آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:15م

ملفات وتحقيقات


أمريكا رفعت يديها عن علي عبد الله صالح حتى طالبته بالخروج من السلطة رغم علاقته معها منذ استلامه السلطة .. فلماذا ؟!

الأحد - 02 فبراير 2020 - 02:09 م بتوقيت عدن

أمريكا رفعت يديها عن علي عبد الله صالح حتى طالبته بالخروج من السلطة رغم علاقته معها منذ استلامه السلطة .. فلماذا ؟!

(عدن الغد)خاص:

"عدن الغد " تنفرد بنشر مذكرات  ( القطار .. رحلة إلى الغرب  ) للرئيس علي ناصر محمد   (الحلقة 13)

متابعة وترتيب / الخضر عبدالله :


العرب موجودون بكثرة في بريطانيا


ويتابع  الرئيس ناصر :" العرب موجودون بكثرة في بريطانيا وأنا أتجول في بعض شوارع لندن كان بوسعي سماع النقاش والجدال الجاري باللغة العربية، ورؤية لافتات محلات مكتوبة بأحرف عربية واستنشاق البخور والتبغ المحترق من الاراجيل والشيش (المداعة) التي يشتمها المرء من بعيد قبل منع تعاطيها في الاماكن المغلقة، فقد نقل العرب الى لندن كل عاداتهم وتقاليدهم بما فى ذلك الأراجيل والمداعات فأفسدوا البيئة وأدخلوا إلى بريطانيا الغريب من العادات والسلوك غير المألوف لدى سكان هذا البلد العريق، وعاصمته لندن التي كانت إلى زمن غير بعيد عاصمة إمبراطورية عظمى لا تغيب عنها الشمس استعمرت معظم بلدان العالم أما اليوم فقد انعكست الآية وغزت شعوب المستعمرات السابقة لندن وسواها بملايين البشر الذين وفدوا إليها من القارات الثلاث وحصلوا على جنسيتها وتناسلوا وتكاثروا فيها لأنهم لا يعرفون شيئاً أسمه تحديد أو تنظيم النسل، بعكس الانجليز سكان البلد الأصليين الذين لا ينجب الفرد منهم إلا طفلا أو طفلين أما انجاب ثلاثة أطفال فنادرا جدا.

ويضيف قائلاً :" لهذا فان معظم الذين تراهم في الشوارع وتتعامل معهم من البريطانيين هم من أصول أسيوية وأفريقيه في القطارات، المطارات، الفنادق، المطاعم، الباصات، التاكسي، والمحلات التجارية وعمال نظافة وسواها، أما سكان البلاد الأصليين فيتوزعون في أحياء لندن الراقية وفي أرياف بريطانيا بعيداً عن صخب المدينة ومن هذا الغزو الأفرو- أسيوي.
بدأت زيارتي إلى لندن في 25 أغسطس وأمتدت لأكثر من أسبوع..
كان الجو صحواً في لندن بعكس ما اشتهر عنها بأنها مدينة الضباب، حيث لم تهطل حتى قطرة مطر واحدة أو حتى رذاذ خفيف وقد أغراني هذا الطقس الرائع بالتجوال في بعض شوارع المدينة العريقة..
لكن ها هي بهجتي تتبدد فجأة إذ أن المهاترات المتطايرة بين المعارضة اليمنية الجنوبية في لندن بين بعضها البعض تجعلك تكره العمل السياسي في بلادنا.. فهم يقذفون زجاج بيوتهم بأحجارهم عبر الهجوم على بعضهم البعض في الصحف والمواقع الالكترونية، هذه الصراعات نفسها هي التي أوصلتهم بالأساس الى لندن ولا تزال مستمرة بينهم حتى وهم بعيدون أو مبعدون عن وطنهم.. وبدل أن يتحدوا للعودة إليه، وضد من كان السبب في نفيهم فهم مشغولون في تصفية الحسابات فيما بينهم، ومثلما لم تتسع لهم السلطة في الجنوب في السابق فإن لندن وبريطانيا العظمى لن تتسع لهم اليوم طالما ظلوا بهذه العقلية، ويبدو لي من أحوالهم وطريقة تصرفاتهم كما اطلعت عليها أنهم لم يتعلموا شيئا من دروس التاريخ والماضي ولا من البيئة الديمقراطية البريطانية.
وفى حين تصالح الجنوبيون في الداخل عبر عملية تاريخية عظيمة هي "التصالح والتسامح" وطي صفحة صراعات الماضي كلها منذ 1967م فإن المعارضة الجنوبية في لندن معارضات وليست معارضة واحدة ولها مسميات كثيرة جنوبية وعدنية، فهي مشتته ما بين " الهيئة" و"تاج" و "المستقلين" وهم مشغولون بشتم بعضهم البعض بطريقة بذيئة وسوقية على طريقه العوالم في شارع محمد علي في القاهرة!!.

