آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-07:26م

رياضة


قصة : ليلة صعق رونالدو في الغرفة الملعونة

الثلاثاء - 08 أكتوبر 2019 - 02:32 م بتوقيت عدن

قصة : ليلة صعق رونالدو في الغرفة الملعونة

(عدن الغد)كوورة:

12 يوليو/ تموز 1998- فندق إقامة منتخب البرازيل بمدينة باريس
أجواء المرح تسيطر على معسكر المنتخب البرازيلي، واللاعبون يتبادلون أطراف الحديث في باحة الفندق قبل ساعات على المباراة النهائية للمونديال.. بينما صعد روبرتو كارلوس إلى غرفته التي يشاركه فيها رونالدو.
كارلوس يشدو بإحدى الأغاني البرازيلية ويتمايل بجسده أثناء صعوده إلى الغرفة حتى وصوله لبابها.. يفتح الفتى القصير غرفته بهدوء، لعلمه بنوم صديقه بالداخل.
المفاجأة لطمت روبرتو.. جسد رونالدو ينتفض بشكل جنوني والزبد يخرج من فمه.. كارلوس يقف عاجزًا للحظات ولا يدري ما يحدث لزميله، قبل أن يركض خارج الغرفة لطلب النجدة.
صرخات كارلوس أخرجت زميليه في الغرفة المجاورة – إيدموندو وسيزار سامبايو – ليتساءلا بذعر "ماذا يحدث؟".. روبرتو أشار إليهما نحو غرفته وأنفاسه تتصاعد من هول المشهد.
ركض الثنائي نحو الغرفة ليشاهد عن قرب جسد رونالدو وكأنه يُصعق، ليتقدم نحوه سامبايو بسرعة ويقدم له الإسعافات الأولية، مُزيحًا لسان رونالدو لمنعه من بلعه.
أحدهم ركض مسرعًا للبحث عن الطبيب ليديو توليدو، الذي وصل ورونالدو غارق في نوم عميق، وباقي اللاعبين بدأوا في التوافد على الغرفة لمتابعة ما يحدث لنجم السيليساو قبل ساعات من النهائي المرتقب.
الطبيب أدرك أن الأمر جلل، قبل أن تتفتح عينا رونالدو ويجد زملائه حوله، لكن لم يجرؤ أحدهم على البوح له بما حدث، بينما اضطر توليدو لإبلاغه بالأمر وإقناعه بضرورة خضوعه على الفور لفحوصات عصبية وقلبية، للاطمئنان على حالته.
المفاجئ أن الفحوصات لم تكشف عن معاناة المهاجم الشاب من أي شيء، في الوقت الذي قرر فيه ماريو زاجالو استبعاده من التشكيلة الرسمية بعد النوبة الصادمة التي تعرض لها، والجميع يجهل مصابه.
وصلت الرسالة لزاجالو "لابد أن يلعب رونالدو مهما كان الثمن".. هكذا جاءت من كبار المسؤولين بعد اتصالات مكثفة من شركة "نايكي" الراعية للمنتخب البرازيلي، والتي تدفع مبلغًا قياسيًا يبلغ 105 ملايين جنيه إسترليني، ما أتاح لها فرصة التدخل في بعض شؤون الفريق والقرارات المتعلقة به.
تدخل الشركة الراعية لإجبار المدرب البرازيلي على الدفع بنجم الفريق الأول في نهائي كأس العالم أمام فرنسا أثمر عن بدء رونالدو للمباراة، بعدما حصل اللاعب على الضوء الأخضر من طبيب الفريق، إذ تبين عدم وجود أي شيء عقب خضوعه للفحوصات.
وبعد استبعاده من التشكيلة قبل المباراة واندهاش الصحفيين من غياب النجم الأول للسيليساو، أرسل زاجالو ورقة جديدة تتضمن تواجد رونالدو، لكن الشائعات بدأت في البزوغ مع مرور الوقت.
90 دقيقة تواجد فيها رونالدو داخل الملعب بجسده فقط، لكنه ترك روحه وعقله ومهاراته في تلك الغرفة المعلونة، التي سلبته كل شيء، ولا أحد يعلم ما حدث له بداخلها.
الشائعات بدأت تتناثر في الأرجاء.. خيانة من رفيقته العاطفية تارة، ومؤامرة من الفيفا لمنح فرنسا اللقب مع وعد بمساعدة البرازيل على نيل اللقب في البطولة المقبلة إلى جانب منح البلاد شرف تنظيم المونديال في العقد المقبل، تارة أخرى.
تدخل فرنسا ومحاولة دس السم لرونالدو في الطعام، وكذلك إظهار اللاعب ردة فعل خاطئة أثناء حقنه في ركبته قبل ساعات من المباراة.. كلها شائعات وراء تلك الليلة الملعونة، التي غاب عنها الظاهرة بروحه، لكن جسده كان شاهدًا على النكسة البرازيلية.
زين الدين زيدان يرتقي لعرضية من ركنية، ورونالدو المكلف بمراقبته لا يظهر في الصورة.. المشهد يتكرر مجددًا بعد دقائق معدودة والظاهرة عقله لم يفارق الغرفة الملعونة.. بالكاد أدرك المأساة بعدما صعد للمنصة للانحناء لأحدهم، لم يجد الذهب على صدره، بل كانت الفضة من نصيبه وحلم حمل الكأس الذهبية بات مؤجلًا.. وبقى سر تلك الليلة دفينًا وكأن الكشف عن كواليسه من الموبقات السبع.