آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-10:11م

أخبار وتقارير


دراسة تحليلية لتحديد التغيرات الكيميائية والفيزيائية التي طرأت على خصائص المياه نتيجة انتشار ظاهرة الازدهار الطحلبي المفاجئ ( المد الاحمر ) ضمن منطقة ساحل ابين في محافظة عدن

السبت - 14 مارس 2020 - 01:16 م بتوقيت عدن

دراسة تحليلية لتحديد التغيرات الكيميائية والفيزيائية التي طرأت على خصائص المياه نتيجة انتشار ظاهرة الازدهار الطحلبي المفاجئ ( المد الاحمر ) ضمن منطقة ساحل ابين في محافظة عدن

عدن ((عدن الغد)) خاص:

انطلاقا من حرصها الشديد على القيام بمهامها التي أُنشئت من اجلها , واستشعارها بتحمل المسؤولية تجاه الوطن والمواطن لتوضيح العديد من الامور التي تؤثر على المجتمع والتي تقع ضمن تخصصاتها ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة القابله للتطبيق او للتخفيف من أثارها السلبيه , فقد قامت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية وبناءً على تعليمات مباشرة من الاستاذ المهندس احمد عبدالله اليماني التميمي القائم بأعمال مدير عام هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الى مدير إدارة الجيولوجيا البحرية الاستاذ منصر الحاج حسين البان بتشكيل فريق فني متخصص من كافة اقسام الادارة الاربع ( قسم الجيولوجيا البحرية , الكيمياء , المسح البحري والبيئة البحرية ) والنزول لموقع ساحل ابين في مديرية خورمكسر محافظة عدن وعمل دراسة حول ظاهرة اخضرار مياه البحر ونفوق العديد من الاسماك ومعرفة اسباب هذه الظاهرة والتوصل للحلول المناسبة للتخفيف من أثارها في الوقت الحالي ومستقبلاً .

تم نزول الفريق الفني المؤلف من سبعة اختصاصيين الى الموقع في اليوم الاول الاحد الموافق 8/3/2020 م ضمن نطاقه الساحلي حيث تم أخذ عينتان مائيتان وإرسالها على الفور الى المختبر , كما تم رصد وتوثيق الانواع البحرية النافقة على طول الساحل ضمن نطاق الدراسة ..... وفي اليوم التالي تم اخذ ثلاثة عينات مائية من المياه العميقة على مسافات تبعد بين 650-750 متر من خط الساحل .. اثنتان من تلك العينات أخذت ضمن نطاق الدراسة لساحل ابين , اما العينة الثالثة فقد تم اخذها من مقابل خليج الروزميت وبذلك بلغت المساحة الكلية للمنطقة المشمولة بالدراسة حوالي 6000 m2 .
وبعد الحصول على نتائج التحاليل الكيميائية والفيزيائية والبيولوجية للعينات من مختبرات هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية والمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي قام الفريق الفني بدراسة تلك النتائج وتفسيرها والوصول الى الخلاصة التالية :
1) تعتبر ظاهرة النمو الطحلبي السريع او المفاجئ ظاهرة طبيعية في الغالب تظهر نتيجة ارتفاع تراكيز عناصر النيتروجين والفسفور ( المغذيات الرئيسية للطحالب ) في مياه البحار او المياه العذبة والتي تكون على شكل مركبات مثل النيترات والنيتريت والامونيا والتي تطرحها في الغالب مياه الصرف الصحي الغير معالجة , حيث يمكن ان تؤدي الى خلق العديد من المشاكل من بينها نفوق عدد كبير من الاحياء البحرية بسبب النقص الحاد في الاكسجين الذائب في الماء الذي تسببه .
2) ان استمرار عمليات تصريف مياه الصرف الصحي الغير معالجة في مياه البحر في كل من منطقة ساحل ابين والعريش والروزميت قد كان السبب الرئيسي في نشوء ظاهرة النمو الطحلبي وإطالة فترة تأثيرها الامر الذي ادى الى ارتفاع اعداد الاحياء البحرية النافقة .
3) أظهرت نتائج الفحوصات المخبرية الكيميائية للعينات المائية انخفاضاً في قيم النيترات الناتجة عن تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة في البحر , ويعود السبب في ذلك الى استهلاك الطحالب الكبير للنيتروجين من اجل عمليات البناء حيث يُعد النيتروجين ( النيترات ) مصدر اساسي الى جانب الفسفور في تغذية الطحالب بمعنى اخر ادت الطحالب دوراً مميزاً في تنقية البحر من تراكيز النيترات والامونيا .
4) أظهرت نتائج الفحوصات المخبرية الفيزيائية للعينات المائية ارتفاعات في قيم الموصلية الكهربائية وارتفاع نسبة العكارة للمياه نتيجة ارتفاع نسبة الاملاح والمعادن المذابة والمعلقة في المياه , وكلها تعود الى تأثيرات تصريف مياه الصرف الصحي الغير معالجة في البحر . اما بالنسبة الى قيم الـ PH فقد كانت متعادلة نتيجة انخفاض تراكيز المركبات الحمضية .
5) أظهرت نتائج الفحوصات المخبرية البيولوجية للعينات المائية ارتفاعاً كبيراً في عدد المستعمرات للقولونية البرازية وهي ايضاً دليل على التأثير الواضح لمياه الصرف الصحي الغير معالج .
6) يمكن ان يؤدي تناول الاسماك النافقة بفعل هذه الظاهرة الى مشاكل صحية قد تصل الى التسمم .. في المقابل ليس هناك اي مشكلة في تناول الاحياء البحرية ومن بينها الاسماك الطازجة الغير متأثرة بهذه الظاهرة .
ان الاصرار على استمرار عدم معالجة مياه الصرف الصحي قبل تصريفها في مياه البحر سيؤدي الى مشاكل اكبر واشد تأثيرات في المستقبل القريب جداً على كافة نواحي الحياة .
في الاخير تناولت الدراسة مجموعه من التوصيات تلخصت في التالي :
1) إعادة تشغيل جميع محطات معالجة مياه الصرف الصحي في المحافظة والعمل على اطلاق مشروع محطة عدن الكبرى الجديدة لمعالجة مياه الصرف الصحي والتوقف عن الاستمرار في تصريف تلك المياه مباشرة في البحار .
2) وضع القوانين والنظم والتشريعات الملزمة للحفاظ على جودة مياه البحار ضمن معايير وطنية امنه
3) الاستمرار بمراقبة جودة المياه من خلال تطبيق تقنية الاستشعار عن بعد واستخدام الصور الفضائية
4) تفعيل انظمة الانذار المبكر وسرعة انتشال الاسماك النافقة من المياه قبل ان تؤثر سلباً على الموائل البحرية او تتراكم على السواحل لتسبب مشاكل صحية وبيئية .
5) رفع مستوى التوعية البيئية لدى صناع القرار والمجتمع .
الدراسة كاملة ستكون متوفرة على الموقع الالكتروني لهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية / عدن www.gsmr-aden.org

جيوفيزيائي / نــادر بــدر بــاسنيد
رئيس قسم البيئة البحرية – إدارة الجيولوجيا البحرية
هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية / عدن