آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-01:31ص

اليمن في الصحافة


الحيوانات تصارع من أجل البقاء في اليمن

السبت - 08 فبراير 2020 - 10:44 ص بتوقيت عدن

الحيوانات تصارع من أجل البقاء في اليمن

(عدن الغد)-العرب

جعلت الحرب في اليمن حياة الملايين من السكان صراعا يوميا، بينما تخوض الحيوانات في حدائق الحيوان المهملة في هذا البلد الفقير من أسود وفهود وقردة البابون، معركة من أجل البقاء.



وفي حديقة الحيوان الرئيسية في صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين منذ العام 2014، ينقل رجل جيف بعض الحمير من أجل إطعام 31 أسدا.

وتنتظر أربعة أسود خلف بوابة حديد قيام الحارس بوضع جيفة الحمار في غرفة صغيرة يفتح بابها لتنقض عليها الحيوانات بالقرب من بقايا الوجبة السابقة التي لا تزال مرمية على الأرض.

وفي جزء آخر من الحديقة التي تضم 1159 حيوانا، تتجول العشرات من القردة وبينها قردة بابون، في قفص في انتظار قطع الطعام التي يلقيها الزوار.

ويشهد اليمن منذ 2014 صراعا بين المتمرّدين الحوثيين والقوّات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

وتأثرت الحيوانات بشدة من الحرب الدائرة في اليمن، وهي تواجه مصيرا مجهولا في هذه الحديقة التي تضم نمرين عربيين وهما من سلالة معرضة للخطر.

وقال أمين المجدي، مربي الأسود في الحديقة، إن بعض الحيوانات بينها أربعة أسود، نفقت العام 2017 بسبب الجوع، مشيرا إلى أنه “يتم توريد اللحوم من جميع محافظات الجمهورية. نعاني من مشكلة بسبب غلاء الحمير”.

وأضاف المجدي “في البداية كانت لدينا ستة أسود الآن صار العدد أكثر بكثير من ذي قبل، إذ كنا نقوم بذبح بين 3 إلى 4 حمير من أجل ستة أسود، أما اليوم فإننا نحاول توفير بين 10 إلى 12 حمارا”.

وتجمع كيم – ميشال برودريك، مؤسسة منظمة “وان وورلد أكتورز” لإنقاذ الحيوانات، الأموال لإبقاء الحيوانات في حدائق اليمن على قيد الحياة لحين التوصل إلى اتفاق سلام بين الأطراف المتنازعة.


سلطات حديقة حيوانات صنعاء تؤكد أنها تواجه صعوبات جمة في إطعام الحيوانات، خصوصا مع انخفاض عدد الزوار


وتوجد في اليمن ثلاث حدائق حيوان رئيسية واحدة في صنعاء وهي في وضع أفضل بكثير من حديقتي محافظتي تعز وإب، وفقا لبرودريك، مشددة على أنها جميعا في وضع سيء للغاية.

وقالت برودريك “السلطات العامة معدمة بسبب الحرب”، مشيرة إلى أن الحيوانات “لا تحصل على غذاء كاف أو بالكاد تأكل، أو لا تأكل على الإطلاق كما يحدث في حديقة حيوانات إب”.

ولفتت إلى أن “حدائق الحيوان متداعية والأقفاص صغيرة بينما تعاني الحيوانات من صدمات مزمنة”.

وبمساعدة من منسقين متواجدين على أرض اليمن، تقوم المنظمة بعمليات الإنقاذ وبتوزيع الأغذية والمياه، بالإضافة إلى تقديم رعاية بيطرية أساسية للأحصنة وغيرها من الحيوانات.

وكانت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عرضت في العام 2016 صورا مروعة للعديد من الحيوانات المفترسة التي تتضور جوعا، ما يدفعها إلى أكل لحوم بعضها البعض من أجل ضمان البقاء على قيد الحياة بحديقة الحيوانات بمدينة تعز اليمنية.

وسعت حينها العديد من المنظمات التطوعية الدولية لإنقاذ حديقة الحيوانات في تعز عبر حملات على شبكات التواصل الاجتماعي، تهدف إلى توفير المساعدة لحوالي 20 أسدا و26 من النمور العربية النادرة والسجينة في الأقفاص.

وقالت شانتال جوكرجوا، مندوبة إحدى الجمعيات التطوعية، في تصريح سابق، إن “النمور العربية هي من الأنواع المهددة بالانقراض، وهي تتضور جوعا إلى درجة دفعت بواحد من الذكور إلى البدء في أكل جثة رفيقته”.

وتبدو الأسود في حديقة صنعاء أفضل حالا من أسود متواجدة في حدائق حيوانات في مناطق أخرى تشهد نزاعا في الشرق الأوسط، ففي حديقة الحيوانات في العاصمة السودانية الخرطوم، انتشرت صور تظهر الأوضاع المزرية التي تعاني منها الأسود وقد نفق أحدها الشهر الماضي.


ووصل خبراء أجانب في مجال الحفاظ على الحياة البرية إلى السودان أواخر يناير الماضي، وأجروا في حديقة للحيوانات في الخرطوم فحوصات أوّلية على أربعة أسود هزيلة ومريضة في محاولة لإنقاذها.

لكن سلطات حديقة حيوانات صنعاء تؤكد أنها تواجه صعوبات جمة في إطعام الحيوانات، خصوصا مع التضخم الذي أدى إلى ارتفاع في أسعار البضائع الأساسية، وانخفاض عدد الزوار منذ اندلاع الحرب.

وشدد محمد أبوعون، نائب مدير الحديقة، على أن الحديقة تواجه “صعوبات فمصدر الدخل هو فقط من الزوار والتذاكر لا غير”.

وتحقق الحديقة مبيعات شهرية تتراوح بين مليوني ريال يمني و3 ملايين ريال (3300 إلى 5000 دولار)، لكنها ليست كافية لإطعام الحيوانات ودفع رواتب الموظفين.

وتعتبر حديقة الحيوانات واحدة من الأماكن القليلة التي يمكن لسكان العاصمة اللجوء إليها للترويح عن أنفسهم في ظل الحرب.

ويقول توحيد الذهبي، وهو يزور الحديقة، “أصبحت المتنفس الوحيد.. نحن نسمع فقط عن الدمار والحرب والعدوان”.

ففي ظل استمرار الحرب تعد هذه الحدائق على قلتها متنفسا للكثير من الأسر والأطفال يبحثون فيها عن بعض التسلية التي تخفف عنهم ما يعايشونه من دمار وأمراض.