آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-04:10م

ملفات وتحقيقات


(تقرير).. الحرب اليمنية.. ورقة مساومة للقوى الدولية

الإثنين - 28 أكتوبر 2019 - 08:22 م بتوقيت عدن

(تقرير).. الحرب اليمنية.. ورقة مساومة للقوى الدولية

القسم السياسي بـ(عدن الغد):

لم تعد الحرب في اليمن صراعًا محلياً، ولا حتى إقليميًا، بعد أن أخذت طابعًا دولياً، تنشط فيها أطرافًا دوليةً فاعلة.

وفي حقيقة الأمر فإن اليمن وصراعاته الداخلية لم تكن يومًا بعيدةً عن تدخلات العالم، شرقه وغربه، إن لم تكن بعض الدول هي من تشعل فتيل تلك الصراعات.

وربما يكون لموقع اليمن الجيوغرافي، هو ما أعطاها هذا الاهتمام العالمي الذي ارتبط بالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية، وارتباط هذا البلد بطرق التجارة العالمية، وربطها لقارات العالم القديم (آسيا، أفريقيا، وأوروبا)، قبل اكتشاف النفط حتى، ومنذ فجر التاريخ.

ولهذا تداعت امبراطوريات العالم لمحاولة السيطرة على هذا الموقع الاستراتيجي، بدءًا من الامبراطورية الرومانية عبر وكيلها الإقليمي حينذاك (الحبشة)، ومرورًا بالاحتلال الفارسي الذي أعقب الاحتلال الحبشي، وليس انتهاءً بأطماع البرتغاليين وتواجد العثمانيين حتى الوصول إلى الاحتلال البريطاني، وما أعقبه من تواجد الاتحاد السوفييتي فيها.

وكان لظهور الذهب الأسود قريبًا من اليمن، في دول الجوار، وارتباط نقله إلى أوروبا ومنها إلى الأمريكيتن بأهم الممرات البحرية التي تطل عليها اليمن؛ سببًا في ازدياد أهمية هذا الموقع، مما جعل هذا الجزء من العالم يرتبط بشكل وثيق بالأمن الاستراتيجي لأعتى دول العالم.

ويبدو أن ذلك الموقع الذي وهب اليمن أهميةً عالمية، كان أيضًا وبالاً عليها، فلم تعرف الاستقرار طيلة تاريخها القديم والمعاصر، غير أن هذا التواجد - أو لنقل التدخل - اتخذ أشكالاً متعددة وتحت غطاءات مختلفة.

أحدث أساليب ذلك التواجد، على مقربة - على الأقل - تمثل في ادعاءات محاربة القرصنة في مياه خليج عدن وبحر العرب، بداية الألفية الثالثة، وتحت هذا المبرر ازدحمت المياه البحرية المتاخمة لليمن بمئات السفن العسكرية والقطع الحربية وحاملات الطائرات من مختلف دول العالم، ليس فقط الدول العظمى.

لكن حقيقة تلك الجيوش البحرية التي تكدست على مقربة من البلاد لم تكن من أجل محاربة القرصنة، لأنها لم تكن تشكل كابوسًا حقيقيًا، بقدر ما كان الغرب والعالم بأسره متخوفًا من سيطرة المنظمات الإرهابية على ممر مائي استراتيجي مثل ممر باب المندب.

وكانت خلال تلك لفترة الزمنية الحرب على الإرهاب في أوجها، وكانت اليمن، للأسف، ملاذًا للتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وغيرها.

 

*تدخلات أكثر حدة*

وجاءت موجة الربيع العربي في بداية العقد الثاني من القرن الجاري، لتضع اليمن تحت عين العالم، الذي كان يرصد تطورات المشهد اليمني بعناية، نظرًا لأهمية هذه الدولة بالنسبة لبقية دول العالم، حتى كانت المبادرة الخليجية التي شرعنت لتدخلٍ إقليمي بشكل قوي ومباشر.

ولسنا هنا ننكر وجود تدخلات خارجية في الشأن اليمني قبل الربيع العربي، ولكنها بعد ثورة الشباب في 2011 اتخذت تلك التدخلات طابعًا مباشرًا وفجًا.

