السبت - 11 يناير 2020 - 05:44 م بتوقيت عدن
(عدن الغد)خاص:
حان الوقت لتنعم عدن بالأمن والاستقرار- كيف ينظر ويفسر كل طرف مصفوفة الانسحابات؟- هل وضعت المصفوفة حداً لاجتهادات كل طرف حول بنود اتفاق الرياض؟- ما أهمية ملفي المعتقلين والمخفيين خلال أحداث أغسطس الماضي؟- المطالبات بإخراج المعسكرات من عدن.. ما أهميتها؟- كيف سيساهم خروج المعسكرات والسلاح الثقيل في تفكيك التوتر بعدن؟- ما الذي ستجنيه عدن من تنفيذ اتفاق الرياض كاملاً؟- المشاريع الخدمية والتنموية للبرنامج السعودي.. ما مصيرها؟عدن.. وموعد مع الاستقرارتقرير / بديع سلطان:أخيرا.. يبدو أن "العربة وُضعتْ خلف الحصان"، عقب ما يزيد على شهرين منوضعها أمامه.. حيث باتت خلافات تنفيذ بنود اتفاق الرياض بين الموقعينعليه واضحة ومحددة، بعد موافقة كل طرف على مصفوفة التنفيذ الجديدة.فبعد مسلسلٍ طويلٍ من التعثر والعرقلة، والاتهامات المتبادلة، وتفسيراتكل طرف لبنود الاتفاق- والتي جاءت على هوى كل جهة- والجدال البيزنطيالعقيم حول أولويات التطبيق المنحصر بين الملف العسكري أَم الملفالسياسي.احتاج اتفاق الرياض إلى الحسم حتى يستطيع أن يمضي قُدمًا، وهو ما حدثمؤخرا بعد أن ظلت بنوده حبيسة الأدراج، ولم تشهد أي تنفيذ باستثناء عودةالفريق الحكومي المصغر إلى عدن أواخر نوفمبر الماضي.كان الحسم هو ما ينقص الاتفاق، وهو ما تنبهت له قيادة التحالف العربي،ممثلة براعية الاتفاق المملكة العربية السعودية، فكان التوقيع قبل أيامعلى "مصفوفة الانسحابات العسكرية" من قبل طرفي الصراع في عدن ومحافظاتجنوب اليمن، الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.ما هي طبيعة مصفوفة الانسحابات؟تتركز المصفوفة التي وقع عليها الجانبان على الشق العسكري والأمني مناتفاق الرياض، وهو الملف الذي تمحورت حوله الاختلافات، وتعددت من أجلهاجتهادات كل طرف، فأحدهما يسعى لتقديمه باعتباره أولوية، فيما الآخر يعملعلى تأخيره؛ نظرًا لوجود ملفات أخرى أولى منه.وتلك الاجتهادات بحسب "مزاج" كل جهة، وتفسيراتها الخاصة بها، ولا علاقةلها بفحوى الاتفاق.واستمر الوضع على هذا الحال، منذ توقيع الاتفاق في قصر اليمامة بالعاصمةالسعودية في الخامس من نوفمبر الماضي، بل وتسبب هذا التأخير بتأجيجالتوتر بين الطرفين.حتى تدخل راعي الاتفاق، الجانب السعودي الذي وضع مصفوفة، أو بتعبير أوضح:"آلية تنفيذية" تكون مُلزمة للطرفين، وتسير عليها بقية بنود الاتفاق.والمصفوفة أو آلية التنفيذ الزمنية ترتكز على انسحابات عسكرية وأمنيةمتبادلة من كل طرف في مناطق التماس والمحافظات التي شهدت توترا عسكريا،وذلك خلال فترة زمنية محددة ومقيّدة وملزمة.بالإضافة إلى تبادل أسرى المواجهات العسكرية في عدن وأبين وشبوة، وضرورةالكشف عن المخفيين والمعتقلين خلال الفترة التي أعقبت المواجهات، وهمانقطتان في غاية الأهمية نظرا لخصوصيتهما الحقوقية والإنسانية.