آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-12:11ص

أخبار وتقارير


زيارة بوتين إلى السعودية.. هل يمكن أن تمثل انقلاباً في تحالفات الشرق الأوسط؟!

الإثنين - 14 أكتوبر 2019 - 05:47 م بتوقيت عدن

زيارة بوتين إلى السعودية.. هل يمكن أن تمثل انقلاباً في تحالفات الشرق الأوسط؟!

عدن((عدن الغد))خاص

 

 

 


زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المملكة العربية السعودية تأتي في وقت متأزم على كل الأصعدة في منطقة الشرق الأوسط، فما الذي يمكن أن تمثله هذه الزيارة على الأوضاع بين الرياض وطهران؟ وهل يكون لها تأثير على التحالفات التقليدية في الشرق الأوسط؟

زيارة تاريخية

زيارة بوتين للسعودية اليوم الإثنين 14 أكتوبر/تشرين الأول هي الأولى له منذ أكثر من 12 عاماً، حيث ترجع آخر زيارة له للمملكة لعام 2007، وتأتي في خضم الأزمة المشتعلة بين الرياض وإيران بعد شهر من استهداف منشآت أرامكو النفطية وتوجيه السعودية الاتهام لطهران.

وقد قال بوتين، في تصريحات نشرت أمس الأحد 13 أكتوبر/تشرين الأول، إن بمقدور موسكو لعب دور إيجابي في تخفيف التوتر بمنطقة الخليج، وذلك بسبب علاقات روسيا الطيبة مع دول الخليج العربية وإيران.

الزيارة سبقتها خطوة مهمة

تأتي زيارة بوتين اليوم تتويجاً لخطوات ربما بدت رمزية في وقتها، لكنها بالقطع ليست عفوية، قام بها بوتين تجاه ولي العهد السعودي الحاكم الفعلي للمملكة، ربما كان أبرزها المشهد الذي تناولته وسائل الإعلام العالمية أثناء اجتماعات قمة العشرين العام الماضي في الأرجنتين بين بوتين والأمير محمد بن سلمان. كانت القمة منعقدة بعد أسابيع قليلة من جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، وكانت أصابع الاتهام موجَّهة نحو ولي العهد.

المشهد كان عبارة عن ضحك مشترك بين بوتين وولي العهد فيما بدا أنه رد فعل على «مزحة ما»، وكانت تلك اللقطة على النقيض تماماً من موقف باقي الحضور في القمة، وخصوصاً قادة الدول الأوروبية وحتى ترامب حليف الأمير الذي دافع عنه في مقتل خاشقجي، الذين كانوا يتجنبون الأمير أمام عدسات المصورين.

قصة الضحك بين بوتين وولي العهد لم تكن حدثا عابرا / نيويورك تايمز

موقف المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين من الأمير «المتهم» –على الأقل أمام عدسات المصورين– يرجع بالطبع إلى الضغوط الداخلية التي يخشونها بشأن سجل ولي العهد السيئ في مجال حقوق الإنسان، لكن بالنسبة لبوتين لا تمثل تلك المسألة مشكلة من الأساس، وبالتالي ظهوره في هذا المشهد مع الأمير كما لو أنهما صديقان رسالة مهمة في توقيت يتعرض فيه الأمير للعزلة ويتجنبه حلفاؤه التقليديون.

أهمية هذا المشهد جعلته يتصدر تقريراً لموقع فويس أوف أمريكا حول زيارة بوتين للرياض اليوم، ركز فيه الموقع على الضربة الموجعة التي يوجهها بوتين للولايات المتحدة في أهم مناطق نفوذها في الشرق الأوسط.

توقيع اتفاقيات بمليارات

الزيارة تشهد توقيع اتفاقيات وعقود بمليارات الدولارات، وقد صرَّح وزير الطاقة الروسي قبل زيارة بوتين بأسبوعين بأنه سيتم «توقيع نحو 30 اتفاقاً وتعاقداً أثناء الزيارة، عبارة عن مشاريع استثمارية، والمبلغ مليارات الدولارات»، دون أن يعطي رقماً محدداً. وأكد كيريل دميتريف، الرئيس التنفيذي للصندوق الروسي للاستثمار المباشر، أن الرياض وموسكو ستوقعان اتفاقيات في قطاع الطاقة إضافة لمجالات التكنولوجيا والثقافة والاستثمار.

وكان الصندوق الروسي للاستثمار المباشر قد تولى التفاوض في المشاريع الاستثمارية المشتركة ويمثل الجانب السعودي صندوق الاستثمار العام، وهو الصندوق السيادي الذي أسسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقد وقَّع الجانبان شراكة استراتيجية طويلة المدى بدأت برصد 10 مليارات دولار لتمويل الاتفاقيات التي سيتم توقيعها خلال زيارة بوتين.

الصندوق الروسي للاستثمار المباشر افتتح، بحسب تقارير روسية، أول مكتب خارجي له في الرياض هذا الشهر، ومن أبرز المشاريع المشتركة سيكون شراء حصة كبيرة من أسهم شركة نوفوميت، الشركة الروسية المصنّعة لتجهيزات ومعدات عمليات النفط من جانب الصندوق الروسي وشركة أرامكو، والحصة لن تقل عن 30%، بحسب تقرير لصحيفة تايمز أوف موسكو الروسية.