عاشت السلطنة ليالٍ ساهرة احتفالاً بزواج اميرها وعج قصر السلطان بالحضور والوفود وما أن غادر الوفود والمدعون القصر وهم يحملون الهدايا من مزروعات السلطنة التي اشتهرت بها وحلوياتها وأهالي السلطنة رغم عوزهم وحاجتهم فقد نالهم جانب من الترف والبذخ وتسلل إلى معدهم شيئاً من لحم الضأن الذي طالما كانوا يحلمون بتذوقه ومن أطباق الزربيان ( الرز المطبوخ باللحم والبهارات) وبدأ الخدم وجواري القصور توضيب القصر وغرفه وقاعاته لإعادة الحياة اليومية وإقامة مجالس الحكم ومتابعة مهام السلطنة وافتقدت الأميرة الشابة التي كانت حلم كل شباب وأمراء السلطنة والسلطنات المجاورة فيسارعون نحو سلطانة القصر :
لا وجود للأميرة
تنهض السلطنة الكبيرة وتستدعي كل حراس القصر والعبيد والجواري وهي تتجول في فناء القصر وتضرب بكف على كف وتصدر الأوامر:
عليكم البحث في كل أنحاء القصر ونواحيه
من بعيد من خارج القصر تهرول إحدى الجواري وهي تصرخ:
لم يحضر اليوم إلى مطبخ القصر الحطاب ولم يحضر الحطب اللازم للطبخ
تتفقه السلطانة الكبرى وتربط بين الأحداث فتأمر الجواري والعبيد والعسكر باللحاق بقافلة الحطب ، ينطلق الجمع للبحث عن الاميرة لعهم يدركون القافلة ، تمر الساعات ويعود الجمع دون أن يدركوا القافلة التي كانت تحمل الحطب فقد تجاوزت حدود السلطنة نحو حدود امارة الحواشب ، تنطلق السلطنة نحو السلطان تطالبه بأرسال وفد إلى أمير الحواشب للبحث عن الحطاب:
أيها السلطان عليك ارسال وفد من الامراء والجنود لتتبع الحطاب علَّهم يجدون الأميرة معه
يرتفع صوت من خارج القصر يدوي صداه في كل أرجاء القصر
أين أبنتي .. أعيد لي أبنتي
يتدافع حراس القصر والجواري فإذا بالشيخ العجوز الذي اختفت أبنته هرباً مع السلطان الصغير، يصاب الحراس بالذهول عند رؤيتهم الحالة التي وصل إليها كبير حراس القصر وهو في حالة رثة والاوساخ تغطي جسده والحشرات تتسلق فوق جسده وهو يصرخ :
أعيدوا أبنتي .. أعيدوا حياتي التي سلبتموها
يأمر كبير الحراس بإخراج العجوز وابعاده عن القصر وإذا ابى يقيدوه ويدعه السجن عقوبة له، يدفعه الحرس وهو ما يزال يصرخ:
أعيدوا أبنتي .. أخبروني عن مكانها
يقوده الحرس نحو زنزانة القصر وهو ما يزال يصرخ:
ابنتي .. أعيدوا أبنتي
