في احتفالات مهرجان يافع التراثي في الموسطة – يافع، الأسبوع الماضي جرت وقائع تسليم النسخة الخامسة من جائزة "العُر" للإبداع وخدمة المجتمع للفائزين في أجواء احتفالية بهيجة، وشارك في مراسيم التكريم الشيخ عبدالرب أحمد النقيب شيخ الموسطة- نقيب يافع، إلى جانب المكلفين من قبل رعاة الجائزة وهم: أ.فضل قاسم أبو سند، الشيخ قاسم ثابت العيسائي، د.علي صالح الخلاقي.
وفي البدء نشير إلى أن هذه الجائزة أهلية، محايدة، ترعاها أسرة آل بن شيهون الكرام، وتكتسب أهميتها من كونها بعيدة عن الأغراض السياسية، وتُسخر كما يشير اسمها لدعم وتشجيع وتكريم الرُّواد والمبدعين والموهوبين المتميزين أفراداً أو جهات في مجالات الإبداع المختلفة بهدف خدمة وتطوير بيئة المجتمع في يافع وتحقيق السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي والنهوض الحضاري.
وهكذا فخيط الصلة الذي أراده رعاة الجائزة في سبيل بلوغ الجائزة هو خدمة منطقة يافع بعموم مديرياتها التي تتوزع بين محافظتي لحج وأبين، من قبل أي كان، وهم بهذا الفعل الذي يشكرون عليه يسدون ثغرة كان يفترض أن تشغلها المؤسسات الرسمية المحلية أو المركزية الغائبة عن تشجيع الإبداع والمبدعين في هذه المنطقة ، كما في كثير من مناطق بلادنا.
ومن أهداف الجائزة تشجيع الرواد والمبدعين والموهوبين وإذكاء روح التنافس والإبداع والتميز في مجالات الجائزة المحددة، بما يحقق خدمة المجتمع وتنميته. وتشجيع التعليم واستخدام وتطبيق التقنيات الحديثة في العملية التربوية والتعليمية المحفزة للابتكار والإبداع والتميز، وتكريم الجهود المتميزة للعاملين في مجال التربية والتعليم وتشجيع الاهتمام بالموروث الشعبي الأصيل والرقي الحضاري بكافة المجالات ونشر ثقافة الإبداع في المجتمع في يافع وإبراز دورها في التنمية الاجتماعية.وتشجيع السلم والاستقرار الاجتماعي وتقوية الروابط الاجتماعية وتشجيع النهوض الحضاري.
ووفقا لتلك الأهداف يتواصل تقديم الجائزة للعام الخامس على التوالي، حيث يتم اختيار الفائزين من بين المتقدمين لها على أسس موضوعية ووفقا لمجالات الجائزة التي تتمثل بالتفوق العلمي والمعرفي والإبداع الأدبي والثقافي والإعلامي والإنجازات التي ترفع من مكانة منطقة يافع وتشكل نموذجاً يحتذى به والإبداع المجتمعي في ابتكار حلولٍ لمشكلات اجتماعية قائمة باستغلال القدرات الذاتية والمشاركة المحلية والجهود والإنجازات التي ساهمت وتُسهم في السِّلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي وتقوية الروابط الاجتماعية في المنطقة والإنجازات التي لها أثر إيجابي ومنفعة عامة في كافة مناحي الحياة، وتلك الأعمال التي تبرز الموروث الشعبي والحضاري الأصيل للمنطقة وأهلها.
وفي ضوء ما تقدم كان الاختيار للأربعة الفائزين هذا العام ممن نقدم هنا إضاءات عن حيثيات قبولهم من قبل لجنة الجائزة:
(1)الأستاذ محمد سالم بن علي جابر، شخصية تنويرية، أسهم بجهده وماله ووقته في النهوض الثقافي والتوثيق والنشر، من خلال المؤسسات والمراكز التي يرعاها أو يقف على رأسها كمؤسس ومشرف عام نذكر منها: مركز حضرموت للدراسات والتوثيق والنشر، مركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية، دار الوفاق للدراسات والنشر، الموسوعة اليافعية، وجهوده الدؤوبة لمد وتعميق الروابط الأخوية مع حضرموت في الداخل والخارج، واهتمامه بنشر الكتب والمجلات، التي تصدر عن تلك المراكز، مثل مجلة "تشاريف" ومجلة "حضرموت الثقافية" ..الخ.
