الأحد - 19 يناير 2020 - 11:53 ص بتوقيت عدن
القسم السياسي بـ(عدن الغد):
إلى أين يسير اتفاق الرياض؟- العميد العتيبي: اتفاق الرياض سيُنفذ وسنبذل كل جهودنا لأجل ذلك- أزمة التنفيذ بدأت بتحقيق انفراجة ملموسة.. فهل تستمر؟- ما هي الصعوبات التي تعترض تنفيذ اتفاق الرياض؟- الانسحابات العسكرية.. كيف أدارها التحالف وما أهميتها؟- ما هي أسباب القفز على بند تعيين محافظ ومدير أمن لعدن؟- بن دغر: بدأنا تنفيذ الاتفاق وسنستمر.. لترسيخ السلام في عدن- غياب الثقة بين الانتقالي والشرعية وتخوف كل طرف.. هل يهدد الاتفاق؟ما الذي تحقق من اتفاق الرياض.. وما هي مآلاته؟نعيش حاليا المرحلة التنفيذية لاتفاق الرياض، بعد أكثر من شهرين علىتوقيعه- حبرا على وقع- من طرفي الصراع في عدن، الحكومة الشرعية والمجلسالانتقالي الجنوبي.وترافقت عملية التنفيذ التي بدأت بوادرها خلال الأربعة الأيام الماضية،مع تصريحاتٍ رسمية من قبل الجهات المعنية بالتنفيذ، وعلى رأسها التحالفالعربي بقيادة المملكة العربية السعودية، راعي الاتفاق.غير أن ما تحقق من الاتفاق تستقيه وسائل الإعلام من تصريحات وأحاديثقيادات كل طرف، في ظل غياب المواكبة الإعلامية لما يتحقق على الأرض.ولم تنسَ التصريحات أن تعكس الحرص والالتزام الذي تؤكد عليه الأطرافالمختلفة حتى ما قبل التنفيذ، غير أن الملفت في ما قاله كل طرف هو الحديثعن ما تحقق من الاتفاق خلال الأيام المنصرمة؛ في ظل غياب المواكبةالإعلامية لتفاصيل التنفيذ.ورغم البدء في عملية تبادل الأسرى وتنفيذ بعض الانسحابات العسكرية لقواتكل طرف من بعض المناطق؛ إلا أن ثمة الكثير أمام اتفاق الرياض لتنفيذه.هل انفرجت الأزمة؟بدأت الأزمة بين الانتقالي والحكومة في أغسطس 2019، وتفاقمت خلالالمواجهات بين الطرفين، والتي شهدتها محافظات عدن، أبين، وشبوة، واستمرتالأزمة وأخذت أبعادًا مختلفة بعد التوقيع على الاتفاق.كادت الأزمة أن تخرج عن مسارها الطبيعي، وتحولت من مجرد اتهامات للحكومةبالفساد، إلى اتهامها باحتواء عناصر إرهابية، واتهامات مقابلة للطرفالآخر بالارتهان للخارج، وغيرها من أساليب التصعيد؛ لتبرير عدم تسليمالأسلحة أو الانسحاب من المواقع، وإطلاق سراح المعتقلين، وتنفيذ ما نصعليه اتفاق الرياض.إلا أن قرارًا سعوديًا اتخذته الرياض لتنفيذ الاتفاق، ووضع حد للأزمةالتي بدأت تهدد الاستقرار، وتسعى المملكة بذلك إلى إنجاح دورها الراعيللاتفاق أولاً، وإعادة بعث الحياة وتطبيعها من جديد، ليس في عدن فقط،ولكن في مختلف محافظات جنوب اليمن.ويبدو أن الأزمة في طريقها للانفراج، خاصةً في ظل البدء بأخطر الملفاتالشائكة وأكثرها إثارةً، وهو الملف الأمني والعسكري.حيث شهدت محافظتي عدن وأبين منذ يوم الثلاثاء بدء تنفيذ الانسحاباتالمتبادلة، وإعادة انتشار قوات كلا الطرفين؛ وفق مصفوفة الانسحاباتالعسكرية المزمنة بين الطرفين، واستمرت العلمية خلال يومي الأربعاءوالخميس.وهو ما أكده قائد قوات التحالف بعدن، العميد طيار ركن مجاهد العتيبي،الذي أشار- خلال لقائه مجموعةً من الإعلاميين- إلى استمرار تحركات قواتالتحالف بعدن، لتنفيذ اتفاق الرياض واستكمال المرحلة الثانية لتنفيذه،والجهود المتواصلة لاستكمال سحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والالياتوالمدرعات والذخائر من عدن.