بَريقُ الدَّهر غَيَّرَ لِي حِسَابي
وحَالُ النَّاسِ أَفْقَدَنِي صَوابِي
ونَارُ الشِّعرِ ِتَحملني وتَمضي
إلى وَهْمِ الخِداعِ على السَّرابِ
إلى وطنٍ .. تَمَلَّكَنِي بشوقٍ ..
وأَحْلمُ أنْ يُقَدَّرَ لِي إِيَـــابِي!
أَحِنُّ إليهِ .. مُتَّشِحَاً بِعشْقٍ ..
يُؤرِّقُ في الجوى عُمُرَ الشبابِ
إ01 -
لى حيثُ التَّآخِيَ قَدْ تَهَاوَىَ ..
وحبُّ الناس يُلقى في الترابِ
**********
وتُجَّارُ الحروبِ أَدَامُوا عَزْمَاً
على هَدْمِ المَعَابِدِ والقِبَـــابِ
على قَصْفِ المَدَارسِ كُلَّ يَومٍ ..
وقَتْلِ النَّفسَ فِي شَتَّى الهِضَابِ
وسَحْقِ الآَمِنِينَ بِكُلِّ وَادٍ ..
بِلَا ذَنْبٍ سِوَى عِشْقُ الخَرَابِ
وتَغْيِيرِ البِلادِ إلَى شَتَاتٍ ..
كَتَغْيِير القَديمِ مِنَ الثِّيَابِ
لِتُصْبِحَ أَرْضُنَا مَرْعَىً ومَأوَىً
لِتُجَّارِ السِّلَاحِ .. مِنَ الكِلَابِ
لِأَبناءِ الدَّمَارِ ومَنْ تَآَخَوْا
على عِشْقِ المَظَالِمِ والعَذَابِ
على حَرْقِ السَّلَامِ على رُبَانَا
وجَعْلِ الشَّعْبِ قُوتَاً لِلذِّئَابِ
**********
ولَكنْ قَدْ طَغَى فِرْعَونُ يَومَاً
وأُغْرِقَ جَيْشُهُ تَحْتَ العُبَابِ
وأَحْرَقَ سَابقاً "نَيْرُونُ" رُومَا ..
وعَادتْ بَعدهُ فِي أَلْفِ بَابِ
وعُمْرُ الظُّلمِ ليْسَ لهُ خُلُودٌ
وإِنْ خَضَعَتْ لهُ كُلُّ الرِّقَابِ
وإِنْ مَنَعُوا الطَّعَامَ لِكُلِّ حَيٍّ
وزادُوا القَهْرَ حَتَّى فِي الشَّرَابِ
فَفِي التَّارَيخِ عَلَّمَنَا اعْتِبَارٌ ..
"فَمَا بَاغٍ أُجِيزَ مِنَ العِقَابِ"!!!!