آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-09:14ص

ملفات وتحقيقات


مذكرات الرئيس علي ناصر:الاواني الخشبية والجلدية كانت تجهيزات العروس .. فكيف كان دور الخراز والراضحة والشاحذ في طقوس الزواج ؟

الجمعة - 13 ديسمبر 2019 - 03:44 م بتوقيت عدن

مذكرات الرئيس علي ناصر:الاواني  الخشبية والجلدية كانت تجهيزات العروس .. فكيف كان دور  الخراز والراضحة  والشاحذ  في طقوس الزواج ؟

عدن(عدن الغد)خاص:

 

(عدن الغد) تنفرد بنشر مذكرات  ( الطريق إلى  عدن )  الرئيس علي ناصر :  الحلقة ( السادسة عشر   )

 

 

متابعة وترتيب / الخضر عبدالله : 

 

 

تجهيز اواني  من الجلود للعروس

 

ويتابع الرئيس علي ناصر سرد  مذكرات :" ان العم سليمان عوض وأصل حديثه فأخذ يذكر أسماء الأواني التي تجهزها الأم لإبنتها كأنه يقرأ من كتاب مفتوح. وجاء الآن دور الحديث عن الأوعية الجلدية التي تستخدم في حفظ الماء والسمن والعسل. وبدورها كانت كثيرة، وأحجامها وتسمياتها متعددة، وتستخدم لأغراض شتى. ويبلغ عددها كما قال لنا (22) قربة. وعشرة "أروب" (1) و"قربتان" (2) و"كرعتان" (3) واحدة منها للعسل والأخرى للسليط وقربتان أوثلاث قرب للماء واحدة للراعي والأخرى لـ"الشارح" (4) و"أربان" للأبتال(5)  . ويصل عدد الجلود التي تقوم أم العروس المسكينة بدباغتها والتي تستخدم في تجهيزات الزواج ما يقارب مئة جلد من مختلف الأحجام ويستخدم في دباغتها الملح و"القرض" (6) ودم شجرة "القيطام" الأحمر ذو المفعول العجيب. فبعد ثلاثة أيام فقط من دبغ الجلد بدم هذه الشجرة يكون صالحاً للاستخدام. وتظهر آثار لونه الأحمر على ماء الشرب في الأيام الأولى من استخدام الجلد المدبوغ لماء الشرب ثم يختفي بعد ذلك نهائياً. كما أن دم شجرة "العشر" الابيض يستخدم في دباغة الجلود.. وتزيل هذه المادة شعر الجلد بصورة مذهلة.

 

أم العروس  و عملية دباغة الجلود التقليدية

 

وواصل العم سليمان حديثه عن "الدباية" 0الدباغة) فقال:

"الدباية" (الدباغة)

وعندنا النسوان "يدبين"(يدبغن) الإدمان  ( 7) (جلود الاغنام). أربع أو ست مرات، اولا تملحها بذرّ الملح عليها وتتركها تجف في الشمس لعدة ايام وبعد ان تجف تقوم بنقعهن في ماء في جحف (8) لكي تترطب وتترك لمدة يوم أو يومين ثم تعلقها بعد ان تضع عليه دم شجرة العُشر(9)  لازالة الشعر منها. ويتم قطع أغصان شجرة العُشر حتى يقطر دمها الأبيض ويجمع ويوضع على جانب الجلد المجاور للحم.

بعد ذلك تقوم المرأة "بملط" (تنزع) الشعر بيدها، حتى يتخلص الجلد من كل الشعر العالق به.

بعد ذلك تدق "القرض" (نبات له خواص علاجية) في مدقة. وتلف الإدمان و"تطرح" (تضع) فيهن القرض المدقوق ثم تضعهن في الجحف وعلى كل أديم تضع اوراق شجرة "العبب".

وتترك الجلود يومين أو ثلاثة أيام حتى ينجحين (ينضجن). وبعدها تقوم  "تدباهن"حيث تجلس على مجلاسها تتفرشخ، والمدباة بين أرجلها في القاع. وتمسك الجلد بيدها وتضربه فوق المدبغة.

وتستمر في ذلك نحو ساعة او اكثر وعندما تكمل "الدباية" (الدباغة) تخرج القرض من الأديم وتنفضه وتضع بدلا منه "الجلجل" (السمسم) الذي طحنته على المرهاة. ووضعته على التفال(10)   ثم تقوم بنفض المرهاة من بقايا الجلجل بيدها.

وتقوم بصب الجلجل المطحون في كعدة (11)  ثم تغسل المراهي من أجل أن تكون نظيفة واحدة بعد الأخرى.

ثم تقوم "بشك" (ربط وتعليق) الادمان في حبل وتعلقها وتعريهن (أي تتركهن) يوماً وليلة معلقات حتى تجف، وبعد ذلك تنزلها من المعلاق وتنفضها من الدهن الذي رشن بها (علق بها).

