آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-04:59م

أخبار وتقارير


مستخدمو الإنترنت بين ضعف الشبكة والخوف من إنقطاع الخدمة كلياً بسبب كورونا.

الإثنين - 30 مارس 2020 - 04:09 م بتوقيت عدن

مستخدمو الإنترنت بين ضعف الشبكة والخوف من إنقطاع الخدمة كلياً بسبب كورونا.

تقرير / محمد مرشد عقابي

بينما يقبع الملايين من البشر في منازلهم كخطة وقائية ضد انتشار فيروس كورونا المستجد وسبيلهم الوحيد للوصول والتواصل مع العالم الخارجي هو شبكة الإنترنت ومكالمات الفيديو على وجه التحديد فإن سؤالاً مهماً يطرح نفسه ويلوح بوضوح تام في الأفق وهو : هل يمكن أن تتعطل شبكة الإنترنت جراء تفشي هذا الوباء عالمياً؟وهل الضغط المتواصل على استخدام الإنترنت قد كشف عيوباً في هذه الشبكة العنكبوتية مما احدث بطء في خدمة كبريات الشركات العاليمة في مجال الإتصال وتقنية المعلومات مثل مايكروسوفت ونينتندو في ظل النطاق العريض لشبكة الإنترنت والشبكات الخلوية.

وتساءل خبراء في هذا المجال عن مدى استدامة هذه الشبكات بتقديم خدماتها في ظل غياب أي معلومات عن موعد انتهاء أزمة فيروس كورونا، مشيرين الى ان ارتفاع نسبة المشتركين تظهره الأرقام الحالية بمختلف المدن والدول فقد سجلت مدينة سياتل زيادة في استخدام الشبكة بنسبة 40% مقارنة بما قبل 9 مارس "آذار" 2020م، وسياتل مدينة في ولاية واشنطن يبلغ عدد سكانها نحو 800 ألف مواطن سجلت حتى يوم 27 مارس 2020م إصابات عددها 3207 و174 حالة وفاة، كما سجلت إيطاليا ارتفاع استخدام الإنترنت بنسبة 30% أيضاً مقارنة بما قبل يوم التاسع من مارس "آذار" 2020م.

وتشير شركة Cloudflare Data إلى أن الزيادة العالمية تتراوح بين 8 و20% في حين أعلنت شركة Ookla عن ارتفاع يتراوح بين 12 و15%، وبحسب خبراء فانه لو اعتبرت مدينة سياتل وإيطاليا معيارين لما سيحل بالإنترنت من ضغط وتضاعف لأعداد طالبي الخدمة فهذا يعني أن الأرقام ستستمر في التزايد مع إقدام الحكومات على الإغلاق والطلب من الشعوب العمل أو البقاء في المنازل.

بدوره قال المدير الأول لأبحاث وتحليل الإنترنت في "جمعية الإنترنت" أو Internet Society إنه من غير المرجح أن تتوقف الشبكة نتيجة ازدياد الطلب عليها، مضيفاً في تصريح لموقع MIC : بإن كبرى الشركات الأوروبية شهدت زيادة استخدام من 5.8 تيرا "الثانية" إلى 9.1 تيرا "الثانية" إلا أن قدرة الشبكات تصل إلى استخدام يبلغ 54.1 تيرا "الثانية".

وأوضح أن الإستخدام الحالي رغم الضغط المتزايد يستهلك 17% فقط من قدرة الشبكة الحقيقية لذا من غير المرجح أن يتسبب فيروس الكورونا في تعطيل الإنترنت حتى مع حدوث ارتفاعات في حركة المرور حول العالم فإن معظم حزم دعم الإنترنت لم تتأثر، وعلى الخطوط الأولى من هذا الإحتمال شركات الإتصال الأوروبية التي بدأت عدة خطوات منها مثلاً الطلب من شركة نتفلكس تخفيف جودة معروضاتها.

وتؤكد بعض التقارير ان استخدام التبادل الأوروبي الكبير للإنترنت كمثال للوصول إلى سعة 54.1 تيرابايت في الثانية يتطلب 24 مليون مشاهدة فيديو عالي الدقة في الوقت نفسه، وبالنظر إلى وجود عشرات من نقاط التبادل عالية السعة في جميع أنحاء أوروبا فمن غير المحتمل أن يكون هناك ما يكفي من حركة المرور لتطغى على واحدة منها تماماً، وبالمثل فإن الولايات المتحدة مجهزة بكثير من نقاط التبادل في جميع أنحاء البلاد والتي يمكنها التعامل مع أي ما تتلقاه حيث تتعامل في الوقت الحالي معظم الشبكات مع تدفق حركة المرور بشكل جيد بما فيه الكفاية.