غير أن التدخل العنيف كان في 2015، بعد أن رأت المملكة العربية السعودية انصراف الحوثيين صوب عدوها الإيراني اللدود، فكان تدخلها عنيفًا للغاية، ولم تكتفِ بأساليب الماضي، من خلال أياديها القبلية والشخصية.

 

*الحفاظ على اللاسلم واللاحرب في الحرب*

هذا التدخل وصفه متابعون بأنه مرتبط بتفاهمات دولية وضوء أخضر غربي، ما كان للرياض أن تخوض غماره لولا الموافقة الدولية عليه، ليس شرطًا موافقة جماعية بقدر التركيز على أبرز الفاعلين الدوليين وعلى رأسهم الولايات المتحدة التي قدمت تسهيلات لوجستية واستخباراتية خلال عاصفة الحزم.

ذلك أن الغرب وعلى رأسه واشنطن تنظر للأحداث في اليمن بأنها مؤثرة على الاستقرار العالمي، ولا يعني هذا بالضرورة أن يسعى العالم للحفاظ على استقرار اليمن وعدم وقوعه في بؤر الفوضى، ولكنه قد يعني أيضًا أن بقاء اليمن متناحرًا يوفر فرصة أكبر للتصرف في مجاله الحيوي، الجوي والبحري الذي يهم العالم أكثر من استقرار اليمن.

لهذا يرى مراقبون أن الغرب يسعى لإبقاء اليمن تحت رحمة مليشيات متفرقة، وفي ظل اللادولة، حتى يتسنى للعالم السيطرة على كل شيء هنا، والتحكم في كل شيء، دون أن يواجه معارضة من دولة قوية.

ويبدو أن ااسبيل لتحقيق ذلك هو جعل البلاد خاضعة لحالة اللاسلم واللاحرب، وهذا ما نرقبه حاليًا بعد 2015، فثمة مناطق يمنية تعيش حربًا وقتال عنيف، ما أسرع ما يخمد وتعود الأوضاع إلى الاستقرار، ومناطق أخرى تعيش توترات بين فصائلها ومكوناتها العسكرية دون حسم واضح لأي طرف على الآخر، قي ظل مواجهات متقطعة، وهذا ما يمكننا وصفه بالفوضى الخلاقة، أو الفوضى المنظمة التي يتم إشعالها أو إكفاءها وقت ما اقتضت الحاجة.. هكذا على ما يبدو ينظر الغرب والعالم للأحداث في اليمن.

 

*تدخلات لمنع تأسيس دولة قوية*

مثل تواجد دولة كالإمارات العربية المتحدة في اليمن ضمن دول التحالف العربي، تهديدًا لاستعادة دولة قوية في اليمن، فبعد تشكيلها مكونات عسكرية وأمنية قاومت القوات الحكومية نجحت أبو ظبي في الإبقاء على حالة اللادولة، وحتى على حالة اللاحرب واللاسلم، التي تعيشها حاليًا محافظات جنوبية مثل شبوة وأبين.

ويعتقد محللون أن الإمارات مجرد آداة دولة غربية عظمى، تستخدم أبو ظبي للإبقاء على حالة الفوضى في اليمن، ومنع تأسيس دولة قوية تحد من التصرف الحر في مقدرات البلاد، أو حتى عودة الدولة السابقة التي كانت تحافظ على ما بقي من بقايا.

ويرى المحللون أن الإمارات لن تخرج من هذه المهمة بلا طائل، ففي الوقت الذي تنفذ فيه رغبة مؤسسيها الغربيين، فهي ستحظى بفرصة التحكم بالجزر والموانئ اليمنية الهامة على البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.. وهذا من دواعي سرور أبو ظبي.

 

*تدخلات للفوز بخيارات متعددة*

ولا يختلف هذا الأمر كثيرًا عن رغبة المملكة العربية السعودية، التي يقال أن مؤسسها الملك عبدالعزيز قد أوصى أبناءه بالعمل على عدم استقرار اليمن، ولهذا فهي تتدخل كثيرًا منذ بظاية وجود المملكة كدولة.

