آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:36ص

ملفات وتحقيقات


مــن ســـيـــوقـــظ زيـــنــب يــا عــبــدالــلــه ؟!

الخميس - 28 فبراير 2013 - 11:55 ص بتوقيت عدن

مــن ســـيـــوقـــظ زيـــنــب يــا عــبــدالــلــه ؟!
جثة الشهيد عبدالله العمودي

عدن ((عدن الغد)) خاص:


بلال غلام حسين

[email protected]

ذهب عبدالله العمودي ليقابل ربه بعد أن نالت منه رصاصة الغدر والخيانة وأردته قتيلاً, لم يعلم القاتل حينها بأن عبدالله نال الشهادة بإذن الله!! 

 

 أما القاتل فسوف يقبض عبدالله عليه بكلتا يديه يوم القيامة ويسأله فيما قتلتني؟؟؟   على الرغم من أنه أي (عبدالله العمودي) لم يكن ينتمي لأي جماعة أو حزب.  وفي ذلك اليوم الدامي خرج الحبيب عبدالله من بيته كعادته ليقضي حوائج أسرته وليصلي الظهر في مسجد أبان في عدن,  وفي غمرة الدربكة والضرب العشوائي بالرصاص الحي على الشباب العُزل وبينما حاول عبدالله الاختباء وقع منه  تلفونه الجوال, وفي نفس اللحظة أثناء نزوله لالتقاط التلفون, فإذا بذلك الجندي القاتل يصوب رصاصة قاتله الى جسده لتنال منه وترديه صريعاً بدم بارد بعد أن نطق الشهادتين.

 

وعندما أخبرني صديقي ياسر بالذهاب معه لنرى عبدالله في ثلاجة مستشفى الجمهورية قبل أن يوارى الثرى لم أتردد بالذهاب معه لألقي نظرة الوداع الأخيرة على ذلك الوجه السمح الممتلئ بالنور غير مصدق بأنني لن أرى أخي أو أسمع صوته مرة أخرى !! ..

 

وفي تلك اللحظات المهيبة إذا بشريط الذكريات الجميلة يمر من أمامي وأسترجع لحظاته التي لا تنسى حينما كُنا نلتقي في مسجد أبان كل يوم عقب صلاة الفجر مع أولاده لتناول إفطار الصباح ..

 

 

أتذكر أبنته زينب ذات الأربعة أعوام وهي تقول له ببراءة الأطفال: " يا بابا أني أشتي خبز وشاهي!!"  فأقول لأخي عبدالله: " يا عبدالله لا تقيم زينب الفجر ونحن با نأكل عليها الخبز والشاهي." فترد علينا بصوت طفولي : " حسك يا بابا تخليني راقدة وتروح تصلي بنفسك !!" .

 

كثيرة هي الذكريات الجميلة معك أيها الحبيب, ولكن أجملها هي التي كنا نلتقي فيها مع نسمات الفجر الأولى في بيوت الله عندما يخترق صوت الأذان سكون الليل ليفزع المحظوظون بخطوات مأجورة الى بيوت الرحمن ليطلبوا رحمته وغفرانه, وكنت أنت أحد أولئك النفر المحظوظين الذي سعدوا بنيل  رحمته ...

 

هي كلمات مقتضبة حاولت من خلالها أعبر ما يجيش به صدري من ألم يعتصرني بفراقك, ولكن اللحظة مهيبة وأليمة تتحشرج فيها الكلمات في حنجرتي.   ولكن هُناك سؤال لازال يراودني ولا أجد له إجابة وهو: " من سيوقظ زينب يا عبدالله  بعد اليوم؟! "

اللهم أرحم كل شهداء الجنوب الذين رووا هذه الأرض بدمائهم الطاهرة.... 

*الشهيد عبدالله العمودي قتل برصاص قوات الامن اليمنية يوم الـ 21 من فبراير 2013 خلال اعمال قتل طالت مدنيين في عدن ولاحقا قالت الحكومة اليمنية انه عنصر في القاعدة وهو الاتهام الذي احدث حالة من الصدمة في نفوس الناس .

*كاتب المادة بلال غلام حسين - احد ابرز الكتاب والباحثين في عدن