آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-10:38ص

أخبار المحافظات


" تُركي " . . طِبْت في ذكرى تتويجك الثانية محافظاً لـ " لحج "

الثلاثاء - 24 ديسمبر 2019 - 11:56 م بتوقيت عدن

" تُركي " . . طِبْت في ذكرى تتويجك الثانية محافظاً لـ " لحج "

(( عدن الغد )) ــ كتب / عيدروس زكي السَّقَّاف :

 

 

كان العام 2017 م ، يلفظ أنفاسه الأخيرة ، و لم تفصل بعد ــ حينها ــ أخريات أيامه عن العام الذي يليه 2019 م ، سوى أسبوعاً واحداً فقط . . الحكيم اليماني فخامة الرئيس المشير الركن عبد ربه منصور هادي ، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ، حفظه الله و رعاه ، أبى إلَّا أن يزفها بشرى سارَّة إلى أبناء محافظة لحج ، و أخذ قلمه الثمين في جواهره العتيقة ، ليوقِّع قراره الجمهوري رقم " 85 " للعام 2017 م ، الصادر يوم الأحد الموافق الـ 24 من ديسمبر 2017 م ، و القاضي بتعيين معالي اللواء الركن المناضل أحمد عبد الله علي تُركي ، محافظاً لمحافظة لحج قائداً للواء 17 مُشاة بالمحافظة . . و ما أروعه من قرار لكونه أجمل هداياً فخامة الرئيس هادي ، إلى أهالي لحج ، و مثَّل فتحاً جديداً لمسيرة حياة المحافظة ، لكونه أعاد الروح إليها و أخذ قلبها مُجَدَّدَاً يخفق بشدَّة طرباً و انشرح صدرها لصوابية هذا التعيين ، الذي وضع الرجل المُنَاسِب في مكانه المُطَابِق .

فالقامة الوطنية الباسقة المخلصة الفذَّة اللواء الركن المناضل أحمد عبد الله علي تُركي ، محافظ محافظة لحج ، رئيس المجلس المحلي للمحافظة قائد اللواء 17 مُشاة بالمحافظة ، هذا الطود الأشمخ ، الذي ــ غير مرَّة ــ حمل كفنه على كفه ، و انطلق فارساً جموحاً بكل إباء و كل كبرياء ، يدافع عن وطنه و شعبه و عزتهما ، مواجهاً العدو " الحوثي " ، و نيرانه التي أكلت الأخضر و اليابس في العاصمة عدن و محافظة لحج ، و لم يقف إزاءها القائد البطل اللواء الركن أحمد عبد الله علي تُركي ، إلَّا نِدَّاً قوياً مجابهاً للعدو و ظل سداً منيعاً أمامه ، حتى أصاب مناوئه الوهن و خارت قواه و تحطَّمَت ، و ذاق مرارة الهزيمة و جرها وراءه بمجرد أن زأر الأسد " تُركي " ، فحسب في وجهه ، و قَدَّم في هذه الحرب التضحيات الجسام مع رفاق درب سلاح النضال و منهم ، ذوداً عن الكرامة و الحمية و الشرف .

إنَّ اللواء الركن أحمد عبد الله علي تُركي ، محافظ محافظة لحج رئيس المجلس المحلي للمحافظة قائد اللواء 17 مُشاة بالمحافظة ، عايشناه عن كثب و وجدناه خير أمثلة الاستقامة الزاهدة عن كل متاع الدنيا ، مؤدياً لواجباته الدينية بأركانها الخمسة و فروض صلاتها اليومية الخمسة ، و أقبلت عليه المناصب مهرولة و هو القانع عنها ، و لوقار الرجل و اتزانه وضعت الإرادة الإلهية هذه المسؤولية الأمانة القيادية فيه ، و لم يتقلَّدها إلَّا استجابةً لندائها السامي ، و لثقة الوطن نفسه في شخصه المتفاني .

لقد رأى المحافظ تُركي ، الموت مراراً و تكراراً من عدوه المفترض و غريم وطنه " الحوثي " ، فبعد عجز هذا الخصم اللَّدُود عن النيل منه في ساحات الوغى ، حاول يائساً التخلُّص منه في حادثة الطيران " الحوثي " المُسَيَّر ، الذي تم تفجيره على منصة حفل العرض العسكري في قاعدة " العَنَد " الجوية العسكرية ، بمنطقة العَنَد بمديرية تُبَن بمحافظة لحج ، في يوم الخميس الموافق الـ 10 من يناير 2019 م ، و تدخَّلت المشيئة الربانية من جديد ــ بحمد الله تعالى ــ لتُفشِل ذلك المخطَّط في مهده من تحقيق غايته الدنيئة تلك ، و نجا من الحادث الغادر ذاته ، و ها هو اليوم " تُركينا " يواصل صموده محرزاً الانتصارات تلو الأخرى ، على جبهات عِدَّة غير العسكرية ، في محور البناء و مصب التنمية ، لسائر مديريات محافظة لحج ، من دون أي تمييز .

لقد سقط قُبَالَة ناظري بطلنا القائد " تُركي " ، خيرة أصدقاءه من رجال الرجال من رفاق سلاحه سواء في حادثة " العَنَد " ، أو عند مقاومته للغازي في ميادين القتال ، على سفوح الجبال و بطون الوديان و تخوم الصحارى منافحاً عن وطنه تلفح وجه سحنته السمراء التي ذاقت لسعات أشعة الشمس ، و زمهرير البرد و صقيعه الأشد ، و خرج من معاركها أكثر صلابة و أيما قوة .