اللقاء مع زملاء الرحلة

ويقول أيضاً :" في لندن (اغسطس 2010) التقيت بزملاء رحلتي إلى "كان" الذين سبقوني الى العاصمة البريطانية حيدر العطاس، والشيخ احمد الصريمة ومحمد علي أحمد، كما التقيت بكل من محمد فريد وصالح فريد وناصر الميسري الذين تصادف وجودهم في لندن خلال وجودي فيها. كما وافقت على مقابلة شخصيتين أمريكيتين وصلتا من واشنطن ويدعيان بأنهما على علاقة بالحكومة الأمريكية ولكنني كنت اشك في ذلك.

ويستطرد :" التقيت مع الجنرال المتقاعد "جيمس ماتيس (1)" مشرفاً على الشركة الامنية في أفغانستان كما حضر اللقاء من طرف الجنرال مستشاره السيد "جون مينز" تم اللقاء في مقر إقامتي في لندن بفندق جروفنز(Grosvenor) في بارك لين الذي يقع بالقرب من حديقة هايد بارك، وقد وعدا بمساعدة اليمن وزعما أنهما يرغبان باستقرار الأوضاع فيها، وأنهم يشكون في إخلاص علي عبد الله صالح للأمريكان وقد وصفاه بأنه كَّذاب مراوغ ولا بد من تغييره.. هذا ما قالاه خلال الحديث الذي حضره معي محمد علي أحمد وناصر الميسري الذي نظم هذا اللقاء.. لكن الواقع يقول شيئاً آخر، فواشنطن تعتبر علي عبد الله صالح ونظامه حليفاً لها في المنطقة، وفى مكافحة الإرهاب وتقدم له شتى أنواع الدعم السياسي والمادي والعسكري والاستخباراتي وما قاله الجنرال لاينبغي ان يستند عليه احد في ان ثورات الربيع العربي كانت اميركية لان الفاصل الزمني بين حديث معه وبين نشوبها نصف عام فقط لانها كانت ثورات شعبية اصلية تأخرت كثيرا.

وقد وجهت لهم عدة أسئلة واستفسارات :  
من أنتم ؟ سألتها وواصلت اسئلتي:
هل أنتم مكلفون من الادارة الأميركية أو وزارة الخارجية أو وكالة الاستخبارات !!
هل رفعتم يدكم عن علي عبد الله صالح حتى تطالبون باخراجه من السلطة وهو المعروف بعلاقاته مع أميركا منذ استلامه السلطة عام 1978م وحتى اليوم (2010) !!

لكنهم ردوا بأنهم مكلفون رسمياً حسب قولهم؟ -ولكن  ليس لديهم تفويض بالافصاح عن الجهة التي يعملون لديها والتي كلفتهم باللقاء معنا-، وأكدوا أنهم على استعداد للتخلص منه في حال وافقت على أن اكون بديلاً عنه ! -وكان محمد علي الذي يجلس بجانبي مقابلاً لهم يقول لي أقبل- ولم ارد عليه وكان منزعجاً من عدم قبولي بهذا العرض لاستلام السلطة في لندن وكنت متأكداً أن هذا العرض مشبوه!  وسألتهم كيف الوصول إلى السلطة هل عبر انتخاب أو عبر انقلاب، فقالوا عليك أن توافق وتترك التفاصيل لنا ولا تسألنا (الأن) عن الطريقة للتخلص من علي عبد الله صالح !
لم اعطهم رداً .. وقلت اننا سندرس مقترحهم ولكننا اتفقنا على أن لا نتفق.
اقترحوا ان نلتقي مجدداً في عمان بتاريخ 18 سبتمبر 2010م.
اعتذرت لاحقاً عن هذا اللقاء .

