كشف اللواء أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية العمومية التابعة للمجلس الانتقالي، ما قال إنه سبب اقدام قوات تابعة للمجلس على نهب مبالغ مالية من ميناء عدن تقدر بـ18 مليار ريال.
وقال بن بريك في تصريح متلفز لموقع “إرم نيوز” الإماراتي ان اقدام قوة تابعة للمجلس الانتقالي على اقتحام ميناء عدن ونهب مبالغ مالية تعود ملكيتها للبنك المركزي يأتي بسبب الصرفيات الحكومية غير المهمة.
وأضاف بن بريك أن تلك المبالغ تستخدمها الحكومة اليمنية للصرف على نشاطات وهمية دون أن تدفع مرتبات المواطنين.
وأردف أن جزءا من تلك المبالغ يستخدمها وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري كصرفيات لطاقمه، مشيرا إلى عدم وجود أي عمل لطاقم وزير الداخلية على الأرض.
وتابع قائلا: “كنا نتعشم أن تذهب تلك المبالغ لصرف مرتبات منتسبي الجيش والأمن إلا أنها ذهبت كنثريات ومصروفات للحكومة الفاسدة”، بحسب قوله.
ولفت إلى أن الحكومة تدفع مرتبات موظفي المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وترفض صرف مرتبات موظفي المناطق المحررة.
وأكد أن الحكومة حاولت للمرة الثالثة السحب من تلك المبالغ المالية بعد نجاحها في السحب مرتين.
وقال إن حجز المبالغ لكشف ما تقوم به الحكومة، مؤكدا تسليمها لقيادة التحالف للقيام بدورها.
تفاصيل اقتحام الميناء ونهب 18 مليارا
وكانت قوة تابعة للمجلس الانتقالي اقتحمت ميناء عدن مساء امس الاربعاء ونهبت اربع حاويات تحتوي على مبالغ مالية تقدر بـ18 مليار ريال يمني.
اقتحمت قبل قليل قوة أمنية مكونة من عدد من الأطقم عقب منتصف ليل الأربعاء الماضي ميناء عدن للحاويات بهدف نهب حاويات أموال تابعة للبنك المركزي اليمني.
وقال مصدر عامل في الميناء لصحيفة “عدن الغد” ان القوة اقتحمت الميناء بالقوة ووصلت إلى موقع الحاويات.
واشار المصدر إلى ان مسئولين وعمال من الميناء حاولوا منع هذه القوة لكنها تمكنت بالقوة من الوصول إلى المكان.
وأوضح المصدر إلى ان القوة الأمنية اخذت هواتف عدد من المسئولين في الميناء الذين حاولوا تصوير عملية النهب.
وهذه هي المرة الاولى التي يتم فيها اقتحام ميناء عدن لنهب الاموال الحكومية.
مسئولون بميناء عدن يروون حيثيات عملية النهب
وقال مسئولون في إدارة ميناء عدن ان قوة أمنية تابعة للمجلس الانتقالي نهبت في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، أربع حاويات محملة بالأموال تابعة للبنك المركزي اليمني.
وبحسب المسئولين لصحيفة “عدن الغد” فقد تمت عملية النهب بقوة السلاح حيث تم اخراج الحاويات تحت حراسة هذه القوات إلى احد معسكرات الانتقالي.
واشارت المصادر إلى ان المسئولين في الميناء وعدد من العمال حاولوا منع القوة إلا ان اطلاقا كثيفا للنار تعرضوا له.
ونفذ العمال عقب نهب الاموال اضرابا شاملا عن العمل وقاموا بإيقاف كافة انشطة الميناء الملاحية.
ميناء عدن يوقف أعماله احتجاجا على اقتحامه
واوقفت إدارة ميناء عدن العمل فيه احتجاجا على قيام قوة تابعة للمجلس الانتقالي بنهب 18 مليار ريال يمني .
وقال مصدر ملاحي لصحيفة “عدن الغد” ان الميناء اوقف اعماله وصرف جميع عمال الشحن والتفريغ وابلغ السفن الموجودة في الغاطس والقادمة إلى الميناء بتوقف العمل إلى اجل غير مسمى.
وأوضح المصدر إلى ان الميناء رفع رسالة رسمية إلى قيادة الحكومة ابلغها بعملية السرقة هذه.
وهذه هي المرة الأولى منذ انتهاء حرب 2015 يعلن ميناء عدن توقفه بشكل كامل عن العمل.
التحالف يجبر الانتقالي على إعادة الأموال المنهوبة والأخير يعترف بالواقعة
وعلمت صحيفة (عدن الغد) أن ضغوطا قوية مارسها التحالف العربي على قيادة المجلس الانتقالي افضت الى الالتزام بإعادة الحاويات المنهوبة من اموال البنك المركزي اليمني الى الحكومة.