ويقول مدير الإستراتيجية وإدارة المنتجات للبنية التحتية في Cisco ستيفن ليو إن معظم الشبكات مصممة للتعامل مع القفزات الكبيرة في حركة المرور خلال ساعات الذروة (عادة نحو الساعة 8:00 مساءً) حين يزداد الضغط على عديد من الشبكات مع كثير من تدفق محتوى الفيديو، وبحسب ليو فإن حركة المرور خلال تلك الساعات لم تزد بشكل كبير وعادة ما تحدث الزيادة إلى حد كبير بين الساعة 9:00 صباحاً و5:00 مساءً أي الساعات التي يستخدم فيها معظم الأشخاص شبكات عملهم أو مدارسهم، ويشير ليو الى أن هذه القفزات لا تزال أقل من ذروة ساعات المساء لأفتاً الى أن وبالرغم من استخدام الإنترنت بصورة مكثفه إلا انه لم يصل إلى نقطة الانهيار بعد في هذه الفترة التي يشهد معدلات تاريخية غير مسبوقة في استخدامه، ونظراً إلى استمرار الضغط فقد لا تتعطل بحسب مهتمين أي شبكة معينة ولكنها قد تؤثر على الطريقة التي اعتادها المستخدمون، حيث تبدأ مقاطع الفيديو في التباطؤ قبل أن تبدأ أو تتدهور في جودتها بسبب قلة النطاق الترددي المتاح وقد تستغرق الأجهزة المتصلة بالإنترنت مثل مكبرات الصوت الذكية والهواتف الذكية والحواسيب واجهزة الكمبيوتر وتطبيقات التصفح وقتاً أطول في أداء المهام وقد يصبح الوصول إلى الخدمات والتطبيقات المستندة إلى السحابة متقطعاً وغير متناسق.

وبادر موقع يوتيوب إلى تخفيف جودة الفيديوهات إلى 480p تماشياً مع الضغوطات التي تتعرض لها الشبكة، وبحسب العديد من الخبرار فانه قد تتشابك شبكات الإحتياط الأخيرة تحت ضغط متزايد لكن هذا الخلل لن ينعكس على أي مكان آخر عبر الإنترنت وعندما تفشل هذه الشبكات فإنها عادة لا تضعف ارتباط بقية الويب أو الشبكات عن ذلك يقول ليو : الإنترنت ليس مجرد شيء واحد يمكن كسره بل هو منظومة تتكون من شبكات مختلفة بعضها مرتبط بالبعض الآخر عن طريق "النظير" أو ما يسمى Peering تم تصميمها عمداً بهذه الطريقة لتحقيق مرونة أفضل ومثل حيوان كنجم البحر يبقى على قيد الحياة في حالة تلف أحد أطرافه على حد تعبيره، واذا كان هناك احتمال لتعطل الإنترنت بطريقة يشعر بها العالم كله فستكون تطبيقات فردية بدلاً من شبكة بحد ذاتها.

وتعمل خدمات مثل Netflix وSpotify وXbox Live وما شابه ذلك على خوادمها الخاصة أو بشكل أساسي تأجير الخوادم من شركات مثل Amazon Web Services، ويمكن أن تؤدي زيادة النشاط أو الطلب على استخدام هذه الخدمات إلى زيادة التحميل على الخوادم وضرب الخدمة ذاتها وليس الشبكة ككل لذا يرى الكثير من خبراء الخدمة بانه من غير المحتمل أن يعطل فيروس كورونا الإنترنت بالكامل لكنه سيلفت الإنتباه إلى بعض نقاط ضعفها الحالية في ظل احتمال حدوث بعض المشاكل لدى المستخدمين نتيجة العبء المتزايد وتزايد حركة المرور على الإنترنت في الشبكات المحلية، وينصح الخبراء بإمكانية اجتناب هذا الإحتمال من خلال زيادة الإستثمار في سعة الشبكة خاصة في المناطق الريفية التي غالباً ما تعاني من نقص خدمات مزودي خدمة الإنترنت.