صعوبات التنفيذلم يخفِ قائد قوات التحالف بعدن بوجود عراقيل وصعوبات تحول دون تحقيقنسخة أفضل من التنفيذ لاتفاق الرياض.وأقر العميد طيار مجاهد العتيبي بوجود الكثير من المشاكل اليومية التيتواجهها قوات التحالف بعدن في سعيها الحثيث لتنفيذ اتفاق الرياض وتجاوزالتحديات مؤكدا أن الجهود تبذل للمسارعة في تطبيق الاتفاق بأسرع وقتممكن.تعيين محافظ عدن ومدير أمنمن أهم البنود في اتفاق الرياض، والتي شغلت المواطن العدني تحديدًا، هوبند تعيين محافظ لمحافظة عدن، ومدير أمن للمحافظة.ونظرًا لحساسية المنصبين وتداخلهما مع كل ما هو أمني وسياسي في آنٍ معًا؛اضطر التحالف العربي إلى القفز على هذا البند، والبدء بما هو دونه.عودة الحماية الرئاسيةكثير من البنود والتفاصيل التي تضمنها اتفاق الرياض مثلت إشكالاً كبيرًا،وسوء فهم من قبل طرفي الاتفاق وإعلامييهم.وسوء الفهم هذا وما رافقه من إشكاليات تسببت بتوجس وتردد وتوتر من قبل كلطرف تجاه الآخر، حتى أن المعلومات كانت مغلوطة، وفق ما أشارت إليهتصريحات قائد قوات التحالف بعدن.إغراءات التنمية وإعادة الإعماراتفاق الرياض لم يكن يومًا اتفاقية عسكرية أو سياسية بحتة فقط، ولكنه-بحسب مراقبين- اتفاق متكامل؛ يُمهّد أيضًا لاستقرار اقتصادي وانتعاش فيالخدمات والتنمية.غير أن كل ذلك يحتاج إلى استقرارٍ سياسي واستتباب أمني وعسكري، وتوقفلأسباب التوتر والتصعيد.وفي هذا الخصوص بشّر قائد قوات التحالف بحرص السعودية وقيادة التحالف علىالنهوض التنموي وتطبيع الأمن والاستقرار بعدن، خلال الفترة المقبلةواستكمال العديد من المشاريع الخدمية والإنسانية المقدمة من قوات التحالفبعدن لأهالي العاصمة المؤقتة، منها آخر لمسات ترميم مطار عدن بمواصفاتدولية وافتتاح مستشفى عدن الحكومي قريبا جداً، ومشاريع أخرى عديدة.ومن المؤكد، وفق متابعين، أن كل ذلك مرتبط حرص التحالف وقيادة المملكةالعربية السعودية على تنفيذ اتفاق الرياض، والنهوض تنموياً بعدن وتطبيعالأوضاع الأمنية، فيها وسحب كافة الأسلحة الثقيلة والدبابات المدفعيةوالذخائر، وحتى الأطقم الدوشكا منها وتجميعها في أحد المعسكرات تمهيداًلنقلها بعد ذلك إلى الجبهات المشتعلة مع مليشيات الحوثي، بحسب تصريحاتالعتيبي.ويبدو أن إغراءات التنمية وإعادة إعمار عدن، تستحق من الأطراف المتصارعةتأكيد رغبتها وإبداء حسن نواياها لتنفيذ الاتفاق؛ حتى تستقر الأوضاع فيعدن، وتعود الحياة فيها إلى طبيعتها.ماذا عن الحكومة والانتقالي؟أعطتنا التصريحات الماضية لقائد قوات التحالف العربي في عدن، العميدمجاهد العتيبي الكثير من التفاصيل عن كواليس تنفيذ الاتفاق، ومسيرتهالهادفة لتطبيع الأوضاع في عدن ومحافظات الجنوب، باعتباره ممثلاً عنالجهة الراعية للاتفاق.لكن.. ماذا عن الطرفين المعنيين بالتنفيذ، الحكومة اليمنية والمجلسالانتقالي؟ وما الذي قدمه كل طرف في هذا الشأن؟، وهل يُمكن أن يغادرامربعات العرقلة، أو على الأقل توجسات التخوف والتردد، كما وصفهاالعتيبي؟.مواقف كل طرف مما تم تنفيذه، واستعدادهما للانتقال نحو المرحلة المقبلةمن الاتفاق نستعرضه من تصريحات قيادات كل طرف، وبياناتهم الرسمية.بدأنا.. وسنستمرالطرف الحكومي أكد أكثر من مرة بعد التوقيع حرصه والتزامه بالتنفيذ،تمامًا كما فعل الانتقالي طيلة فترة الشهرين التي تلت التوقيع.