وقالت المصادر للصحيفة ان المجلس ابلغ التحالف ان الخطوة كانت فردية وخاطئة.
وبحسب المصادر فقد التزم المجلس بإعادة الحاويات خلال نفس اليوم الى الحكومة.
على صعيد متصل اصدر المجلس بيانا اعترف فيه بواقعة النهب وقال انها عملية تحفظ.
وجاء في البيان الذي نشر على الموقع الرسمي للمجلس ما يلي:
“أدلى المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي، المهندس نزار هيثم بتصريح صحفي هام ، يتعلق بالأموال التي تحفظت عليها الأجهزة الأمنية أمس الأربعاء، فيما يلي نصه:
في إطار التزام المجلس الانتقالي الجنوبي بتنفيذ “اتفاق الرياض”، وحرصه على إنجاح الجهود المشكورة التي يبذلها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وجه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء/ عيدروس قاسم الزُبيدي بتسليم الحاويات والأموال التي تم التحفظ عليها تجنبا لتسليمها إلى مجموعة الفساد، التي تديرها ما يسمى بالحكومة الشرعية، وتسليمها الى قيادة قوة الواجب “802” السعودية في العاصمة عدن تأكيداً على العمل تحت قيادتها، وحرصًا على هذه الأموال.
حيث تبذل المملكة جهودا كبيرة في جميع المجالات لدعم الأمن والاستقرار من خلال دفع المرتبات والمخصصات، وعلاج الجرحى للقطاعات العسكرية والأمنية والتي سيتم البدء في صرفها خلال الأسبوع القادم”.
الداعري: نهب الانتقالي أموال البنك يحوله إلى جهة انقلابية متمردة
إلى ذلك قال المحلل الاقتصادي ماجد الداعري ان خبر اقتحام ميناء الحاويات ونهب عدة حاويات أموال مطبوعة كانت هناك منذ حوالي عامين تابعة للبنك المركزي اليمني بعدن بالقوة العسكرية سعة أمرا كارثيا وصادم.
وأضاف الداعري: “إذا ما صحت التناولات الإعلامية الجارية بكثافة حوله، وطالما كانت قوة عسكرية تابعة للانتقالي الجنوبي هي من تقف حقيقة خلفه مهما كانت المبررات او الدوافع لارتكابه لأنه يعكس تصرفا مليشياويا لا يمت للدولة المنشودة جنوبا”.
واستطرد قائلا: “يعني هذا وفاة اتفاق الرياض وخسارة الجنوب والانتقالي لكل مكاسبه السياسية في الشراكة والسلطة من جهة أخرى”.
وواصل قائلا: “بل انه قد يحول المجلس الانتقالي إلى جهة انقلابية تضطر التحالف الي معاقبتها وتأديبها بالقوة والتعامل معها كمليشيات متمردة”.
واشار الداعري الى ان “ لا يمكن لأي مواطن جنوبي وطني أصيل ان يقبل بهذه الواقعة في ظل التفاهات الايجابية الجنوبية الجارية مع قيادة التحالف العربي وتفهم الجميع جيدا لفساد وفشل حكومة الشرعية وتهربها من تنفيذ اتفاق الرياض”.
واختتم بقوله: “مهما بلغ سوء واقع حال موظفي الدولة وجنودها المحرومين من مرتباتهم لعدة أشهر جنوبا لأكثر من سبب تختلقها الحكومة وبفعل الارهاصات والاشكاليات القائمة أمام تنقيذ خطوات اتفاق الرياض المهدد جديا بالفشل، خاصة مع تعثر التفاهات التي كانت جارية بين الجانب السعودي والحوثيين لإيقاف الحرب والتوصيل لحل سياسي شامل وبدء مرحلة جديدة تستوعب كل فرقاء الساحة اليمنية”.
ارتفاع أسعار الصرف متأثرة بواقعة نهب الأموال بعدن
وشهدت العملات الاجنبية بمدينة عدن الخميس الفائت ارتفاعا في اسعار الصرف.
وقال متعاملون لصحيفة (عدن الغد) ان اسعار الصرف شهدت ارتفاعا بلغ فيه الدولار الواحد 620 ريالا بعد ان كان يتراوح عند الـ600.
وبحسب المتعاملين فقد تسببت واقعة نهب الاموال الخاصة بالبنك المركزي في عدن بتدهور اسعار الصرف.
وثارت المخاوف من ضخ الاموال الى السوق المحلية بصورة عشوائية.