(2)الأستاذ علي صالح محمد، شخصية وطنية واجتماعية، أسهم بمبادرات ذاتية وبجهده وإمكانياته في دعم التعليم وفي الحفاظ على البيئة، من خلال وضع دراسة توضح الوضع المائي في هضبة يافع واضرار مياه الصرف الصحي على الإنسان والمياه والنبات والتربة ووضع مخطط تنفيذي لمعالجة مياه الصرف الصحي المنزلي أو لمجموعة منازل متجاورة بحكم تضاريس منطقة يافع وتجربته الشخصية الرائدة والناجحة، التي يمكن تعميمها والاقتداء بها وكذا مساهمته الرائدة في تطوير التعليم والنهوض به (مشروع صفي- مدرسة الشهيد علي بن علي) بإدخال تعليم اللغة الانجليزية من الصف الأول وتعليم الكمبيوتر وإدخال الطاقة الشمسية للمدرسة وتحديث كافة الصفوف وتحسين سكن المدرسات. فضلا عن مساهماته المتعددة في خدمة المجتمع.
(3)الرسام المبدع زكي حيدرة العسيلي، الشهير بالاسم الفني (زكي يافع) لدوره المتميز في إبراز الهوية اليافعية الأصيلة والحضارية في أعماله الفنية العديدة وإيصال رسالته الفنية إلى المحافل العربية والدولية من خلال مشاركاته الفاعلة في 11 معرض فني تشكيلي، وإقامته لمعارض تشكيلية مشتركة مع فنانين عرب وأجانب، وحصوله على شهادات التميز والعديد من الجوائز من معارض وملتقيات دولية، وتحكيمه للعديد من المسابقات المحلية للرسامين الشباب، وتدريسه فنون الرسم للشباب في دورات محلية وخارجية.
(4)جمعية ذي ناخب التعاونية الزراعية لجهودها المتميزة في تطوير الزراعة وبناء السدود، وحينما نتحدث عن هذه التعاونية النموذجية فإنما نتحدث عن قيادتها التي وعلى رأسها الأستاذ علي حسن الناخبي، الذي يقف وراء هذا النجاح المتواصل مع بقية زملائه. ويكفي أن نذكر بعض الانجازات التي استحقت التعاونية التكريم بسببها ومنها: انجاز الدراسات الخاصة بالحفاظ على دفاعات الوديان الزراعية التي شيدها الأجداد من أضرار السيول الجارفة، ووضع خارطة جغرافية منطقة يافع الطبيعية ووديانها الزراعية في السهل والجبل، وتنفيذ الدراسات الطبوغرافية والجيولوجية والمساحية والتصاميم الهندسية لعدد 22 سد وحاجر وخزان مائي لمياه السيول في يافع، ومتابعة وانجاز العديد من السدود والحواجز المائية التي تؤثر إيجابا على ارتفاع نسبة المياه الجوفية للآبار وتأمين المياه المنقولة في صهاريج المياه إلى منطقة الهضبة في أوقات الجفاف، والبدء بإنشاء شبكة توصيل المياه، وإدخال أساليب الري الحديثة لترشيد استخدام المياه في الزراعة وتنمية قطاع الزراعة وتحسين المحاصيل الزراعية ورفع وعي المزارعين بذلك وإعادة نشاط المزارعين للنهوض بزراعة البُن الذي تشتهر به يافع، وإنشاء معمل حديث لإعداد محاصيل البُن للتصدير، والاستمرار بمتابعة تنفيذ وإنجاز السدود والحواجز المتبقية.
وقد مُنح كل فائز على درع الجائزة وشهادة تقديرية ومبلغ مليون ريال.
ختاماً تهانينا الحارة للفائزين، والشكر لرعاة الجائزة (آل بن شيهون)، سائلين الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم، وأن يتأسى بهم بقية رجال الأعمال في أرجاء الوطن لدعم التميز والإبداع والنشاط الاجتماعي المثمر..
#أبو_أوسان_الخلاقي
