آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-07:55م

اليمن في الصحافة


ظاهرة تستشري.. الكلاب الضالة تقتل 50 يمنيًا

الإثنين - 26 أغسطس 2019 - 06:18 م بتوقيت عدن

ظاهرة تستشري.. الكلاب الضالة تقتل 50 يمنيًا

(عدن الغد) إرم نيوز

تشهد عدة مدن في اليمن انتشارًا هائلًا لظاهرة الكلاب الضالة التي تعقر المواطنين، خاصة الأطفال، والتي تسفر عن آلاف الإصابات، فضلًا عن حالات الوفاة المتزايدة.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في العاصمة اليمنية صنعاء، عن وفاة 50 يمنيًا متأثرين بـ“داء الكلب“؛ بعد مهاجمتهم من قبل الكلاب الضالة في مناطق سيطرتها، منذ بداية العام الجاري.

وأشارت الوزارة، في تقرير نشرته وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أن عدد الأشخاص الذين تعرضوا لعضات الكلاب منذ بداية العام حتى مطلع أغسطس 2019، بلغ 9 آلاف و498 حالة، قضى منها 50 حالة. 

وتتصدر ثلاث محافظات ”إب وذمار وأمانة العاصمة صنعاء“، قائمة المحافظات الأكثر تعرضًا لهذه الظاهرة؛ نتيجة انتشار الكلاب فيها بشكل كبير، حيث أشار التقرير إلى أن ”التقدير الحقيقي لهذه الحالات يتجاوز هذا الرقم بأربعة أضعاف لعدة أسباب، أهمها جهل سكان المنطقة الريفية بخطورة التعرض لعضات الكلاب، فضلًا عن بعدهم عن مرافق تقديم الخدمة“. 

الأطفال في مصيدة الكلاب

الصراخ الذي يأتي من صالة الطوارئ بمستشفى الثورة العام بصنعاء- الخاضع لسيطرة الحوثيين- كان يبدد الأصوات المتداخلة للمواطنين والمرضى، طفل في السابعة من عمره، تجمع حوله بعض الممرضات للإمساك به وأخرى كانت تنظف وجهه من الدماء التي تجلطت، فيما اكتفت والدته بالانزواء بالقرب من السرير الذي مدد عليه، بدون الاكتراث لدموعها التي كانت تنهمر بشدة. كانت جراحة غائرة، فقد عبث كلب ضال بوجهه بشدة، ونهش أجزاء منه.

وقالت والدة الطفل أيمن لـ“إرم نيوز“، إن نجلها كان يلعب بالقرب من باب المنزل، عندما جاء كلب شارد وهاجمه، حاول بعض الجيران إبعاده عن ابنها لكنه كان يعض وجهه ويديه بشدة، مضيفة: ”فر الكلب، بعد أن تعرض للضرب على يد الجيران، لكن كان وجه طفلي ملطخًا بالدماء“.


يسكن أيمن في حي مذبح بصنعاء، وهو ضمن المئات من الأطفال الذين يتعرضون لعضات الكلاب الضالة بشكل أسبوعي- بحسب طبيبة في قسم الطوارئ تدعى مريم الأصبحي، التي قالت: ”لا يمر يوم بدون أن يستقبل قسم الطوارئ حالات عضات للكلاب، وتصل في بعض الأحيان إلى عشرين حالة، جلهم من الأطفال“.

وتابعت: ”أن بعض الأسر ليست لديها القدرة على شراء أدوية داء الكلب، لذا في العادة تتم مراقبة الكلب عدة أيام إذا كان معروفًا، وفي حال موته يتم أخذ اللقاح الخاص بداء الكلب، وفي حال كان الكلب مشردًا نشدد على ضرورة أخذ اللقاح؛ خوفًا من أن يكون الكلب مصابًا بالسعار“.

تكاليف علاج باهظة

يحتاج المصاب بعضات الكلاب الضالة إلى ثلاث جرعات، يصل سعر الجرعة الواحدة إلى 12 ألف ريال، وهو مبلغ كبير بالمقارنة مع مستوى دخل الأسرة اليمنية في ظل الحرب التي تعصف باليمن.

مصدر في صندوق النظافة والتحسين بأمانة العاصمة صنعاء، أشار في حديث مقتضب لـ“إرم نيوز“، إلى أن الحملات التي تنفذ في صنعاء – كان آخرها في شهر فبراير/شباط الفائت- تحدث بشكل عشوائي، وأنّ الهدف منها تبرير نهب الميزانية المخصصة لمكافحة الكلاب الضالة.

رقم هائل

ولفت إلى أن عدد الكلاب الضالة في شوارع صنعاء تتجاوز 120 ألف كلب، توقفت حملات مكافحتهن منذ 2015م؛ بسبب استيلاء الميليشيات الحوثية على الميزانية المخصصة لتلك الحملات.

هذا الرقم الهائل من الكلاب الضالة يهدد المئات من سكان صنعاء، إذ إنه حتى منتصف العام الحالي 2019م، توفي 12 يمنيًا، جلهم من الأطفال، في تسع محافظات – أغلبها تقع ضمن سيطرة الحوثيين- بعد إصابتهم بداء الكلب؛ إثر عضات كلاب مسعورة.

وفي العام الماضي 2018، توفي 23 يمنيًا، تؤكد إحصائيات البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب أنه جرى تسجيل إصابة 6943 يمنيًا بعضات الكلاب، في 25 مركزًا لمكافحة داء الكلب.

ندرة اللقاح
ويستقبل مركز البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب في المستشفى الجمهوري بصنعاء أكثر من عشرين حالة يوميًا، وهو واحد من ثلاثة مراكز متخصصة لاستقبال تلك الحالات في صنعاء، لتتجاوز الحالات سقف أربعين حالة عض كلاب للمواطنين يوميًا في صنعاء وحدها.

وقال محمد سيلان مسؤول وحدة مكافحة داء الكلب في محافظة ذمار – 100 كم جنوب صنعاء- إن آخر كمية لقاح حصلت عليها الوحدة كانت منتصف العام الفائت 2018م، وهي ثلاثة آلاف ”فياله“- جرعة لقاح، وهي كميات قليلة جدًا مقارنة بعدد الذين يتعرضون لعضات الكلاب الضالة.

وأشار سيلان لـ ”إرم نيوز“، إلى أنّ الشخص الواحد محتاج للحصول على ثلاث جرعات من اللقاح؛ لكي يتجاوز خطر الإصابة بداء الكلب.