

وأضاف: "هدفنا هو ثني المنحنى الوبائي، لذا نحن ندعو المجتمعات لممارسة
التباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل وممارسة السلوكيات الوقائية".

وكانت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا في اليمن قد أعلنت
تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) يوم الجمعة
في محافظة حضرموت شرقي اليمن.

من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إنها تتابع إعلان وزارة الصحة
العامة في اليمن تسجيل أول حالة كورونا.

وذكرت المنظمة على حسابها في (تويتر) أن الحالة تحت العزل والمعالجة
حالياً، ويجري تتبع جميع المخالطين لها وحجرهم صحياً.

وأشارت المنظمة إلى أنها تعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة في اليمن لضمان
اتخاذ المزيد من تدابير الاحتواء السريع للفيروس.

اليمن يواجه (كابوساً)

وعبّرت وكالات الإغاثة عن قلقها بعد تأكيد أول حالة إصابة بفيروس كورونا
في اليمن، حيث دمرت سنوات من الحرب الأهلية النظام الصحي هناك.

وقالت منظمة أوكسفام إنها "ضربة مدمرة"، بينما وصفتها لجنة الإنقاذ
الدولية بأنها "سيناريو كارثي".

ويعاني اليمن من أسوأ أزمة إنسانية في العالم ويعتمد الملايين على
المساعدات الغذائية.

وتنتشر في اليمن الأمراض الأخرى مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، ونصف
المستشفيات فقط تعمل بكامل طاقتها.

وجاءت أنباء أول حالة إصابة بـ "كوفيد-19" بعد يوم واحد من بدء التحالف
الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن وقف إطلاق النار، ضمن إطار
الجهود لوقف انتشار فيروس كورونا ودعم جهود السلام التي تبذلها الأمم
المتحدة.

من جانبها، قالت لجنة الطوارئ الوطنية اليمنية، الجمعة، إن المريض يبلغ
من العمر 60 عاماً في منطقة حضرموت الجنوبية المنتجة للنفط.

وقال المتحدث علي الوليدي إن الرجل في حالة مستقرة وقد وضع في مركز للحجر الصحي.

وذكرت السلطات أنها أغلقت الميناء الذي يعمل فيه الرجل بسرعة، وطلبت من
الموظفين الآخرين العزل الذاتي لمدة أسبوعين، وفق وكالة رويترز.

وأغلقت منطقتا شبوة والمهرة المجاورتان حدودهما مع حضرموت، حيث تم فرض
حظر تجول لمدة 12 ساعة ليلاً.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تقدم الإمدادات الطبية ومعدات الاختبار
وأجهزة التنفس والتدريب للخدمات الصحية في اليمن.

وقال كزافييه جوبيرت، مدير منظمة (أنقذوا الأطفال) في اليمن، إنه من
المهم أن يلتزم كلا الجانبين في الحرب الأهلية بوقف إطلاق النار.

وأشار إلى أنها "لحظة خشيناها جميعاً، وكنا نأمل تجنبهاً، لأن اليمن
يعاني من نقص حاد في المعدات لمواجهة هذا الفيروس".

"إن تفشي مرض كوفيد-19 في اليمن سيضع ضغطاً شديداً على البنية التحتية
الصحية المتضررة في البلاد وسيكون له تأثير مدمر على المدنيين. إذا لم
نتحرك اليوم، فإن ما سنشهده غداً لا يمكن وصفه".

وقالت تامونا سابدزي، مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن، إن الملايين
من اليمنيين يعيشون في ظروف صعبة وغير صحية وكانوا عرضة للإصابة
بالفيروس، مضيفةً "بينما كنا نعلم أن هذا السيناريو قادم، لا يزال انتشار
كوفيد-19 إلى اليمن بمثابة كابوس".

صحفي: تجهيزات للتربح من الكارثة الصحية

أوضح كاتب وصحفي يمني أن هناك تجهيزات تُشكل في محافظتي صنعاء وعدن
للتربح من وراء الكارثة الصحية التي حلت على البلاد مؤخراً.

وقال الكاتب والصحفي اليمني صالح البيضاني في تغريدة له "أتمنى أن يتم
احتواء كورونا في مدينة الشحر بحضرموت وأن لا يتفشى إلى محافظات أخرى".

وبين البيضاني أن "هناك من جهزوا أنفسهم منذُ وقت مبكر سواء في صنعاء أو
عدن للتربح من وراء هذه الكارثة الصحية كما تربحوا من الحرب وحولوها إلى
تجارة لا يتمنون زوالها".

ودعا عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، علي الكثيري أبناء محافظة
حضرموت إلى التلاحم والتآزر والاصطفاف لمواجهة الخطر الداهم بعد رصد
إصابة بفيروس كورونا في المحافظة.

ودعا الكثيري المواطنين إلى الالتزام والتقيّد الصارم بالتوجيهات الصادرة
من الجهات الطبية المختصة.

وأكد الكثيري إن المعركة مع هذا الفيروس الخطير ليست معركة السلطة
المحلية في حضرموت وحدها ولا الجهات الصحية فقط بل هي معركتنا جميعا.