قلت له: يا عم سليمان هذا الكلام ما فهمت منه شيء.

وبرغم ملاحظتي فإنه مضى في كلامه مستطرداً فيقول:

 

- فإذا و"طتها" (12)  (انزلتها) من المعلاق نفضتها مما يرشن (13)  بهن من الدهن.

ذهلنا لكل تلك التفاصيل والجهد الهائل الذي تقوم به الأم المسكينة من أجل تجهيز ابنتها للزواج. فهذه العملية تستغرق وقتاً وجهداً هائلين لا يستهان بهما، ويستغرق ذلك في بعض الأحيان الشهرين كما عرفنا من العم سليمان عوض الذي قال مضيفاً:

-يا بوك الأمر لا يقف عند هذه الحدود.

قلت: ماذا أيضاً ؟!

 

 

أم  العروس تعفى من أعمال المنزل والزراعة

 

قال :

- صحيح أن أم العروس تعفى خلال هذه الفترة من أداء أعمال المنزل والزراعة، وتتولى النساء الأخريات مهماتها.. لكن الأم لا تعرف الراحة حيث تجدها تقوم بشك حلي ابنتها ومعاصمها ودق "قرضها" وطيبها، وتساعدها بعض النساء في طحن كمية كبيرة من الطيب الذي يتم ذره على رؤوس الناس بعد دهنهم بزيت "الجلجل" (السمسم) فيعطي رائحة طيبة تبقى فترة طويلة في شعر الرأس. كما تجدها  تقوم بإعداد وتجهيز أواني الطبخ كـ"البرام" (14) و"المحاسي" (15) للبتول. إضافة إلى أوعية حفظ وتحميض الخبز والحليب المصنوعة من القرع المجفف حيث تجهز العروس بأربع "أجحاف" مفردها "جحف" واحد منها "للحموضة" (16) والثاني "للرهي" والثالث "للمعونة" (17) ويوضع فيه خبز الناس الذين يلجأون إلى مساعدة الأسرة في رهي" خبزهم وطبخه, عندما يكون لديهم زواج أو موت أو خلافه، حيث تتعاون الأسر المختلفة في إعداد الخبز لأعداد الضيوف الكثيرة الذين يتوافدون عليهم في مثل هذه المناسبات. ووجود "جحف" في كل بيت للمساعدة دليل على أن روح التآخي والتآزر والتعاون جزء من شخصية أبناء دثينة. 

 

من تجهيزات العروس الأواني الخشبية

 

 ونعرف من العم سليمان بأن العروس تجهز بـ"مرهاة" (18)  وبمجموعة من الأواني الخشبية التي تصنع محلياً من خشب العلب في دثينة، أو تجلب من أحور، وتنحت من خشب الأثل. وهذه الأواني تستخدم لأغراض مختلفة "فالكعاد" مفردها

"كعدة" تجهز العروس بكعدتين منها، واحدة تتسع لكيلة ونصف (19)، والأخرى سعتها كيلة. ويتم وضع الخبز المهروس في هذه الكعاد ليقدم للضيوف أو أهل البيت حيث يتم تغميس الخبز في زيت السمسم أو الحليب أو العسل أو "الصعة"  (20) في هذه الكعاد..

وتجهز العروس أيضاً بـ24 "مخصرة" (21) "درزنين"  (22) درزن صغار ودرزن كبار، ويوضع في هذه المخاصر مرق اللحم، حيث يتم غمس كسرات الخبز لتبليلها حتى يسهل ابتلاعها، وتوضع المخصرة في وسط طبق الأكل المصنوع من سعف النخيل، ويجلس الآكلون حول هذا الطبق وتجهز العروس أيضاً بعدد من "الصحاف" ومفردها  "صحفة" (23)  وبأوعية خشبية مختلفة، منها وعاء يسمى "مشربة" وهو مصنوع من خشب الأثل، ويتسع لحوالي نصف (تنكة) من الماء وتستخدم للاغتسال إضافة إلى وعاء خشبي يسمى "أرفة" وهي مخصصة ليشرب منها الراعي. ووعاء خشبي آخر مع غطاء يسمى "عس" ويحفظ فيه اللبن الحامض.

 

كما تجهز الأم ابنتها بمنحاز كبير (24)، وآخر أصغر منه لدق البُن، والزنجبيل، والبهارات وغيرها وهما مصنوعان من خشب العِلبْ يقوم بحفرهما وتجهيزهما أهل العود المشهورين في أعمال النجارة وصناعة الأواني الخشبية.