الحكومة الشرعية أعلنت عبر ممثلها في تنفيذ الاتفاق، مستشار رئيسالجمهورية الدكتور أحمد عبيد بن دغر، عن أنها مضت نحو تحقيق خطوة مهمةلاستعادة الاستقرار في عدن.وأكد بن دغر بدء الانسحابات العسكرية المتبادلة، والتي قال إنها ستستمر،مشيدًا بمساندة المملكة العربية السعودية، وحتى قادة المجلس الانتقاليالجنوبي، وتعاون كل العسكريين.وعدّد الدكتور بن دغر ما تم تنفيذه خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى قياماللجان العسكرية بحصر بعض الأسلحة في عدن، تمهيداً لجمعها تحت إشرافوعهدة الأشقاء في المملكة؛ حتى تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة علىإدارتها.توقيت تعيين المحافظ ومدير الأمنوفي الوقت الذي تحدث قائد قوات التحالف عن قرب تعيين محافظ ومدير أمنلعدن، حدد بن دغر موعد وتوقيت التعيين.الأربعاء الماضي كان بن دغر يتحدث عن تعيين رئيس الجمهورية محافظًا لعدنومديرًا لأمنها في مدةٍ لا تتجاوز أسبوعًا، بعد استكمال عملية تشاورواستناداً إلى صلاحيات الرئيس الدستورية.وكشف مستشار رئيس الجمهورية عن بدء مشاورات تشكيل حكومة الكفاءاتالسياسية، وعلى قاعدة التشاور كما ورد في الملحق السياسي في اتفاقالرياض، وذلك فور الانتهاء من تعيين المحافظ ومدير الأمن، كما لم يغفلالإشارة إلى تبادل الأسرى ومعتقلي أحداث ومواجهات أغسطس.حرص الانتقاليفي المقابل، لم يكن المجلس الانتقالي أقل حرصًا على تنفيذ الاتفاق، وهوما أكدته تصريحات قياداته، وبيانات اجتماعاته، والتي كان آخرها بياناجتماع الجمعية العمومية للمجلس الانتقالي التي انعقدت قبل أيام.حتى وإن لم يبُح المجلس الانتقالي بتفاصيل ما قد نُفذ من اتفاق، كما فعلتالحكومة الشرعية عبر تصريحات بن دغر؛ إلا أن بيان الجمعية العموميةالأخير شدد على أن الاتفاق هو الحل لتحقيق الاستقرار في عدن والمحافظاتالجنوبية.وهي السياسة التي درج عليها الانتقالي وبنى عليها مواقفه الأخيرة، حتى أنشعار اجتماع الجمعية العمومية لم يخرج عن التأكيد والحرص على تنفيذالاتفاق.إجماعٌ.. لا يشوبه سوى الترددإذن.. ثمة إجماعٌ من قبل كافة طرفي الصراع في عدن على أهمية وضرورة تنفيذاتفاق الرياض، بدءًا من الحكومة الشرعية، ومرورًا بالانتقالي، وحتى راعيالاتفاق المتمثل في الجانب السعودي.غير أن ما يشوب ذلك الحرص والإجماع هو "عدم الثقة" السائدة بين الطرفين،والتردد والتخوف بينهما، والذي أشار إليه العميد العتيبي قائد قواتالتحالف بعدن.ويبدو أن التحالف العربي، ممثلاً بالمملكة العربية السعودية لن يسمح لمثلهذه التوجسات، وانعدام الثقة أن تهدد تنفيذ أو استمرار الاتفاق.ما ينتظره الجميعكان الدكتور بن دغر يستعرض ما تحقق من اتفاق الرياض، حين أشار إلى ضرورةالسعي بجدية لتنكيس فوهات المدافع والدبابات والمدرعات، لتحقيق سلام دائمينعم به كل أبناء عدن والمحافظات القريبة منها وكل اليمن.. وهو ما ينتظرهالعدنيون والجنوبيون، بل اليمنيون عموما.وفي الحقيقة أن السلام الذي ينتظره الجميع يتجسد في تنفيذ بنود اتفاقالرياض، وهو الغاية التي من أجله يسعى الأشقاء السعوديون إلى تعزيزه فيعدن؛ ليس فقط لإنجاح تدخل التحالف في اليمن، بل وحتى من أجل إعادةالاستقرار إلى البلاد.