وبحسب قراءات وتحليلات فإن الرياض، ومن وراءها دول غربية يرجح أن الولايات المتحدة أحدها، لا تعمل على إنهاء الحرب، بقدر حرصها على بقاء يمن مشتت بيد مليشيات متقاتلة، تمامًا كمليشيات الحوثي التي تعمل على تمزيق النسيج المجتمعي للبلاد، فكلما كان الجار الجنوبي ضعيفًا كان ذلك لمصلحة الشقيقة الكبرى التي تسعى للفوز بموطئ على بحر العرب لتصدير نفطها من هناك بعيدًا عن أيادي إيران.

وهو ما سبق أن سعت إليه إيران ولاية الفقيه التي ما فتئت من البحث عن موطئ قدم قريب من السعودية لمحاصرتها والتضييق عليها، ووجدت ضالتها في آداتها السلالية والمذهبية، مليشيات الحوثي.

وفي حالة تواجدت دولة يمنية قوية تستطيع المطالبة بسيادتها ونيل قرارها فإن كل تلك الأطماع والمخططات ستتلاشى.

 

*علاقة الصراع في اليمن بما يجري في الخليج*

لا يمكننا فصل ما يحدث في مياه الخليج العربي من نزاع إيراني وأمريكي بلاعبيه الخليجيين، عن الصراع الجاري في اليمن، على أكثر من صعيد.

الصعيد الأول يمكننا أن نقف فيه على أنه ورقة ابتزاز بين الطرفين السعودي والإيراني، وآداة ضغط للتصعيد المتبادل بين الطرفين.

فكلما ضغطت الولايات المتحدة على إيران حركت الأخيرة أدواتها في اليمن لضرب المصالح السعودية، كما أن واشنطن دائماً ما تستخدم الحرب اليمنية لاتهام طهران بالتدخل في شئون جيرانها وزعزعة أمنهم.

بمعنى أن الوضع اليمني أمسى مجرد (كرت) للمساومة بين أطراف الصراعات الدولية، بسبب تدخلاتهم السافرة في شئوننا الداخلية.

 

*ضغوطات دولية على طرفي اتفاق جدة*

أحدث تلك التدخلات كانت للضغط على أطراف الصراع اليمني، حاليًا بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي خلال مفاوضات جدة الحارية تحت إشراف السعوديين.

ويُصنف مراقبون صراع الحكومة والانتقالي بأنه صراعٌ فرعي، للصراع الرئيسي الذي تعيشه اليمن بين الحوثيين المتمردين والشرعية، غير أن المراقبين مقتنعون بأن مآلات هذا الصراع الفرعي ستكون تمامًا شبيهة بالصراع الرئيسي.. مزيدًا من التأجيل والتأخير وعدم الحسم.. وهو ما تبوح به الفترة الزمنية التي استغرقتها المفاوضات حتى الآن.. الأمر الذي يؤكد الاستمرار في سياسة اللاسلم واللاحرب في الحالة اليمنية ككل.

حيث كشفت مصادر سياسية أن تبدأ الحكومة الأمريكية بممارسة ضغوطها على الرئيس عبدربه منصور هادي، وقيادات في المجلس الانتقالي لإقناعهم ودفعهم للموافقة والتوقيع على "اتفاق جدة" والذي كان يفترض التوقيع عليه الخميس الماضي بالرياض، لكن أطرافا داخل كلا الطرفين تراجعت في اللحظة الأخيرة وامتنعت عن التوقيع، متذرعة ببعض الشروط والبنود التي ترغب تلك الأطراف بإضافتها على الاتفاق.

وفي هذا السياق ونقلاً عن محللين سياسيين أوضحوا أن زيارة وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية "ديفيد هايل" للسعودية تندرج بهذا الإطار.

ووفق متابعين لمجريات مفاوضات جدة، فقد اعتبروا أن اتفاق جدة، والذي يعتبر نتاجا لمفاوضات غير مباشرة انعقدت بدعوة ورعاية من قبل السعودية بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، يواجه هذا الاتفاق معارضة شديدة في بعض بنوده داخل الحكومة والانتقالي، حيث تراجعت تلك الأطراف في اللحظة الأخيرة وامتنعت عن التوقيع، واضعة شروطا وبنودا لإضافتها إلى الاتفاق ليتم التوقيع عليه.

