آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-01:01ص

رياضة


من الذاكرة الكروية اليمنية

الإثنين - 16 ديسمبر 2019 - 09:42 م بتوقيت عدن

من الذاكرة الكروية اليمنية

عدن الغد / منصور عامر

الشهيد/محمد علي الحبيشي

نجم الاحرار الرياضي. التلال اليوم.. اللاعب الكروي والفدائي ضد المستعمر البريطاني والذي أستشهد في مثل هذا الشهر وتحديدا في الرابع من ديسمبر 1964م.، ومرت علينا قبل أيام الذكرى ال55 لاستشهاده

لذا كان من الواجب علينا تناوله تكريما لروحه الطاهرة ، كيف لا وهو المثل الحي لشباب الحركة الرياضية في عدن وفي نضالهم ضد المستعمر البريطاني الذي أمتدت يديه للنيل من الشهيد الحبيشي والحقل الرياضي بعد أستشهاده وكانت روحه الطاهرة هي شرارة أنطلاق حفزت الشباب في عدن وبحماس لمضاعفة النضال ضد المستعمر ليأخذ بالثأر لكرامته الوطنية ، وفي سبيل تحقيق الامنية الغالية للشباب والرياضيين وهي قضية الاستقلال الوطني والتي كانت أمنية الشهيد الحبيشي رحمة الله عليه التي تحققت بنصر كبير على المستعمر في 30 نوفمبر 1967م لتهنئ روح الشهيد الفدائي والنجم الكروي البارز والقدوة الحسنه للرياضيين صاحب الاخلاق العالية والمخلص والمتفاني لكرة. القدم، بشهادة كل من عاصره ، رحمة الله على من توفاهم وأطال عمر من لازالوا أحياء عند ربهم يرزقون

وماكان لأتحاد كرة القدم الوطني في يناير 1968 ألا أن يطلق أسمه على الملعب البلدي الرسمي في عدن والاقدم بالمنطقة في مدينة كريتر [[ملعب الشهيد الحبيشي]].. الشهير حتى اليوم بأسم أول شهيد للحركة الرياضية اليمنية ذلك الشاب والمناضل الجسور تكريما لدماءه الزكية وتخليدا لنضاله وأقدامه على أقتحام ميدان النضال المسلح بشجاعة لاتلين

وبعد رحيله أفتقدته ملاعب كرة القدم كلاعب بارز في نادي الاحرار الرياضي في كريتر الذي شكل فيما بعد مع التضامن المحمدي والشباب الرياضي والحسيني [نادي التلال الرياضي_1975] الفريق الأعرق والأقدم على مستوى الخليج والجزيرة الذي أسس عام 1905م .

ومن النجوم الكروية التي عاصرت الشهيد الحبيشي ولعبت معه الكابتن والمدرب الوطني فيما بعد عباس غلام ، ونصر شاذلي كابتن الشباب الرياضي في تلك الفترة والد وكيل محافظة عدن اليوم ، والسفير السابق/الكابتن أبراهيم صعيدي، والكابتن أبوبكر عبدالله عوض والكابتن عزام خليفة مدرب المنتخبات الوطنية فيما بعد والكابتن/ناصر الماس ، والكابتن عبدي على حسن ، والحارس علي العزاني للاحرار وحارس الشباب الرياضي عادل الجوباني والمدافع عبدالله على حسن .وسعيد مقبل ، نديم عبده حزام ، أبوبكر طرموم ، عبدالله أبراهيم ، فضل النورجي وآخرين لايتسع المجال هنا لذكرهم .

