آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-02:48ص

ملفات وتحقيقات


في يوم الفن المفتوح.. الألوان والرسومات تزين جدران مقبرة القطيع في عدن

الثلاثاء - 17 مارس 2020 - 09:03 م بتوقيت عدن

في يوم الفن المفتوح.. الألوان والرسومات تزين جدران مقبرة القطيع في عدن

تقرير: عبد اللطيف سالمين

تحت ضوء شمس عصر الثالثة من يوم الأحد الموافق15-مارس-2020 خرج العشرات من أبناء مدينة عدن يقودهم الفنان علاء روبل رفقة ألوانهم وريشهم لتكريم الفن والأحياء والموتى معا وبعث الحياة في جدران مقبرة القطيع من خلال رسم العديد من الأشكال والصور التي تبث رسالة حياة وأمل بين ركام الموت وجعل جدران المقابر أشبه بلوحة فنية تحمل بين طياتها صورة للحياة كما أملت أيديهم التي رسمت وخطت بكل شغف وحب رغم انعدام الإمكانيات وبجهود ذاتيه حبا للفن ومدينة عدن ورغبة عارمة لرسم الحياة.

وكعادتهم لا يترك بعض شباب عدن أي مناسبة محلية أو عالمية, إلا ويعبرون عن طموحاتهم وأحلامهم, كلاً بطريقته.. تذهب إبداعاتهم دوماً, نحو المستقبل الذي يحلمون به. وعن الحياة التي ينشدوها, وعن نظرتهم للحياة .!
حدث سنوي لعامه الرابع يأتي تحت مسمى "اليوم المفتوح للفن" شاركت فيه عن اليمن مدينتي تعز وعدن والتي اتفقت على يوم واحد للفن والسلام, مع مدن أخرى أجنبية, امتزجت الألوان في شوارعها, وفي توقيت واحد, مع مدن أخرى منها، مدغشقر والعاصمة الفرنسية باريس والسنغال .

يوم الفن المفتوح يعتبر حدث سنوي يقام منذ أكثر من خمس أعوام بالتزامن بين عدة دول وفي عدن وقع الاختيار على الفنان الشاب علاء روبل المنظم والمنسق الرئيسي لهذه الفعالية,و الذي له تجارب مع فن الشارع, منذ سنين طويلة, إضافة إلى فعاليات عدة للرسم على الجدران ووجوه الأطفال .

بإمكانيات ذاتية دفع الشاب علاء روبل العشرات من الرسامين والفنانين من الشبان والشابات للخروج الى الشوارع, للرسم على الجدران لوحات جمالية, يعبرون عن أحلامهم وطموحاتهم ونظرتهم للحياة وللمستقبل.


واعتبر المشاركون في هذه الفعالية الفنية أن ما قاموا به وان بدا عاديا للبعض إلا انه بالنسبة لهم لحظات من حياتهم رفقة الفن لأجل السلام والحياة والإنسان في عدن وفي كل مكان، لما يحمله الحدث من أهمية بكونه من الناس واليهم وعبر مشاركتهم في صنعه يكونوا قد شاركوا في يوم فني خاص بالجميع من مختلف الأجناس والأعمار والثقافات المختلفة للتعبير عن آمالهم وهوياتهم وقصصهم عبر فن الشارع.
وسعى الحدث لإقامة جسور فنية رمزية تربط مجتمعنا العريق مع مجتمعات وثقافات عريقة مختلفة من حول العالم في وقت تفرق فيه بين الناس الحدود، والحروب، والسياسة.

وعلى مقربة من احد الجدران في مقبرة القطيع تجمع كان عدد من الشباب والشابات في ساعات العصر الأولى يلونون لوحاتهم في يوم الفن المفتوح بعدد من الرسومات المعبرة والجميلة والتي تحمل رسائل عديدة للداخل والخارج.

وبشغف الرسم والتلوين شارك الأطفال حضور الفنانين والهواة وبعض شباب المجتمع الذين حملوا على عاتقهم استغلال هذا اليوم السنوي عبر الفن لايصال رسائلهم التي حملت عنوان " الخبث الوبائي" ، "مستقبل مضطهد" و"الموت لبطئ" وتركزت على الطفولة والجانب الصحي كما شرح الفنان علاء روبل الذي صرح لعدن الغد قائلا:" كان اختياري للمكان بسبب ان الناس تعودت دائما ان تقوم برمي زبالتها في المقابر وأردت إيصال رسالة اخرى انه بالامكان استغلال جدران المقابر لجعلها تبدو أفضل مما هي عليه وترسل رسالة للقضايا التي نعاني منها مثل الوباء ومستقبل الطفولة في البلاد وبما ان القضايا تتعلق بالموت رسمت رسالتي هناك"
ووضح روبل في حديثه عن ماهية الفعالية حيث قال" يوم الفن المفتوح هو حدث سنوي يحدث كل عام يشارك فيه كلا من الهواة والفنانين والشعب المضيف"

وأضاف روبل متحدثا عن الفعالية وكيف كانت: "عموما كانت الأجواء جميلة واستمتع المشاركون وكان هناك بعض الانتقاد بحكم ان الاختيار وقع على جدران المقابر وهي مكان للموت ولا يجوز الصور ولكن كان أهالي الحي والأطفال مستمتعين بما يقومون به وفخورين ونقل ذلك لأصدقائهم وأهاليهم.

تجربة علاء وان كانت بجهود ذاتية وبسيطة إلى انها تستدعي الوقوف معها مستقبلا للنظر لما يمكن لطاقات الشباب ان تقدمه خاصة الفنانين الذين لا يجدون الدعم الكافي والتشجيع و لا تتوفر لهم العديد من المساحات الحرة للتجارب الفنية في عدن، شباب وجدت في حملات فن الشارع فرصة لخلق فن يعكس ذاتي وهويتي على جدران المدينة التي أحبوها,وطورا من خلال فن الشارع علاقة خاصة مع المساحات العامة بشكل عام ومع الشارع العدني بشكل خاص، ففن الشارع يعيد لنا كأفراد في المجتمع جزء من السيطرة على شوارع مدننا، وخصوصا بعد أن ابتلعت الحرب مساحاتنا العامة والخاصة دون إرادتهم..
وعلى هذه الجدران وضع الحاضرون بصماتهم أملا في غد أفضل يجد فيه الطفل مستقبلا آمنا للحياة دون خوف من الموت.