آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-10:59م

ملفات وتحقيقات


المقاومة بين المتغير والثابت.. العميد طارق عدو الأمس صديق اليوم.. كيف وما السبب؟!

الخميس - 20 فبراير 2020 - 11:08 ص بتوقيت عدن

المقاومة بين المتغير والثابت.. العميد طارق عدو الأمس صديق اليوم.. كيف وما السبب؟!

(عدن الغد)خاص:

تقرير / محمد حسين الدباء:

زمن المتناقضات

عدو الأمس صديق اليوم.. مقولة أكدها اجتماع أمس الأول والذي جمع العميد
طارق صالح قائد قوات المقاومة الوطنية (مع الشرعية) والمسؤول الأول عن
تدريب القناصة في معسكر الشهيد الملصي (مع قطبي الانقلاب الحوثي وصالح)،
بقيادات ألوية العمالقة في الساحل الغربي، وهذا يؤكد أننا في زمن
المتناقضات، فبعد أن كان طارق صالح المسؤول الأول عن تدريب القناصة للقوى
الانقلابية ضد الحكومة الشرعية، اليوم يلتقي بقيادات ألوية العمالقة في
الساحل الغربي التي كان يقاتلها.

والعجيب أن اجتماع قادة ألوية العمالقة بطارق كان لمناقشة تكثيف التنسيق
المشترك بين القوات المقاتلة في الساحل الغربي للتصدي للمليشيا الحوثية،
وملف الأسرى!. والمفارقة الغريبة في الجهة الأخرى أن طارق كان حليفا قويا
للحوثيين ليصبح طارق صالح المطلوب الأول لهم!.

دور طارق مع علي صالح

ومع سيطرة تحالف (الحوثي- صالح) على العاصمة صنعاء أواخر العام 2014، عاد
اسم العميد طارق إلى الواجهة مجددا- بعد إقالته من قيادة الحرس الخاص في
6 أبريل 2012 وقيادة اللواء الثالث حرس وتعيينه ملحقا عسكريا لليمن في
ألمانيا- وإن كان بشكل غير شرعي، إذ عاد لتسلّم مهام عسكرية في القوات
الموالية لعمه في المناطق التي يسيطرون عليها، وكان هو المسؤول الأول عن
تدريب القناصة في معسكر الشهيد الملصي، والذي شمل أفرادا من قوات الحرس
الجمهوري المنظمين لجماعة الحوثي.

بداية الحكاية

بعد أحداث الثاني من ديسمبر 2017 استطاع طارق الخروج من صنعاء والوصول
إلى مأرب في السابع من ديسمبر، والتقى هناك بقيادات عسكرية إماراتية،
وأول ظهور علني له بعد تلك الأحداث كان في شبوة في الثاني عشر من يناير
2018 خلال تشييع جنازة عارف الزوكا الذي قتل في أحداث ديسمبر مع صالح،
انتقل بعدها طارق إلى عدن وبدأ بإنشاء معسكرات بدعم التحالف.

وسرد طارق جزءا يسيرا من قصة خروجه من صنعاء بقوله: "ظللت في العاصمة
صنعاء بعد استشهاد عمي، وانتقلت خارج مناطق سيطرة الحوثي بعد أيام تنفيذا
لوصيته في إعادة ترتيب الصفوف وتجميع القوات العسكرية وقيادة عمل مسلح
ضد الحوثيين"، رافضا الإفصاح عن تفاصيل الخروج من صنعاء، قائلاً: "سيأتي
اليوم الذي نتحدث فيه عن هذا الملف بالتفصيل"، واصفاً ما مر به
بـ"الأحداث العصيبة".

كيف تبدل الحال؟!

بعد عودة طارق صالح من شبوة في الثاني عشر من يناير 2018 أنشأ ما يسمى
بألوية حراس الجمهورية. قال طارق "تم إنشاء ألوية حراس الجمهورية كتطور
وامتداد طبيعي لانتفاضة ديسمبر"، مضيفا "فتحت المعسكرات لاستقبال وتجميع
وإعادة جاهزية منتسبي المقاومة الوطنية وغالبيتهم من ضباط وأفراد القوات
المسلحة والأمن، بدعم وإسناد من التحالف العربي، وتعاون الإخوة في
المقاومة الجنوبية الذين رحبوا بهذه الخطوة واحتضنوا إخوانهم في المقاومة
الوطنية".

لم يعترف بشرعية هادي

أطل طارق في كلمة متلفزة أمام دفعة جديدة من ألوية حراس الجمهورية التي
يقودها، وقال: "إن الشرعية التي أعترف بها هي شرعية كل مقاتل في أرض
الميدان ضد جماعة الحوثي"، في إشارة إلى عدم اعترافه بشرعية هادي، وما
يؤكد ذلك أنه لم يتحدث عن شرعية هادي أبدا منذ هروبه من صنعاء.

وأكد عدم اعترافه بشرعية هادي عندما علق على استئناف جلسات البرلمان في
مدينة سيئون بمحافظة حضرموت بقوله: "إن البرلمان هو الشرعية التي تمثل
الشعب" في إشارة إلى اعترافه بشرعية رئيس البرلمان سلطان البركاني دون
اعترافه بهادي.

قادة ألوية العمالقة.. عدو عدوي صديقي!

