آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-12:59م

أخبار وتقارير


تحليل سياسي : اتفاق الرياض إلى اين يمضي؟

الأربعاء - 12 فبراير 2020 - 10:35 ص بتوقيت عدن

تحليل سياسي : اتفاق الرياض إلى اين يمضي؟

تقرير / عبدالله جاحب .

 

 

مخاض عسير  ،  وصورة ضبابية تمر بها بنود وتفاصيل ومسودة اتفاق الرياض ،يتقاذف اتفاق الرياض الشد والجذب وعمليات المد والجزر السياسية والعسكرية  .

 

ووقعت الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا وإقليميا والمجلس الانتقالي الجنوبي "،  وبإشراف السعودية  ،  على اتفاق الرياض"  ،  في 25 أكتوبر الماضي،  لإنها الأزمة في العاصمة " عدن " العاصمة المؤقتة للبلاد  .

 

ويعرف اتفاق الرياض بأنه ، هو اتفاق مصالحة جرى بوساطة سعودية ومشاركة تحالف دعم الشرعية في اليمن، بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وجرى التوقيع عليه في العاصمة السعودية الرياض، في 5 نوفمبر 2019، برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، وحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي مثّل الحكومة اليمنية في توقيع الاتفاق سالم الخنبشي، فيما مثّل المجلس الانتقالي الدكتور ناصر الخبجي.،  يستند الاتفاق على عدد من المبادئ أبرزها الالتزام بحقوق المواطنة الكاملة ونبذ التمييز المذهبي والمناطقي، ووقف الحملات الإعلامية المسيئة  .

 

انتهت الفترة الزمنية المحددة لتنفيذ اتفاق الرياض  ، والمحددة ب ( 90)  والعمل على إرساء بنوده على ارض الواقع  .

ولم يحقق اتفاق الرياض تقدما مهما  ،  عدا عن تنفيذ بعض الخطوات التي يفترض أن تعزز الثقة بين الطرفين للبدء بتنفيذ بنوده  ،  التي أفرغت من تزمينها  ،  ولعل أهمها عودة الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا وإقليميا  ،  إلى عدن وتبادل الأسرى بين الجانبين  ،  جرد عدد من المعسكرات في عدن  ،  وانسحاب جزئي من طرف واحد لكتائب عسكرية تابعة للمجلس من بعض مناطق محافظة أبين  .

 

لكن البنود الخاصة بتعيين محافظين ومديري امن للمحافظات الجنوبية  ،  وكذلك تشكيل حكومة كفاءات مناصفة بين الشمال والجنوب  ،  بالإضافة إلى الانسحابات العسكرية وسحب الأسلحة الثقيلة  ،  ودمج القوات جميعها  ،  بنود أساسية لم يتم تنفيذها خلال أكثر من تسعين يوما  .

 

وفي 5 فبراير 2020، حمّل وزير النقل اليمني صالح الجبواني، دولة الإمارات ومليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي"، المحسوب عليها، سبب فشل اتفاق الرياض، موجهاً تساؤلاً للسعودية، التي رعت الاتفاق، حول خطوتها المقبلة.

 

وقال الجبواني: إن "الاتفاق سقط وفشل بمساهمة من الإمارات ومرتزقتها"، في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، مشيراً إلى أن أبوظبي "هي من صممت الاتفاق لتضرب به مراكز قوة الشرعية في الصميم، وخصوصاً الشرعية المتواجدة على الأرض؛ من سياسيين وقادة عسكريين وأمنيين وسلطات محلية"،.

 

وفي السياق قال مصدر مسئول في وفد المجلس الانتقالي المفاوض في الرياض أن مدة اتفاق الرياض مرتبطة بتنفيذ بنوده كاملة  ،  مشيرا إلى أن الاتفاق ليس عقد إيجار حتى تنتهي صلاحيته  .

 

وأوضح المصدر"  أن الوفد الحكومي المفاوض يماطل بتنفيذ الاتفاق  ،  لافتا إلى ان " الشرعية تعطل تعيين محافظ لعدن ومدير لأمنها  ،  ولم تطرح إي اسم حتى اليوم ""  .

 

وأضاف أن عمل اللجنة المشتركة للتفاوض في الرياض مجمد منذ يومين لهذا السبب  ،  مشيرا إلى أن  هناك  جهودا كبيرة تبذلها السعودية لحسم هذه الملفات سريعاً   .

 

يقف اتفاق الرياض اليوم على مفترق ومنعطف بين الاحتضار والانهيار والسقوط في مستنقعات الإخفاق وبؤر الفشل والموت السياسي والعسكري  .

 

بينما تنبعث بأرقة أمل وان انتهت الفترة الزمنية المحددة لتنفيذ اتفاق الرياض  ،  ترمي بظلالها بين الحين والأخر  ،  وتلك النافذة والبارقة التي تصدر من تماسك التحالف العربي في حتمية تنفيذ الرياض وعدم سقوطه في مستنقعات وبؤر الفشل والإخفاق  .

 

فهل يستطيع التحالف العربي والقوى المتصارعة نقل الاتفاق من سرير الاحتضار إلى أفاق ونوافذ وأبواب بارقة الأمل أم ينصدم الجميع بواقع الاحتضار والانهيار والموت السياسي والعسكري وتشييع اتفاق الرياض إلى مقابر الفشل والإخفاق  .

 

 

 من يعرقل تنفيذ اتفاق الرياض  : ~

 

يتبادل طرفي النزاع والصراع الموقعين على اتفاق الرياض مسؤولية فشل تنفيذ اتفاق الرياض  .

