آخر تحديث :الأربعاء-15 مايو 2024-11:36م

أخبار المحافظات


المناضل شلال الحواشب يعاني الجوع والمرض أين أنتم ياقيادة

الأربعاء - 20 نوفمبر 2019 - 06:37 م بتوقيت عدن

المناضل شلال الحواشب يعاني الجوع والمرض أين أنتم ياقيادة

كتب/ محمد عقابي

من أوائل الثوار الجنوبيين الذين هبوا الى الساحات منذ بداية أنطلاق الحراك السلمي الجنوبي في عام 2007م، وبرغم ظروفة المادية الصعبة إلا أنه كان دائماً في مقدمة المتظاهرين في مختلف المناطق الجنوبية والذين خرجوا لرفض الإحتلال اليمني وللمطالبة برحيله وللتنديد بممارساته ضد الهوية والإنسان الجنوبي.

أعتقلته قوات الإحتلال اليمني عشرات المرات وعذبته اشد انواع العذاب وجرى اقتياده والزج به بداخل زنازينها الإنفراديه، وظل يقابل كل هذا الظلم والغطرسة والعنجهية والإستكبار بروح وطنية وثابة تسترخص الفداء لأجل الجنوب.

وكان اكثر من مرة يقول للمحتلين (الجنوب محفوراً في قلبي) لن تستطيعوا أن توقفونا ولن تتمكنوا من أخراس أصواتنا فنحن نطالب بحقنا وبدولتنا المغتصبه ومن قال حقي غلب والله الغالب على أمره وانتم من يجب أن يرحل عن اراضينا.

كابد هذا الثائر الحوشبي اشكال وانواع وصنوف التعذيب والإمتهان من قبل قوات الإحتلال اليمني إبان إستعمارها للجنوب ومازالت أثار التعذيب بأديه على جسده الهزيل وتبرز في محيا ووجنات وجهه المتجعد والشاحب من هول ما عاناه من ويل وظلم وإضطهاد، كل تلك العلامات ما تزال شاهدة على قوة وصلابة هذا المناضل الذي تشهد له كل الساحات السلمية بالتواجد والظهور.

اليوم وبعد كل هذا النضال الطويل يرمى هذا البطل في سلة المهملات ولا يجد من يسأل عليه او يطمئن عن حاله ولا حتى استشعر به زملائه في تلك المرحلة وكلفوا أنفسهم بالسؤال عنه.

اليوم وبعد كل ما قدمه من تضحيات في سبيل الوصول الى هذه اللحظة التاريخية التي يعيشها الجنوب حالياً نجد هذا المناضل الحوشبي الثائر وقد أصبح مريض وشبه مختل عقلياً وظروفه المادية قاسية جداً واوضاعه متردية ويرثى لها ومن كافة النواحي.

رجل عرفته ميادين النضال وخاصة ساحات الحراك الجنوبي التي ظلت تنادي بإستعادة الدولة، رجل يعرف قوميته ووطنيته القاصي والداني والجميع يعي حجم التضحيات التي قدمها لأجل الجنوب وما يتمتع بع من عزة وكرامة وعفة نفس.

من القهر والألم والعيب والعار ان نجد هذا المناضل اليوم يتسكع في الأسواق ليبحث عن قوت يومه وبالكاد يكاد يحصل على فتات ما يخلفه الأخرون لكي يسد رمقه.

رسالة الى كل القيادات العسكرية والسياسية وخاصة قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي، نقول لهم فيها أين أنتم من شلال الحواشب، والله أنه من الظلم والخزي والعار عليكم أن تتفرجوا على هذا المناضل وهو بهذه الحالة المزرية التي يندى لها الجبين.

اتوجه بنداء مناشدة الى أصحاب الكراسي والمناصب لقد أصبحتم في القمة تتلذذون بالنعمة وبرخاء العيش وهذا المناضل يعيش اوضاعاً مأساوية وانتم تعرفون حجم ما قدمه في سبيل الإنتصار للقضية الجنوبية، الا تخجلون او تتحرك ضمائر الإنسانية والرحمة والرجولة لديكم، لماذا لم تنظروا الى من هو قابع تحتكم لتروا الأساس الذي بنيتم عروشكم عليه، وتستفيقوا من سباتكم العميق لتروا على من تتكئون ومن هي القاعدة الجناهيرية التي ساعدتكم للنهوض والوصول الى المكان الذي انتم عليه الآن.

انظروا الى تاريخ ونضالات شلال الحواشب ومن هو على شاكلته من المناضلين الذين لا تستهويهم عدسات الكاميرات ومواقع الإعلام والشهرة وليس لديهم اي نفوذ سلطوي لحجز موقع في المسؤولية في زمن كثرت فيه الفتن وحكمت فيه الرويبضات ونرى فيه الإمعات تتطاول على أمور الأمة.

انظروا يا هؤلاء بعين الرحمة والشفقة والإنسانية الى المناضل شلال الحواشب الذي كان يخرج الى الساحات متحدياً فوهات بنادق وهدير المجنزرات والمدرعات والأطقم التابعة لجيش الإحتلال بصدر عاري لا يخاف في سبيل الجنوب إلا من الله.

ذلك هو شلال الحواشب الذي كان يتصدى لبطش وجبروت الأمن المركزي وغوغائية الحرس الجمهوري ويجتاز ويخترق كل الحواجر التي يتم نصبها لمنع ابناء الجنوب من الحضور والمشاركة في الفعاليات السلمية التي اقيمت حينها في عدن ولحج وابين وردفان والضالع بكل إرادة وقوة وعزيمة لا تقهر او تلين.

فاتقوا الله في هذا المناضل الذي انتم تتمتعون برغد العيش بفضل تضحياته وامثاله من الرجال البسطاء والمساكين، بينما هو يسكن في جلب مغطى بكومة غش وزنج وشيء من لوح قليل، اتقوا الله في مناضل وضعه ووضع أسرته المادي والمعيشي صعب وقاهر وظروفهم يرثى لها وحالتهم ساترها علأم الغيوب، فارثوا ياهؤلاء لحال هذا الإنسان وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، اعملوا بهذه النصيحة قبل ان تطاردكم لعنة التاريخ.