آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-01:42ص

اليمن في الصحافة


هل تحول اليمن إلى نقطة خلاف بين الرياض وأبو ظبي؟

الأحد - 11 أغسطس 2019 - 10:11 م بتوقيت عدن

هل تحول اليمن إلى نقطة خلاف بين الرياض وأبو ظبي؟
مسلحو المجلس الانتقالي بعد سيطرتهم على القصر الرئاسي في عدن

لندن ((عدن الغد)) بي بي سي:

بدا من خلال تطورات الساعات الأخيرة في عدن باليمن، أن كلا من مسلحي المجلس الانتقالي (انفصالي)، وداعمهم الرئيسي الإمارات، قد تراجعوا عن مواقفهم السابقة، بعد دخول السعودية بثقلها، في مواجهة التحرك الأخير لمسلحي المجلس، والذين كانوا قد أحكموا سيطرتهم في وقت سابق على قصر (المعاشيق) الرئاسي، وعدة مواقع أخرى في عدن.

وكان التحالف العربي بقيادة السعودية، قد قصف وفق لبيان له الأحد 11 آب/ أغسطس، مناطق قال إنها تشكل "تهديدا مباشرا، لأحد المواقع المهمة للحكومة الشرعية اليمنية". "

ودعا بيان التحالف المجلس الانتقالي الجنوبي الساعي لاستقلال جنوب اليمن، "للانسحاب الفوري والكامل من المواقع التي استولى عليها بالقوة"، مؤكدا أنه "سيتولى حماية المواقع التي ينسحب منها المجلس الانتقالي".

وأشارت التقارير الواردة من عدن، إلى أن مسلحي المجلس الانتقالي، باشروا الانسحاب من المواقع التي سيطروا عليها سابقا في عدن، بعد استهداف أحد هذه المواقع من قبل قوات التحالف، كما تحدثت التقارير عن هدوء يسود المدينة صباح الأحد، بعد تلك التطورات.

وبدا التراجع عن المواقف السابقة واضحا، في لهجة قيادات المجلس الانتقالي، إذ نشر هاني بن بريك نائب رئيس المجلس، عبر حسابه على تويتر تغريدة، أكد فيها التزامه بشرعية حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ووقوفه إلى جانب التحالف العربي بقيادة السعودية.

من جانبه اعتبر نائب قائد شرطة دبي، ضاحي خلفان، وهو إحدى الشخصيات البارزة في الإمارات، أن "مشروع يمن موحد هو مشروع ممتاز"، مشددا على ضرورة الشراكة الإماراتية الأبدية مع السعودية وقائلا عبر تويتر أيضا "أرجو ألا يزايد علينا البعض في حبنا وتقديرنا للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا".

وتمثل التغريدات الأخيرة لخلفان، انقلابا في موقفهن حيث كان ينادي فيما سبق بضرورة تقسيم اليمن، مشددا على أنه يجب عدم ربط مصير الجنوب والشمال بالرئيس عبد ربه منصور هادي أبدا، كما وصف في تغريدات سابقة ربط الشمال بالجنوب بأنه "وحلة" لا "وحدة"، معتبرا أن "التسوية هي نزع فتيل الوحلة وليس الوحدة".

وفي تطور مواز نقلت وكالة أنباء الأناضول عن مصدر يمني، قوله إن كلا من أحمد الميسري نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية في الحكومة اليمنية، ووزير النقل صالح الجبواني، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة في اليمن، وصلوا مساء السبت 10 أب/ أغسطس إلى العاصمة السعودية الرياض قادمين من عدن

وكانت الرياض قد وجهت الدعوة للأطراف اليمنية المتحاربة في عدن، لحضور اجتماع عاجل في المملكة العربية السعودية، " لمناقشة الخلافات وتغليب الحكمة والحوار ونبذ الفرقة ووقف الفتنة وتوحيد الصف".

التحالف العربي بقيادة السعودية يقصف الانفصاليين في عدن

وتدخل التحالف، الذي تقوده السعودية، في عدن دعما للحكومة اليمنية بعد أن سيطر الانفصاليون الجنوبيون بشكل فعلي على المدينة الساحلية الواقعة جنوب البلاد.

ونقل التلفزيون الرسمي السعودي عن بيان أن التحالف "استهدف إحدى المناطق التي تشكل تهديدا مباشرا لأحد المواقع المهمة للحكومة الشرعية اليمنية" في إشارة إلى حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي تتخذ من عدن مقرا مؤقتا لها.

ولم يحدد البيان الموقع المستهدف لكن مسؤولا محليا قال لرويترز إن التحالف استهدف قوات انفصالية في منطقة محيطة بالقصر الرئاسي شبه الخاوي في حي كريتر. وهادي مقيم في الرياض. وأضاف البيان "ستكون هذه العملية الأولى وستليها عملية أخرى في حال عدم التقيد ببيان قوات التحالف".

ووصفت الحكومة اليمنية استيلاء المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن بأنه "انقلاب".

وكان التحالف قد هدد بالقيام بعمل عسكري إن لم ينسحب الانفصاليون من معسكرات الجيش التابعة للحكومة والتي سيطروا عليها السبت في مدينة عدن وأوقفوا القتال.