وبغض النظر عمن يضع العراقيل ومن يدفع نحو توقيع الاتفاق، إلا أن الملاحظ هو التدخلات الدولية على أعلى مستوى في الشأن اليمني، حتى فيما يتعلق بصراع وأحداث أغسطس الماضي في عدن، والتي تعتبر صراعًا ثانويًا وفرعيًا ضمن الصراع الرئيسي، إلا أن الغرب والإقليم (تعوّد) على ما يبدو على ممارسة هواياته المفضلة في الشأن اليمني.

 

*استجلاب تدخلات لإنهاء الحرب*

اللاعبون الدوليون في الشأن اليمني يقع على عاتقهم بدء، أو السماح، أو إنهاء الحرب.

هذا ما فهمه الكاتب الصحفي أشرف الفلاحي من التصريحات التي أثارها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وشقيقه نائب وزير الدفاع، خالد، حول مبادرة الحوثيين وقف هجماتهم على أراضي بلدهما، الباب واسعا أمام تساؤلات عدة حول سيناريوهات الحوار في المرحلة المقبلة.

حيث يرى الكاتب في مقالٍ صحفي رصدته "عدن الغد" أن تلك التصريحات يأتي في ظل مساع أمريكية لبدء حوار سعودي مع الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في الوقت الذي عبر ولي عهد المملكة، في حوار مع قناة شبكة "CBS" الإخبارية الأمريكية قبل أيام، عن أمله في أن يؤدي وقف إطلاق النار على السعودية، الذي أعلنه الحوثيون من جانبهم، إلى حوار سياسي وإنهاء الحرب في اليمن.

والمتتبع لتلك التصريحات يكتشف بكل سهولة أن مفاتيح اللعبة اليمنية وإنهاء الحرب ليست قي يد الرياض، أو طهران أو حتى صنعاء، ولكنها بيد واشنطن.

 

*القرار ليس يمنيًا ولا حتى سعوديًا*

ويعتقد مراقبون يمنيون أن السعودية أبدت الاستجابة للحوار دون وجود قناعة حقيقية لذلك، وأن المسألة مجرد مراوغة لتجاوز الكثير من التحديات التي تواجهها في الظرف الراهن، لكنها في النهاية ترمي بالكرة إلى ملعب الولايات المتحدة، بصفتها المتحكمة بالقرار النهائي للحرب.

كما يرى المراقبون أن ما جعل السعودية تقوم بتصريحاتٍ كهذه في ظل عدم وجود قناعة فعلية من قبلها في إنهاء الحرب هي التحديات التي تواجهها الرياض على المستوى الحقوقي العالمي، بالإضافة إلى ما يثار حول اضطرابات داخل الأسرة الحاكمة.

ويعلم السعوديون وقبلهم الحوثيون أن أي قرار لوقف الحرب في اليمن لن يأتي من صنعاء أو الرياض أو طهران، بل قد يأتي من الغرب.. من خلف الأطلسي.. من واشنطن.

وهو ما يرجحه كثير من المتابعين الذين أكدوا أن تحقيق السلام في اليمن ليس بيد السعودية والحوثيين، مهما توهم أي طرف ذلك.. مشيرين إلى أن الأزمة اليمنية التي تدخل فيها التحالف بقيادة الرياض عام 2015 تعددت أطرافها وأصبح لكل طرف قوته العسكري التي يحاول بها فرضة إرادته السياسية، لا سيما أطراف الشرعية، والجنوبيون التي كشفت عنها أحداث أغسطس الماضي.

 

*الغرب يحافظ على أطراف الصراع*

ويلفت المحللون انتباهنا إلى نقطة مهمة في سياق الصراع في اليمن، هي أن أن واشنطن تحرص على الإبقاء على الحوثيين، وتحاذر من عودة القوى التقليدية المنضوية تحت شرعية الرئيس هادي؛ لأنها تعارض حقيقة سياسات ومصالح الولايات المتحدة، خلافاً للحوثيين الذين يزايدون في ذلك على نهج السياسة الإيرانية.