ومن أرشيف الذاكرة الرياضية اليمنية في عدن ومما تناقلته صحف تلك المرحلة ووثقته كصحيفة الايام و نجوم ذلك الزمن الكروي الجميل أنه أقيمت في الذكرى الاولى لاستشهاد الحبيشي مباراة كبرى في كرة القدم كانا طرفاها فريق الاحرار والشباب الرياضي يوم 1965/12/4م ، حيث نزل الفريقان الى ارض الملعب.. في موكب مهيب وحزين يحملان قطعة قماش سوداء يتقدمهم الكابتن عباس غلام كابتن الاحرار يحمل صورة مكبرة للشهيد الحبيشي فيما كان كابتن الشباب الرياضي نصر شاذلي يحمل أكليل من الزهور ، وقد نظمت هذه المباراة وفاء للشهيد الحبيشي.. والتي أنتهت نتيجتها بالتعادل الايجابي 2/2 سجل هدفي الشباب الرياضي /أبراهيم صعيدي، وسجل هدفي الاحرار الاول ناصر الماس والثاني عبدي علي حسن، وحكم هذه المباراة الحيدري وكان مساعداه رجلا الخط/محمد عبدالولي مسرج ، وعمرعلوي السقاف...ألف رحمة ونور على روح الشهيد الحبيشي وعلى أرواح من توفاهم الله ممن شاركوا بهذه المباراة ... مباراة الوفاء والصمود في وجه المستعمر وأطال الله بأعمار من لازال على قيد الحياة منهم .

الشهيد محمد علي الحبيشي ينحدر من أسرة عدنية أصيلة وهو من مواليد 1941 في عدن، تلقى تعليمه بمدرسة بازرعة الخيرية الأسلامية والمعهدالتجاري العدني في عدن ، ثم ألتحق بالعمل في شركة مصافي الزيت البريطانية في عدن الصغرى بالبريقة .

كان الشهيد الحبيشي أحد أبرز العناصر الرياضية في نادي الاحرار الرياضي بعدن وكان يحمل الفانلة رقم 10 في فريقه

أشتهر كلاعب متميز بالمحاورة والمراوغة والضربات القوية وضربات الرأس والقدرة على اللعب في كل المراكز وقيل أنه بحق كان الرياضي الشامل
ولعب لنادي الاتحاد المحمدي والاحرار .

وذكر أنه أستشهد مع غروب شمس الخميس 1964/12/4م حينما كان يجلس في عصر ذلك اليوم بجانب مدرج الملعب البلدي كعادته مع أصدقائه، ولم يدر بخلد الشهيد أن هذا الملعب سيحمل أسمه ذات يوم، كما أنه لم يكن يعلم أنه على موعد مع القدر مع الفداء والتضحية ونيل شرف الاستشهاد في سبيل حرية الوطن والاستقلال..
في هذا اليوم الخالد وبعدأن ترك أصدقاءه ومنهم ناصر الماس وابراهيم علي احمد وعلى وعد منه بالذهاب معهم الى الحفل الفني الساهر الذي كان يحييه الفنان احمد قاسم على مسرح مدرسة البادري في كريتر في ذلك الزمان وكان هذا هو الوعد الوحيد ألذي اخلفه الشهيد الحبيشي كما حكى اصدقاءه عنه، اللذين كانوا لايعلمون أنخراطه في العمل الفدائي ألا بعد أستشهاده
بلغ من العمر عند أستشهاده[23]عاما ، من أبرز صفاته وسماته المميزة أنه كان هادئا في معاملته مع زملائه، وكتوم وصامت، رقيق الاحساس إنساني المشاعر الى حد بعيد ، كما كان أنيقا في لبسه ، صلبا وعنيد وذو موهبة فذة في الملعب ويتمتع بأخلاق عالية ويتحلى بروح رياضية عالية وتربطه علاقات طيبة مع زملاءه اللاعبين بالفرق الاخرى .

والذاكرة الرياضية اليمنية الكروية ستظل وستبقى خالدة نتناقلها أجيال وأجيال ولن تمحى الذاكرة العطرة لرموزنا الكروية مابقي فينا نفس ، لنعرف شبابنا اليوم بتاريخ المجد والزمن الجميل للحركة الرياضية اليمنية وعنفوان التضحية والنضال والتألق كرويا وأخلاقيا
ولعلى الحبيشي رحمه الله عليه وجب أن نتذكره وفاء منا لواحد من قناديل الحرية الحقيقية والقدوة الحسنة للشباب اليمني .