آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-05:56م

أخبار المحافظات


ردفان تحيي الذكرى الاولى لاستشهاده القائد عبود سالم الردفاني

الأربعاء - 11 ديسمبر 2019 - 07:17 م بتوقيت عدن

ردفان تحيي الذكرى الاولى  لاستشهاده القائد عبود سالم الردفاني

لحج (عدن الغد ) تقرير/ رامي محمد المشرقي:

الشهداء الابطال هم أعلى مكانة وطنية فهم الذين افتدوا الوطن بأرواحهم ودمائهم, منهم شباب في مقتبل العمر آمنوا بقضية وطنهم فافتدوه بأرواحهم لم يفكروا بمستقبلهم ولا بحياتهم, لأن حرية الوطن هي الاغلى فكانوا النور الذي أضاء طريق النصر لتعيش الأجيال القادمة بحرية وكرامة وكان علينا لزاماً ان نتعلم من مواقفهم وتضحياتهم ونرد لهم حيال ذلك ولو ببضعة أحرف.

"ردفــان" لطالما كانت ردفان عنواناً للتضحيات والشموخ وخاصرة الجنوب المتماسكة, ردفان الأسم الذي نقش بدماء الأبطال ليخلد في ذاكرة التاريخ الماضي والحاضر. ردفــأن تمر عليها اليوم الــ 12 من ديسمبر 2019م الذكرى الاولى لاستشهاد ابنها القائد الفذ المناضل البطل/ عبود سالم الردفاني الذي كان عنواناً للشجاعة والإقدام وقائداً شهدت له ميادين البطولة والشرف بأعظم الملاحم والتضحيات والمواقف..

مسيرة حياة

الشهيد القائد/ عبود سالم الردفاني مواليد العام (1984م)  في منطقة خيران مديرية حبيل جبر ردفان م/لحج. الذئب الأحمر عبود ينتمي لقبيلة الحجيلي الذي كان شيخها محمد ثابت بن معنس, الرجل لم يخضع للإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس, وينتسب (عبود) الى اسرة ذات باع طويل في النضال قدمت الكثير من التضحيات ماضياً وحاضراً. فعمه ثابت حسين وخاله هيثم عبيد الجهوري استشهدا في العبر.. وخاله مثنى عبيد الجهوري استشهد في حرب صيف 94 , وكذا فضل راجح الجهوري استشهد في العند في 94 وعلي راجح الجهوري استشهد في جبهة ردفان العند في حرب العام 2015م  وأيضاً عمه فاضل محمد بن منصر احد قيادات جبهة كنظارة في مشاله وجده هو المرحوم عبيد حازم الجهوري الذي سمعت عنه الحجر قبل البشر إذ لقب بالشنفرة ..

نضال وتضحيات حافلة

خاض الشهيد القائد عبود الردفاني الكثير من المعارك ضد جنود الاحتلال ابتداءً من نقطة الربوة وجبال الاحمرين وصفأ حليه ودوره المحوري في جبهة ردفان العند  وقد اصيب ثلاث مرات خلال الحرب. وكان القائد عبود احد أبرز القيادات التي اقتحمت المنصورة لتطهيرها من التنظيمات الارهابية وكان يسيطر على خط التسعين بالكامل والذي كان اخطر منطقة أمنية في عدن اذ سمي بخط الموت.

كما أن قواته اضطلعت بتأمين نقطة الرباط ونقطة العلم واستشهد من مقاتليه الكثير ومن ابرزهم اصدقائه ورفاق دربه الشهداء / رياض بن هاشم وأياد بن سهيل..  وكان عبود  الردفاني  ايضاً أحد القيادة المشاركة في عملية تطهير الحوطة لحج وقام بتامين نقطة الحسيني. كما انه كان رجل الاقتحام في الصولبان الذي احتلته عناصر القاعدة صبيحة عيد الفطر حيث اصيب في تلك المعركة بجروح عده، وعمل ايضاً على تامين شرطة دار سعد الجديدة وتامين مستشفى 22 مايو . وكان له دور محوري  في محاربة العناصر الخارجة عن القانون وانهاء حالة الاقتتال بين قبائل تلب في يافع، وكان ضمن المشاركين في عملية السيطرة على المخا ونجأ من عدة انفجارات بعبوات ناسفة ومن معارك الالتحام المباشر مع العدو, الامر الذي لم يمنعه من المضي ناحية الاهداف الوطنية.

حلم بناء جيش جنوبي

القائد/ عبود سالم الردفاني كان يطمح ببناء جيش جنوبي حقيقي, الامر الذي دفع به للذهاب الى المخا حيث تولى مهمة بناء القوات الجنوبية هناك, فمنذ وصوله الى هناك انطلقت مهام تطوير القوات العسكرية هناك وكان قائد أول كتيبة عسكرية شكلت نواة اللواء 21 مشاه واللواء 22 مشاه.

ما ان تم تشكيل اللواء 21 ووضعت مهمة تحرير الجبلية على الطاولة الى وانبرا القائد عبود قائلاً: أنا لها, وانطلق حاملاً روحه في يده, وبنى أقوى كتيبة عسكرية قضت مضاجع المليشيات الحوثية, لكن ارادة الله شاءت ان تتحقق أمنية القائل ونال الشهادة صبيحة يوم ال 12 من ديسمبر 2018م بانفجار عبوة ناسفة زرعت خصيصاً لاستهدافه, ومنذ حينها والغصة تملؤ قلوب كل من عرف الشهيد أو سمع عنه..