ولندع المجال لسفير المملكة لدى اليمن، محمد آل جابر، ليحكي لنا مضمونالمصفوفة التي اتفق عليها الطرفان، حيث أعلن آل جابر أن فريقي الحكومةالشرعية والمجلس الانتقالي ناقشا تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الرياض،واتفقا على مصفوفة يبدأ تنفيذها من يوم (الجمعة).وتشمل المصفوفة الخطوات العسكرية والأمنية، وتعيين محافظ ومدير أمن لعدن،والوقت المحدد لتنفيذها بموجب اتفاق الرياض تحت إشراف قوات التحالفبقيادة المملكة.وأوضح آل جابر، أن المرحلة تتضمن عودة جميع القوات التي تحركت من مواقعهاومعسكراتها الأساسية باتجاه محافظات عدن وأبين وشبوة منذ بداية أغسطس2019 إلى مواقعها السابقة بكامل أفرادها وأسلحتها، لتحل محلها قوات الأمنالتابعة للسلطة المحلية في تلك المحافظات، وذلك خلال 15 يوماً في كلمحافظة من تاريخ التوقيع.وأشار آل جابر في تغريدةٍ عبر (تويتر) رصدتها (عدن الغد) إلى أن المرحلةالثانية من اتفاق الرياض تتضمن تجميع ونقل الأسلحة المتوسطة والثقيلةبأنواعها المختلفة من جميع القوات العسكرية والأمنية في عدن خلال 15يوماً من تاريخ توقيع الاتفاق إلى معسكرات داخل عدن، تحددها وتشرف عليهاقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن.وفي كل تلك الجوانب التي ذكرها السفير السعودي لدى اليمن يبرز الملفالعسكري والأمني، الذي كان المجلس الانتقالي ينادي بتأجيله والبدء بالملفالسياسي وما يتعلق بتشكيل حكومة الكفاءات "التكنوقراط"، فيما كانتالشرعية متمسكةً بالملف العسكري قبل البدء بأي تفاهمات أخرى.الانتقال من العسكري إلى السياسيولم يقف آل جابر عند هذا الحد من توضيح المصفوفة فهو يمضي ليتحدث إلىقضية تعيين محافظ لمدينة عدن ومدير أمن، وهي النقطة التي تتداخل بينالملفين العسكري والسياسي، غير أن متابعين يرون أنها نقطة ارتكاز؛ يتم منخلالها الانتقال من الملف العسكري والأمني إلى الملفات السياسية.وهو ما تحدث عنه آل جابر بقوله: يعين الرئيس اليمني، بناء على معاييرالكفاءة والنزاهة وبالتشاور، محافظاً ومديراً لأمن محافظة عدن خلال 15يوماً، مؤكدًا أن المرحلة تأتي كجزء أساسي لاستكمال الخطوات السابقة التيوردت ضمن اتفاق الرياض؛ بهدف تحقيق الأمن والاستقرار وصناعة السلاموالتنمية في اليمن، مشيداً بجهود الرئيس اليمني وفريقي الحكومة اليمنيةوالمجلس الانتقالي للاستجابة الفعالة لتنفيذ الاتفاق.مرحلة متقدمة من التنفيذلهجة التفاؤل التي حملتها تغريدات السفير السعودي لم تخلُ منها تصريحاتمفوض الحكومة الشرعية في تنفيذ الاتفاق الدكتور أحمد بن دغر، الذي قال:إنه بتوقيع الحكومة والانتقالي على مصفوفة الانسحابات المتبادلة، وعودةالقوات إلى مواقع متفق عليها، يكون اتفاق الرياض قد وُضع في مرحلة متقدمةعلى طريق التطبيق الشامل للاتفاق في شقه العسكري.وأكد بن دغر في تصريحاتٍ صحفية، اطلعت عليها (عدن الغد) أن اللجانالمكلفة بالتنفيذ منحت فترة تنفيذ لا تزيد على عشرين يوماً تبدأ يومالسبت، ونص محضر الاتفاق على جمع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من عدن،وتجميعها تحت إشراف مباشر من السعودية، وستتولى هذا الأمر لجان مشتركة.