العاصمة عدن ، تشهد ذرات ترابها عن بسالة اللواء أحمد عبد الله علي تُركي ، في الدفاع عنها ، بيد أنَّه بعد أن سيطر المتمردون " الحوثيون " ، على عدن حاولت تلك الميليشيات بائسة ، أن تتوسَّع غرباً للسيطرة على سواحل منطقة " رَأس العَارَة " ، و مضيق " بَاب المَندَب " في لحج ، و لم تستطع تحقيق مآربها ، و عانى الرجل و رفاقه في المقاومة الجنوبية و أبناء مديرية المَضَارِبَة و رَأس العَارَة بمحافظة لحج ، الحصار الخانق الذي بدوره بعث فيه روح المعنوية القتالية العالية و شحذ هممها لفك ذلك الحصار واضعاً خطة هجوم إلى جبال منطقة " الجحَار " بالأسلحة الشخصية لدى قبائل الصُّبَّيحَة ، و خسر خيرة رجاله الميامين من القادة و الجنود ، منهم الشهيد البطل العميد الركن طه علوان البرة البوكري الصُّبَيحِي ، و عدد من مرافقيه ، كما جُرِح الشيخ المناضل البطل علي حسن الأغبري ، وكيل محافظة لحج ، الذي تم أسره في تلك المعركة مع مجموعة أخرى من الأبطال ، و بمساندة طيران التحالف العربي و سفن بحريته و رجال قبائل الصُّبَّيحَة ، أُنجِز النصر المؤزر للقائد تُركي ، و حقاً تلك المعارك كانت الفاتحة ، ليَتَقَدَّم في أعقابها " تُركينا " بقواته شرقاً نحو منطقة " رَأس عِمرَان " ، و شارك في تحرير العديد من مناطق الصُّبَّيحَة بمحافظة لحج ، منها مناطق : " جبل الجحَار " ، و " الرَّاك الأخضَر " ، و " مشهُور " ، ثم الالتحام حينها بجيش الوطن و المقاومة الجنوبية في مفرق " عِمرَان " في العاصمة عدن ، كما شارك القائد أحمد عبد الله علي تُركي ، في تحرير قاعدة " العَنَد " الجوية العسكرية من الوجود " الحوثي " ، و في " بَاب المَندَب " ، و " ذُبَاب " و من ثم " الوَازِعِيَّة " ، و غيرها من مناطق الصراع المسلح .

المحافظ " تُركي " ، كم أنتَ كبير أيها القائد . . فإنَّه الطبيب الجَرَّاح ، الذي بخبراته القيادية التراكمية لسنوات طوال ، تحوَّلت إلى ورش عمل تنموية لا تتوقف عجلتها عن الدوران ، في مختلف الخدمات المتصلة بحياة المجتمع المحلي اللَّحجِي البسيط الذي لا يطمح سوى في توفير خدمات الكهرباء و ماء الشِّرب النَّقي الآمن و الصحة و التعليم و النظافة و الطرق ، فحرك الرجل المياه الراكدة ، و بحث شؤون ملفاتها الضرورية الملحَّة الطارئة العاجلة مع الحكومة و المنظمات الدولية الداعمة ، فاستخرج منهما لمحافظة لحج مشاريع تنموية إسعافية مهمَّة ، جرى إحرازها على الواقع العملي المحسوس ، و لا ينكرها إلَّا جاحد ، فَتَمَكَّن المحافظ القائد " تُركي " ، من إدخال إلى منظومة الشبكة الكهربائية بالمحافظة ، مولِّدات جديدة في محطة كهرباء الشهيد " عَبَّاس " بمدينة الحَوطَة عاصمة محافظة لحج ، " 20 " ميغا وات ، و قبلها مَدَّ محطة منطقة " بئر ناصر " بمديرية تُبَن بالمحافظة ، بـ " 10 " ميغا وات ، و أعاد بمشروع مستقل كلَّف في مرحلته الأولى مليون دولار أمريكي ، تجديد خط الضَّخ المائي و تأهيله من حقل منطقة مَغرَس نَاجِي بمديرية تُبَن بالمحافظة ، و هو المخصَّص بتموين مدينة الحَوطَة حاضرة المحافظة بمياه الشِّرب ، و يسعى كل يوم إلى تطوير خدمات مستشفى " ابن خلدون " العام ، بعاصمة المحافظة مدينة الحَوطَة ، و ها هي الآن الآليات تقوم بشق شوارع " الحَوطَة " الاستراتيجية و سفلتتها مُجَدَّدَاً ، بعد افتتاحه المدارس الحديثة في مديريات محافظة لحج كافة ، و الوتيرة الجبَّارة عينها بل و أعلى منها ، سترافق عمل المحافظ القائد " تُركي " ، خلال العام 2020 م ، كما عهدته أُمَّته اللَّحجِيَّة الوفية ، ليشرق وجه " لحج " بهياً من جديد ، و لتلبس ثيابها الحسنة اللَّامعة مع محافظها صادق العهد ، البار برعيته " تُركي " ، سرمداً ، في مجالات الخدمات التي يحتاج إليها مواطنو محافظة لحج ، بصورة حثيثة . . و ختاماً . . معالي اللواء الركن أحمد عبد الله علي تُركي ، محافظ محافظة لحج رئيس المجلس المحلي للمحافظة قائد اللواء 17 مُشاة بالمحافظة ، طِبْت في ذكرى تتويجك الثانية محافظاً لـ " لحج " ، يوم الثلاثاء الموافق الـ 24 من ديسمبر 2019 م ، و دمت لـ " لحج " ، قائداً أميناً ، تصحبك محبات جماهيرك صغيرها و كبيرها . . و كل عام و أنتَ بخير و سلامة و سعادة ، حرسك الله و حماك .