 

حضور النجار لبيت العروس

 

وقبل العرس يحضر الحداد إلى بيت العروس، ويقوم بعملية "ترزيز" هذه الأواني، ووضع حلقات معدنية لها(رزز) حتى يمكن تعليقها. وبعد شكها في حبل يقوم بوضعها في "شوال" كبير مصنوع من الجلد استعداداً للعرس حيث يتم تحميلها مع أشياء العروس الأخرى على جملين أو ثلاثة جمال. وتسير بعد العروس في قافلة العرس، وبعد أن تصل هذه الأغراض بيت الزوجية يتم تعليقها في سقف بيتها لتراها النسوة، وتبقى معلقة حتى يتم الاحتياج إليها، وقد تبقى لسنوات طويلة معلقة في غرفة

 

الزوجية. كما يتم تجهيز العروس "بدرزنين" (25)  من الفناجين مخصصة لشرب القهوة مصنوعة من الخزف. وفي تلك الأيام كان هناك نوعان من الفناجين هي "أبو شهر" و"قرنفليات". وعندما انعدمت لجأ الناس إلى الأقداح المصنوعة من الطين "محاوس حيس" التي تجلب من منطقة حيس في تهامة وتنسب إليها.

 

 

موكب "امسيف"

 

في هذا العدد يواصل  علي ناصر سرد مذكراته  في عادات الزواج  ما بعد الخطوبة  وتجهيز العروس  معتمداً على حكايات العم سليمان عوض  وبقية التفاصيل في السطور القادمة ويقول علي ناصر :"  ورغم إن العم سليمان قد أفاض في وصف عملية إعداد الأواني والأدوات التي تأخذها العروس معها إلى بيت عريسها. إلا أن الليل كان لا يزال في أوله والحديث لا ينتهي أبداً، وكنت بالذات في حاجة إلى معرفة المزيد. وكأن العم سليمان يدرك ذلك فأخذ يحدثنا عن "امسيف". ولما سألناه ماهو "امسيف"؟ قال:

- إنه يوم الاحتطاب، ويسبق الزواج بنحو أسبوع، وهذه العملية تتم لدى طرفي الزواج. ولكل طرف "سيفه". في هذا اليوم، وفي ساعات فجره الأولى يذهب شباب ورجال القرية من أصدقاء وأقرباء أهل العروس والعريس لإحضار الحطب. الذي سيستخدم لطهي ذبائح الزواج. وأطعمته الكثيرة التي تتطلب إيقاد الكثير من الحطب. و"امسيف" كما قال لنا العم سليمان هو أحد مراسم الزواج في دثينة ويبدأ بخروج الشبان والرجال للاحتطاب بعد صلاة الفجر مباشرة حيث يرتحلون بالجمال إلى أحد المناطق التي تكثر فيها الأشجار ويتوفر فيها الحطب الجيد والجاف وخاصة حطب السمر والضبيان. وبعد تحميل الجمال بالحطب ينطلق موكب السيف عائداً إلى القرية. وقبل نحو كيلو متر من القرية تقيد القدمان الأماميتان للجمل الأول في قافلة الحطب بحبل لا يسمح له أن يخطو الا خطوات قصيرة تبطئ من حركة قافلة "السيف".

ويتم تعليق زينة نسائية: حزام فضي وأساور على رقبة الجمل الأول وأيضاً الجمال الأخرى في القافلة كما يوضع ثوب نسائي على ظهر الجمل منصوب على "عاسيل" (نصب هرمي يتكون من ثلاثة عيدان مربوطة بحزام جلدي من الأعلى عبر ثقب في رأس كل عصا يسمح بمرور السير الجلدي عبره مما يسمح بنصبه وتثبيته على الأرض في شكل هرمي ويستخدم "العاسيل" لتعليق مهد الطفل عليه مما يتيح للأم أرجحة طفلها وهدهدته وتهدئته عند بكائه ويسمى المهد المعلق بالنصب الخشبي "مزب" وهو تصميم بدائي للمهد المتأرجح للأطفال حالياً.

 

وعند سير قافلة "السيف (26) " يقوم الشبان المرحون الممتلئون صحة وحيوية بالرقص والمرح وترديد الأهازيج والتصفيق، وإطلاق الأعيرة النارية في الهواء.

 وما إن يقترب "امسيف" من القرية حتى يخرج الأطفال والنساء والرجال لمشاهدة موكب الرقص وهم يهللون ويرحبون ويزغردون ويشتركون في هذه المراسم السعيدة, ولحظة وصول الموكب يتم فك قيد الجمل الأول، وإنزال الحطب والزينة من على ظهره، وإنزال الحطب من على ظهور الجمال الأخرى. 