كما أشار بن دغر إلى إنجاز اتفاق لتبادل أسرى أحداث أغسطس الماضي كجزء منجهود مشتركة وخطوة أخرى لتفكيك عناصر التوتر وتطبيع الحياة.. مؤكدًا أنهسيعود (اليوم أو غداً) على أبعد مدى 35 أسيراً من الجانبين إلى أهلهموأسرهم، وستتولى الحكومة توجيه النيابة العامة لفتح تحقيق بشأن المخفيين،وكشف حالات إخفائهم الغامضة، وإعلان نتائج التحقيق للرأي العام.وكشف النقاب أنه في منتصف الخطة التي يبدأ تنفيذها في الساعات القادمة،سيصدر رئيس الجمهورية قراراً بتعيين محافظ ومدير أمن لعدن بعد التشاور،كما نص على ذلك الاتفاق في شقه السياسي.كلٌ يغني على ليلاهبعد كل هذا الاستعراض لفحوى مصفوفة الانسحابات، وتفاصيلها العسكريةوالأمنية، بالإضافة إلى جزئياتها الحقوقية والإنسانية، وعلاقتها بالشقالسياسي الذي يبدأ من خلال تعيين محافظ لعدن؛ يمكننا القول إن كل طرف منالأطراف سيسعى حتما للترويج لانتصاراته خلال فترة التنفيذ.ولا نبالغ إذا قلنا إن الطرفين شرعا في ممارسة هوايتهما في الحديث عماحققته المصفوفة من نجاحات له، دون الطرف الآخر، بل أنهما شرعا في تفسيروشرح عمل وآلية المصفوفة.فوزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، يتحدث في تصريحاتٍللوكالة الرسمية رصدتها (عدن الغد) عن أن مدينة عدن ستصبح "مدينةً خاليةًمن السلاح" في إشارةٍ إلى القوات الموالية للمجلس الانتقالي التي سيطرتعلى المدينة منذ أغسطس الماضي.وأشار الارياني إلى أن الاتفاق يشرف على تنفيذه فريق المتابعة والتنسيقالميداني المشترك في عدن برئاسة فريق سعودي ويتضمن سحب وخروج كافةالتشكيلات العسكرية من مدينة عدن إلى مواقع مختارة تمهيداً لتوجهها نحوجبهات القتال؛ لتحل محلها قوات الأمن، (وهو هنا يقصد قوات أمن عدن تحتقيادة مديرها الجديد)، ويواصل حديثه: مع بقاء اللواء الأول حماية رئاسيةلحماية رئيس الدولة والمؤسسات السيادية، وجمع الأسلحة المتوسطة والثقيلةعبر لجان مشتركة.هذا ما قد يبدو أن وزير الإعلام فهمه، خلال شرحه لمحتوى مصفوفةالانسحابات، وهو يعبر عن وجهة نظر وتفسير طرف الحكومة الشرعية.على الطرف الآخر يتحدث الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي، نزار هيثم،شارحًا من سيتسلم مهمة الأمن في عدن بعد تنفيذ الانسحابات المتبادلة.حيث قال في تغريدات على (تويتر) رصدتها (عدن الغد) إن المجلس الانتقاليالجنوبي يجدد التزامه بتنفيذ كافة بنود اتفاق الرياض وفقاً لتراتبيتهاوتسلسلها الزمني، ويؤكد أن اَي تلاعب في تفسير بنود الاتفاق لن يؤدي سوىلمزيدٍ من التوترات، وهو ما يصب في مصلحة المليشيات الحوثية ومشروعالتوسع الإيراني، ومن على شاكلتهم، حد وصفه.وأضاف: في الختام نأمل أن يتم تصويب البوصلة في التنفيذ الخلاق لهذاالاتفاق، ولجم جماح الأجنحة التي تغرد خارج سرب التحالف العربي، وتسعىإلى توجيه المعركة نحو محافظات الجنوب المحررة والتماهي مع المشاريعالمعادية للأمة العربية وللأمن القومي العربي.