انزعاج محمد علي احمد

 ويستدرك  في سرد  مذكرات رحلته فيقول :" بعد ذلك انزعج محمد علي احمد عندما أخبره ناصر الميسري بأنني قد اعتذرت عن اللقاء، واعتبر ذلك التفافاً على ما تم الاتفاق عليه بيني وبينهم في اللقاء الذي حضره وأنني سألتقي بهم دون علمه .. ولم يكن ذلك صحيحاً ، وبعد 10 اشهر من هذا اللقاء ، تعرض الرئيس علي عبد الله صالح وقياداته لمحاولة اغتيال جماعية في مسجد النهدين برئاسة الجمهورية (3-6-2011) ولم تعرف الجهة التي خططت لهذه المحاولة ، والبعض يعتبرها لغزاً. لاول مرة يتهم الرئيس صالح حزب الاصلاح – اخوان اليمن في نوفمبر 2017 بمحاولة الاغتيال سالفة الذكر كانت الاصابع من قبل تشير الى الفريق علي محسن الاحمر والشيخ حميد الاحمر
كما استغليت بعض وقت الفراغ الذي أمكنني الحصول عليه بزيارة أهم المعالم السياحية في لندن ومنها المتحف البريطاني.. وحديقة هايد بارك التي تشتهر بـ "زاوية المتكلمين"  (Speakers Corner)  والتي تقع في القسم الشمالي الشرقي من الحديقة وهي المكان الذي يجتمع فيه المتحدثون كل يوم أحد لإلقاء كلمات أو خبرات أو تعبير عن مطلب كمطلب البدو في الكويت بالمواطنة واحيانا يتجمع الصهاينة لتأييد اسرائيل والفلسطينيين والعرب لتأييد قضاياهم من أطراف من يكثر تواجده في الهايد بارك شخص اسود يدعي انه الله... ولقد شاهدت أحد اليمنيين وهو ينتقد الرئيس السابق علي عبد الله صالح (الذي لم يكن يقبل أن يسمى أي رئيس يمني سابق بهذه الصفة "رئيس سابق"- وهو اليوم يحمل لقب الزعيم) ومن على منبر زاوية المتكلمين في لندن بأعلى صوته منتقداً أياه بظلم الشعب وسرقة خيراته والدكتاتورية التي يحكم بها البلاد منذ 30 عاماً والتهميش المتعمد للجنوب وأبنائه.. والكثير أيضاً وذكر بالتحديد حادثة قدومه لحضور تخرج إبنه من كلية ساند هيرست  في الطائرة الرئاسية ومعه مئات المرافقين وتبذيره للأموال من دون حساب.. بل على حساب الشعب...! وهنا نرى انه يعبر عن رأيه بكل حرية حتى ولو كان يتكلم عن الحكومة البريطانية ولايستطيع أن ينطق في بلاده حتى ولو بكلمة واحدة عن الرئيس في بلاده أو في أي بلد عربي آخر .

المقر الملكي في  باكنجهام

ويواصل الحديث عن زيارته  المقر الملكي قائلاً:" كما زرت المقر الملكي في (باكنجهام Buckingham Palace ( هذا القصر الذي كان رمزاً لعظمة الامبراطورية البريطانية التي لم تكن تغب عنها الشمس.. من الأمريكيتين الى الهند مروراً بمصر وبعدن التي زارتها الملكة اليزابيث الثانية عام 1954م.. هذا القصر مايزال مقراً للأُسرة الحاكمة البريطانية ومزاراً للسياح من كل انحاء العالم الذين يلتقطون الصور له ومع حراسه المشهورين بوقفتهم الاستعدادية والتي لا يرف فيها لهم جفن حتى ساعة تبديلهم والتي تعد من أهم المشاهد التي يحب أن يراها كل زائر للندن لأن هذا التقليد مازال مستمراً منذ ما يزيد عن 500 عام.. ونفس المشهد تراه في موسكو أمام ضريح لينين في الساحة الحمراء حيث تشاهد ألاف السياح ينتظرون وقت تبادل الحرس ليشاهدوا هذا العرض العسكري الرائع وهم يلتقطون صوراً تذكارية لهذا المشهد الذي يذكرني بحرس الشرف في بولندا بعد مراسم وداع بولونية في مطار وارسو هي الأروع فيما شاهدت من مراسم في بقية بلدان العالم، وذلك من حيث العرض العسكري والموسيقي، والحركة النظامية التي تهتز لها الأرض والتي تذكر بتقاليد العسكرية البروسية، فحرس الشرف يجري اختيارهم بعناية فائقة من حيث الطول والوسامة واللياقة البدنية ويتلقون تدريبا صارما على هذا .. ( للحديث بيقة )) ..



هوامش /

1-   جيمس ماتيس (بالإنجليزية : James Mattis) جنرال أمريكي متقاعد ووزير الدفاع الأمريكي الحالي، عمل في قوات مشاة بحرية الولايات المتحدة، وتدرج في المناصب حتى تقاعد عام 2013 برتبة جنرال (4 نجوم). تولى رئاسة القيادة المركزية الأمريكية من 2010، وحتى 2013. كما عمل قائدًا أعلى لحلف الناتو من 2007 وحتى 2009. يُعتبر ماتيس أحد أعلام حرب العراق؛ حيث قاد معركة مدينة الفلوجة عام 2004، وقاد الفرقة الأولى لقوات مشاة البحرية في حرب العراق. كما شارك كذلك في حرب أفغانستان، وقاد الفوج السابع من قوات مشاة البحرية. اختاره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر 2016 ليشغل منصب وزير الدفاع الأمريكي في إدارته وتولى مهام منصبه رسمياً في العشرين من شهر يناير 2017،[1][2] بعد إقرار مجلس الشيوخ الأمريكي باستثناء خاص له من شرط ممارسة العسكري للحياة المدنية لمدة 7 سنوات قبل توليه منصب وزير الدفاع ..