ويتواصل الرقص واللعب على أصوات الطبول، والزغاريد والأعيرة النارية ابتهاجاً بهذه المناسبة. وفي هذا الوقت تقوم أم العروس، أو أم العريس بدهن رؤوس الشبان بزيت السمسم ورش الطيب عليها، ورش الطيب عليها إكراماً لهم واحتفاءً بهم. وطوال فترة تحرك موكب السيف يردد الشبان: "وَعْلى امسيف عَلَى امسيف" إضافة إلى العديد من الأشعار والكلمات التي تقال تعبيراً عن الفرح في هذه المناسبة. وتستمر حلقة اللعب والرقص والطرب حتى وقت الظهر، ليتفرق بعدها الجميع إلى منازلهم. وأتذكر أنني بعد ذلك التاريخ حضرت عرساً لأحد الأصدقاء في قرية المجحفة التي يسكنها صديقي علي السلامي وأسرته وأقاربه وعشيرته آل سلام بلحج وسمعتهم يرددون الكلمات والرقصات ذاتها: "وَعْلَى امسيف عَلَى امسيف".

 

 

ليلة "امشل" (27) 

 

كان العم سليمان عوض يحكي لنا هذه التفاصيل مثلما خَبِرَهَا بنفسه. وقد حان الآن الوقت لكي يحدثنا عن أهم اللحظات التي تحملنا في سبيلها تلك الأشياء التي حكاها لنا بالتفصيل الممل.. إنها "ليلة امشل" أو ليلة الزواج وذهاب العروس إلى بيت عريسها. وكان علينا أن ننصت الآن إليه بانتباه أكثر.. فهو سيحدثنا بلا شك عن تلك الليلة التي حلم بها كل "حريو" (عريس) وكل "حريوة" (عروس) في هذه الدنيا، ولا شك أن العم سليمان وعدداً من الحاضرين قد مرّوا بهذه الليلة من قبل.

 

مبارات الشعراء

 

و قال أن الشعراء كانوا يتبارون بالشعر في الأعراس والمناسبات, يعبرون بشعرهم عن عواطفهم الجياشة وعن مواقفهم وأحياناً عن مواقف وعواطف الآخرين. يشعلون العواطف كما الحرب وأداتهم الشعر والتحريض بالشعر.. وكان علي رامي هو الأشهر بين هؤلاء الشعراء. وقد التقاه (بو حمحمة) الذي لا يقل عنه فحولة في سـهرة زواج في (مودية) وكان معظم حضورها من الشـعراء، واتفق الشعراء وعلى رأسهم (بن رامي) و(أبو حمحمة) أن يبدأ أحدهم بشطر من بيت ويكمل الشاعر الثاني الشطر الآخر منه. وكان الاتفاق بينهم أن يخرج من لا يستطيع الرد على الشطر الأول من البيت من هذه السهرة التي تحضرها أجمل النساء، ووافق الجميع وابتدأ (بن رامي) فقال:

"ليت السماء في الأرض والأرض السماء"

 

وسكت.. وطلب من الآخرين واحداً بعد الآخر أن "يجيزوا" بقية البيت أي الإتيان بالشطر الثاني من بيت الشعر الذي قاله فلم يتمكن أحد منهم من ذلك. حينها برز إلى الحلبة الشاعر ناصر عبدربه مكرش المعروف بـ(أبوحمحمة) منتشياً كالطاووس بين الجميلات فأكمل الشطر الآخر من البيت الذي قاله (بن رامي).. وكان ذلك إيذاناً للشعراء الآخرين بترك ساحة المبارزة الشعرية للشاعرين ابو حمحمة وبن رامي. وكان الشطر الآخر الذي قاله (بو حمحمة):

با حط لي في الأرض وإلاّ في السماء با طير

 

وهكذا طار الشعراء الآخرون من السهرة ليحتكرها بن رامي وأبو حمحمة.

وخلال المبارزة الشعرية رأى "بو حمحمة" امرأة تخرج من "الشرح" (حلقة الرقص) إلى "المخدم" (المطبخ) وكانت في غاية الجمال فقال:

بو حمحمة :

بوحمحمة بيه ظمأ بيه ظمأ

 

علي رامي :

لا بك ظمأ أشرب شف الماء جنبنا في الزير

وقال ابن رامي:

بن رامي علي يا غيل ماء يا غيل ماء

 

فأكمل بو حمحمة :

إيش اخرج الماء يا المخبّل من قعور البير

 

بو حمحمة :

بو حمحمة ماشي كما ماشي كما

 

 ورد عليه بن رامي علي:

لا الغير كما الحالي ولا الحالي شبيه الغير

 

 

ابن رامي:

بن رامي علي ما لملما ما لملما

وأكمل أبو حمحمة:

كما فروق النوب لا التمت بجنب المير (النوب: النحل)

 

بعدين قال رامي لبوحمحمه : 

الليله البيضاء لمن..

رد بوحمحمه :

لحلاب العصوص...

رامي :

دي دق دوم امعلب...

بوحمحمه :

لما خرج امفرصوص ...

 

وهنا تقاسم فحول شعراء دثينة: بن رامي وابو جمجمة من ربع بيت اثباتا لعبقريتهما الشعرية وفحولتهما وابداعهما .

