آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-12:45م

أدب وثقافة


فوبيا كورونا (مسرحية) الفصل الأول – المشهد الأول

الأحد - 05 أبريل 2020 - 02:00 م بتوقيت عدن

فوبيا كورونا (مسرحية) الفصل الأول – المشهد الأول

(عدن الغد)خاص:

في صالة المنزل يجلس أفراد العائلة الأب يقرأ القرآن بين تمتمة وهمس والأم منشغلة بقراءة صفحات الواتس مع القريبات والبنت الكبرى تقلب صفحات النت والبحث في المواقع عن الخطر القادم والابن الأكبر منشغل بدردشات مع الاصدقاء عن الخطر المحتمل أما صغيرهم فقد ترك جهاز الاستبليشن الذي كان منشغل به ليطلب من والده الخروج:
أبي لقد مللت .. أريد الخروج إلى الشارع للعب
ينهض الأب من مجلسه وهو منفعل صارخ بالصوت:
لا .. لا يمكنك الخروج .. الوباء قد انتشر في كل مكان
تتدخل الأم في الحوار الذي بجري بين الأبن الاصغر والأب:
لا تدخل الولد في حالة من الخوف، بين له الامر بكثير من التفسير
تتكفل الأخت الكبرى توضيح الأمر:
في العالم انتشر وباء ارهق الدول المتقدمة وحصد ارواح البشر وهدد اقتصادهم بالانهيار
مازال الولد الصغير يحاول اقناع والديه برغبته بالخروج واللعب فقد شعر بالملل:
سأخرج قليل اتنفس والعب مع اصحابي بالحافة ( الشارع)
يتضجر الأب من الحاح ولده الصغير:
لقد ضقت من شدة اصرارك .. لا تريد تفهم ان الخطر القادم
يرن جرس جوال البنت الكبرى وكان المتصل خطيبها وأبن عمتها تفتح سماعة الجوال:
الوه كيف الحال .. كيف العمل في المشفى
مازالت في حوار والأب يستمع للحوار بتركيز شديد والبنت مستمرة في حوارها مع خطيبها:
عمتي ستصل اليوم من الخارج .. سوف استعد للخروج معك غلى المطار لاستقبالها
ينفجر الأب قلقا من حضور خطيب البنت وابن اخته كونه طبيب:
سيحضر خطيبك من المشفى إلى عندنا وقد يكون ملوث بالوباء وينقل لنا العدوة
تحاول البنت تهدئة والدها:
ابي بلادنا مازالت محفوظة بحفظ المولى ولم يصل إلينا الخطر وان شاء الله لن يصل ولكن هذه الإجراءات في المستشفى لاستقبال حالات اشتباه ، ثم إن طواقم الطبية تقوم بالتعقيم لا دواتها وكذا لملابسهم وايديهم
لحظات يرن جرس الباب ، تتعجل البنت لفتح الباب ، لكن الأب يصرخ :
انتظري سأغادر غرفتي حتى لا أضطر للمصافحة والحديث معه
تفتح البنت الباب تستقبل خطيبها وهو ينادي خاله:
كيف حالك يا خال . لماذا ؟ أنت مضطرب .. هل أنت خائف مني أنقل إليك العدوى
يجيب الخال:
الحقيقة نعم فأنت طبيب وتتعامل مع المرضى فقد تحمل معك الفيروس
يجيب أبن أخته وخطيب أبنته:
يجب أن تقلق كل هذا القلق فربما شدة الخوف تصيبك بأمراض أخرى فأنا حريص على تعقيم نفسي كلما غادرت المشفى
لا يستجيب الأب ومن فوره يتجه نحو غرفته ، تنطلق البنت الكبرى وخطيبها مغادران المنزل نحو المطار