آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:49م

ملفات وتحقيقات


الطلاب يؤدون الامتحانات في عدن في ظل الانتهاكات لحقوقهم في التعليم وازمة الكتب المدرسية

السبت - 21 ديسمبر 2019 - 03:46 م بتوقيت عدن

الطلاب يؤدون الامتحانات في عدن في ظل الانتهاكات لحقوقهم في التعليم وازمة الكتب المدرسية

تقرير: عبداللطيف سالمين

يخوض الطلبة الامتحانات الفصلية في العاصمة عدن تحت ظروف صعبة تعصف بهم وباهاليهم من كل النواحي .اوضاع امنية متردية، خوف مما هو قادم، وظروف اقتصادية صعبة ومع ذلك لا احد يهتم بما يقاسيه الطلبة في عدن ويثقل كاهلهم وتاتي ازمة الكتب الدراسية لتكمل ما تبقي من هم وتضع بعض الطلبة على المحك في ما يتعلق بمستقبلهم الدراسي. 

وكما كل عام، تشغل كلفة الكتب الجديدة بال أهالي تلامذة المدارس العامة والخاصة بعض أولياء ألامور تمكّنوا من توفير الكتب المدرسية لأبنائهم من خلال شرائها من السوق السوداء بأسعار باهظة ومثلما هي العادة  في السنين الاخيرة فان المدارس لم تعد جميعها تصرف الكتب الدراسية للطلبة والتي يجب ان تتكفل بها مطابع الكتاب المدرسي وعوضا عن ذلك تجدها متكدسه في الارصفة والمكتبات الخاصة بانتظار ان يتم شرائها من قبل الطلبة او اولياء امورهم. 

عدن الغد كانت لها جولة استطلاعية لمعرفة ما تشكله هذه الازمة للطلبة واولياء امورهم خاصة في ظل الامتحانات الجارية والتي تستوجب ضرورة امتلاك الطلبة كل الكتب للمذاكرة والتحضير للامتحانات ولمعرفة ايضا كيف سببت هذه المشكلة في عرقلة مستوى سير العملية التنظيمية ككل والمحصلة الدراسية للطلبة وخاصة الفئات الفقيرة محددوة الدخل ومعدومة الدخل في عدن وهي التي تكثر في الاونة الاخيرة في عدن مع شبه انعدام للطبقة المتوسطة وبالطبع تنامي الطبقة الغنية في بعض الاسر التي لا تشكل لها امر شراء الكتب اي مشكلة تذكر 

- الكتب المدرسية تباع في الارصفة والطرقات. 

وقال احد اولياء الامور في عدن :الكتب المدرسية تباع في ارصفة السوق والمدارس تشكوا من عدم وجودها والمشكلة انها طبعات حديثة 2016-2017 وبعضها طباعة السنة الاخيرة. 

واضاف: امام عيني  رائت امرأة تشتري لإبنها في الصف السادس كتب ب4500 ريال وتقول انها تسلفت المبلغ سلف

انا ارى انه يجب ايقاف الدارسة حتى تتوفر الكتب المدرسية الناس تشكوا من نقص الغذاء والدواء والان اتت الكتب المدرسية لتضيف هما اخر لليمنيين المفلسين . 

وتابع: الا يكفي اننا نتحمل تبعات سوء العملية الدراسية ونرسل اولادنا للدراسة في مدارس خاصه وندفع رسوم لنشتري ايضا  الكتب  بفلوس !! اين مطابع الدوله للكتاب المدرسي يكفي كل هذا الذي حدث ويحدث الكتب المدرسية كانت تباع ب ٧٥ ريال و من ثم ١٥٠ و الان واصل سعر الكتب الى ٥٠٠-٧٥٠ ومن لديه العديد من الاولاد فيحتاج لميزانية كبيرة فقط لشراء الكتب ومن لايمتلك المال ماذا سيكون مصير اولادهم وكيف سيؤدون الامتحانات وهم لا يمتلكون الكتب هذا اذا افترضنا انهم استطاعوا اجتياز المحصلة الشهرية بنجاح دون وجود كتب لديهم للدراسة. 