ثم قال برطم  أن بو حمحمة وبن رامي علي من أفضل الشعراء في منطقتنا. 

هنا أكمل العم سليمان حديثه عن مراسيم الزواج بعد ان اخذهما الحديث عن عبقرية شاعري دثينة الاشهرين فقال وهو يسحب أنفاس رشبته ويرسل دخانها في الافق الفسيح:

 

في هذه الليلة يحضر أهل العريس مع وفد يمثلهم يسمونهم "الشواعة (28)"  إلى بيت العروس، ويحضرون معهم ثوب العروس الأسود "البركالة" وغطاء رأسها الأبيض المصنوع من القطن "المجول" ويبلغ طوله ستة أذرع، وتُغطى به العروس من رأسها حتى أخمص قدميها. إضافة إلى "امشرط (29) "  الذي يتكون من عشرين رأس غنم وكيلتين بن، وثمينة "طعم" (زنجبيل)، وكرعة سليط وكيلة ملح.

 

الشل للخراز

 

ونعرف من العم سليمان أن ما يحضره أهل العريس من "شل" يذهب بعضه إلى الخرًاز في بعض قرى دثينة، إضافة إلى رأس غنم له، ورأس غنم آخر للشاحذ. وفي قرى أخرى يذهب "الشل" كله إلى بيت الخرًاز، حيث يأخذ الخرًاز الجمل بكل ما يحمله من شل إلى بيته ولا يدخل بيت أبي العروس أي شيء من الشل عدا رأس غنم يذهب للشاحذ.. وأخذ الخرّاز "للشل" كله ربما يثير بعض الأسئلة عن مدى أحقيته لذلك، أو لماذا الخَّراز دون غيره، وما الدور الذي يقوم به الخرّاز حتى يستحق "امشل" كله. أو الجمل بما حمل كما يقال.. 

 

وعندما سألت العم سليمان هذا السؤال قال:

- الخرًاز يقوم بعمل كبير ومرهق في المجتمع القبيلي في دثينة، ليس فقط في أثناء الزواج أو الموت أو المناسبات.. لكن أيضاً في الحياة العادية لهذا المجتمع. فهو الذي يقوم بخرازة "التوار" و "الجعاب" و"الافتار" ويقوم "بتعوين (30) "   الحب والبُن 

(توزيعه) على القرى لمساعدة أهل "امشف (31)"  في إعداد خبز "الرهي" الذي يتطلب عملاً مرهقاً وطويلاً من النساء، ولا يمكن إعداده وتجهيزه إلا بمساعدة من الآخرين خاصة عندما يكون عدد الضيوف كبيراً.

ونعرف أن الخرّاز وحده من يقوم بذبح الأغنام مقابل أجرة من أهل المناسبة، وأجرته عبارة عن رأس غنم من الأب، ومثله من الأم، كما يقوم بصناعة وإصلاح كل الأشياء الجلدية من أحذية وأحزمة وغيرها. غير أن الشاحذ يساعد الخرّاز في بعض هذه الأعمال إضافة إلى عمله في قرع "المرفع" وهو طبل كبير يتم قرعه بأمر عاقل القبيلة في وقت الحرب، لكن العبء الأكبر في تنفيذ كثير من الأعمال يقع على عاتق الخرًاز والتي منها قص الشعر، والكي، وعلاج الأغنام المريضة، وختان المواليد الذكور، وغيرها من الأعمال التي لا يستطيع أن يقوم بها سواه من أبناء القبائل الذين يأنفون من ممارسة هذه الأعمال التي يعتبرونها معيبة في حق ابن القبيلة.

 

 

 

لماذا يتم إخفاء العروس ثلاثة أيام قبل العرس .. وما هو دور  "الراضحة " او "المكدية " في ليلة الدخلة ؟!

 

 

ليلة الزواج..

 

نواصل في هذا العدد ما تبقى من عادات الزواج  كما أشار الرئيس علي ناصر في مذكراته  قائلاً :" وعاد العم سليمان إلى حديثه السابق عن ليلة "امشل" فقال:

- حين يصل موكب أهل "امشل" الذين يحضرون معهم شرط العروس، يتم استقبالهم بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء، تعبيراً عن الترحيب، والحفاوة، والفرحة بهم، وبهذه المناسبة وعبر القرى التي يمر بها الموكب يستقبل بإطلاق الرصاص كنوع من المشاركة الشعبية في الفرح. وبعد أن يتم إنزال "الشل" تقدم القهوة للضيوف. وفي الوقت نفسه يستمر اللعب والرقص والغناء والابتهاج. وبعد شرب القهوة يجري الاتفاق مع والد العروس على موعد تحرك موكب العروس إلى بيت زوجها، والذي عادة ما يكون في الصباح الباكر لليوم التالي أو منتصف الليلة نفسها.