وهو طرحٌ يؤكد ما ذُكر سلفًا في أن الغرب والعالم بأسره غير مستعد على إنهاء الحرب في اليمن حاليًا على الأقل.. ويسعى جاهدًا للإبقاء على أدوات وأطراف الصراع قوية وحيوية، حتى إذا ما أراد استخدامها مرة أخرى، فإنها ستكون جاهزة!.

 

*السلام بيد واشنطن*

فيما يرى كُتّاب وسياسيون يمنيون أن أية تصريحات حول السلام سواءً كانت صادرة من اليمن أو من السعودية أو حتى من الرياض ستكون موجهة للولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسي، فحرب اليمن ليس لها شعبية في أمريكا، وهناك رأي عام ونخب سياسية معارضة للحرب، لكنها لم تفعل شيئًا لإيقافها.

ولهذا فإن دعوات وتصريحات السلام موجهة نحو صانع القرار الأمريكي، الذي لا يهمه إنهاء الحرب، بقدر ما يهمه استثمارها حتى آخر قطرة دماء.

مشيرين إلى أن العقلية الأمريكية تقليدية، وتعمل وفقًا للفكر البريطاني القديم الذي يُبقي على الصراعات مشتعلة في مناطق نفوذه السابقة، وهو ما تسعى إليه واشنطن حاليًا، فليس من مصلحتها إطفاء الحرائق التي تستفيد منها في المساومات السياسية والعسكرية.

ولفت الساسة اليمنيون إلى أن هناك ضغوطًا أمريكية وغربية للحفاظ على الحوثيين كطرف قوي في الصراع اليمني، تمامًا كما هو حزب الله في لبنان، ليبقى سبب الصراع قائماً ومتوفرًا، ولهذا فإن ضغوطات الغرب للدخول في مفاوضات سلام مع الحوثيين، ليس لإنهاء الحرب كما قد يروج له البعض، ولكن أيضًا لضمان حصولهم على تمثيل دائم كمكون يمني أصيل، مشيرين إلى أن هناك اتصالات مباشرة وغير مباشرة تقوم بها هذه الأطراف مع الحوثيين.

ويؤكد المحللون اليمنيون أن مسرحيات البحث عن السلام، والتصريحات التي تدلي بها السعودية، أو المبادرات التي يقدمها الحوثيون، ما هي إلا وسائل لتخفيف الضغوط على أطراف الصراع من خلال هذه التصريحات التي قد توحي بأن هناك مؤشرات على عملية سلام في اليمن؛ غير أن الظروف الموضوعية، والواقع العملي يشير إلى أن هذه العملية لا زالت بعيدة.

ولفت المحللون إلى أن وضع الحرب لم يصل بعد إلى الوضع الذي يجعل أي طرفٍ من الأطراف يستسلم ويقبل بالتنازل للطرف الآخر، بمعنى آخر أنه لا هزيمة ولا نصر لأي طرف.

وبحسب المحللين فإن تعقيد القضية اليمنية وتشعبها وتعدد أطرافها تجعل من السلام بعيد المنال، وكذلك الحلول الجزئية كوقف إطلاق نار محدود جغرافيا، يجعل منها أمرًا غير مجدٍ.

وتوقع المحللون اليمنيون أن تدفع الضغوط الخارجية والداخلية أطراف الصراع للقبول، من حيث المبدأ، ببعض الأفكار نحو السلام، إلا أن أمراً من هذا القبيل سيكون في الغالب تكتيكي ومؤقت، ليس إلا.

 

*اليمن.. ورقة مساومة*

من المؤسف أن تأكيدات المراقبين اليمنيين والدوليين تشير إلى اليمن لن تكون سوى ورقة مساومة للأطراف الإقليمية والدولية، فيما يئن الشعب تحت وطأة الحرب.. فالإيرانيون يقفون خلف حليفهم الحوثي، بينما السعوديون يقفون وراء الشرعية، وخلف كل أولئك يقف الأمريكيون، وغيرهم من اللاعبين الدوليين الفاعلين.