آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-09:11م

أخبار وتقارير


تقرير حقوقي يسلّط الضوء على جرائم الحوثيين ضد المعتقلين في تعز

الثلاثاء - 11 فبراير 2020 - 01:56 م بتوقيت عدن

تقرير حقوقي يسلّط الضوء على جرائم الحوثيين ضد المعتقلين في تعز

(عدن الغد)أسماء الغابري:

سلّط تقرير حقوقي الضوء على ما يتعرض له المعتقلون تعسفياً والمختفون قسراً في سجن للحوثيين في محافظة تعز (جنوب غرب).

وركّز التقرير الذي أعدته «منظمة سام»، وهي مؤسسة غير ربحية مقرها جنيف، على عمليات التعذيب والمعاملة السيئة التي يخضع لها المعتقلون في سجن مدينة الصالح، وهو سجن استحدثته الميليشيات إبان سيطرتها على أجزاء من محافظة تعز وعدن ولحج وأبين والضالع مطلع عام 2015.

واشتهر «سجن الصالح» بهذه التسمية نسبة إلى مدينة سكنية كانت تحت الإنشاء، حيث خصص الحوثيون بعض بناياتها لاحتجاز الأشخاص وتعذيبهم، كما استخدمت جانبا منه لتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية. وتحيط بهذا السجن مساحات واسعة استخدمت أماكن لإطلاق القذائف والصواريخ باتجاه مدينة تعز، إلى جانب استعمال جزء من مباني المدينة مقرات حكومية للمحافظ والمكاتب التنفيذية التي يسيطر عليها الحوثيون.

وتقول «منظمة سام» في تقريرها الصادر أمس، إنها حصلت على أسماء وكنى الكثير من المحققين الذين يمارسون التعذيب والمعاملة السيئة للمحتجزين في «سجن الصالح»، والكثير ممن أسهموا أو شاركوا في عمليات الاختطاف والتعذيب أو تستروا على تلك الجرائم. وكشف التقرير عن وسائل التعذيب الجسدي والنفسي التي تستخدمها الجماعة، وبينها الصعق الكهربائي والضرب بالحديد والعصي، وربط الجسد على كرسي ووضع قوالب أحجار البناء فوق الظهر. كما كشف التقرير عن استخدام الجماعة الحوثية لما يسمي «طريقة الشواية» التي تعتمد على تعليق الجسد فوق حديدة مربوطة على وتدين وقريبة من السطح، ويتم وضع الضحية فوقها بشكل مقلوب حيث يتدلى الرأس إلى الأسفل.

واتهم التقرير عناصر الجماعة الحوثية بأنهم يستخدمون مادة الأسيد وهي ما يطلق عليها ماء النار (حمض الهيدروكلوريك)، حيث يجري حقن السجين تحت الجلد ويسبب ذلك آلاما رهيبة، إلى جانب استخدام عمليات «الإعدام الوهمي»، فضلا عن نماذج أخرى كثيرة أدت إلى وفاة عدد من المحتجزين، بينما أصيب آخرون بإعاقات دائمة، وبعضهم الآخر فقد الذاكرة أو تعرض لأمراض عقلية بسبب التعذيب.

وكانت «رابطة أمهات المختطفين» في اليمن قد أفادت بأنها رصدت 183 مختطفاً مصابين بالأمراض المختلفة في سجون الميليشيات الحوثية؛ مشيرة إلى أن السل الرئوي أصاب 11 مختطفاً في ذمار وحدها، دون أن تتخذ إدارات السجون الحوثية الإجراءات الصحية المتبعة في التعامل مع هذه الأمراض المعدية. كما أصيب بعض المختطفين في سجون الميليشيات بصنعاء بفيروس الكبد ولم يتلقوا العلاج الخاص بهذا المرض، إضافة إلى آلام المفاصل والقولون وأمراض جلدية معدية مثل الجرب الذي اجتاح كافة السجون التي تديرها الميليشيات.

وكشفت «منظمة سام» في تقرير سابق عن 41 حالة لمعتقلين استطاعوا الوصول إلى أهاليهم جميعهم كانوا يعانون آلاما مبرحة في سجون ميليشيات الحوثي، ويحتاجون إلى تدخل طبي عاجل. وحسب تقرير المنظمة، فإن الظروف الصحية التي تفرضها ميليشيات الحوثي على المعتقلين في سجونها يمكن وصفها بتنفيذ حكم بالموت البطيء، ذلك أن المحتجزين يعانون من أمراض مميتة ويحرمون من حقهم في الحصول على العلاج، علاوة على أن الكثير منهم أصيب بهذه الأمراض في السجن نتيجة تعرضه للتعذيب أو بسبب الظروف الصحية الرديئة.

ويقول حقوقيون يمنيون إن الميليشيات إلى جانب منعها الدواء والملابس الشتوية والزيارات، فإنها تستخدم فصل الشتاء وشدة البرودة وموجات الصقيع في تعذيب السجناء، إذ إنها تأخذ منهم الملابس وتجبرهم على ارتداء بزة السجن الزرقاء الخفيفة التي لا توفر أدنى وقاية من البرد مما يجعلهم عرضة لمزيد من الأمراض.

وطبقا لإحصائية حقوقية يمنية، توفي أكثر من 170 مختطفاً نتيجة تعرضهم للتعذيب الشديد والإهمال المتعمد، حيث يعيش المختطفون في سجون ميليشيات الحوثي بالعاصمة صنعاء أوضاعاً مأساوية ومعاناة مستمرة، خصوصاً بسبب منع إدخال الملابس الشتوية لهم. وتشير التقارير إلى أن الميليشيات كانت وراء انتشار الأمراض، بل العامل الأبرز لإصابة المسجونين والمعتقلين بشتى أنواع الأمراض.

ووفقا لهذه التقارير، فإن جماعة الحوثي تدير 203 سجون، بينها 78 ذات طابع رسمي، و125 سرية، إضافة إلى استحداثها سجونا خاصة في «بدرومات» المؤسسات الحكومية وتحويلها مقرات النقابات والأندية الرياضية إلى معتقلات تحتجز فيها خصومها السياسيين والإعلاميين والنشطاء الحقوقيين. وكانت منظمات حقوقية وثّقت تورط ميليشيات الحوثي في اختطاف 19 ألف شخص في مختلف محافظات اليمن خلال الفترة الممتدة من سبتمبر (أيلول) 2014 إلى يوليو (تموز) 2017.