 

وفي الصباح تخرج العروس من بيت أهلها، فتنطلق أصوات الزغاريد، والطبول، والأهازيج، وتمزق أصوات الرصاص السكون، وتوقظ من كان نائماً فيذهبون لحمل بنادقهم وإطلاق النار بدورهم في الهواء تحية للعروس وأهلها.

ونعرف من العم سليمان أن العروس تجلس على جمل جُهز مسبقاً لهذا الغرض، ويتم تحميل أغراضها وأشيائها التي جهزتها لها أمها على جملين أو ثلاثة جمال تقطر إلى جمل العروس.

وبعد أن يتحرك الموكب الميمون تلتفت العروس ثلاث مرات تجاه بيت أهلها، ملقية نظرات أخيرة على البيت الذي يختزن ذكرياتها. وشهد لعب الطفولة ومرحها، والأشياء العزيزة التي سوف تفتقدها حتماً.. فقد أصبحت الآن امرأة وتنتظرها واجبات ومسؤوليات في بيت زوجها حيث أهلها الجدد والحياة الجديدة.

 

إخفاء العروس  ثلاثة أيام عن انظار الرجال والنساء

 

ومن الأمور الطريفة التي رواها لنا العم سليمان تجهيز العروس للزواج. حيث يتم إخفاء العروس في إحدى الغرف قبل ثلاثة أو أربعة أيام من ليلة العرس بعد إلباسها "بركالة" سوداء مصبوغة "بالنيل" وخلال هذه الأيام يتم دهن جسمها وشعرها بزيت السمسم، ومرخ جسمها بأوراق العبب وبالهرد والورس اليافعي، ووضع الطيب على شعر رأسها، وتتكرر عملية الدهن والمرخ للعروس عدة مرات في اليوم. وتشارك فيه كل امرأة زائرة، وسط الأغاني والأهازيج التي ترددها النسوة مثل:

"هدياني (32)  واهداني (33) هدان وابرك هداني

 

هدياني واهداني هدنت (34) لش يا كناني"

يقابلها في عدن: هدياني وهوداني يا دون

أو يرددن:

"ألا يا مرحبا بش وبهلش وبالجمل دي رحل بش

 (بش: بكِ، وبأهلش: وبأهلك).

وتردد النساء:

على أمسيري.. على أمسيري ألا بسم الله الرحمن

على أمسيري.. على أمسيري عسى الله يقرع الشيطان

على أمسيري.. على أمسيري حنيشة وأهلها حنشان (35)

على أمسيري.. على أمسيري إلا ما قدر الله كان

على أمسيري.. على أمسيري ألا يا به كثر خيرك

على أمسيري.. على أمسيري ألا ربيتني لغيرك

وعندما توصل العروس بيت عريسها يقولون:

على أمسيري.. على أمسيري ألا حيا ملى الوديان

على أمسيري.. على أمسيري ألا يا ليلة الرحمن

على أمسيري.. على أمسيري ألا خذني ولد شجعان

 

وقد طورها فيما بعد الشاعر أحمد الجابري ولحنها وغناها الفنان محمد مرشد ناجي على النحو التالي :

على امسيري على امسيري ألآ بسم الله الرحمن

 

على امسيري على امسيري ولا موذي ولا شيطان

ألآ يا مرحبا بش وبهلش و بالجمل ذي رحل بش

على امسيري على امسيري تخطي في درا ج اهلش

ألآ يا مرحبا بش وبهلش وبالجمل ذي رحل بش

فرشنا اموادي بالريحان ومن أجلش سرينا ليل

على صوت الفرح والدان الأ حيا ملى الوديان

ألآ يا مرحبا بش وبهلش وبالجمل ذي رحل بش

سلام مني لمن أقبل على عيني وفوق الراس

قمر لا بان في المحفل سلب عقلي أنا يا ناس

ألآ يا مرحبا بش وبهلش وبالجمل ذي رحل بش

ألا لصوا البخور والعود ورشوا الورد يا أهل امبيت

وهاتوا لنا معاگم عود اباگم ترقصوا في امبيت

ألآ يا مرحبا بش وبهلش وبالجمل ذي رحل بش

 

دهان رأس كل رجل أو امرأة يأتون الفرح

 

وخلال ذلك تقوم أم العروس أو "الراضحة (36) " بدهن رأس كل امرأة أو رجل يأتي للزيارة والمشاركة في الفرح ثم وضع الطيب عليه.