لن توفي الكلمات مآثر شهيدنا  وبطولاته ولن نوفيه حقه فما قدمه للوطن انبل وأعظم فقد عاش كريماً متسامحاً ومسانداً لكل ابناء المجتمع في كل الجوانب مجسدًا الدور الحقيقي للمناضل الصلب والقائد الحكيم الذي ايقن بدوره المجتمعي والإنساني  وكان يرى الوطن في مصالح الشعب وحقوقه فكان شامخاً على جبين الوطن رافعاً راية الحق متجاوزاً التحديات والمخاطر وصنع من الشدائد مدرسة خالدة  نستلهم   منها  الايمان الصادق بقضية الوطن والإيثار والتحدي والصمود في سبيل تحقيق الغايات العظيمة والأهداف النبيلة .  

قالوا عن الشهيد

يقول الكاتب والاعلامي فكري بن سهيل واصفاًّ الشهيد قائلاً : في زمن يتصارع  فيه الناس على مكاسب ذاتية ومغانم زائلة  تجرد شهيدنا من حب الذات  والحرص على الحياة  وأبا  إلا ان يعيش  حراً عزيزاً  يفترش الجبهات ويلتحف الخنادق ويتنفس البارود  متنقلاً بين جبهات الكفاح التي اكسبها كفة راجحة في الحسم والانتصار وتثبيت الامن والاستقرار.

ويضيف سطر شهدينا البطل سجلات خالدة في امجاد الوطن وكتب  بدمه الطاهر تاريخ عظيم من البذل والعطاء فنال بهذه الحياة شرف الشهادة ومنح الوطن المجد والعز وألهمنا معاني التضحية والعزم لنجعلها منهجاً لطريقنا نحو التحرير والاستقلال .     

ويتحدث قائد اللواء 21 مشاه ايوب عبدالكريم عن الشهيد قائلا: لقد سطر الشهيد عبود اروع معاني البطولات هو وافراده في الكتيبة الاولى في جبهة الساحل الغربي ــ منطقة الجبلية حيث لقنوا العدو هناك شر الهزائم. ويضيف قائلا: من هذا المنطلق أحث كافة المقاتلين بالوفاء للشهيد والذي يتمثل في السير على الطريق الذي رسمه لنا بدمه الطاهر وان من واجبنا ان نخلد سيرته العطرة ونعرف  ابناء الوطن برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وكانوا اهل حق وصدق لم يخذلوا الوطن ولم يبخلوا عليه بأرواحهم ودمائهم وان سيرة  شهيدنا بمثابة  رسالة عظيمة  يرويها   عنه  كل من عايشه كوفاء لمن وفى للوطن بالعهد

من جهته يتحدث الاستاذ صلاح عبدالله العلياني احد ابناء ردفان منطقة الكرهيه وغصة حزن تعانق قلمه قائلا: لقد توقفت الكلمات حقـًّا لأنني رأيتُ أحرفي تدور في فلك ضيّق الأفق  والرؤية معًا، فها نحنٰ نقف على أعتاب العام الأول لرحيل هذه القائد السامق جسديّاً وذكراه ملازمًا لمن شارك معه في ساحة الوغى، وهل يخفى ذلك الشامخ عن كل من عرفه  عن قرب وكثب، او من سمع عنه عبر ذكراه العطر في مقارعة فلول الأعداء متنقلاً من موقع لآخر ومن مدينة لأخرى من مدن الجنوب وأراضيه المترامية الأطراف.

ويكمل قائلاً: نودع هذه الهامة والعيون ترقرق بالدمع والقلوب مكلومة والذوات مفعمة بالأسى والحزن العميقين، لرحيله ورحيل أمثاله كالقائد مجدي القطيبي وهزاع سحداد ، فقد خسرت الوية اللواء الركن هيثم قاسم طاهر  خيرة الرجال الميامين الذين يذودون على العرض والأرض والدين ،مسطرين أعظم البطولات وأجل  الملاحم، فقد تحولّت  تلك المأثر أطلالً يقف عليها رفاق الشهداء عبر ذكُّر مأثرهم وعطاياهم التي قدموها وبذلوها حباً لهذا الوطن واناسه في مختلف بقاعه. 

سنوية الشهيد عبود ومئوية الشهيد أبو اليمامة

وتأتي الذكرى الأولى لاستشهاد القائد عبود سالم الردفاني بالتزامن مع مئوية صديقه ورفيق دربه الشهيد القائد منير اليافعي أبو اليمامة. وفي هذه الذكرى المشتركة يتحدث قائد السرية الأولى - في الكتيبة الثالثة في اللواء الأول دعم وإسناد القائد/ مراد الحجيلي قائلاً: لقد رافقت الشهيد القائد منذُّ يومناء الأول لتشكيل نواة الجيش الجنوبي بقيادة (أبو اليمامه) منذ مطلع العام 2016م .

حقيقةٌ لقد كان أسم الشهيد القائد/ عبود سالم الردفاني كابوساً بالنسبة لعناصر الأرهاب وتنظيم القاعدة في العاصمة عدن حتى إعلان تطهيرها بالكامل ومن ثمَّ كان الإنطلاق لعاصمة محافظه لحج وكذلك أبين .

ويضيف قائلاً: الشهيد عبود هُوَ رجلٌ لا يُهاب الموت ولا يتردد أو يتراجع عن تنفيذ أي مهام تسند او توكل إليه من قبل قيادته وقد كان النصر حليفه وهو حليف النصر بجميع مهامه العسكرية منذ عرفته،ورحيلة خسارة فادحة لا يمكن تعويضها ابداً.. رحمة الله تغشاك يا أبو سالم.