واكد معلم لصحيفة عدن الغد ان  نقص الكتب في المدارس اثر على مستوى الطلاب عندما لا يوجد كتب مع الطالب لا يستطيع التهيؤ في البيت والاطلاع على الدرس قبل إلقاء المعلم وايضا أثناء تقديم الدرس من المعلم يجد الطالب صعوبة في الفهم ويشعر الطالب بالملل وعدم الانتباه ناهيك عن كمية الكتابة المضاعفة الذي تفرض على الطلبة والذين اشكتوا اثناء ادائهم الامتحان. من عدم قدرتهم على المذاك بسبب عدم توفر الكتب لبعضهم واكتفائهم بالدروس التي في دفاترهم.

-مشكلة تشكل خطر على مستقبل الطلاب 

وتحدث اخر: كل الذي اعرفه كأب لديه اولاد في المدرسة هو انه مع بداية كل عام دراسي بفصليه الاول والثاني يلزمني ان اشتري لاولادي جميع الكتب المدرسية من المكتبات الخاصة وبعض الباعة السفري بجوار مسجد النور بالشيخ عثمان بسعر 500 ريال لكل كتاب علما ان بعض المواد متفرعة وكل فرع له كتاب خاص كالتربية الاسلامية . 

وتابع:  حسب علمي أن الكتاب المدرسي يطبع لكنه للأسف غير متوفر في المدارس ومتوفر في الأسواق وهذه المشكلة مستمرة منذ أعوام حيث كنت في الاعوام الدراسية الماضية أقوم بنسخ الملخصات وتوزيعها للتلاميذ الذين لا يستطيعون شراء الكتب 

واستطرد في حديثه: كل الذي نرجوه هو ان تدمج المواد الدراسية في كتاب لكلا الفصلين بدلا من كتاب لكل فصل كون ذلك يضاعف تكاليف شراء الكتب المدرسية على عاتق الاباء واولياء الامور اما الحديث عن نجاح عمل مطابع الكتاب المدرسي فليس سوى اكذوبة وتغطية على فساد كبير في هذه المؤسسة فكتبها المطبوعة لاتعرف الطريق الى المدارس وانما الطريق الى جوار مسجد النور

للاسف الشديد يريدون صنع جيل متسلح بالجهل وهذه نواياهم العمل مدروس ومخطط له

لابناء الجنوب وعدن خاصة ما اعتقد وزارة تعجز توفر كتاب مدرسي للطلبه. 

واضاف:  أن عجز الجهات المسؤولة عن توفير الكتاب المدرسي لطالب أصبح مشكلة كبيرة تشكل خطر على مستقبل أبنائنا الطلاب، وتهددهم بالأمية، الأمر الذي أجبر الأهالي على اللجوء لشراء الكتب المدرسية من السوق السوداء التي اجتاحت المدينة مؤخرا . 

وقال الطالب فهمي ناصر إن أزمة الكتاب المدرسي أثرت سلبا على مردوده الدراسي حيث كانت سببا في تأخر فهم واستيعابه للدروس وعدم قدرته على استذكار المعلومات التي تم شرحها في الحصة الدراسية، إذ يحتاج للكتاب في مراجعة دروسه وكتابة واجباته . 

مؤكدا ان الكثير من المعاناة والعوائق التي انعكست سلباً على تدهور المستوى الدراسي له وعدم القدرة على المذاكرة للدروس وكتابة الواجبات المدرسية ورغم انه استطاع توفيره في الاونة الاخيرة لاجل الامتحانات الا انه وجد نفسه متاخرا كثيرا في المذاكرة . 

وتابع: اعاني من هذي المشكلة في جميع مراحل الثانوية المواد التي لم تتوفر الكيمياء والأحياء الفيزياء الفقه والحديث والادب والنصوص والبلاغة والرياضيات والانجليزي ونتعامل مع هذي المشكلة اما بطبع المواد او الشراء وهناك بعض الطلاب لا يوجد لديهم المقدرة للطبع او الشراء فتضطر للجلوس بدون كتاب وهذا يؤثر على مستواه الدراسي بشكل كبير 

-من يقف وراء اختفاء الكتب المدرسية ! 

