آخر تحديث :السبت-11 مايو 2024-10:26ص

ملفات وتحقيقات


(تقرير): أين يكمن مصير العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة ؟!

الأربعاء - 02 أكتوبر 2019 - 05:42 م بتوقيت عدن

(تقرير): أين يكمن مصير العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة ؟!

عدن (عدن الغد) خاص:

تعيش العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة لها حياة معيشية صعبة ومزرية جراء الصراع الذي شهدته هذه المحافظات بين الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً وبين قوات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتياً .

 تمر مدينة (عدن) بأسوأ مراحلها منذ الحرب الأخيرة عليها من قبل الانقلابيين الحوثيين، حيث كانت المدينة تشهد تكاتف مجتمعي وتشتغل الكهرباء والماء وهي في ظل حرب مدمرة فقدت فيها أعز الناس .

أواخر مارس 2015م تختلف تماماً عن اغسطس 2019م، حيث أن الأحداث الأخيرة حدثت بين الحكومة الشرعية وقوات جنوبية تابعة لدولة في التحالف العربي التي جاءت بطلب من الشرعية لاستعادة الدولة من الانقلابيين الحوثيين .

سيطرت قوات المجلس الانتقالي على المحافظات الجنوبية الساحلية (عدن – أبين – شبوة)، وحاولت أن تواصل باتجاه محافظة حضرموت غير أنها خسرت المعركة في شبوة وأبين، لترجع تسيطر على عدن وتتقاسم السيطرة على أبين بينها وبين الحكومة الشرعية بعد تدخل الطيران الإماراتي .

 

حوار المتصارعين

دعت المملكة العربية السعودية في بيان رسمي لها الطرفين المتصارعين (الحكومة – الانتقالي) إلى حوار بين الطرفين في جدة السعودية غير أن هذه الدعوات يبدوا أنه كتب لها الفشل بعد رفض الشرعية لهذه الدعوة .

اشترط مسؤولون في الحكومة الشرعية أن يكون الحوار الذي دعت له المملكة بين الحكومة الشرعية وبين دولة الإمارات التي قالوا إنها من تحرك المجلس الانتقالي، مالم فأن الشرعية لن تجلس على أي طولة حوار مع المجلس الانتقالي .

كشفت مصادر رئاسية في الحكومة الشرعية أن الرئيس هادي رفض أي حوار مالم تعد الحكومة والرئاسة إلى المحافظات المحررة وتبسط سيطرتها عليها وتعود الحكومة لمزاولة عملها كما كانت قبل أحداث أواخر اغسطس من هذا العام .

المصادر أشارت إلى الجانب الحكومي أبلغ المملكة العربية السعودية رفض الحكومة حوار جدة حتى عودة الحكومة والرئاسة إلى مزاولة عملها، وأنه ترفض الجلوس من وفد الانتقالي في جدة .

فشل حوار جدة يعني أن الأزمة ستظل تلاحق المحافظات المحررة وعلى وجه التحديد (عدن)، جراء فشل التحالف العربي الذي تقوده السعودية في دعم الشرعية، وإصرار الإمارات على ضرب قوات الجيش المرابطة في منطقة العرقوب في أبين في حال حاولت التقدم صوب (عدن).

 

مصير (عدن)

علقت العاصمة المؤقتة لـ(ليمن) مصيرها بالأطراف المتصارعة، حيث توقفت الحكومة الشرعية عن العمل بعد أن قامت قوات المجلس الانتقالي بطردها من عدن هروب المسئولين الحكوميين جراء سيطرة الانتقالي على المدينة، وشنت حملات اعتقالات ومداهمات على قيادات أمنية وعسكرية محسوبة على الشرعية .

تعاني العاصمة المؤقتة لليمن من غياب الخدمات الأساسية والضرورية لحياة المواطن، مثل (الأمن والكهرباء والماء)، ناهيك عن المرتبات التي امتنعت الحكومة الشرعية من صرفها بعد طردها منها .

استقبل الانتقالي المطالبات الموجهة له بالتكفل بصرف المرتبات كونه الوحيد المسيطر حالياً، إلا أنه أكد عدم مسئوليته وقام بتوجيه التهمة صوب الشرعية بأنها تقف خلف معاناة المواطن .

أشارت مصادر إلى أن الانتقالي أكد عدم مقدرته على تسيير أمور المحافظات التي تقع تحت سيطرته، حيث وأن هذه المحافظات تمر بأسوأ فترة بعد إخراج الحكومة بالانقلاب عليها من دول مشاركة في التحالف عبر أدوات جنوبية تعمل لديها .

 

موقع الحوثي من الصراع

تناست الأطراف المتصارعة المليشيات الحوثية في مواجهاتها الأخيرة وتفنن الحلفاء في ضرب بعضهم البعض بكل ما أوتيا من قوة، حيث مرت القوات التابعة للانتقالي من عدن حتى شبوة، فيما في أبين توجد جبهة مفتوحة بين المقاومة الجنوبية والجيش من طرف وبين مليشيا الحوثي في جبهة ثرة .

أدعت القوات التابعة للانتقالي طردها للقوات الموالية للإصلاح في العاصمة المؤقتة عدن واستمرت بالتمدد إلى محافظة أبين وواصلت الطريق صوب شبوة، فيما لا زالت مدن في الضالع والصبيحة تقبع تحت سيطرة المليشيات الحوثية .

وجد الحوثيون نفسهم دون مواجهات فقاموا بقصف المنازل في الحديدة وفتح جبهة في الضالع واشعال المواجهات في جبهة ثرة، كما قاموا بالتوغل صوب الحدود السعودية واستطاعتهم من احتلال لواء كامل متكامل بقوته وعتاده يخضع ويمون من قبل السعودية .

الفراغ الذي يعيشه الحوثيين جعلهم يتبنون استهدافات طالت منشآت سعودية، فيما بقيت الأطراف الحليفة منشغلة بمواجهات النفوذ والمصالح في المناطق المحررة .

 

الحلول

يظهر للمشاهد أن لا حلول تلوح في الأفق تخرج عدن والمحافظات المجاورة لها من المأزق والمعاناة التي تمر بها، حيث وأن الأيام القادمة تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت المجهولة .. فالشرعية ستعود إلى عتق عاصمة محافظة شبوة والقوات على أهبة الاستعداد في خط النار بأبين .. فأين يكمن الحل ؟!