وبعد مراسم الدهن والمرخ للعروس، وقبيل خروجها إلى بيت زوجها تقوم أم العروس "والراضحة" بغسلها بمسحوق من أوراق العلب الخضراء والعصار المدقوق. ويتم إزالة كل الأوساخ المتراكمة على جلدها بفعل الدهن والغبار. ويغسل  شعرها "باللجن (37)"  و "اللجب (38)"  ويتم تكحيلها وتبخيرها بالعنبر والعود. وتلبس العروس الثوب الأسود الذي أحضره أهل العريس، ويراعى عند خياطته صقله ولمعانه وخلوه من التجعيد وتتم خياطته بخيط أبيض يظهر بوضوح للعيان. أما "المجول (39)"  والذي يوضع على "الشباك (40) "  الذي يغطي وجهها فيتم شكه وخياطته بشوك السمر الحاد الأطراف والذي يتم اختياره من المناطق التي تشتهر بأشواك سمرها الطويلة والقوية والحادة. ويتبارى لأداء هذه المهمة الشبان والرجال، ويشك "المجول" بنحو مئة شوكة من رأس العروس حتى قدميها.

 

إطلاق الأعيرة النارية لموكب العروس بمرورها كل قرية

 

وخلال مرور موكب العروس بالقرى المؤدية إلى بيت زوجها، تستقبل بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء ترحيباً بها وتحية لها. وهو ما يحدث عندما تصل إلى قرية الزوج حيث تستقبل بزخات الرصاص الكثيف، تتخللها أصوات الطبول، والأهازيج والرقصات والزغاريد. وبعد أن تنزل من على ظهر الجمل الذي حملها، وقبل أن تتخطى عتبة بيت الزوجية يتم وضع طبق مليء بالحبوب على باب الدار ويقوم الزوج والزوجة بالمرور فوقه (41)، ويتم ذبح ذبيحة على رجل العريس الذي يضع رجله على رجل عروسه. ويسمى هذا بـ "فِدو مرجيل" أي "فدية الأرجل". ويرمز هذا إلى أن بيت الزوجية سيكون بيت رخاء وثراء وأن هذه الذبيحة، بمثابة قربان للرب ليجعل زواجهما مباركاً، وبيت الزوجية عامراً بالخير، والمحبة والثراء، وهذه الذبيحة يأخذها الشاحذ إضافة إلى طبق الحَبْ.

 

رفض العروسة خلع المجول إلا بدفع الشرط

 

وبعد أن تدخل العروس بيت الزواج تجلس، فيطلب منها العريس أو أبوه أو أمه أن تخلع "المجول" لكنها تمتنع قبل أن يدفع الشرط، ومقداره عشرون أو ثلاثون قرشاً(ريال ماري تيريزا)، إضافة إلى قرشين "لنسيبتها" التي سميت بها. ولا تخلع العروس المجول الذي لا بد أن أشواكه سببت لها الكثير من المضايقات إلا بعد دفع الشرط وحق النسيبة، فتقوم "بِصَرِ" (ربط النقود في صرة أو قماشة) حق النسيبة وهو قرشين من الفضة وتعطيه للشاحذ الذي يسلم المبلغ لنسيبة العروس، ويحتفظ "بالمجول" لنفسه أما أم العروس فلها قرشان أو ثلاثة، وأحياناً لا تعطى شيئاً، أما الراضحة فلها قرش واحد والأم لها قرش من أم العريس ورأس غنم.

 

دور " الراضحة " أو "المكدية "

 

ودور "الراضحة" ويطلق عليها في عدن وبعض المحميات المكدية كما عرفنا من العم سليمان هو مؤانسة العروس في بيت زوجها حتى حضور أمها. وهو دور يشبه دور الوصيفة في أيامنا هذه. وعادة ما تحضر الأم في صبيحة اليوم التالي إذا ما زفت ابنتها في الليل أو في عصر اليوم ذاته إذا زفت ابنتها في الصباح. وبحضور الأم ينتهي دور الراضحة التي تغادر بيت الزوج بعد ثلاثة أيام. وبوصول الأم تتولى  الاهتمام بابنتها وتنام معها حتى يسلمها الزوج شرط ابنتها، ولا تغادر بيت صهرها إلا بعد أسبوع، بعد أن "تنثر" (تفك) شعر ابنتها و"تمردده" (تظفره جدائل صغيرة ورفيعة " والفعل "مرددته" أي ظفرته. وعندما تحضر الأم إلى بيت صهرها تحضر معها ذبيحة مطبوخة ومقطعة إلى قطع صغيرة يقوم الخراز بتوزيع لحمها على النساء اللواتي يقمن بإعطاء الخراز ما تيسر من النقود، وهذه يسمونها "امرديّة".

 

عادات سائدة

 

ومن العادات التي لا تزال سائدة الى يومنا هذا هي حق العم وحق الخال وهو ان يذهب اهل العريس الى عم الفتاة يستأذنونه وياخذون موافقته على اقامة العرس ويأخذون معهم رأس غنم وبعد العم يذهبون الى الخال وكان بعضهم ياخذ فلوس من اهل العريس وان كان هذا نادر الحصول.