وفي قضية أمن عدن أشار هيثم في تغريداته إلى أن قوات الإسناد والدعموالأحزمة الأمنية والقوات الأمنية الأخرى ستتولى حفظ أمن واستقرارالمحافظات المحررة؛ وفقاً لما نصت عليه بنود اتفاق الرياض.وهنا يُمكننا التأكيد أن كل طرف ما زال "يغني على ليلاه"، أو بمعنى أنهيُفسّر المصفوفة وفقًا لهواه، وهو ما يضع المصفوفة على المحك، تمامًا كماكان عيله اتفاق الرياض، ففي هذه التفاصيل يكمن "الشيطان".تفكيك التوترلعل ما تُعلق الآمال عليه فيما يخص مصفوفة الانسحابات العسكرية والأمنيةهي أنها ستعيد الأمن والاستقرار إلى عدن والمحافظات المجاورة.ويتطلع الجميع إلى أن يغادر أطراف الصراع مربعات المواجهات التي تندلعوتتفجر بين الفينة والأخرى، والتي منعت أية توجهات للبناء والتنمية،وجعلت المنطقة الجنوبية مُنفرة.ويرى مراقبون أن الالتزام بمصفوفة زمنية وآلية واضحة لتطبيق اتفاق الرياضسيُسّرع من عملية "تفكيك التوتر"، خاصة في مدينة عدن التي عانت الكثير،وكانت أبرز ضحايا الاشتباكات التي شهدتها المدينة منذ 2015.وأحسن القائمون على الاتفاق في إلزام الأطراف بفترات وقتية، حتى يتسنىللجميع معرفة حقيقة المعرقلين ممن يقفون في وجه الاستقرار وتطبيع الحياةفي عدن ومحافظات جنوب اليمن.وتبقى المصفوفة محاولة جادة لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في عدن إذا ماأراد طرفا الصراع في المدينة تحقيق هذه المطالب الشعبية والجماهيرية،التي ملّت من الصراع.طرد المعسكرات من عدنواللافت في المصفوفة أنها ستعمل على تطبيق أحد المتطلبات التي دائما مادعت إليها منظمات المجتمع المدني والحقوقيون، والمتمثلة في مصيرالمعسكرات والثكنات العسكرية داخل مدينة كعدن.فبقاء مثل هذه المؤسسات العسكرية داخل مدينةٍ يفترض أن تكون نموذجًاللمدنية والسلام والاستقرار، وبيئة لاستقطاب الاستثمارات والأعمالالريادية وتنميتها، لا يتفق مع طبيعة عدن.وهذا المتطلب الذي يجب أن تُعنى به المصفوفة جيدًا وتوليه جل اهتمامها،مُلِح وذو احتياجٍ كبير؛ حتى لا تتكرر الكوارث التي عاشتها عدن منذ عقود،حتى ما قبل خروج الاحتلال البريطاني وجلائه منها.وقد تبدو فترة العشرين يوما غير مناسبة لتنفيذ مثل هذا البند فيالمصفوفة، وهو انسحاب المعسكرات وخروجها من عدن، لكنها تشكل محور اتفاقالرياض وروحه؛ والتي تهتم بإبقاء مدينة عدن بعيدة عن أية توترات أومواجهات عسكرية وأمنية تنعكس سلبًا على مواطني وأهالي المدينة.لكن.. يبدو أن التحالف- وبناءً على المصفوفة- سيعمل على إخلاء المعسكراتمن السلاح الثقيل- على الأقل- كحد أقصى ومؤقت حتى تستتب الأوضاع وتستقر،وتبدأ مرحلة أخرى.فجذور التواجد العسكري داخل عدن يعود إلى زمن الاحتلال البريطاني، ولمتسع الدول اليمنية والأنظمة التي أعقبت الاحتلال في تغيير هذه السياسةالتي تحتفظ بالمعسكرات داخل المدينة؛ ربما لحماية وجودها أو مواجهة أيتحركات مناوئة إن وُجدتْ.ما الذي سينتج عن التنفيذ؟