آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-12:15م

أخبار وتقارير


من يتحمل سقوط الجوف بيد الحوثيين وماذا يمكن ان يحدث في المستقبل القريب؟

الثلاثاء - 03 مارس 2020 - 10:52 ص بتوقيت عدن

من يتحمل سقوط الجوف بيد الحوثيين وماذا يمكن ان يحدث في المستقبل القريب؟

رصد : عبداللطيف سالمين.

لم يأت الأول من مارس حاملا أنباء سارة للكثيرين وحدث ما كان يخافه الملايين من اليمنيين، سقطت مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف بيد جماعة الحوثي، تحول جذري في مشهد المواجهة اتضح جليا في الايام الماضية، قد يقلب المعادلة رأساً على عقب.

سقوط اتبعه العديد من الجدل ، تبادل الاتهامات بين اطراف واسعة من الجهات المتصارعة في اليمن، مخاوف عديدة عما يمكن أن يحدث، قراءات مختلفة للوضع الذي كان عليه المشهد قبل سقوط الجوف وما الذي يمكن ان تخبئه الأيام القادمة وكيف يمكن أن تؤثر في الوضع السياسي في اليمن، ومن يقف وراء ما حدث كل ذلك، اسئلة كثيرة اسيل حبرها هنا وهناك تنتظر من يجيب عنها ويكشف حقيقة ما حدث ويحدث في اليمن.

وأثارت سيطرة الحوثيين على مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، بعد أيام من سقوط مديرية الغيل، ردود أفعال غاضبة، لاسيما مع تداول أنباء عن أنها سقطت دون أي مقاومة

وألمح العديد من الناشطين والكتاب والمحللين السياسيين إلى وجود ”خيانة“، تسببت في هذا التهاوي المتسارع والمفاجئ للمدن اليمنية تحت يد الحوثيين. 

-عمليات إستلام وتسليم ليس إلا!

الأكاديمي والناشط السياسي علي الفضلي يرى انه  حتى الآن لا يملك أحد أن يقدم، ما يؤكد إن الإنتصارات المتكررة التي تسجلها صنعاء مؤخراً،لم تكن سوى عمليات إستلام وتسليم ليس إلا، ولكن في إطار المناكفات بين الأطراف والقوى ، هناك من يذكر ذلك إنه لم يكن سوى إستلام وتسليم بين الحوثية والشرعية،وبغض النظر عن مايقوله هذا أو ذاك ،تظل الحقيقة هي إن طرفاً قد سيطر وانتصر،وقد سجل توسعاً إضافياً في جغرافيته المسيطر عليها،وفي الحالاتين تظل الأحداث مرتبطة بشروط حضورها، التي قطعاً ستنعكس فيما بعد في المشهد وعلى الواقع ،والأيام القادمة كفيلة بأن تضع ما قد يزيل الشك والتخمين.

الفضلي تابع في قرائته للوضع الحالي قائلا: تضيق الدائرة في المشهد كثيرا ، وقد تكشف عن خيارات أكثر حدة على الواقع ،لهذا قد تتكرر مواقف للشرعية شبيهة بموقفها في إتفاق إستكهولم، وهي نقطة التحول الجذري التي ربما قلبت المعادلة رأسا على عقب ..

وذهب النشاط سياف الغرباني في حديثه للقول ان الحوثي لم يٌسقِط الجوف وان ما أسقطها بحسب رأيه هو صراع علي محسن والإصلاح، مع العكيمي ومنطقته العسكرية السادسة.

واستدل الغرباني في حديثه قائلا: الحسن أبكر اتهم صراحة جيش مأرب بنهب مخازن سلاح جيش الجوف وعلي محسن حين أراد ”الإطلاع على مستجدات الأوضاع بالجوف“ اتصل بمحافظ مأرب سلطان العرادة.

وأضاف مختتما حديثه: عقب سقوط نهم، طلب علي محسن الأحمر، من الوسيط القطري، إقناع الحوثي، بوقف التقدم نحو مأرب، ولا بأس من تحويل المسار باتجاه الجوف. أراد بذلك أمرين.

تأجيل سقوط مديرية مأرب. ابتزاز السعودية - من خاصرتها- وإحراق رجلها في الجوف.

-هل تتحمل دول التحالف مسؤولية ما حدث؟

ذهب الأكاديمي محمود السالمي في قرائته  للأحداث نحو للماضي وقال:

سقوط الجوف لا يتحمله الجيش الذي هرب منها اليوم، والذي سبق ان هرب من صنعاء في الأمس، والذي سيهرب من مأرب غدا، ومن غيرها بعد غدا. ويرى السالمي أن من يتحمل المسؤولية هي دول التحالف التي ظنت أن بامكان قيادات الفشل والفساد والهروب الوطني أن تهزم الحوثي.

في الجهة الاخرى هناك من يرى ان تحميل التحالف مسؤولية سقطو التحالف امرا لا غاية منه حيث وجه الناشط كامل الخوداني رساله في حديثه للأصوات التي تقول إن التحالف خذل الجوف متسائلا: ما المطلوب من التحالف غير الدعم بالغطاء الجوي والسلاح والذخائر هل تخرج لكم السعوديه الحرس الوطني يقاتلوا بالجوف طالما انتوا  جالسين بالبيوت او ما الذي يجب ان تفعله!.

