آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-01:47م

أدب وثقافة


وطني يتألم(قصة)

الإثنين - 16 سبتمبر 2019 - 10:30 ص بتوقيت عدن

وطني يتألم(قصة)

(عدن الغد)خاص:

كتبت/ زرقاء الروح:

أعلم أن طفلي سيسألني يوما ما عن أيام كنت في صباي يافعة..

وسأخبره بكل فخر عن وطني العنيد الشامخ المعذب، عن وطني الذي قدم نفسه

لمذبحة كان يرجو منها أن يكون قربان لمستقبل أفضل..

وسأقول له: يا بني لقد كان وطني في خطاه يمشي واثقا متجها لعرس العمر

مبتهجا، وما كان يظن أن هذا العرس مقصلة ستقصه نصفين في عام التسعين،

كانت هامته مرفوعة وجبينه مضيء..

وفي طريقة تم ضربه على كتفه أربعة وتسعون ضربة ولكنه لم يقع، وحين اكمل

المسير تخطفته الطلقات من ألف حدب وصوب عانى من نزيف دام عقدين ويزيد،

ولكن لم يسعفه أحد..

يا بني كان لوطني أكتاف تناطح السماء لا يستسلم رغم السكوت رغم الالم كان

يدعو الله بسلام وهدوء..

ولكن الظلم لم يشأ أن يرحم لم يشأ أن يهدم فأعاد الضربة مرارا وتكرارا حتى ظن الظلم انه اصاب برمحه صدر وطني وجعل فيه الفين وخمسة عشر ندبه،

لكنها لم تستطع كسره ايضا، وإنما زادته صلابه وقوة في حين كان يلتفت ليرى

من يسقط حوله ومن يعلو والكل في عالمه يهيم، وكل وراء مصلحته يلهث..

أتظن يا بني أن كل ذلك قد اثناه او عذله..؟

هيهات فما يثبت النقش إلا في قسوة الصخرة..

ولا يرضى السبع أن يغزى او يستباح وكره..

فكل ذلك قد رفع همته وضرب على قلبه وشد أزره..

كان كل ذلك يحدث والكل يصمت دون كلمة دون حرف والكل يتهرب من إنقاذ

جراحة، والكل يقول مالي في أمره..

تم التخلي عن وطني، فلما وجد نفسه هكذا شد بيده العتلة وما فعل ذلك حتى أدرك جميع الخائنون انه مجرم فكيف يرفع في وجه الظلم عتلة..

وأبصرت يا بني كيف انهم اجمعوا على ان وطني رغم جراحه كان مجرماً لم يبصروا الإجرام الذي حل  به ولكن أبصروا تلك العتلة، ورغم أنف الظلم سيصل وطني..

تلك العتلة لم تكن كمعول عادي لقد كانت ملايين الرجال، وشجاعة الابطال، وشرف الاعراض وكل دموع وقهر النساء والأطفال..

وساعتها ضرب وطني ضربته في كبد الظلم وصل وطني لحلق الظلم فاستأصله،

فاليوم ثرثر أيها الظلم كما شئت فلم يعد لك في وطني شيء إلا كحبة الحنظلة..