الزمان: 30 يوليو/تموز 2009
المكان: مدينة برشلونة – ملعب تدريب الفريق الكتالوني
(بيب أفضل مدرب يقتل أصدقاءه) هي المقولة التي أكدها جوارديولا عن نفسه ضمنيًا فيما بعد، إثر اعترافه بأنه ضحى بلاعبين مميزين في برشلونة وفضل استبدالهم بآخرين أسوأ.
لم يكن هناك أفضل من تحقيق الثلاثية في موسمه الأول على رأس الجهاز الفني لبرشلونة، ولكن ما أكبر الضغط الذي بات على أكتاف جوارديولا، وهو يستعد للموسم الثاني الذي لا يجب أي يقل نجاحًا عن سابقه.
بعد نهاية الموسم الأول لبيب جوارديولا بأيام، جمع اتصال بينه وبين رئيس النادي خوان لابورتا.
لابورتا: أهلًا بيب.. لقد وضعتنا في ورطة.
جوارديولا: أهلًا خوان.. عما تتحدث؟
لابورتا: عن الثلاثية التاريخية، حيث أنني سأرحل عن رئاسة النادي في العام المقبل.
جوارديولا: ما الأزمة في ذلك؟
لابورتا: لن تقدر على تحقيق هذا الموسم التاريخي ثانية، وسيتحدثون أنني تركت الفريق متراجعًا.
جوارديولا ضاحكًا: تقحمني في أزماتك الشخصية ولكني سأنقذك.
لابورتا: ستصنع ثورة في النادي وتؤجل الانتخابات لأظل حتى العام بعد المقبل!
جوارديولا: بالطبع لا هذه أحلام يقظة. عليك التخلص منها فورًا وإلا ستجن قبل الرحيل.
لابورتا: إذا أخبرني ماذا ستفعل؟
جوارديولا: سأصنع ثورة أخرى ولكن داخل الملعب وسنحقق موسمًا آخر للتاريخ.
لابورتا: رائع هذا الـ ...
جوارديولا: انتظر.. هناك شرط.
لابورتا: ما هو؟ سأحققه فورًا.
جوارديولا: أريد مهاجمًا أقوى من إيتو وأعدك بتاريخ جديد.
لابورتا: حسنًا.. سندرس كل الأسماء المتاحة ونخبرك بالنتيجة.
انتهى الاتصال، وبعد حصر الأسماء المميزة في الهجوم، وقع اختيار لابورتا والإدارة الفنية على ضم زلاتان إبراهيموفيتش من إنتر ميلان، وتم عرض الأمر على جوارديولا الذي رحب كثيرًا بالصفقة.
وساهم في حسم صفقة إبرا، أن إنتر أراد ضم إيتو، وتوصل الناديان إلى شروط التبادل وحصول النيراتزوري على 46 مليون يورو بالإضافة إلى بطاقة الأسد الكاميروني.
وفور انتهاء إبرا من اجتياز الكشف الطبي، خرج لتحية 60 ألف مشجع احتشدوا في الكامب نو لاستقبال الصفقة التاريخية والأغلى في برشلونة على الإطلاق، لكن هناك مفاجأة غير سارة في انتظار المهاجم السويدي.
اللقاء الأول مع بيب
منذ اليوم الأول لإبرا في برشلونة وهو يرافق باستمرار صديقه المفضل ماكسويل، والذي قال عنه المهاجم السويدي متخليًا عن غروره المعتاد "ماكسويل هو الشاب الأروع على الإطلاق".
ويعود تعلق إبرا باللاعب البرازيلي إلى قصة سردها السويدي فيما بعد "عندما وصلت إلى أمستردام كنت أعاني من مشاكل مادية. لقد امتلكت تلفاز وسرير وسيارة جديدة، لكن في الثلاجة لم يكن هناك أي طعام، عندها تحدثت إلى ماكسويل ودعاني للعيش معه لمدة شهر، حتى تنتهي أزمتي المادية في بداياتي مع أياكس".
وكان ماكسويل هو من يحمل كل ذكريات واشتباكات إبرا في برشلونة خلال الموسم الوحيد الذي ارتدى خلاله المهاجم السويدي للقميص الكتالوني.
في 30 يوليو/تموز 2009، كان اللقاء الأول بين جوارديولا وإبرا، وهنا فوجئ النجم السويدي بكلمات بيب "نحن هنا نشعر بالتواضع وأقدامنا على الأرض، وبالتالي لا نأتي للتدريبات بسيارات فيراري أو بورش".
غادر إبرا اللقاء الأول مع بيب وعقب خوض أول مران له في برشلونة، بدأ حديثه مع ماكسويل على الفور بشأن الواقعة "لم أفهم ماذا قال بيب بالتحديد، وما الرسالة الذي أراد توصيلها لي، لكني لست بحاجة لإظهار قوتي من خلال قيادة سيارات رائعة ووضعها فوق الرصيف".
وهذا الموقف عاد إبرا لشرحه في حوار صحفي منذ أشهر قليلة قائلًا "أحب السيارات ومتعلق بها كثيرا، فهمت بعد فترة من حديث جوارديولا أنه يريد قول (لا تظن أنك النجم الأكبر هنا في برشلونة)".
عاش إبرا الأشهر الأولى له في كتالونيا بشكل جيد، حيث كان يسجل ويصنع لميسي وكل الأمور تسير بروعة، قبل أن يقرر البرغوث الغضب ولعب دور البطولة في قلب حياة النجم السويدي رأسًا على عقب.
تدريجيًا بدأت أمور إبرا في التدهور بعد أن طلب ميسي من جوارديولا التحول للعب بالعمق، ليغير بيب الخطة من 4-3-3 إلى 4-5-1، ويدفع بالبرغوث خلف زلاتان، وهو ما قلل كثيرًا عدد الكرات التي كانت تصل للسويدي وبات الأخير مهمشًا ومقيدًا في الملعب.
حاول إبرا التحدث مع بيب أكثر من مرة بشأن ضرورة تغيير الخطة، وبالفعل وعده جوارديولا بالتفكير في حل خلال اللقاء الأول، قبل أن يلجأ المدرب إلى الهروب من نقاشات زلاتان في التدريب وغرفة خلع الملابس.
موقف بيب جعل إبرا يصفه فيما بعد في مذكراته بالجبان بسبب تجنبه الدائم لأي مواجهة.
بعد عدة أشهر من الجدل بين الطرفين وانتهاء الموسم الأول لإبرا، تحدث زلاتان مع ماكسويل "مشاركتي لا تتعلق بمستواي. إنه أمر شخصي".
ماكسويل: "إنهم سيتعاقدون مع فيا".
إبرا: "حسنا لن ألعب مع بيب جوارديولا مرة أخرى".
طلب إبرا الرحيل عن برشلونة وجمعته جلسة مع وكيله مينو رايولا والرئيس الجديد ساندرو روسيل، ليتم الاتفاق على الانتقال إلى صفوف ميلان على سبيل الإعارة.
وهنا اضطر روسيل للموافقة رغم علمه أن أمر إبرا وبرشلونة انتهى، لأن ميلان بالتأكيد سيفعل بند الشراء، ليصرح رئيس النادي "أنا أنفذ الآن أسوأ صفقة في تاريخ برشلونة".
ورد إبرا "هذه نتيجة طبيعية لأي إدارة سيئة"، وذلك في إشارة إلى بيب جوارديولا.
