آخر تحديث :الخميس-16 مايو 2024-03:12ص

أخبار المحافظات


ثقل الأسى والفقد على قلوبنا برحيل القادة العظماء الشهيد القائد اللواء سيف سكره والشهيد القائد وليد سيف سكره ..

الأربعاء - 22 يناير 2020 - 04:49 م بتوقيت عدن

ثقل الأسى والفقد على قلوبنا برحيل القادة العظماء الشهيد القائد اللواء سيف سكره والشهيد القائد وليد سيف سكره ..

عدن الغد / جمال المحرابي

كم هي كريهة هذه الحرب لأنها نزعت منا الأحبه ورمتنا لضياح الألم والحسره والحزن ...

فارقنا سيف الأب والقائد لنكتوي بحزن أخر وجرح لم يندمل بعد ليفارقنا أبو سيف الإبن وليد الإنسان وليد القائد والأخ والمعلم ..


بين جرح وجرح لم يندمل سبعه أشهر وعشرون يوما فقط فدم أبو وليد القائد سيف سكره سقى ارضا لم يجف حتى ارتوت ذات الأرض بدم الإبن القائد وليد سيف سكره أبو سيف ..

استشهد سيف الأب والقائد ليستلم الراية بعده أبو سيف الإبن القائد وليد فشهيد يؤسس لشهيد لتبقى الراية على علوها حتى سقط بالأمس شهيدنا القائد وليد ..

أكبادنا لفراقكم محروقة وقلوبنا مستوحشة كالخرائب أيها الفرسان الأفذاذ الشهداء ..

نظراتكم تحيط بنا كل الوقت، وصدى أصواتكم وضحكاتكم يترجع في أسماعنا..


أجسادكم القوية الصلبة، سليلة أقوام قهروا الطبيعة، وصنعوا التاريخ تلك الأجساد التي تعفرت بتراب الوطن، وامتزجت بذراته الغالية..

فأرواحكم فهي تحلق كالنجوم في سماوات الجنوب وعلى صخوره العتيدة وجباله وسهوله، تشع وتنير لنا الدروب، وتشحذ هممنا، وتشد العزائم، وتذكرنا بواجب الوطن الذي نحمله أمانة في أعناقنا...

فلاشيء يمكنه أن يعوضنا خسارة رجل دولة من طراز القائد اللواء سيف علي صالح العفيف سكره الذي لمع وعرف بحضوره القوي في حقل العمل العسكري والإجتماعي والسياسي ..


سيف العفيف سكره الصديق والقائد الأب والاخ القريب إلى القلب، لا أطيب ولا أروع من نفسه، ولا أكثر سماحة منه شخصية مميزة جذابة تركت أثرا عميقا وذكرى طيبة لا يمحوها الزمن، وهو صاحب المبادرات الدائمة في كل المواقف والأزمات..

معا قضينا ساعات طويلة وأياما متتالية نتدابر ونتباحث وفي كل مرة كانت عزيمته لا تلين وارادة لا تستسلم ..

لقد كان القائد سكره أسطورة عسكرية من أساطير قواتنا المسلحة الجنوبيه ليكتب عنه التاريخ طويلاً كعملاق جنوبي وأحد أبرز رجالات جيشنا ومقاومتنا المحترمين عن جدارة واستحقاق، أثبت انحيازه للجنوب ومبادئه انحيازا متأصلا في روحه ودمه، بشكل لا يقبل المساومة حتى أخر لحظات حياته...


كذلك حزني عميق، وقلبي موجوع على أخي وقائدي وليد سكره فشخصيا خسرت في وليد الانسان والقائد أخا عزيزا وصديقا محبا أصيلا شهما، نقي السريرة، وخسرنا فيه قياديا وناشطا جنوبيا صاعدا، مفعما بالحماس والصدق وشعلة عزيمه متقدة، لم يطفئها إلا الموت، لكن روحه تظل في تلك الصورة التي عرفناه بها، حية بيننا، وتظل ذكراه عندي وعند كل من عرفه خالدة نقية.


أعترف أن الخطب كان جللا وفوق احتمال البشر، فخسارتي فيكما أكبر من أي رثاء...

فقد كان سيف بمثابة الأب، وكان نموذجا مبجلا للقائد الجنوبي الشهم العاقل والمتزن، والمتعالي على صغائر الأمور، صاحب الواجب الذي لا يتخلف عن القيام به في كل الأوقات، وبمختلف الظروف، تراه حاضرا مع الجميع في أزماتهم، وفي أفراحهم وأتراحهم، كما هو مع نداء الوطن لا يغيب ولا يخيب.


الشهيد القائد اللواء سيف العفيف والشهيد القائد وليد سيف العفيف فقد كنتما مثالا للقاده الأحرار، قادة ينتمون للإنسانية، والشرف الجنوبي أكثر من أي شي آخر وكنتم من وجوه وقيادات الجنوب المعرفية والعلمية المخلصة النقية، فرحليكم خساره لا تعوض الرحمة والخلود لكم ولكل شهدائنا ..

فكيف أرثيكم و اللغة لدي قد اصبحت عرجاء و بكماء و صماء ، كيف ارثيكم و الاسلوب معاق و معطوب و منكسر .

احاول فقط ان استعير الدموع من كل الاطفال المشردين و من كل الاجساد العليلة و من كل الأرواح المثخخنة بالجراح في هذه الفيافي التي تسكننا و لا نسكنها ، و في هذه القفار المكلومة مثل الآمال لدينا ...

فلا الأيامم تنجح في لملمة ما ألم بنا من آلام و آهات ، و لا الارواح تتحمل احزانا ثقالا و ثقال .


ماذا عساي اقول لكما و انتم من جسدتم حكاية كل ابناء هذه الارض الجنوبيه المعطاءه و المنكسرة تحت مختلف الضربات و اللكمات .

هنا وفي هذه الربوع يمكث مواطنون من صنف اخر ؛ قدرهم ان يعيشوا ما جادت به قريحة الاقدار بين التلال الفقيرة و الجبال الوعرة ؛ و ما تبقى من ذكريات اجدادهم الذين غادروا السهول و شواطيء البحار من اجل مشاطرة التضاريس وعورتها .

لا لشيء إلا من أجل مقاومة وإرباك حسابات المستعمر والغازي الذي روض المدن و رقص فرحا بين اشجار السهول و على رمال الشواطيء الصفراء ، ليصطدم بعدها بالأبطال هنا في هذه الاصقاع حيث لا شيئا يؤثث الأفق المرتجى سوى الشمس الحارقة و الريح الصرصار العاتية و قبور الأبطال و التي تبدو بلا شاهدات من رخام توثق البطولات والنصر و الانتصار الذي أهديتموه لنا ...

فلست انا وحدي حزين لفراقكم بل كل الجنوب حزين وكل من جلس وسار معكم وعرفكم فقد كنتم مدرسة في التواضع والوفاء والأخلاق الحميدة والإبتسامة الدائمة والنضال والتضحية"

رحمة ربي تغشاكم وأسكنكم فسيح جناته فالقلب من بعد رحيلكم موجوع ويقطر دم. .