بعد فشل طارق وقواته (حراس الجمهورية)، والتي تم تجميعها في بئر أحمد، من
تحرير بعض المناطق في محافظة تعز خاصة في البرح رغم مساندة الطيران
والأباتشي تم نقله ومن معه إلى الساحل الغربي وتعيينه قائدا له، الأمر
الذي قوبل بامتعاض من بعض قادة المقاومة الجنوبية، حيث قال القائد السلفي
أبو عبدالرحمن الصبيحي: "للقيادات السلفية موقف سابق بعدم العمل تحت
قيادة طارق، وإذا كان ولا بد فسوف نكون في جبهة منفصلة- هو الأمر الذي تم
حينها- وأنه لا يمكن أن يعمل قائد بحجم هيثم قاسم تحت قيادة طارق".

المقاومة.. بين الثابت والمتغير!

اشتعلت مواقع صحفية ووسائل التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين بخبر
(خلاف حاد بين ألوية العمالقة والعميد طارق صالح قائد المقاومة الوطنية)
لتصدر بعدها الألوية بيانا نفت فيه "الإشاعات التي يتم الترويج لها حول
مزاعم الخلاف".

وقالت قيادة ألوية العمالقة في بيان نشره موقعها الرسمي: "إن كل ما يتم
الترويج له من إشاعات حول خلافات هي اخبار كاذبة لإثارة الفتنة في جبهة
الساحل الغربي ولا أساس لها من الصحة".

وأضافت: "إننا على قلب رجل واحد وفي خندق واحد مع إخواننا في المقاومة
الوطنية لقتال جماعة الحوثي في الساحل الغربي حتى اختلطت دماؤنا في معركة
الشرف والعزة".. مؤكدة أنهم سيقاتلون "يداً بيد حتى تحرير شمال اليمن من
جماعة الحوثيين أتباع إيران".

بعد نشر هذا البيان عجت مواقع التواصل الاجتماعي بردود متباينة منها ما
هو ساخر وآخر تناوله بشيء من العقلانية والموضوعية.

وقال أحد النشطاء "نعلم أن في السياسة كل شيء مباح، ولكن أن يصبح طارق هو
المخلص وهو المنقذ فهذا شيء لا نستطيع أن نستسيغه أبدا، كيف لرجل هرب من
صنعاء أن يكون هو المؤتمن على أرواح أبنائنا المقاتلين في جبهة الساحل
الغربي".

أما على الطرف الآخر من النشطاء قال أحدهم "باب التوبة مفتوح وطارق عاد
لرشده بعد أن علم أن الحوثيين لا مشروع لهم وأنهم كانوا سيعيدون اليمن
إلى عصر الكهنوت والكهوف".

وأكد آخرون أن طارق يسير بخطى ثابتة نحو استعادة كيانه، فقد استطاع
العودة مجددا وبقوة للواجهة رغم أنه كان منفردا وهذه تحسب له.. مشيرين
إلى أن اجتماع (أمس الأول) كان رسالة من ألوية العمالقة وطارق صالح بأنه
لا خلاف بينهم وأنهم يعملون في خندق واحد وعلى قلب رجل واحد، بحسب بيان
العالقة.

في الميزان

نسمع أن حراس الجمهورية أو المقاومة الوطنية التابعة لطارق حققت
انتصارات في الجبهات، وأنها أصبحت تمثل صداعا في رأس مليشيا الحوثي، بل
تشكل مصدر رعب لهم؛ نظرا لما اكتسبته من شعبية كبرى بين اليمنيين.

وقال أحد قادتهم في صفحته "عند توقف أو فشل المفاوضات ستستأنف العمليات
العسكرية تلقائيا، وسيتم سحق مليشيا الحوثي وإخراجهم من الحديدة بقوة
السلاح وبعزيمة وإصرار رجال الجمهورية، قوات المقاومة المشتركة، وستشتعل
المعارك في أكثر من منطقة، وستشهد جبهات القتال تقدما عسكريا كبيرا غير
مسبوق بإسناد قوات التحالف العربي".

ولو عدنا إلى واقع الأرض وما تم ويتم في الساحل الغربي لوجدنا أن
المقاومة الجنوبية وألوية العمالقة هي الخط الأمامي، وأسودها هم من
يسطرون الملاحم البطولية التي يجني طارق صالح ثمارها سياسيا وعسكريا له
لجنوده الذين لم يستطيعوا السيطرة على البرح.

وأكد جنود في المقاومة الجنوبية أنه بعد سيطرتهم على مواقع في الحديدة تم
تسليمها لقوات طارق فسلمتها في اليوم الثاني للحوثيين دون مقاومة تاركين
سلاحهم غنيمة للحوثيين.

 

أحكم قبضته على قوات الساحل الغربي

بحساب الأرقام يتأكد أن طارق أحكم قبضته السياسية والعسكرية على قوات
الساحل الغربي المتعددة، وما اجتماع أمس الأول مع قيادات ألوية العمالقة
إلا خطوته الأولى.

فمنذ تعيينه قائدا عاما لقوات الساحل الغربي عمل بجهد كبير، الأمر الذي
دفع به إلى الواجهة كواحد من أبرز القيادات العسكرية في خارطة الحضور
العسكري اليمني.

وفي الأخير نؤكد أن تمسك التحالف بطارق وإعطاءه قيادة الساحل الغربي هو
لإعداده لوزارة الدفاع لاحقا.. وإن غدا لناظره قريب!.