ومن العادات المتبعة ان يقوم اهل العريس قبل الزفاف بيوم ان يذبحوا غنم ويعزموا الناس ويسمى هذا "اثاث" (يكسر الالف وتشديد الثاء وفتحها) اي تاسيس للحياة الزوجية الجديده وكانوا يعزموا الناس في الصباح ثم تحول موعد العزائم مع مرور الزمن الى المساء.

--------------------------------------------------

 

هوامش /

1-قرب من جلود الأغنام لحفظ الماء.

2 - نفس السابقة ولكن بحجم أصغر.

3 - من أواني الجلد.

 4-حارس المزارع.

5  - الفلاحين

6 - نبات للعلاج ودباغة الجلد.

7 - يدبغن الجلود عندما تكون طازجة وطرية

8-وعاء يصنع من ثمرة القرع الجافة كبير الحجم يصبح بعد تجفيفه صلباً ويقطع من الأعلى لكي يستعمل لحفظ الزيت أو السمن أو العسل أو اللبن.. إلخ

 9- نوع من النبات.

 10- وتسمى أيضاً مسرفة وهي مفرش واسع مصنوع من سعف النخيل. والثفال بالفصيحة جلد يبسط تحت رحى اليد ليسقط عليه الدقيق.

11 - آنية عميقة واسعة من الخشب المتين لأشجار العلب تستعمل لتناول الطعام.

12- أنزلتهن.

 13- يعلق أو يلصق.

 14- أواني واسعة لطبخ اللحم، مصنوعة من الحجر المنحوت.

15 - آنية مصنوعة من حجر الحرض.

16 - سائل حامض يتكون من اللبن والماء والثوم وطحين الذرة ويطبخ به العصيد الحامض.

 17- أي المساعدة.

 18- حجر مستطيل لطحن الذرة المبلولة بواسطة حجر اسطواني مدور تمسكه المرأة بيديها من الطرفين ويسمى "عالي" وتقوم المرأة بسحق الذرة به على المرهاة في حركات متتابعة إلى الأمام وإلى الوراء حيث يتحول إلى مسحوق ناعم متماسك يسمى"رهي" ثم تضعه في "الجحف" حتى يتخمر ويأخذ مذاقاً حامضاً يمكن التحكم فيه من خلال طول أو قصر فترة التحميض.

19 - كيلة: ووزنها 4 أثمان تساوي حوالي 4 كيلو غرام ويوجد أصغر منها وهي "ربوعة" يعني 3 أرباع ويوجد نص كيلة وثمينة وتساوي 1 كيلو غرام وهناك مثل "ضاعت الكيلة في الثمينة" تعبيرا عن اختلاط الامور وضياع المقاييس.

20 - سائل كثيف مطبوخ يتكون من اللبن المخلوط بالطحين ويوضع وسط حفرة وسط الخبز المهروس أو العصيد وتسمى "مخصر".

21-وعاء خشبي مصنوع من خشب الأثل متوسط الحجم يجلب من أحور.

 22- درزن أي دزينة وعددها 12.

23 - وعاء مفتوح مسطح أقل عمقاً شبيه بصحون الطعام، يوضع فيه أيضاً العصيد والخبز المهروس، ويختلف عن (الكعدة) الأكثر عمقاً لأن الخبز يبرد فيه بسرعة. 

25 - المنحاز هو الهاون كبير الحجم منه ما هو مصنوع من الخشب أو منحوت من الحجر أو مصنوع من أنواع المعادن.

26-   وهم يلغبوا بالسيف ولهذا سمي باموكب السيف

وهم يغنوا ويرددوا

قولوا على امسيف     وعلى امسيف .

27- أي ليلة الشلّ حيث يستبدل باللام ميماً، و"الشل" هو ليلة الدخلة عند المصريين.

28- الخَطّاب

29-  مهر العروس

 30 - مساعدة أهل العريس بالطبخ

31-المناسبة.

 

32-هدياني: موال

 33- واهداني: موال

34-هدنت: غنيت لك

 35- الحنش: الأفعى، كناية عن حصانة المرأة ورفعة نسبها.

36- الراضحة: ويقال لها في عدن المكدية, وهي سيدة متقدمة في السن تقوم بمرافقة العروس الصغيرة في ليلة زفافها الى بيت اهل زوجها.

 

 37- مسحوق يصنع اللحاء الخارجي لجذع شجرة العلب.

 38- من أنواع اللجن.

 39- منديل الحجاب.

 40- شبك من القماش يغطى به الوجه جزئياً.

  41-يقال ان الشاغر فرحان ذهب الى زواج عند ال حسين وهم من ال زامك وعندما شاهده شاعر من ال حسين قال:

حيا لفرحان دي جانا يبا امتسبلة

فرد فرحان وقال:

لابيت حبك ولا با يمبطن لي كله

فقال الشاعر:

لا عولقي خالص ولا انه من علة

فقال فرحان:

عولقي بوي وانته بيتك معي توسلة