وفي السياق صرحت ناشطة مجتمعية في عدن عن تجربتها في زيارة مطابع الكتاب المدرسي والمفاجاة التي تثير العديد من الاسئلة وتسيل الحبر باحثة عن اجابة لما حدث ويحدث في عدن ومن يقف خلف مشكلة اختفاء الكتب المدرسية من المدارس وتكدسها في الارصفة والمكاتب. 

واكدت الناشطة انه حين دخولهم مطابع الكتاب في المعلا للسؤال عن تصوير نسخ لكتب مدرسية ..انصدموا فورا  بالكمية الكبيرة المتكدسة  من الكتب المطبوعة الجاهزة. 

وحين تحدثوا معهم عن كل هذه الكتب المتكدسة بينما المدراس في عدن تشكو وتفتقر للكتب وكانوا وقتها يقومون بحمل شحنة منها تخص محافظة لحج واكملوا النقل لمحافظة تعز ايضا وحين تم سؤالهم عن نصيب مدينة عدن واجابوا انهم قاموا بتوزيعها للمدارس! قلنا وعدن وهو ما يدعو للحيرة والتسأول طالما طبعوا ووزعوا اذا اين تذهب  الكتب !.. ولماذا مدارس عدن تشكو قلة. الكتب خصيصا للسنوات الدراسية من الصف الخامس وحتى التاسع ! وبمختلف المواد والمقرارات الدراسية! 

وتروي احد المعلمات عن معانتها مع هذه المشكلة وكيف ان المدرسة لم توفر لهم كل الكتب الدراسية وتم فقط في نحن بداية الفصل ارفادهم ببعض  الكتب الجديدة لمادة الرياضيات للصف الرابع وبعض المواد اخرى ولكن بكميات  قليلة جدا وتم ذلك بعد ان تم توزيع النسخ القديمة للسنين السابقة. 

واكدت ان الكتب التي تم توزيعها للمدارس لا تغطي جميع الطلاب لوجود سرقة ولعب من التربية مستدلة بحديثها ان الكتب المدرسية تتوفر بكل انواعها  عند المفرشين والباعه في الارصفة والطرقات والمكاتب واذا لم يكن هناك  سرقة وسمسرة وبيع وفائدة ماكانت الكتب بتباع بالسوق وامام الكل في السوق السوداء التي تنتشر فيها الكتب المدرسية بحيث ان الكمية التي توزع ان وجدت تكون مجرد النص والنصف الآخر يذهب الى السوق السوداء. 

واضافت انهم شكوا مرارا وتكرارا من ان مخازن التربية والتعليم  بدلا من  ان تقوم بصرف الكتب المدرسية للمدارس الحكومية تقوم بتسريبها للسوق السودة ! 

موكدة ان المطابع شغالة ويتم التسليم للمخازن فكيف تصل الكتب للاسواق بينما حرمت منها المدارس الحكومية !؟ 

مختتمة حديثها عن مشكلة ازمة الكتب قائلة: اسألوا وزير التربية والتعليم وحاسبوه على كل ما يحدث في التعليم اليوم ... هو المسؤول الأول عن الوضع التعليمي المتردي التي وصلنا . 

وقال مصدر تربوي فضل عدم ذكر اسمه، ان وزارة التربية والتعليم تتعمد الصمت وتجاهل المناشدات المتتالية بتوفير الكتب المدرسية للطلاب.  

وتابع المصدر: أزمة الكتاب المدرسي تتفاقم وسط تجاهل وزارة التربية والتعليم، ونسبة العجز في الكتاب المدرسي وصلت الى نحو 70 % تقريبا في ظل عجز مكتب التربية في عدن عن توفير الكتب المدرسية. 

واضاف المصدر: نتمنى من أي شخص يمتلك كتب مدرسية ولايحتاج لها التعاون بالتبرع بها .. واي شخص يجد في نفسه القدرة بالمساعدة المادية لشراء الكتب للطلاب الفقراء الذين لايستطيعون توفيها عبر شراءها من السوق السوداء نكون شاكرين له مساعدته.