ويضيف الخوداني: محاولات التبرير ورمي أسباب سقوط نهم والجوف وغيرها على التحالف والتي يستميتون لإقناع الناس بها ليبر أو انفسهم مقززه.

متى يمتلك هؤلاء الشجاعة ويعترفون بالتقصير ويعدون بمحاسبة الخونة والمتسببين ومعالجة الخلل  سوف نحترمهم اكثر بدلا"من التهرب ورمي الفشل على التحالف.

ويستطرد الخوداني:..

سقطت الجوف لكن عزيمة الرجال وقضية وهدف ثلاثين مليون يمني لم ولن تسقط.

سقطت الجوف وسوف يتم استعادتها واستعادة كل شبر يسيطر عليه الكهنوت فلن تذهب دماء الرجال وتضحياتهم وارواحهم هباء.

خسارة معركة ليس سقوط قضية بل انطلاقة جديدة بعيدة عن الاخطاء معركتنا مقدسة وأنها لمعركة جيل فجيل

ويتابع:.

خمس سنوات والحوثي يخطط ويحشد بالعاصمة و12 محافظه ويبني قوة ويشتري ولاءات ويفتح جبهات وهم يشتروا فلل وعمارات ومحلات تجارية ومطاعم بعواصم الدول ويتزوجوا نسوان جدد ويوظفوا عوائلهم ملحقيات ومستشارين والمقاتلين اللي بالجبهات ميتين جوع.

واختتم الخولاني حديثه:

مخطئٌ وواهم من يظن سقوط الجوف سقوط للاصلاح او سقوط للشرعية

والذي نفسي بيده إن كل منطقةً يسيطر عليها الحوثي كإنها قطعةً انتزعها من جسدي.

كل منطقةً تسقط بيد الحوثي هو سقوط لجزءٌ من وطنا و جمهوريتنا سقوط لحرية وكرامة الآلاف من أبناء جلدتنا. سقوط لجزءٌ من اجسادنا وليس سقوط لهذا الطرف او ذاك

ماذا يمكن أن تقدم حكومة هادي في المستقبل القريب؟

وتساءل الناشط نجم الجمعي عن ما يمكن ان تقدمه حكومة هادي بعد سقوط الجوف وقال نجم: سقوط الجوف ، ثم يأتي بعد ذلك مأرب .. وبما أن الأرض تتقلص على حكومة هادي ، ماذا يُمكن أن تُقدمه هذه الحكومه لأرض باتت عبء عليهم ..؟

- وأضاف نجم: بعد خمس سنوات صِراع ودعم خارجي ، ها هو الحوثي يزداد قوة ، ليس لشيء إنما لأنهم يقاتلون على شيء معين بينما الطرف الآخر يقاتل ليس لشيء ، إنما لأنه وجد نفسه أمام المدفع ولذلك نرى التخاذل والمتاجرة بالجُند والعسكر. 

واختتم نجم حديثه:

- 2014 قلنا هادي هو من بسط الأرض للحوثي ، الكثير قال لا ، هادي الرجل الوطني وحكومتهُ الموقرة ، الآن وبعد فشل ذريع أيش السيناريوهات التي ممكن أن تقدمه حكومته لا تملك سوىٰ رسائل الواتس ومنشورات الفيس ..

وفي السياق قدمت الناطقة الرسمية  للجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان ، اشراق المطقري، معلومات عن مصادر محلية في محافظة الجوف تفيد بأن مدينة الحزم سقطت في أيدي الحوثيين دون مقاومة وكشفت اشراق: ”تواصلت مع زملاء وزميلات في الجوف للاطمئنان عليهم والاوضاع هناك،وأكدوا جميعهم أنه فجأة وبدون اي مقاومة سيطر الحوثيين على مدينة الحزم ورفعوا أعلامهم على المجمع ومباني السلطة المحلية والأمن والقضاء هناك المقلق هو مصير الاف النازحين/ات الفارين من تهديدات الحوثي في صنعاء وحجة وعمران..الخ“

وأضافت في تغريدة أخرى: على تويتر  ”خلال زيارتي للحزم عاصمة الجوف 2017/2019 كانت أهم مشاهداتي انها مدينة النازحين بعد مارب. مخيمات للفقراء من ابناء محافظة صنعاء ولابناء مناطق حجة ووصاب وريمة والمحويت وجميعهم نزحوا اضطرارا من القمع والتنكيل والمضايقات. اليوم سيعود الخوف لهؤلاء الفقراء العزل،وستكون موجة نزوح جديدة”.

-تداعيات سقوط الجوف

ومن جهتها  تطرقت المحامية ورئيسة مؤسسة دفاع للحقوق والحريات  هدى الصراري للحديث عن تداعيات سقوط الجوف بيد الحوثين. وقالت الصراري في تغريدة لها على "تويتر"هناك آلاف النازحين في مدينة الحزم بمحافظة الجوف هربوا من بطش جماعة الحوثي من محافظات صنعاء وعمران والمحويت وحجة اليوم بعد سيطرة الجماعة على المدينة.

وتساءلت هدى كيف سيكون مصير هؤلاء..متمنية من جميع العاملين في المنظمات الدولية التوجة إلى المخيمات التي يتواجد فيها النازحين.