وتتراشق الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي الاتهامات حول عرقلة اتفاق الرياض ووضع العراقيل في طريقة بغية فشل تنفيذ الاتفاق على ارض الواقع  .

 

ويدعي كل طرف من الأطراف وصلة بالاتفاق وحرصه على تنفيذه  ،  وتسهيل تطبيق بنوده وفق الفترة الزمنية المحددة  .

 

ولكن ذلك لم يحصل أو يسقط على ارض الواقع في سبيل إسقاط الاتفاق على ارض الواقع  .

 

تزايد حدة التراشق الإعلامي وتبادل الطرفي للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي المسؤولية عن فشل تحركات عسكرية لتنفيذ الشق العسكري في اتفاق الرياض  .

 

واتهم وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، بـ"عرقلة" تنفيذ اتفاق الرياض.

 

جاء ذلك خلال لقائه، في الرياض، سفراء مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن المعتمدين لدى اليمن، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ".

 

وأفادت الوكالة بأن اللقاء جاء "لمناقشة المستجدات على الساحة اليمنية، لاسيما مسار تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة والمجلس الانتقالي، والخطوات والجهود المبذولة من الحكومة، والعراقيل التي تحول دون التسريع في تنفيذ الاتفاق".

 

وقال الحضرمي: "للأسف توجد هناك بعض العراقيل التي يضعها المجلس الانتقالي في طريق تنفيذ الاتفاق وعمل الفريق الميداني، وبعض الخروقات والاستحداثات التي تعيق إحراز أي تقدم في الترتيبات الأمنية والعسكرية المشار إليها في الاتفاق وملاحقه".

 

وذكر أن هناك فريقين مشتركين للمتابعة والتنسيق من أجل متابعة تنفيذ الإجراءات والترتيبات الكفيلة بتنفيذ اتفاق الرياض.

 

وفي نفس السياق اعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي أن  الحكومة الشرعية اليمنية تعمل على إعاقة وعرقلة اتفاق الرياض وجاء ذلك على لسان الناطق الرسمي للمجلس الانتقالي( نزار هيثم)  الذي اتهم الحكومة الشرعية بعرقلة الاتفاق وعدم جدية ونية تنفذه من قبل الحكومة الشرعية اليمنية  .

 

 

 

 

 

و كشف محلل عسكري اماراتي عن السبب الرئيسي لعدم تنفيذ بنود إتفاق الرياض  بين الانتقالي والشرعية حتى اللحظة .

 

وقال العميد المتقاعد خلفان الكعبي في تغريدة له على "تويتر" 

‏سبب عدم تنفيذ اتفاق الرياض هو انعدام الثقه بين طرفي الاتفاق.

 

 اضاف الكعبي من عايش الموقف عام 1994 لن يثق في أي اتفاق لأنه عايش الغدر

حزب الإصلاح هو من يدير الحكومة اليمنية وهو من يقود الأمور نحو التصعيد والصراع

 

وأكد الكعبي ان الوجوه التي تورطت في حرب 1994 نفس الوجوه مطلوب منها تنفيذ اتفاق الرياض للسلام!!!

 

وبين ذلك التراشق بين الطرفي للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي يظل اتفاق الرياض حبر على ورق وحبيس الاتهامات ويقبع بين أنياب الحكومة الشرعية اليمنية ومخالب المجلس الانتقالي الجنوبي  .

 

 

 هل كان اتفاق الرياض حقنة مسكن سياسي وعسكري : ~

 

بعد انتهاء الفترة الزمنية المحددة لتنفيذ اتفاق الرياض ينتاب البعض الشكوك والمخاوف بأن يتحول اتفاق الرياض إلى حقنة مخدر سياسي وعسكري  ،  ترمي بظلالها السلبية في قادم الأيام  .

 

ويرى الكثير أن عملية التراخي والمرونة من قبل التحالف العربي في الضغط على الأطراف المتصارعة والمتنازعة في أحداث أغسطس من العام الماضي  ،  يزيد من مخاوف السواد الأعظم بتحويل الاتفاق إلى حقنة مسكن سياسي وعسكري ولا تحمل حلول جذرية لذلك الصراع الدائر بين الطرفين في المحافظات الجنوبية المحررة  .

 

فهل كان اتفاق الرياض حقنة مخدر سياسي ومسكن عسكري لحفظ ماء الوجه للتحالف العربي وإسقاط واجب بعيدا عن التدابير والحلول النهائية بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي  .

 

 

 ماهي بدائل اتفاق الرياض في حالة وفاته  ؟

 

يقف اتفاق الرياض اليوم على مشارف الأنفس والرمق الأخير من الحياة السياسية والعسكرية  ،  بعد قضاء القترة الزمنية المحددة لتنفيذ بنوده وتطبيق ذلك على الأرض  .

 

كل المؤشرات لا ترمي ولا تهدف وتوحي إلى جدية الطرفين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في تنفيذ الاتفاق والسير نحو إرساء قواعده وتواجده وحضوره على الأرض  .

 

ويتخوف كل طرف من الآخر ويتهرب كل طرف من تنفيذ البنود  ،  فبين المماطلة والتهرب والمراوغة يسعي الطرفين إلى كسب أكبر وقت ممكن واللعب على ذلك  .

 

وماتبقي الآن هو ماهي بدائل اتفاق الرياض في حالة فشل تحركات تنفيذ الاتفاق على الأرض وهل يملك التحالف العربي بيده بدائل ترمي إلى تهدئة التوترات  ،  ونزع فتيل الأزمة التي اندلعت في عدن وعدد من المحافظات الجنوبية منتصف العام الماضي  .