يتوقع أن تجني المنطقة (عدن وما جاورها) الكثير من الامتيازات التيتنتظرها بعد تنفيذ المصفوفة وبالتالي تنفيذ اتفاق الرياض.فالتحركات التي يقوم بها وقام بها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمنخلال الأسابيع الماضية داخل عدن والمحافظات المجاورة تبوح بالكثير منالمؤشرات.ولا يمكننا فصل تلك التحركات الإنمائية والتنموية عما يُعتمل على الجانبالسياسي والعسكري والأمني في عدن؛ فكلاهما متصل ومرتبط ارتباطًا وثيقًا.حيث لا يمكن للأشقاء السعوديين تنفيذ مشاريع الإنعاش والإحياء لمختلفمجالات التنمية والحياة في عدن بدون أن تتواكب مع تلك المساعي جهودلتثبيت الأمن والاستقرار، وقطع جذور أي توتر مستقبلي قد تشهده المنطقة.فمن العبث أن يتم تنفيذ أعمال ومشاريع خدمية بملايين الريالات السعوديةداخل عدن والمحافظات المحررة وتأني الظروف والمواجهات المسلحة لتنثرهاهباءً منثورًا؛ وهو أمرٌ تنبه له السعوديون واجتهدوا في إلزام طرفيالصراع في عدن بتنفيذ مصفوفة الانسحابات من عدن أولاً؛ حتى تستقر الأوضاعويستشعر المواطن الفرق الحاصل في الفترتين، فترة ما قبل تنفيذ اتفاقالرياض، والفترة التي ستعقب التنفيذ.وهي مؤشرات بدأ العدنيون في تلمسها، فالمشاريع منطلقة في مراحلها الأولىداخل مطار عدن الدولي، وفي مستشفى عدن العام ومختلف القطاعات الخدميةالتي تحتاجها عدن، وكلها تحتاج إلى إسناد سياسي وأمني حتى تستمر وترىمراحلها التالية النور وينتهي تنفيذها حتى يستفيد منها المواطن العدني.وليست المصفوفة والملف العسكري والأمني الذي من المتوقع أن ينفذ خلالالأيام القادمة بمنأى عن كل ما تقدم، بل أنه شديد الصلة، ويحتاج فقط إلىنية حسنة من أطراف الصراع حتى تنعم عدن بالخير والاستقرار.تحليلات تبتعد عن التفاؤلجولة صغيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تجعلنا نؤمن بحجم الاجتهاداتالتي تأخذ بجوهر المصفوفة بعيدًا عن أهدافها وغاياتها التي تسعى لإعادةالاستقرار إلى عدن ومحافظات الجنوب.فالبعض يتحدث عن "مليشيات إصلاحية"، وآخرون عن مليشيات الانتقالي،وتصنيفات وتوصيفات لا تساعد على توجيه الجهود الإقليمية نحو نقاط مشتركةوقواسم يجتمع عليها الفرقاء، بقدر ما تعمل على تأجيج الصراع.وفي حقيقة الأمر فإن ما سيتم تنفيذه وتفعيله هي رؤية اللجان المشتركة منالجانبين، وتدخل الفريق السعودي التوافقي، بعيدًا عن تحليلات المحللين،واجتهاداتهم الفارغة من أي معنى أو دلالة حيوية، بقدر سعيهم نحو التصعيدوالتأجيج الذي لن يستفيد منه أحد.وقد نرى أن ثمة اختلافات من قبل قيادات كبيرة في كل طرف، سواء في الحكومةأو الانتقالي، لكن نتمنى أن تبقى حبيسة التكهنات والتقديرات ليس إلا، لأنتمسك كل طرف ميدانياً بوجهات نظر إعلامييه ومنظريه على مواقع التواصلالاجتماعي سيعيدنا إلى مربع الصفر.فما أحوج عدن ومحافظات جنوب اليمن حاليًا إلى مصفوفة كهذه تُحيل انفاقالرياض من مجرد حبر على ورق إلى واقع مشاهَد، وما أحوجنا إلى لغة تفاؤليةتقاوم لغة الاستقواء والتصعيد التي مللنا منها جميعا.