واستمرت الاشتباكات أربعة أيام، وجاء في بيان صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن "قتل وجرح عدد من المدنيين منذ 8 آب/أغسطس الماضي حين اندلع القتال في مدينة عدن. وتفيد تقارير أولية أن ما يصل إلى 40 شخصا قتلوا و260 جرحوا".

وقال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني علي بريك على تويتر إن المجلس لا يزال ملتزما بالتحالف لكنه يؤكد على "عدم التفاوض تحت وطأة التهديد". ووافق المجلس في وقت سابق على وقف لإطلاق النار.

وكانت الرياض دعت الأطراف اليمنية المتحاربة في عدن إلى اجتماع عاجل في السعودية.

وصرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية بأن بلاده "تابعت بقلق بالغ" تطور الأحداث في العاصمة اليمنية المؤقتة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المصدر قوله إن المملكة توجه الدعوة للحكومة اليمنية ولجميع الأطراف التي نشب بينها النزاع في عدن لعقد اجتماع عاجل في الرياض "لمناقشة الخلافات وتغليب الحكمة والحوار ونبذ الفرقة ووقف الفتنة وتوحيد الصف".

وأضاف أن الإجتماع يهدف "للتصدي لميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى، واستعادة الدولة وعودة اليمن آمنا مستقرا."

يذكر أنه على الرغم من اصطفاف الإيرانيين مع الحوثيين، فإنهم ينفون ضلوعهم في الحرب الأهلية في اليمن.

ودعت قوات التحالف المجلس الانتقالي إلى سحب قواته من مواقعه في عدن أو مواجهة المزيد من الإجراءات العسكرية، وقالت إنها شنت غارة ضد "تهديد" لحكومة البلاد.

وقد وافق الجانبان على وقف لإطلاق النار، ولكن لم يتضح الموقف بعد غارة التحالف.

وخاض الانفصاليون الجنوبيون حربا إلى جانب القوات الحكومية في أغلب فترات الحرب الأهلية ولكن يبدو أنه لم يكن تحالفا سهلا.

ما هو الوضع على الأرض؟

وكانت عدن قاعدة مؤقتة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف به دوليا بينما يتخذ الرئيس نفسه من العاصمة السعودية الرياض مقرا له.

وقال مسؤول في ميليشيا الانفصاليين الجنوبيين لوكالة الأنباء الفرنسية إنهم سيطروا على قصر الرئاسة السبت دون قتال.

وقال المسؤول: "إنه تم توفير مخرج آمن لـ 200 من حرس قصر الرئاسة."

عدنمصدر الصورةEMPICSImage captionأحد مقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي يحتفل بالسيطرة على عدن

وأكد شاهد عيان للوكالة تسليم مجمع قصر الرئاسة.

وقال مسؤولون إن الانفصاليين سيطروا أيضا على منزل وزير الداخلية وثكنات تابعة لقوات هادي.

كما قال مسؤول في حكومة هادي لوكالة رويترز للأنباء: "لقد انتهى الأمر، فقد سيطرت قوات المجلس الانتقالي على المعسكرات الحربية."

ووصفت وزارة الخارجية اليمنية هذه الخطوة بأنها "انقلاب ضد مؤسسات الحكومة المعترف بها دوليا."

وكانت الإمارات، التي سلحت ودربت الآلاف من المقاتلين الانفصاليين الجنوبيين، قد دعت إلى الهدوء وجددت الدعوة للتركيز على قتال الحوثيين المدعومين من إيران الذين سيطروا العاصمة صنعاء في عام 2014.

ما هي كلفة النزاع؟

ووصفت "منظمة أطباء بلا حدود" عدن السبت بأنها "ساحة معارك" مشيرة إلى أن المستشفى التابع لها هناك يعمل بأقصى طاقته. وقالت المنظمة إنها قدمت العلاج لأكثر من 119 مريضا في أقل من 24 ساعة وسط القتال الدائر.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 40 شخصا لقوا حتفهم منذ 8 أغسطس/آب الجاري فضلا عن إصابة 260 آخرين.

غير أن مسؤولين في الأمن اليمني يقولون إن أكثر من 70 شخصا، من بينهم مدنيون، راحوا ضحية القتال.

وكانت الحرب الأهلية في اليمن قد دمرت البلاد وأسفرت عن مقتل آلاف المدنيين فضلا عن نقص في الغذاء والرعاية الصحية أثر على الملايين.

وبعد 8 سنوات من النزاع يشار إلى اليمن باعتبارها أسوأ أزمة إنسانية من صنع البشر.

فمنذ عام 2015 لقي 7200 شخص مصرعهم، ولكن هناك من يرى أن العدد أكبر من ذلك بكثير.

ويقدر مكتب الإغاثة التابع للأمم المتحدة أن عدد الأطفال الذين قتلوا أو تعرضوا لتشوهات منذ عام 2013 يصل إلى 7508.

وتقول الأمم المتحدة إن قطاعا واسعا من الشعب اليمني يحتاج إغاثة إنسانية ليظل على قيد الحياة في وقت لا تقدر فيه الغالبية على توفير غذائها، كما أن الملايين صاروا على بعد خطوة واحدة من المجاعة.

وأحكم الانفصاليون سيطرتهم على مدينة عدن جنوب اليمن بعد أيام من القتال مع القوات الموالية للحكومة المدعومة دوليا.

وقالت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، والذي يريد استقلال الجنوب، إنها سيطرت على المعسكرات الحربية وقصر الرئاسة.